إبراء ـ من ماجد بن سليمان المحرزي:
قام سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية بزيارة تفقدية لعدد من المواقع الأثرية والمشاريع التنموية والاستثمارية في ولاية المضيبي، وذلك بهدف الاطلاع عليها والتعرف على الأعمال المتعلقة بها والمواقف التنفيذية للمشاريع المنفذة، وذلك في الزيارة التي رافقه فيها سعادة الشيخ سعود بن محمد الهنائي والي المضيبي وعدد من المسؤولين بالمحافظة، حيث تعرف سعادته على نتائج المسوحات التي تقوم بها وزارة التراث والسياحة في مجال المسح والتنقيب عن الآثار في محافظة شمال الشرقية، بالتعاون مع جامعة هايدلبرج الألمانية، وذلك خلال زيارته إلى موقع الصليلي الأثري الذي كشفت خلاله البعثة عن مقبرة نادرة تتكون من (45) قبراً، وموقع يحتوي على مستوطنه تعود لبداية العصر الحديدي، بالإضافة إلى الكشف عن قطع من الفخار التي تدل على إعادة استخدام الموقع للفترة الإسلامية المبكرة، إضافة إلى عدد من أدوات الصحن الحجرية.

وأطلع سعادته خلال الزيارة كذلك على موقع مستوطنة موقع الغريين الأثري والذي أسفرت نتائج التنقيبات الأثرية فيه عن اكتشاف مستوطنة تعود إلى (5) آلاف عام، حيث تعد المستوطنة من أوائل المستوطنات التي تشير إلى تنظيم وتخطيط فريد من نوعه لم تشهده المنطقة قبل العصر البرونزي، حيث تضم المستوطنة برجاً محاطًا بمساكن متعددة الغرف، ومقبرة بها عدد من القبور جماعية الدفن، وبقايا مبان أخرى، حيث تمتاز مستوطنة الغريين بوجود مبان كبيرة الحجم يبلغ أكبرها نحو (600) متر مربع، بالإضافة إلى إنها تمتلك خصائص فريدة ومميزة من حيث البناء والتخطيط والمفهوم، وقد بينت اللقى الأثرية أن سكان الموقع امتهنوا الزراعة المبكرة، ورعي الحيوانات وصهر النحاس، والتبادل مع المجتمعات الساحلية، إضافة إلى التجارة الخارجية وخاصة بلاد السند.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت مستوطنة نتساريم إلى محور عسكري إسرائيلي بعد 20 عاما؟

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، أن تجهيزات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وبنيته التحتية، تؤكد أنه سيبقى فترة طويلة، وليس لمدة شهر أو شهرين، لا سيما فيما يتعلق بالطرق التي يشقها والمحاور التي يقوم بتشييدها وإقامة بؤر استيطانية فيها، مثل محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا".

وخلال الأيام الماضية، تواصلت عمليات النسف وتفجير المنازل المحيطة بمحور "نتساريم" الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ووسعت قوات الاحتلال عرض المحور ليصل إلى 7 كيلو متر، وبطول يمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى السياج الفاصل شرقا.

هذا ما نعرفه عن مستوطنة "نتساريم"
جرى إنشاء المستوطنة عام 1972، وكانت محصنة جدا، وهدف الاحتلال خلال إنشاء المستوطنات إلى خلخلة الديموغرافيا السكانية للقطاع، وكانت "نتساريم" ضمن مجمع مستوطنات "غوش قطيف"، وواحدة من 21 مستوطنة ضمن هذا المجمع.

وتحولت مستوطنة "نتساريم" عام 1984 إلى كيبوتس "أرثوذكسي"، وبعد بضع سنوات، قرر المستوطنون تحويلها إلى "قرية"، وغالبا ما كان يشار إليها في وسائل الإعلام إلى أنها معقل لـ"الصهيونية الدينية".

وبدأت المؤسسات الخاصة بالمستوطنة تتطور شيئا فشيئا حتى استقلت عن مجمع "غوش قطيف" الاستيطاني، بسبب موقعها المعزول والهجمات الفلسطينية المكثفة على المسار الوحيد لحركة السيارات منها وإليها خلال انتفاضة الأقصى.

وخلال السنوات القليلة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة عام 2005، لم يُسمح للمستوطنين بالتنقل من وإلى مستوطنة "نتساريم" إلا بوجود مرافقين مسلحين عسكريين.



وأحاط الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة "نتساريم" بوسائل دفاعية من كل اتجاهاتها، إلى جانب المنطقة الزراعية داخل المستوطنة، والتي كانت جزء من مجال الحماية للجيش، وعمل الاحتلال على نظام حراسة على مدار اليوم في محيط المستوطنة عبر أبراج عسكرية.

