صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-10@12:24:03 GMT

وماذا بعد!!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

وماذا بعد!!

صباح محمد الحسن

نجحت الوساطة الأمريكية السعودية في تمرير أخطر مشروع يتعلق بتنفيذ خطتها لوقف إطلاق النار حيث وصلت نقطة التوافق علي الإنتقال من أروقة التفاوض إلى أرض المعركة على ظهر قرار.

فبعد أن خلصت كل القضايا الخلافية بين طرفي الصراع حول النقاط الجوهرية أخطرها قضية الإرتكازات والتي وصلت فيها الوساطة إلى أن تظل كل قوات مكان سيطرتها على الميدان حتى الفصل بينها.

وادركت الوساطة أن بناء الثقة لايمكن أن تعتمد فيه على قيادة غير جديرة بالثقة، لم تصدر قرارات بالقبض على قيادات الحركة الإسلامية وبدلاً من أن تفتح مسارات آمنة للمساعدات بدأت بفتح مسارات آمنة لهروبهم ومغادرة البلاد.

والمعلومات التي لن يفسدها الجهر إن بارحت مكامن السر خلسة تقول: إن وفد الجيش أعطى الوساطة الضوء الأخضر لقرار الفصل بين القوتين وسمي الصراع الدائر في الميدان الآن بأنه صراع بين الكتائب الإسلامية وقوات الدعم السريع وقال إنها هي القوات التي تسيطر على الميدان بالعاصمة سيما أن قيادات الجيش جميعها غادرت الخرطوم واختارت بورتسودان وأعلنت رغبتها في التفاوض.

هذا التحول جعل الوساطة تدرك أن حسم فوضى الميدان هو أمر يعنيها أكثر مما يعني الجنرال البرهان الذي (رفع يده) من الحرب.

لذلك ترى الولايات المتحدة الأمريكية أنه في حال قررت الأمم المتحدة إدخال قوات حفظ سلام فإنها مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي الكامل وباركت الايغاد والاتحاد الأفريقي الخطوة وأعلنت عن إستعدادها بالدعم والإشراف والمتابعة وذكرت المصادر إن دخول الايغاد قاعة التفاوض تم من الأساس لدعم هذه الخطوة حتى تخرج بإجماع.

قلنا بالأمس رفعت الأقلام فالامم المتحدة الآن على أهبة الإستعداد لإرسال قوات دولية هجين دون الرجوع إلى مجلس الأمن الذي مهد لها الطريق بإنهاء عمل البعثة السياسية والقرار بيدها الآن لأنها ترى أنه يأتي لدرء مخاطر الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السودان من عدم وصول المساعدات الإنسانية حيث كشفت الأمم المتحدة أنها تستهدف ١٨ مليون سودانيا لم تصل إلا لواحد مليون فقط منهم هذا مع تزايد حالات القتل وسط المدنيين.

فإن كان قرار دخول القوات الدولية هو الذي توصلت إليه الوساطة اذن ماذا سيفعل وفد الجيش بجدة!!

والبرهان يلعب لعبة سياسية جديدة حيث خرج بثلاثة تصريحات متتالية ركز فيها على جملة واحدة (إننا لانقبل حلول تفرض علينا من الخارج)، ومعلوم إن منبر جدة منبر تفاوضي، فماهو (المفروض) الذي يدفع البرهان للصعود على المسرح الآن ليقدم كل يوم تصريح ينأي بنفسه به من حصار الإسلاميين ومسىئولية الموافقة على دخول القوات.

فكثرة هرجلة البرهان تخبيء خدعة سياسية خطيرة في باطنها على الرغم من أن ظاهرها يحكي غير ذلك فالبرهان بدهاء يمارس فنون الخدعة مع الإسلاميين على طريقة (قوة القبض التي تسبق الإفلات) !!

وأن أهم مايجب ذكره أن قرار دخول قوات هو قرار تم إعداده من داخل قاعة التفاوض فالوساطة منذ البداية استأنفت التفاوض والعصا معها وقبل ذلك ومنذ إعلانها تبني الحل السياسي، سمت حرب السودان (نزاع) وخاطبت القوتين (بطرفي النزاع) هذا المصطلح وحده الذي يسمح للأمم المتحدة بالتدخل للفصل بين القوتين إذا دعا الأمر دون الرجوع إلى مجلس الأمن فالقرارات الدولية لإنهاء الحرب تخرج بعلم ومباركة من طاولة الوساطة التي جمعت الإيغاد والإتحاد الأفريقي ودولتي الوساطة بدعم قوى من الأمم المتحدة هذا الفريق تم ترتيبه بعناية ليبني أساس غير قابل للانهيار وغير وارد فيه الفشل، ومازلنا نكرر أن وقف إطلاق النار لن يتم الإعلان عنه مالم يسبقه قرار على الأرض، قرار الفصل الذي لايفصلنا عنه إلا القليل.

