كم كنت أتمنى أن فرويد أو إميل دوركايم عاشوا في زمننا الحاضر أو على الأقل عاصروا حاضرنا لكنت عرضت على أحدهم مشكلة تحتاج إلى علاج ولكن لم يفيدني في هذه المشكلة إلا أحد صديقاتي “طبيبات التجميل”.
مشكلتنا في هذا العصر تتمحور حول الأنوف الطويلة التي تحشر نفسها في حياة كل كائن يتنفس على وجه هذا الكوكب البغيض “أصبح بغيضًا بسبب هذه الأنوف”.
في إحدى المرات أتصلت بي صديقة قديمة أو بالمعنى الأصح ليست صديقة وإنما عابرة كنت قد قدمت لها مساعدة منذ زمن بعيد جدا
وعندما تجاهلت اتصالاتها بسبب كثرة أعمالي وأعبائي كانت الصدمة أنها أتصلت على هاتف صديقتي المقربة لتسالها هل لانا صحيح ترشحت إلى منصب أعلى؟
وهل صحيح على أنها ترشحت بإحدى الوزارات كمنصب وكيل وزارة مثلًا أو منصب وزير مثلًا؟؟؟؟
عندما أخبرتني صديقتي المقربة بهذا الإتصال امتلأت بالغيظ وأنا أردد كيف لها أن تمتلك كل تلك الوقاحة؟ وكيف سولت لها نفسها أن تتبع أخباري بهذه الطريقة الفجة وبإشاعة لا أعرف مصدرها “ربما من بنات أفكارها”؟
ولكن بحكم تخصصي في علم الإجتماع كظمت غيظي، وأبتلعت غضبي وقررت أن أجعل منها حالة تستحق الدراسة.
أعدت الإتصال على صاحبة الأنف الطويل وأستدعيتها إلى أحد المقاهي ومن حسن حظي كانت صديقتي طبيبة الجراحة التجميلية متواجدة معي في نفس اللحظة.
وعندما رأيتها قلت لها: يا سيدة فلانة كم أنا معجبة بك لديك مصادر لنقل الأخبار وأفكر بأن أجعل منك مراسلة خاصة بي بما أنني ضليعة بعالم الصحافة.
رأيت وجهها البغيض يتهلل فرحًا وأنا أكيل لها الإطراء بعد الإطراء.
وفي لحظة فاجئتها بسؤال من أخبرك هذا عني؟ بينما لا تربطني بك لا صداقة؟ ولا تربطني بك زمالة عمل؟ ولا قرب سن؟
وأنا أمثل إحدى حفيداتك بالمجمل.
فتغير وجهها وأخبرتني أنها حقيقية ليس لها أي مصادر.
وأنها ابتدعت هذا الأمر لتكون “صداقة وهمية” تتلصص من خلالها على حياتي الخاصة.
بادرتها بسؤال آخر: ماذا تستفيدين من كل هذا؟
حتى وإن زودتك بمعلومات عن حياتي الخاصة فماذا ستضيف إليك تلك المعلومات؟
فما كان من صاحبة الأنف الطويل إلا أن حملقت في وجهي قليلًا يعينين تشبه عيني محارب خرج للتو من معركة دامية “نظرة المائة ياردة”
وأردفت قائلة:
أنا إمرأة كبيرة في السن وقد تزوج كل أبنائي وبناتي، ولم يقبلني أحد في وظيفة “لا شغلة ولا مشغلة”
وجعلت من الناس شغلي الشاغل لتسليتي، ونقل الأخبار والأحاديث بيني وبين جاراتي كي لا يشعرن بالملل مني.
عندها انفجرت صديقتي الطبيبة ضاحكة قائلة بلهجتها المصرية ساخرة “سقف مناخيرك طويلة أوي يا حجة، وعاوزلها قص”
غادرت المقهى وأنا أفكر في أصحاب الأنوف الطويلة، والعيون الفارغة الغير ممتلئة.
وأنا أشتم بيني وبين نفسي في كل السابقين من علماء علم النفس وعلم الإجتماع الذين لم يؤسسو نظرية في “الأنوف الطويلة” وكنت غارقة في فكرة ان آخذ على عاتقي تأسيس تلك النظرية، وتحويلها إلى حالة وبحث مفتوح يحق للجميع المشاركة فيه.
لعل وعسى أن نجد حلًا لهذه الكائنات الطفيلية والتي بسببها دمرت البيوت، ومُزقت العائلات.
