مركز دراسات: سلسلة «حوارات فكرية» تعزز الحوار الفكري
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قال مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، إنه يواصل بنجاح، تنظيم سلسلة محاضراته بعنوان «حوارات فكرية» على مدار 2023، تاركا أثرا في المشهد الفكري، حيث كانت السلسلة بمثابة منصة للمثقفين محليا وإقليميا ودوليا لتقديم ومناقشة مجموعة كبيرة من الموضوعات الهامة، بما في ذلك العلاقات الدولية، والتكنولوجيا العسكرية، والتحول الرقمي، وحل النزاعات التجارية، والصحة النفسية، والتاريخ، والتخطيط الاستراتيجي، كما عززت المناقشات قيمة تبادل المعرفة.
وأكدت الشيخة نيلة بنت علي آل خليفة، مديرة إدارة الاتصال والمعرفة في مركز «دراسات»، أن سلسلة محاضرات «حوارات فكرية» كان لها أبلغ الأثر في تسهيل الحوار الفكري وتعزيز ثقافة تبادل المعرفة، كما وفرت منصة فريدة للمعنيين والخبراء على حد سواء للتعمق في القضايا الملحة واستكشاف الأفكار المبتكرة.
وأكدت الشيخة نيلة بنت علي آل خليفة أن سلسلة المحاضرات أصبحت بالفعل حافزا للاستكشاف الفكري والتفاهم بين الثقافات، من خلال الجمع بين الخبراء وقادة الفكر في مجالات متنوعة، موضحة أن المركز يهدف إلى تعزيز دور هذه المنصة الشاملة حيث يمكن للأفكار أن تسهم في صياغة الحلول المبتكرة، وأضافت، «نحن فخورون بالتأثير الذي أحدثته هذه السلسلة في تعزيز الحوار وتبادل المعرفة، ونتطلع إلى مواصلة إشراك الجمهور في عام 2024م وما بعده».
وركزت إحدى الفعاليات البارزة في السلسلة هذا العام على الاستخدام الفعال لنظام تسوية المنازعات التابع لمنظمة التجارة العالمية، وتناولت محاضرة أخرى العوامل التي تشكل السياسة الخارجية الفرنسية في الشرق الأوسط، وقدمت نظرة ثاقبة للنهج الفرنسي تجاه المنطقة، كما تناولت إحدى المحاضرات في المركز ديناميكيات العلاقات الألمانية الفرنسية في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية.
إلى جانب المحاضرات الفردية، نظم مركز «دراسات» ندوة بعنوان «دور التخطيط الاستراتيجي في عمل المؤسسات»، هدفت إلى استكشاف أهمية التخطيط الاستراتيجي في السياقات التنظيمية المختلفة، وقد شاركت عدة جهات في هذه الفعالية مثل صندوق العمل «تمكين»، وشركة مطار البحرين، والجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي، مما أدى إلى إثراء النقاش.
وتطرقت السلسلة أيضا إلى التكنولوجيا العسكرية حيث تناولت تحدياتها وآفاقها وتأثير تطورات الذكاء الاصطناعي على القطاع العسكري، وسلطت الضوء على تطلعات دول الخليج العربي للاستفادة من التكنولوجيا العسكرية مع ضمان الاستخدام الأمثل وتوطين التصنيع العسكري.
ونظم المركز حوارا فكريا بعنوان «الثقافة المجتمعية وأهمية الرعاية النفسية»، استعرض فيه اضطراب الشخصية الحدية وأبرز سماته، وشدد الخبراء المشاركون في الفعالية على أهمية التوعية بالصحة النفسية وعواقب إهمالها وضرورة الدعم النفسي والعلاج المناسب.
وتجسد المجموعة المتنوعة من الموضوعات التي غطتها سلسلة «حوارات فكرية» هذا العام، التزام مركز «دراسات» بتعزيز البحث وتسهيل تبادل المعرفة بين المتخصصين والأفراد المهتمين في شتى المجالات العلمية، بما يتماشى مع رسالة المركز في تعزيز البحث العلمي، وتسهيل الحوار، وتبادل الخبرات.