طيف أخير:
كلما تحدثت الأخبار أن الوفد يعود للتشاور تعني أن هناك قضية جوهرية مطروحة وأن الأبواب التي فتحت للخروج ستظل فاتحة للدخول مرة أخرى.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الحلفاء القدامى للولايات المتحدة ينظرون إليها، لا باعتبارها حليفا غير موثوق به فقط، بل باعتبارها تهديدا محتملا لأمنهم.

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ياروسلاف تروفيموف- أن بقاء أميركا لمدة 80 عاما كقوة خيرية نسبيا مهيمنة في العالم، جذب لها شركاء وحلفاء راغبين في التعاون، وذلك يعود إلى مبادرتين رئيسيتين أطلقتهما استجابة للاضطرابات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of list

كانت الأولى عقد مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي كرس فكرة التجارة الحرة والتعريفات الجمركية المنخفضة، وأدى إلى ازدهار غير مسبوق بالنسبة للغرب، وكانت الثانية قيادة إنشاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الذي انتصر في الحرب الباردة وضمن السلام في أوروبا.

ولتشكيل هذا النظام من الفوضى، وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية، كما كتب دين أتشيسون، المستشار الرئيسي للرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان المعادي للانعزاليين الذين ينادون بشعار "أميركا أولا"، يجب أميركا أن "تبذل جهدا خياليا فريدا من نوعه أكثر حتى من ذلك الذي بُذِل في فترة الحرب السابقة".

إعلان

البحث عن رد

ورأت الصحيفة أن إرث هاتين المبادرتين بدأ يتراجع بسرعة مذهلة بسبب مساعي ترامب الذي استهدفت إدارته الثانية أقرب حلفاء أميركا برسوم جمركية عقابية، وأمرت بوقف مفاجئ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجمدت المساعدات الخارجية، وتميل إلى إعادة تنظيم جيوسياسي جانح لروسيا الاستبدادية، على حد تعبير الصحيفة.

وقد دفعت تحركات ترامب هذه بقية العالم -حسب الصحيفة- إلى البحث عن رد، وقال النائب الكندي إيفان بيكر، مرددا وجهة نظر أصبح عليها إجماع أوروبا "لقد غيرت الولايات المتحدة من وقوفها مع الديمقراطيات مثل كندا وفرنسا واليابان، وهي تقف الآن مع الدكتاتوريين مثل بوتين، ويجب أن يشعر الناس في البلدان الحرة في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد".

وفي خطاب دراماتيكي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحملة إعادة تسليح كبرى، وقال إن أوروبا لا يمكنها السماح لواشنطن وموسكو بتحديد مستقبلها، وبالتالي يجب عليها الآن الاستعداد لأميركا التي لم تعد إلى جانبها.

وإذا كان ترامب -كما ترى الصحيفة- شكك أثناء رئاسته الأولى، علنا في قيمة التحالفات والتجارة الحرة، وأعرب عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين واحتقاره للديمقراطيات الأخرى، لا سيما في أوروبا، فإنه اليوم يعود بلا معارضة تقريبا لمتابعة هذه الدوافع بقوة غير مقيدة وبلا مثيل، مضيفا إليها المطالبات المفترسة بأراضي الغير، مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما وحتى قطاع غزة.

وقال مايكل فوليلوف، المدير التنفيذي لمؤسسة لوي للأبحاث في أستراليا، إن "ترامب في ولايته الأولى، اعتقد أن أميركا كانت ضحية للخداع، وكان رد فعله هو التقشف، أما في ولايته الثانية، فيدفعه الاعتقاد نفسه لطلب المزيد من أموال الحماية والمزيد من الأراضي، وهو مستعد لاستخدام الإكراه للحصول على هذه الأشياء".

إعلان

وحذرت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين، من أن المزيج المتفجر من مذهب ترامب التجاري الجديد واحتضانه التفكير الإمبراطوري الذي يشبه القرن التاسع عشر قد يدفع العالم نحو حريق جديد، لأن "كلا من جانبي سياسته الخارجية، المكون الأمني ​​وكذلك المكون التجاري والاقتصادي، يحملان الكثير من الخطر، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل والعالم".

وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة، التي لم تكن دائما قوة عالمية حميدة، لم تحاول طوال قرن من الزمان الاستيلاء بشكل دائم على أراضي دول أخرى، رغم أنها دعمت الانقلابات والدكتاتوريات القمعية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وغزت واحتلت العراق عام 2003.

غير أن حروب ترامب التجارية -كما تقول الصحية- وإذلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديداته لكندا وبنما والدانمارك، وتهميشه الحلفاء الأوروبيين أدت إلى تآكل هذا الإرث في جميع أنحاء العالم، وغيّرت صورة أميركا في آسيا "من دولة محررة إلى دولة هدامة"، كما قال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، أحد أقرب شركاء واشنطن الآسيويين.

والسؤال الحاسم الذي يطرحه الحلفاء الآسيويون على أنفسهم هو الآن: هل إدارة ترامب، بعد أن بدت وكأنها تقبل حق روسيا في منطقة نفوذ بأوروبا، ستسعى أيضا إلى إيجاد تسوية مماثلة فوق رؤوسهم لتقاسم العالم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بعد أن قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي إن تايوان، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ليست "مصلحة وجودية؟".

الصين أم أوروبا؟

وفي هذا السياق، قدمت الصين نفسها للأوروبيين على أن نهجها الدبلوماسي يؤكد على السلام والصداقة وحُسن النية والتعاون المربح للجانبين، معربة عن فظاعة تعامل ترامب معهم، واتفقت معهم على أن مستقبل أوكرانيا لا ينبغي أن تقرره واشنطن وموسكو وحدهما.

إعلان

ويأتي ذلك -حسب الصحيفة- في وقت أدركت فيه الحكومات الأوروبية أن الولايات المتحدة تتحول من حليف إستراتيجي إلى مفترس، مما يعني أن إعادة التوازن أمر لا مفر منه، وإن كانت لا تزال تتشبث بالأمل في أن الرابطة عبر الأطلسي التي استمرت 8 عقود من الزمان سوف تبقى بطريقة أو بأخرى.

وتساءلت ريم ممتاز، المحللة في مؤسسة كارنيغي بباريس، هل الأوروبيون قادرون على أن يصبحوا القطب الرابع، بحيث لا يتم استيعابهم في مجالات نفوذ روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الصين، أم إنهم مقتنعون بأنهم لا يستطيعون ذلك، ومن ثم سيكون هناك تقسيم لأوروبا".

وقال المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينغر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، إن نوعا من "تحالف شرق الأطلسي"، ربما يشمل كندا، قد يحل محل الناتو في السنوات المقبلة، وأوضح "أن أوروبا لديها فرصة عابرة لمواجهة التحدي الذي يفرضه بوتين وترامب بشكل مباشر وغير مباشر".

وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسات العامة العالمية في برلين، متحدثا عن أوروبا "لقد اتبعنا دائما مبدأ الأمل في الأفضل، ولكننا الآن نستعد أخيرا للأسوأ، بأن تصبح الولايات المتحدة قوة معادية علنا متحالفة مع روسيا"، وتساءل: هل فات الأوان؟

في حين أن تآكل التحالفات بين الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يصب في مصلحة الصين، فإن الفائز الأكبر في النهاية قد يكون أوروبا، كما يرى الأدميرال البحري الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي يقول "إن الأحداث التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من الممكن أن تدفع أوروبا إلى التوحد والإرادة والوحدة، وتجعلها قوة أكثر أهمية في العلاقات الدولية".

مقالات مشابهة

  • من الفيتكونغ إلى حماس.. كم مرة تفاوضت واشنطن مع من لا تعترف بهم؟
  • 400 طلب لصرف حسابات راكدة لدى شركات وساطة الأسهم
  • عودة الكاظمي: الأمل الكاذب الذي لا يحتاجه العراق
  • أحمد الفيشاوي يكشف عن أكبر مصيبة ارتكبها وماذا فعل والده
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
  • إيران تنفي تلقي رسالة من ترامب وترفض التفاوض تحت العقوبات
  • ما الذي نعرفه عن المظلة النووية بعد عرض فرنسا توفيرها لحلفائها بأوروبا؟
  • تحرك مفاجئ لأربع دول بشأن اليمن.. ما الذي يجري في الكواليس؟
  • أكسيوس: قلق إسرائيلي من التفاوض السري بين واشنطن وحماس