وفي الأخير حانت التفاتة مني وانا في الطريق خارجاً لإمرأة أخرى تعبر الطريق وهي تحملق في زوجين وهم لا يعلمون أنها تنظر إليهم
وقد أسترقت السمع، ومالبثت حتى بدأت في الحوقلة أكررها إلى أن أتى سائقي.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية.. محمد صبحى رئيساً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة
أعلن الكاتب والناقد السينمائى د. ياسر محب رئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، عن اختيار النجم القدير محمد صبحى رئيساً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة بالدورة الرابعة للمهرجان، التى تقام فى الفترة من 28 نوفمبر الجارى وحتى ٢ ديسمبر بدار الأوبرا المصرية.
سحب الجنسية الكويتية من المطربة نوال .. اعرف الحقيقة أخبار الفن.. سر غياب مى عز الدين عن جنازة والدتها.. أصالة تهدد معجب بزوجها.. من هى أنوسة كوتة أرملة محمد رحيم سر عدم حضور مى عز الدين جنازة والدتها من كنيسة الملاك ميخائيل طلب غريب من معجب لـ أصالة.. والفنانة تهدده بزوجها | تفاصيل بالفيديووأكد د. ياسر محب أن اختيار الفنان محمد صبحى لرئاسة لجنه التحكيم جاء لقيمته الفنية والإبداعية البارزة ولمشواره الفنى الحافل والمتميز، حيث يعد أحد أهم نجوم الوطن العربى، وقدم خلال مشواره الفني الطويل عددًا كبيرا من الأعمال السينمائية الممتعة والمهمة، إلى جانب إبداعاته المسرحية والتلفزيونية، التي حققت نجاحا كبيرا، كما أعطى دروساً قيمة ومهمة على مدار مشواره الفنى فى إعلاء بقيمة الفن والفنانين، وهى الرسالة التى يستهدفها المهرجان فى جميع دوراته.
وأضاف ياسر محب أن المهرجان يسعى فى دورته الجديدة إلى تنشيط وتعزيز الفن السابع، مع فتح قنوات نقاش وتبادل ثقافى وسينمائى جديدة وفعالة، تسهم بدورها فى دعم جهود الدولة لتنشيط حالة الوعى الفنى ودعم القوى الناعمة المصرية، وإثراء الحركة السينمائية والإبداعية والثقافية فى مصر.. فضلاً عن السعى إلى جذب أنظار العالم إلى مصر بوصفها دولة مؤسسة ورائدة فى منظمة الفرنكوفونية ومتصلة بمختلف أنشطتها، من خلال التنافس المحمود بين نخبة من كبار الفنانين وصناع السينما بمصر والعالم من خلال المهرجان.
وأشار إلى أن الفعاليات سوف تقام بقاعات دار الأوبرا المختلفة، ومنها المسرح الصغير وسينما الهناجر وقاعتى سينما الحضارة ومركز الإبداع الفنى، لكى يستمتع بها الجمهور.
جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يحتفى بالثقافة الفرنكوفونية عبر عرض أفلام من مختلف الدول الأعضاء فى منظمة الفرنكوفونية – 88 دولة وحكومة -، ويستقبل هذا العام عدداً من أهم المبدعين والدبلوماسيين والمتخصصين الفرنكوفونيين، فى دورته التى تستمر فعالياتها خمسة أيام بدار الأوبرا المصرية، ويعرض عدداً كبيراً من الأفلام التى تمثل أهم وأحدث إنتاجات السينما بالدول الأعضاء فى منظمة الفرنكوفونية.
كما يسعى المهرجان إلى تقوية الروابط الإبداعية بين مصر ومختلف دول العالم الفرنكوفونى، من خلال برامجه المتنوعة، والتى تضم العديد من الأنشطة السينمائية والثقافية، وعروض لمجموعة من أفضل التجارب السينمائية بالدول الفرنكوفونية، إضافةً إلى مناقشات وجلسات حوارية وورش عمل وعدد من البرامج الاحترافية المتعلقة بصناعة السينما.
كما يستهدف تحقيق قيمة مضافة للساحة السينمائية والثقافية والإبداعية فى مصر، من خلال خلق مساحة للتعلم والنقاش والإطلاع والمشاركة، عبر تنمية وتنشيط تذوق الجمهور بمختلف اهتماماته لأشكال وإبداعات وموضوعات سينما الدول الفرنكوفونية.. مع إحداث حالة من الحراك الفنى والثقافى والتنويرى، من خلال جذب أشكال من السينما والأدب غير منتشرة بالضرورة فى دور العرض السينمائية والساحة الثقافية المصرية، وهى الثقافة الفرنكوفونية.
فى السياق ذاته ، يقدم المهرجان هذا العام تجربة جديدة، تحمل عنوان "سينما المستقبل"، حيث يقدم المهرجان العديد من الفعاليات يراهن فيها على إمتاع الجمهور والمشاركين.