"مصدر" الإماراتية تستحوذ على مشاريع طاقة متجددة في بولندا
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، الاثنين، عن استحواذها بالشراكة مع مجموعة "تاليري انرجيا" الفنلندية، على ثمانية مشاريع طاقة متجددة هجينة، في خطوة تساهم في زيادة حجم محفظة مشاريعهما في بولندا.
وقد استحوذت "مصدر" و"تاليري انرجيا" على المشاريع من شركة "دومرل بيورو اوسلوغ انفيستيتسينيخ"، المطور البارز في قطاع الطاقة المتجددة البولندي، وسوف تواصل الشركتان العمل مع "دومرل" على مدار فترة تطوير المشاريع، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وعند دخولها مرحلة التشغيل، ستبلغ القدرة الإنتاجية للمشاريع الثمانية، والتي تجمع بين الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، أكثر من 1 غيغاوات، وهو ما يكفي لتزويد نحو 223 ألف منزل بالكهرباء والحد من إطلاق 1.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن شأن هذه الاتفاقية أن تساهم في توسيع محفظة المشاريع المتنامية لشركة "مصدر" في القارة الأوروبية.
ويأتي استحواذ "مصدر" على مشاريع هجينة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بعد التعديلات الأخيرة في قانون الطاقة البولندية ويدعى "الكابلات المجمعة"، والذي يسمح بربط عدة مصادر للطاقة المتجددة بالشبكة من خلال نقطة ربط واحدة.
ونادراً ما تعمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكامل طاقتهما في الوقت نفسه، وذلك بسبب عدم انتظام عملية توليد الكهرباء من الرياح والشمس.
ويساعد قانون "الكابلات المجمعة" على تحقيق استقرار في توليد الطاقة من مصادر متجددة عند كل نقطة ربط بالشبكة، بالتوازي مع دعم الشبكة لضمان إمدادات طاقة موثوقة للمنازل والشركات في جميع أنحاء بولندا.
ومن المتوقع أن يضيف التعديل، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر 2023، ما يقرب من 25 غيغاوات من الطاقة المتجددة في بولندا.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" إن صفقة الاستحواذ هذه هذا الاستحواذ تأتي تعزيزاً للاستثمارات والمشاريع التي تلتزم بها "مصدر" في بولندا، والتي تشمل محطة "موافا" لطاقة الرياح في منطقة ماسوفيتسكيه شمال بولندا، ومحطة "جراييفو" لطاقة الرياح في منطقة بودلاسكيا في الشمال الشرقي، وقد تم تدشين هذه المشاريع في عام 2021، وتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 51.4 ميغاوات.
من جانبه، قال كاي رينتالا، الرئيس التنفيذي لشركة "تاليري انرجيا": "تشكل شراكتنا مع "مصدر" جزءاً مهماً من استراتيجية الاستثمار الخاصة بنا في منطقة وسط وشرق أوروبا. ومع المشاريع الجديدة، ترتفع عدد مشاريعنا ضمن محفظتنا الخاصة بصندوق "الشمس والرياح الثالث" إلى 61 مشروعاً، وبقدرة إجمالية تبلغ 7.6 غيغاوات".
وتتطلع بولندا إلى رفع قدرتها الإنتاجية من طاقة الرياح إلى 11 غيغاوات، ومن الطاقة الشمسية ما بين 10 إلى 16 غيغاوات بحلول عام 2040.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مصدر بولندا كوب كوب28 بولندا مصدر مصدر بولندا طاقة نظيفة الطاقة الشمسیة طاقة الریاح فی بولندا
إقرأ أيضاً:
عُمان.. نهضةٌ متجددة تُزهر من جذور الأصالة
حمود بن سعيد البطاشي
في العشرين من نوفمبر من كل عام، تتجدّد في القلوب ذكرى وطنٍ استثنائي، وتتعانق فيه الحكاية بالتاريخ، والمُستقبل بالإرادة. إنِّه اليوم الوطني العُماني، يوم الولاء والانتماء، يوم تستعيد فيه الذاكرة رحلة الإنسان العُماني في بناء وطنٍ يصنع المجد بالصبر، ويزرع الأمل بالعمل.