وقد استقطبت المحاضرات على مدار العام مجموعة واسعة من المشاركين، بما في ذلك المسؤولين والباحثين وشركاء مركز «دراسات» وأفراد من عامة الناس المهتمين بالموضوعات التي تمت مناقشتها، من خلال تنظيم هذه السلسلة المؤثرة من المحاضرات، وأظهر مركز «دراسات» تفانيه في تعزيز الحوار ونشر المعرفة ومعالجة القضايا المجتمعية الملحة، وتمتد مهمة المركز إلى ما هو أبعد من المجتمع المحلي، ليتعداه لمناقشة قضايا ذات طابع عالمي.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
زينب عبدالرزاق تسرد لقاءاتها مع شخصيات مصرية مؤثرة في كتاب "حوارات الصحافة والثقافة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشارك كتاب “حوارات الصحافة والثقافة” للكاتبة الصحفية زينب عبد الرزاق رئيس تحرير مجلة ديوان الأهرام السابقة، في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥.
الكتاب صادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، وقدم له الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي يقول في كلمته: هناك تماس كبير بين الثقافة والسياسة والصحافة، وهذا الكتاب يحاكي زمنًا كانت الصحافة جادة، وكان الإبداع الثقافي متميًزا، وكان للسياسة شأنها، وعندما نتحدث عن 21 شخصية حاورتهم الكاتبة، وضمنتهم الكتاب، فنحن نتحدث عن دولة مصر بمفهومها الشامل، ذلك أن هؤلاء هم الجسد والفكر والعقل والرؤية، هم الذين يشكلون الحياة المصرية، من أدب ورواية وفكر وفلسفة ونقد وترجمة ومسرح وشعر وفنون وسينما ودراما تليفزيونية.
ويضيف فاروق حسني "بهذه المناسبة، أجدها فرصة لأنصح الشباب أن يتمسكوا بفضيلة القراءة، والتعرف على تاريخ مصر القديم والحديث، لأنهم إذا لم يتسلحوا بالماضي وحضارته الثقافية والتاريخية والفنية، لن يصلوا إلى المستقبل.. وأقول لكل شاب: لا تضيع عمرك بدون تحد، هذا معناه لا عمر ولا حياة، لأن التحدي هو سمة الوجود، وهؤلاء كان التحدي والمثابرة السمة الأساسية لحياتهم، وكل مبدع من هؤلاء صنع نفسه بنفسه، لذا فقد بقي اسمه عبّر الزمن، لأنه ترك المعرفة والإبداع".
وتقول زينب عبد الرزاق الكاتبة "بين دفتي هذا الكتاب حوارات صحفية مع 21 شخصية مصرية من الوزن الثقيل في عالم الثقافة متعددة الأوجه، ما بين شعر ونثر ورسم وفن تشكيلي وفيزياء وسينما وغيرها، وتحديدًا مع كل من نجيب محفوظ، أحمد زويل، نصر حامد أبو زيد، حسين بيكار، أسامة أنور عكاشة، يوسف فرنسيس، أحمد شفيق كامل، أحمد بهجت، فؤاد المهندس، أحمد مستجير، فاروق جويدة، باولو كويلو، عمر الشريف، فاروق شوشة، محمد المنسي قنديل، محمد المخزنجي، عبد الرحمن الأبنودي، وحيد حامد، جمال الغيطاني، بهاء طاهر، إبراهيم عبد المجيد.. وهذه الحوارات نشرت في جريدة الأهرام ومجلة "نصف الدنيا"، في الفترة بين عامي 1991 و2017، باستثناء حوار الدكتور حامد نصر أبو زيد الذي نُشر في جريدة الدستور وكان لذلك ملابساته".
وأضافت انه على الرغم من أن معظم المتحاورين غادروا الحياة الدنيا، فقد تركوا خلفهم تراثًا لا ينضب من الأعمال المختلفة؛ ما بين رواية وقصة وعمل درامي ولوحة فنية وغيرها، بما يعني أن ذكراهم باقية ولا ينقطع الحديث عنهم، بل لا نستطيع إلا اقتفاء أثرهم في كل منتجاتنا الثقافية والفنية، وهو الأمر الذي يجعلهم يعيشون بيننا دائمًا وأبدًا، من خلال ذلك الإرث الذي استفادت منه أجيال عديدة، على اختلاف مشاربها، حتى لو كانوا أميين لم تسعفهم ظروفهم الاجتماعية للالتحاق بالتعليم".