مع بداية انتفاضة الأقصى قتل تسعة جنود للاحتلال أثناء حراستهم لمستوطنة "نتساريم"، وذلك خلال عمليات المقاومة الفلسطينية التي تطورت على مدار سنوات النضال.

مقاومة قلبت موازين الاحتلال
وكثفت المقاومة استهدافها لهذه المستوطنة، حيث شكّلت ممر ابتزاز لأهالي قطاع غزة، وسجل العديد من الأحداث الأليمة، إلى جانب عمليات التفتيش وتعمد الاحتلال منع عبور الفلسطينيين إلا بعد ساعات من الاحتجاز.

وتعالت الأصوات كثيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بإخلاء المستوطنة، واعتبروا موقعها "ساقط أمنيا"، فيما كان يتمسك رئيس الوزراء الليكودي آنذاك آرئيل شارون وحزبه اليميني، بمكانة المستوطنة وربطوها بمكانة "تل أبيب"، وأنه لن يتم التنازل عنها أبدا وسيتم توفير الحماية والدعم لها.



وكانت مستوطنة "نتساريم" آخر مستوطنة يتم إخلاءها عام 2005، لتكتمل خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وتنهي 38 عاما من الاحتلال، وبدأ جيش الاحتلال إزالة منازل في المستوطنات الخالية.

"محور عسكري" يحظى بأهمية للاحتلال
هدف الاحتلال الإسرائيلي إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه أثناء حربه على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فأنشـأ طريقا يفصل وسط غزة عن منطقة الجنوب، يمتد من الحدود الشرقية حتى السواحل الغربية، وجرف مساحات واسعة في محيط ممر "نتساريم" وصلت لعمق 3 كيلومترات على جانبه الشمالي والجنوبي، لتشكيل نقطة ارتكاز لجيشه.

وفي شباط/ فبراير الماضي، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على "الممر العسكري" والذي أطقه عليه "طريق749"، وظهر في التقارير العبرية أنه كان مخططا له منذ بداية العملية البرية على القطاع.

وتحدث جيش الاحتلال عن أهمية المحور، وقال إنه "يمثل حماية للمنطقة ويمنع مرور الفلسطينيين إلى شمال غزة".

ودمر جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة الآلاف من المنازل والجامعات الفلسطينية الواقعة في منطقة "نتساريم"، ومنها تفجير جامعة "الإسراء" لقربها الشديد من المحور.

مكون من 3 مسارات عرضية
وأصبح هذا الطريق مكون من 3 مسارات عرضية، الأول لعبور الآليات المجنزرة، والثاني للعربات والجيبات بالعجلات المطاطية، أما الثالث فقد بنيت عليه مواقع لمبيت الجنود الإسرائيليين وتخزين الأسلحة، والتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.

وفي إطار تأمين نقطة الارتكاز على هذا الممر أحاطه الجيش الإسرائيلي بسواتر إسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، والعديد من أجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، إضافة لتحليق طيران استطلاعي على مدار الساعة، وتمشيط مدفعي وناري في ساعات الصباح والمساء وما بينهما.

ويتمسك الاحتلال الإسرائيلي بعدم التفريط بمحور "نتساريم" في الوقت الحالي، لأسباب عدة يراها مراقبون أنها ترتكز على تسهيل عودة الاستيطان إلى قطاع غزة، والتحكم بحركة المدنيين شمالا وجنوبا ومنع عودة النازحين، إلى جانب تسهيل تقدم الآليات الإسرائيلية في شمال غزة أو جنوبها بغضون دقائق قليلة.

مقالات مشابهة

  • غروسي يزور موقعين نوويين في إيران
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “
  • 198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار
  • تكتل الجمهورية القوية طالب اليونسكو بحماية المواقع الأثرية
  • كيف تحولت مستوطنة نتساريم إلى محور عسكري إسرائيلي بعد 20 عاما؟
  • تسجيل 198 موقعًا جديدًا في السجل الوطني للآثار
  • "التراث" تُعلن تسجيل 198 موقع أثري جديد في السجل الوطني للآثار بالمملكة
  • هيئة التراث تُعلن تسجيل 198 موقعًا جديدًا في السجل الوطني للآثار
  • محافظ أسيوط يؤكد على أهمية التعاون بين الهيئات والمؤسسات لتحقيق الأهداف التنموية بالمحافظة
  • أصبح إجمالي المواقع المسجلة 9317 موقعًا.. “التراث” تسجل 198 موقعًا جديدًا في السجل الوطني للآثار