صحيفة صدى:
2024-12-28@23:39:39 GMT

الأنوف الطويلة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الأنوف الطويلة

كم كنت أتمنى أن فرويد أو إميل دوركايم عاشوا في زمننا الحاضر أو على الأقل عاصروا حاضرنا لكنت عرضت على أحدهم مشكلة تحتاج إلى علاج ولكن لم يفيدني في هذه المشكلة إلا أحد صديقاتي “طبيبات التجميل”.

مشكلتنا في هذا العصر تتمحور حول الأنوف الطويلة التي تحشر نفسها في حياة كل كائن يتنفس على وجه هذا الكوكب البغيض “أصبح بغيضًا بسبب هذه الأنوف”.

في إحدى المرات أتصلت بي صديقة قديمة أو بالمعنى الأصح ليست صديقة وإنما عابرة كنت قد قدمت لها مساعدة منذ زمن بعيد جدا

وعندما تجاهلت اتصالاتها بسبب كثرة أعمالي وأعبائي كانت الصدمة أنها أتصلت على هاتف صديقتي المقربة لتسالها هل لانا صحيح ترشحت إلى منصب أعلى؟

وهل صحيح على أنها ترشحت بإحدى الوزارات كمنصب وكيل وزارة مثلًا أو منصب وزير مثلًا؟؟؟؟

عندما أخبرتني صديقتي المقربة بهذا الإتصال امتلأت بالغيظ وأنا أردد كيف لها أن تمتلك كل تلك الوقاحة؟ وكيف سولت لها نفسها أن تتبع أخباري بهذه الطريقة الفجة وبإشاعة لا أعرف مصدرها “ربما من بنات أفكارها”؟

ولكن بحكم تخصصي في علم الإجتماع كظمت غيظي، وأبتلعت غضبي وقررت أن أجعل منها حالة تستحق الدراسة.

أعدت الإتصال على صاحبة الأنف الطويل وأستدعيتها إلى أحد المقاهي ومن حسن حظي كانت صديقتي طبيبة الجراحة التجميلية متواجدة معي في نفس اللحظة.

وعندما رأيتها قلت لها: يا سيدة فلانة كم أنا معجبة بك لديك مصادر لنقل الأخبار وأفكر بأن أجعل منك مراسلة خاصة بي بما أنني ضليعة بعالم الصحافة.

رأيت وجهها البغيض يتهلل فرحًا وأنا أكيل لها الإطراء بعد الإطراء.

وفي لحظة فاجئتها بسؤال من أخبرك هذا عني؟ بينما لا تربطني بك لا صداقة؟ ولا تربطني بك زمالة عمل؟ ولا قرب سن؟
وأنا أمثل إحدى حفيداتك بالمجمل.

فتغير وجهها وأخبرتني أنها حقيقية ليس لها أي مصادر.

وأنها ابتدعت هذا الأمر لتكون “صداقة وهمية” تتلصص من خلالها على حياتي الخاصة.

بادرتها بسؤال آخر: ماذا تستفيدين من كل هذا؟

حتى وإن زودتك بمعلومات عن حياتي الخاصة فماذا ستضيف إليك تلك المعلومات؟

فما كان من صاحبة الأنف الطويل إلا أن حملقت في وجهي قليلًا يعينين تشبه عيني محارب خرج للتو من معركة دامية “نظرة المائة ياردة”

وأردفت قائلة:

أنا إمرأة كبيرة في السن وقد تزوج كل أبنائي وبناتي، ولم يقبلني أحد في وظيفة “لا شغلة ولا مشغلة”

وجعلت من الناس شغلي الشاغل لتسليتي، ونقل الأخبار والأحاديث بيني وبين جاراتي كي لا يشعرن بالملل مني.

عندها انفجرت صديقتي الطبيبة ضاحكة قائلة بلهجتها المصرية ساخرة “سقف مناخيرك طويلة أوي يا حجة، وعاوزلها قص”

غادرت المقهى وأنا أفكر في أصحاب الأنوف الطويلة، والعيون الفارغة الغير ممتلئة.

وأنا أشتم بيني وبين نفسي في كل السابقين من علماء علم النفس وعلم الإجتماع الذين لم يؤسسو نظرية في “الأنوف الطويلة” وكنت غارقة في فكرة ان آخذ على عاتقي تأسيس تلك النظرية، وتحويلها إلى حالة وبحث مفتوح يحق للجميع المشاركة فيه.

لعل وعسى أن نجد حلًا لهذه الكائنات الطفيلية والتي بسببها دمرت البيوت، ومُزقت العائلات.

وفي الأخير حانت التفاتة مني وانا في الطريق خارجاً لإمرأة أخرى تعبر الطريق وهي تحملق في زوجين وهم لا يعلمون أنها تنظر إليهم
وقد أسترقت السمع، ومالبثت حتى بدأت في الحوقلة أكررها إلى أن أتى سائقي.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

ابنتي المراهقة تلهث وراء الشهرة..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي الفاضلة كثيرا ما يعتقد الأولياء أن توفير كل ما يطلبه الأولاد هو سبيل لكسب ثقتهم وضمان حسن سيرتهم، لكن يبدو أنه معتقد خاطئ خاصة في المتغيرات الحالية والفتن التي يعرفها وقتنا الحالي.