وتابعت "في كتابي السابق "مسارات متقاطعة.. حوارات بين الصحافة والسياسة" الذي صدر العام الماضي، متضمنًا حوارات مع 11 شخصية، من المهتمين والعاملين بالشأن السياسي، كنت أتصور أنني بذلك قد فرغت من الشأن السياسي إلى الشأن الثقافي، الذي بين أيدينا، غير أنني فوجئت بصعوبة الفصل بين السياسة والثقافة، ذلك أن الحوارات الثقافية -كما سيكتشف القارئ- لا يمكن بأي حال أن تنأى بنفسها عن السياسة، فهي مكملة، إن لم تكن جزءًا أصيلًا منها، بل يمكن الجزم بأن أهل الثقافة، هم من المشتغلين بالسياسة، بنسب متفاوتة".
ومضت تقول "قد لا يكون هذا المثقف أو ذاك مصيبًا في حكمه على الأوضاع السياسية، أو على المستقبل السياسي للوطن، نتيجة الخداع السياسي هنا، أو المراوغات الدبلوماسية هناك، أو حتى التصريحات الملتوية، التي تحتمل الكثير من الأوجه، أو عدم وضوح الرؤية نتيجة إخفاء المعلومة، إلا أن المثقفين في كل الأحوال كانوا في صدارة الاحتجاجات والمظاهرات والثورات، في كل بلدان العالم؛ تسير خلفهم الجموع الغفيرة، وهو ما يجعل منهم رقمًا صعبًا في الحياة العامة، تستفيد منهم الأنظمة الديمقراطية كثيرًا، وتخشاهم الأنظمة الديكتاتورية، وإلا ما كانوا في طليعة المعتقلين والسجناء، نتيجة قصيدة شعر أو رسم كاريكاتوري، أو مجرد إبداء رأي مغاير."
واشارت عبدالرزاق إلى أن من بين المجموعة المشار إليها مَن حاورته مرة واحدة، ومنهم من حاورته أكثر من مرة، تبعًا لظرف الحوار وضروراته، لذا قد نجد إفراد عدد من الصفحات أقل أو أكثر، حسب عدد الحوارات التي أجريت في حينه، كما هو الحال في الكتاب السابق، والحال نفسه في أولوية تقديم وتأخير شخصية الحوار، التي اعتمدنا فيها على أسبقية تاريخ النشر، إلا أن الملاحظ في كل الأحوال، هو أننا سوف نجد أنفسنا بين أحداث في معظمها متجددة، وكأنها تجري اليوم، بما يؤكد أن قراءة التاريخ يجب أن تكون أولوية للسياسيين والمثقفين على حد سواء، بهدف اكتساب الخبرات، وتدارك الأخطاء."
ويقول أديب مصر الكبير نجيب محفوظ في حواره: الطبقة الوسطى من أيام سعد زغلول هي التي قادت الكفاح الوطني على مدى تاريخنا الحديث، الطبقة المستنيرة المثقفة، التي كانت في مقدمة المجتمع وطليعته، وهي التي ذلت الآن، هي الطبقة التي يطلق عليها طبقة محدودي الدخل.
اما الدكتور أحمد زويل؛ فيتحدث عن التاريخ قائلا: إن كل الحضارات تزدهر وتنمو ثم تخبو، وهناك نظرية علمية تشرح هذه القضية، وببساطة النظرية تقول: إن الشعوب والدول إذا لم تحدد أهدافها وتسعى إليها بجد فهي تسير بهدوء إلى الفوضى.