لم تكن النَّهضة التي أطلق شعلتها القائد الراحل السُّلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حدثًا عابرًا في تاريخ الأوطان؛ بل كانت ميلادًا جديدًا لعُمان الحديثة. نهضةٌ شاملة قامت على رؤيةٍ إنسانيةٍ عميقة وضعت المواطن في قلب التنمية، ورسمت ملامح دولةٍ تؤمن بأنَّ التقدم لا يُقاس بارتفاع البنيان فحسب؛ بل بسموّ الإنسان وكرامته.
واليوم، وفي عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تتواصل المسيرة بخُطى واثقة نحو مستقبلٍ تُضيئه رؤية "عُمان 2040"، التي تُجسّد فكر القيادة وتطلعات الشعب نحو وطنٍ أكثر ازدهارًا وتنوعًا. رؤيةٌ لا تكتفي بالبناء المادي، بل تسعى لترسيخ قيم المشاركة، والإبداع، والمسؤولية الوطنية في كل مجالٍ من مجالات الحياة.
عُمان اليوم لا تكتفي بإنجازاتها؛ بل تُراجع ذاتها لتتقدّم بثباتٍ نحو الأفضل. من التعليم إلى الاقتصاد، ومن البيئة إلى التقنية، ومن تمكين الشباب إلى تنمية القرى والولايات… كلها مسارات تسير بروحٍ واحدة: أن تكون عُمان نموذجًا تنمويًا راقيًا يجمع بين الأصالة والحداثة.
وفي هذا اليوم المجيد، تتجدد فينا مشاعر الفخر والعرفان؛ فكل لبنةٍ في مدرسة، وكل طريقٍ يربط قريةً بمدينة، وكل مشروعٍ تنموي يُبصر النور، هو شاهدٌ على مسيرةٍ وطنيةٍ بدأت بالإيمان واستمرت بالعطاء.
إنها نهضةٌ تتجدد في فكر المواطن وسلوكه، في التزامه بالمسؤولية، وفي إخلاصه لعمله، وفي وعيه بأنّ حبّ الوطن لا يُختصر في احتفالٍ أو نشيد، بل يُترجم إلى جهدٍ يومي، وإتقانٍ في الأداء، وصدقٍ في النية.
في عُمان، تعلّمنا أن البناء لا يكون بيدٍ واحدة، وأن الوطن لا ينهض إلا بتكاتف أبنائه. تعلّمنا أن قيم الوفاء والتسامح ليست شعارات، بل ثقافةٌ راسخة في وجدان كل عماني. وتعلّمنا أن قيادتنا الرشيدة كانت ولا تزال تُصغي لصوت المواطن، وتفتح أمامه أبواب المشاركة في صنع القرار، لأن الوطن للجميع، والنهضة مسؤولية الجميع.
وفي خضمّ التحديات العالمية، تبقى عُمان ثابتةً على مواقفها، نقيّة في سياستها، متزنة في رؤيتها، وفيةٌ لمبادئها في نشر السلام والتَّعايش. هذه الثوابت التي جعلت منها وطنًا يُحتذى به في حكمته واعتداله، ومجتمعًا يعتز بهويته العُمانية الأصيلة ويُواكب العالم بروحٍ منفتحةٍ ومتوازنة.
إنّ العشرين من نوفمبر ليس يومًا للاحتفال فحسب؛ بل موعدٌ مع الذات، لنُجدّد العهد بأن تبقى عُمان في القلوب قبل الخرائط، وفي السلوك قبل الكلمات. هو يومُ انتماءٍ صادقٍ نُعبّر فيه عن وفائنا لقيادتنا ووطننا بما نستطيع من عطاءٍ وإخلاصٍ وإبداع.
سلامٌ على هذه الأرض التي تنبض بالحياة، وسلامٌ على قائدٍ يسير بها نحو المستقبل بخُطى واثقةٍ ورؤيةٍ بصيرة.
كل عامٍ وعُمان بخير، وكل عامٍ ونحن نكتب بمداد الوفاء فصلًا جديدًا في كتاب نهضتها المتجددة.