النصر يقود إلى نصر
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
مُنذ "7 أكتوبر" وتتوالى الانتصارات التي تُحقِّقها الأمة العربية والإسلامية بفضل الله، ثم بفضل المجاهدين الأوفياء والصادقين والصابرين في غزة العزة، ومن ورائهم شعب الجبارين الذين لم ينهزموا رغم القصف الهمجي والوحشي من آلة العدو الصهيوني، بل كانوا خط الدفاع الأول عن المقاومة وما تقدمه من نصر على الأرض، وكما يُقال النصر يتلوه نصر، والهزيمة تجر إلى هزيمة أكبر، وخلف هؤلاء الأبطال كان النصر الذي تحققه المقاطعة الاقتصادية والتجارية لكل المؤسسات والشركات والجهات والدول الداعمة لقتل أطفال ونساء وشيوخ أهل غزة الأبرياء.
وسلاح المقاطعة أثبت يوما بعد يوم نجاحه وفاعليته وأثره، وبدأت الشركات والمؤسسات "المتصهينة" تبث الكثير من الرسائل التي تُبرهن بأنها غير داعمة، أو أن صاحب العلامة التجارية في البلد لا يدفع إلا نسبة قليلة للشركة الأم ورسائل أخرى توضح أنَّ المقاطعة غير مجدية وأن أسهم هذه الشركات مرتفعة ولها رواج، ولا يدرون بأن العالم أصبح يُدرك اللعب الذي يلعبونه، ويدرك أن ضخ الأموال الطائلة لدعم هذه الأسهم واضح للعيان، بأن الدفع لمستهلكين حتى يقفوا طوابير أمام محلاتهم ومراكزهم التجارية لم يعد يمر على الناس التي أصبحت تعي ما تفعله الشياطين، وأن زمن الضحك علينا كمستهلكين ولى إلى غير رجعة.
إنَّنا ثابتون على المقاطعة الدائمة والمستمرة هذه المرة فقد بلغ السيل الزُّبى، وعلى الشركات والمؤسسات التي تحمل العلامات التجارية وتعمل في البلد أن تغير سياستها وتبعيتها لهذه العلامات كما حصل في روسيا عندما قررت هذه العلامات الانسحاب من السوق الروسية، وقام أحد التجار الأذكياء بتغيير العلامات التجارية والعمل على سياسة جديدة، ووظف أكثر من الموظفين الموجودين سابقا، وفتح فروعا أكثر من الفروع الموجودة، ونجح نجاحًا منقطع النظير، وهذا يعني أنكم قادرون على النجاح بعيدا عن هؤلاء القتلة ومصاصي الدماء.
وعلينا جميعا أن ننتبه إلى أنَّ الضغوطات سوف تتزايد علينا من جوانب مختلفة والمندسين الصهاينة من العرب والمسلمين موجودون، وهم مثبطون لكل الجهود التي تبذل في مجال المقاطعة التجارية والاقتصادية؛ فتارة يقولون إنَّ موضوع المقاطعة لابد أن يصدر بقرار من الحكومة، وأحيانًا: "لازم نفكر في الموظفين الذين يعملون بهذه الشركات"، وأخرى "لازم تكون هناك فتوى صريحة من المفتي الخاص بالدولة"، وفي كل مرة يسوقون الأعذار لهذه الشركات ويُلقون اللوم على المستهلكين بأنهم دمروا بيوت مواطنين، وهكذا لا يستنكفون أن يكونوا عونا للصهاينة أكثر من الصهاينة.
المقاطعة لابد أن تستمر وبشكل دائم؛ فهذه الشركات والمؤسسات والمطاعم والدول والجهات لها بدائل في السوق، وهناك خيارات متعددة، وحتى وإن افترضنا وجود بديل أغلى بشيء بسيط وهو وطني فهو يمثل خيارنا الأول، وهذه المقاطعة مفيدة لنا صحيا واجتماعيا واقتصاديا وتجاريا، فلا تعودوا للشراء ممن أساء إلينا وقتل أطفالنا ونساءنا وأمهاتنا وكبار السن الأبرياء في غزة العزة.. ودمتم ودامت عُمان بخير.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«العلامات الحيوية» للأرض مقلقة وتدق ناقوس الخطر
أفاد تقرير علمي صادم أن عددا متزايدا من «العلامات الحيوية» للكوكب التي تعكس حالة المناخ والبيئة أصبحت سيئة بشكل مثير للقلق.
كتب ويليام ريبل من جامعة ولاية أوريجون وزملاؤه: « إننا نقف على حافة كارثة مناخية لا رجعة فيها. ولا شك أن هذه حالة طوارئ عالمية، حيث أصبح الكثير من عناصر الحياة الأساسية على الأرض معرضًا للخطر».
ويأتي تقييمهم في التقرير السنوي الخامس لحالة المناخ الذي تقوده شركة ريبل، في محاولة لتقديم تحذير واضح لما يقول الباحثون إنه أزمة، بالنظر إلى التطرف الذي قـِيسَ عبر مؤشرات رئيسية، من مستويات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، إلى فقدان غطاء الأشجار.