وعن قضية حدود الاجتهاد يقول الدكتور نصر حامد أبو زيد "الاجتهادات دائما تتغير بتغير الزمن، وهذا ما يعطي للإسلام عالميته وشهرته. لا يمكن أن يقف الاجتهاد عند عصر معين وتلزم به كل العصور مع تغير الظروف، وأكثر من ذلك أن الفقهاء اعترفوا بأن ما ينفع مجتمع المدينة ومكة والجزيرة العربية لا ينفع للمجتمع المصري كما فعل الإمام الشافعي".
وعن الإبداع يقول الفنان حسين بيكار "لحظة الإبداع لا تحسب من العمر، بل تلغى من عمر الفنان، والأسلوب ليس عدو الفنان في ذاته ولكن "الأسلبة" هي العدو، بمعنى أن يحاول الفنان أن يكون له أسلوب، أن يصب نفسه في قالب يسميه أسلوبه.. في الحقيقة أن كل إنسان في الدنيا له بصمة مختلفة يخلق بها مثل بصمات الأصابع المختلفة."
وعن حال الشخصية المصرية يحلل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة قائلا "الشخصية المصرية-بشكل عام- لم تتدهور، ولكن حدثت متغيرات أثرت في تصرفات وسلوكيات قطاعات وشرائح من المصريين".
وعن هل يبعث الشعر العربي على اليأس بطبعه، أم أنه يعبّر عن سوداوية الواقع؟ يجيب الشاعر الكبير فاروق جويدة: الشاعر لا يستطيع أن يقدم حلا ما. خريطة الأحلام اليوم خريطة مهزومة على المستويين السياسي والاقتصادي، أقول إن الوطن العربي يعيش لحظة انكسار أرجو أن يتجاوزها، لأنه لو لم يتجاوزها ستكون كارثة للمستقبل، الآن يعاد سياق العالم بأكمله إما أن نكون شركاء فيه أو خارجه، ولو كنا خارجه فهذا معناه أننا سنخسر الحاضر والمستقبل معا.
وعن الذكاء يقول الدكتور أحمد مستجير شخصية المعرض هذا العام إن الشعوب التي يصل فيها متوسط الذكاء إلى 90 نقطة هي الشعوب الذكية، بينما أقل من ذلك، يمكن اعتبارها أقرب إلى الغباء، وأوضحت بعض البحوث أن الأمريكان والإنجليز وشعوب شرق آسيا، شعوب (عالية الذكاء) أما مصر والدول العربية فهي (متوسطة الذكاء) بنسبة 48 نقطة.
ويجيب الكاتب الكبير وحيد حامد عن سؤالي هل مسلسل الجماعة تاريخ أم رؤية تاريخية؟ بالقول إنه تاريخ تمت كتابته بالوقائع، وعن أحداث حدثت بالفعل، وشخصيات موجودة.
ويتذكر الفنان العالمي عمر الشريف "جاءني اتصال تليفوني من الرئيس السادات وأنا في باريس، وأعتبره الخيط الأول لزيارة السادات إلى تل أبيب.. كان السادات رجلاً شديد الذكاء، ويحبني".
ويشرح الروائي الكبير محمد المخزنجي سيكولوجية الغزلان بقوله إنها أكثر الحيوانات ديمقراطية، لأن قطيع الغزلان عندما يذهب للطعام يبقى منها غزال لمراقبة الطريق وللتأمين، وعندما يأكل أيًضا، وإذا شعر زعيمه بالخطر أو المسؤول عن التأمين يرحل القطيع لأماكن أخرى، أيًضا لا يرفع الزعيم رأسه من الأكل إلا عندما تصل نسبة الإشباع لدى القطيع إلى ٪60، ويسمى هذا النوع بالغزلان الوردية أو الغزلان الحمراء، وهذه أكثر قطعان الحيوانات ديمقراطية.
ويرد الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي على سؤال الآراء ترى أن 25 يناير 2011 كان مخططا خارجيا؟ بقوله الشعب المصري بخروجه الرهيب في 25 يناير، سحق بقدميه هذا المخطط، وخرج الشعب مؤمنا بتخليص مصر، ولا صلة له بالمخططات، ولذلك عندما اكتشف فيما بعد انه كان لعبة في ايدي هؤلاء المتأمرين على بلده ومستقبله خرج في 30 يونيو ليعيد المسار.