أجل سيدتي فأنا أعاني كثيرا معه ابنتي صاحبة الـ17 سنة، حيث أغدقت عليها منذ صغرها بالحنان والدلال، لم نبخل عليها أنا ووالدها بشيء من مترفات الحياة المادية، فأنا أشغل منصبا هاما وكذلك والدها، بدأت تكبر وبدأنا نحاول تفهم كل مرحلة عمرة تمر بها، لم نبخل عليها بشيء، لها الحرية المطلقة في الذهاب حيث تشاء برفقة أخيها طبعا، لكنها كانت تتذمر من أمر فقد كنت حريصة على اختيار صديقاتها، لأنني أعرف شخصيتها جيدا فهي سهلة التأثر بالغير.

إلى هنا كانت حياتنا طبيعية، لكن بمجرد أن طلبت هاتف ذكي بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي، فابنتي صرحت لي أنها تريد أن تصبح مشهورة على التطبيقات الإلكترونية، وأنها تريد أن تشارك غيرها حياتها اليومية، فقمت مباشرة بسحب هاتفها الذكي وتغييره بهاتف بسيط، فانقلبت علينا وأبانت كرها شديدا لنا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني معها، فهي ترفض تماما الأمر وتعتبره تدخلا في خصوصياتها، كما انها تجرأت وهددتني بأنها ستترك البيت وتذهب لبيت جدتها حتى تهنأ بالعيش الذي تريده هي وتريباتها من بنات عمتها اللواتي تحيين بلا حسيب أو رقيب.

كلمتها وأوضحت لها أنّ ما تحياه من رفاهية تُحسد عليه، لكن عبثا افعل، فابنتي وعلى ما يبدو حدث لها غسيل مخ من طرف صديقاتها اللواتي يعتبرنها جبانة لأن لا صديق لها، ولا يمكنها أن تعيش بحريتها حسب ما قرأته في بعض المحادثات على هاتفها.

سيدتي أنا جد خائفة على ابنتي من الضياع في غياهب الفتن المحيطة بنا، خاصة أنها تعتقد أنني احرمها من التمتع بالحياة في أجمل مرحلة في عمرها، فكيف أتصرف معها قبل فوات الأوان..؟

أم معاد من الوسط

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، أختاه، من الواجب أن يكون الأباء حريصين كل الحرص أن ينبتوا أبناءهم (الذكور كما الإناث) نباتا حسنا وفق ما تقتضيه الشريعة والدين، ولست أشك سيدتي في مدى حرصك على صلاح فلذة كبدك، حيث أن ما تقومين به في هذه الفترة بالذات لهو تدخل في الوقت البدل الضائع لتفادي ما لا يحمد عقباه.

تمسكي بقرارك ولا تتركي الحبل على الغالب لفتاة لا تعرف مصلحتها، والدليل أنها ترى في تدخلك في حياتها هتكا لخصوصيتها وكبحا لجماح تحرر تراه هي حقا لكنه أدهى من أن يكون كذلك.

عليك سيدتي أيضا أن تقحمي زوجك بما أنه مسؤول أيضا عن هذه الفتاة وبأن يمارس عليها نوعا من الترهيب الذي قد يثنيها عن قرارها في الهروب إلى حضن جدتها التي ستمكنها من حريتها وستفتح لها أبواب الممنوعات التي أحاطت بها من كل حدب وصوب في بيتكم.

في المقابل، عليك أن تتقربي من أبنتك أكثر فأكثر ومن أن تفهميها أن انتقاد الآخرين من صديقات لها لحياتها ونمط إتيانها الأمور لهو نابع من غيرة وحسد على استقرار كبير تحياه، ومن أن الغالبية العظمى ممن تحثها على الانسلاخ من القيم تردن رؤيتها في الحضيض، وأن مسألة الشهرة والصداقة مع الجنس الآخر لا يعتبران معيارا للتطور والتقدم قط، فهما سبيل للهاوية وليس النجاح.

الصرامة هي أكثر ما يجب أن يكون منك ومن زوجك، كما أنه عليك أن تخبري حماتك من أنك ستكونين ممتنة لها إن هي أخطرت ابنتك بعدم قدرتها على أن تكون رهن إشارتها فيما لا ترضيانه أنت ووالدها وبأن لا تستقبلها في بيتها إن هي لم تكن مطيعة لكما ، حيث أن لكل والدين حرية تربية إبنائهما  وفق ما يرونه مناسبا .

سيكون الأمر متعبا مرهقا في البداية لتقويم سلوك ابنتك الخاطئ، لكن بالمقارنة مع النتيجة المبتغاة  فكل شيء يهون.في الأخير ،أختاه لا تنسي ابنتك من صالح دعائك بالهداية والعودة إلى جادة الصواب ، وحتما سيكون الله معك في مسعاك هذا لأنك في الأول والأخير تبتغين مرضاته.

ردت: بوزيدي س

مقالات مشابهة

  • الناس صورتني وأنا منفعلة.. حورية فرغلي تكشف حقيقة فيديو الخناقة المتداول | انفراد
  • قرّبت خلاص | إعلان رسمي من حسام حبيب بعد انفصاله عن شيرين
  • «هو مني وأنا منه»
  • شاهد بالفيديو.. مطربة سودانية حسناء تقدم وصلة رقص هستيرية خلال حفل بإحدى الولايات وتصرخ: (الدنيا حلوة وأنا برضو حلوة)
  • داليا البحيري وعنبه في حلقة خاصة ببرنامج الستات مايعرفوش يكدبوا
  • ابنتي المراهقة تلهث وراء الشهرة..
  • رحلة عبد الشافي الأخيرة .. إلى الداخل
  • أحمد فتحي: قرار اعتزالي كان مؤلما.. وأنا محسوب على الأهلي
  • «قالو لي يارب تموتي».. إيمان أيوب لمنتقديها: ارحموني من التنمر
  • تامر حسني يرد على إشادة رامي صبري: «أنت صاحب عمر وصوت عظيم»