إننا أمام حالة طوارئ عالمية لا يمكن إنكارها، حيث أصبح جزء كبير من نسيج الحياة على الأرض تحت التهديد.
ويقول (مايكل مان) من جامعة بنسلفانيا، وهو أحد المؤلفين المشاركين في التقرير، الذي يضم أيضًا المؤرخة (نعومي أوريسكيس)، وعالم الأرض (تيم لينتون)، وعالم المحيطات (ستيفان رامستورف): «أزمة المناخ ليست تهديدًا بعيدًا، بل هي أزمة تأثيرها هنا والآن».
قام الباحثون بتقييم 35 «علامة حيوية»، بما في ذلك كمية الحرارة في المحيطات وسُمْكُ الأنهار الجليدية. تشمل العلامات الحيوية أيضًا مقاييس للعوامل البشرية التي تحرك العديد من هذه التغييرات، مثل إنتاج اللحوم للفرد الواحد ودعم الوقود الأحفوري.
ومن بين هذه المقاييس الـ35، وجد التقرير أن 25 منها وصلت إلى مستويات قياسية هذا العام، حطّم معظمها الأرقام القياسية المسجلة في عام 2023. ارتفع عدد السكان إلى 8.12 مليار شخص في وقت سابق من هذا العام، بينما وصل عدد الماشية المجترة، المصدر الرئيسي للميثان، إلى 4.22 مليار حيوان. وتجاوزت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي هذا العام ما يعادل 40.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مما دفع المستويات الجوية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، وهو من الغازات الدفيئة القوية التي تنبعث من التربة، إلى مستويات مرتفعة جديدة.
كما وصلت تأثيرات تغير المناخ إلى مستويات قياسية. فهناك المزيد من الحرارة في المحيطات، ومياه البحر أصبحت أكثر حمضية، في حين يستمر مستوى سطح البحر في الارتفاع، كما أن كميات قياسية فقدت من الكتلة الجليدية في جرينلاند. كما ارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة في الولايات المتحدة، إذ يبلغ الآن 0.62 لكل 100 ألف شخص سنويا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تزيد عن 30 في المائة عن عام 2023.
«لقد قمنا الآن بإدخال الكوكب إلى ظروف مناخية لم نشهدها نحن أو أقاربنا ما قبل التاريخ من جنسنا بني الإنسان،» كما كتب الباحثون في هذا البحث.
خمسة مؤشرات لم تسجل أرقاما قياسية العام الماضي، لكنها سجلت أرقاما قياسية في عام 2024. ويشمل ذلك الاستهلاك القياسي للفحم والنفط. وفقدت الطبقة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية كتلة أكبر من أي وقت مضى خلال السنوات الـ22 الماضية. وبلغت مساحة الغابات المحترقة 11.9 مليون هكتار، وهو رقم قياسي. وارتفعت درجات الحرارة العالمية المتوسطة إلى ما يزيد عن المتوسط أكثر من أي وقت مضى في السنوات الـ145 الماضية على الأقل.
يقول توماس كروثر، عالم البيئة في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، المشارك في تأليف التقرير: «من المذهل أنه في عالم يعاني فيه مليارات البشر بالفعل من آثار تغير المناخ، فإن معدلات انبعاثات الوقود الأحفوري وإزالة الغابات لا تتباطأ، بل إنها في الواقع تتزايد».
ولقد سجلت بعض المؤشرات أرقاما قياسية في الاتجاه الصحيح فيما يتصل بتخفيف آثار تغير المناخ. على سبيل المثال، بلغ استهلاك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مستويات قياسية مرتفعة، وفي عالم التمويل كان هناك مستوى قياسي من سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري.
وارتفعت أيضا نسبة الانبعاثات التي تغطيها تسعير الكربون إلى مستويات قياسية هذا العام، وشهد معدل إزالة الغابات في البرازيل انخفاضا.
ولكن الباحثين يزعمون أن هذا ليس كافيا على الإطلاق. ويقولون: «من المؤسف أننا فشلنا في تجنب التأثيرات الخطيرة، ولا نستطيع الآن إلا أن نأمل في الحد من مدى الضرر».
إن مثل هذه اللغة المباشرة غير معتادة في تقرير علمي. لكن المؤلفين يزعمون أن هذا مبرر، وهو شعور يتماشى مع بيان نشره ريبل وزملاؤه في عام 2020 وقّعَ عليه الآن أكثر من 15000 باحث، الذي قال: إن العلماء لديهم التزام أخلاقي بتحذير الناس من مخاطر تغير المناخ.
وبحسب التقرير الجديد، «فإنه في ظل التأثيرات المتزايدة التي لا يمكن إنكارها لتغير المناخ، فإن التقييم لا يوصف بالمتشائم بل يوصف بالصادق».