"إسرائيل المهدّدة من جانب حزب الله، تبحث عن حلٍ للشمال الفارغ".. بهذه الكلمات تناول تقرير لوكالة "بلومبرج"، وترجمه "الخليج الجديد"، عودة التصعيد الأمني إلى شمالي فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان.

وقدّمت الوكالة مثالاً على مستوطنة "المنارة" الإسرائيلية، واصفةً إياها بـ"المهجورة" إلى حد كبير، بعد فرار سكانها، ضمن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين هجروا منازلهم، في المناطق الشمالية لدولة الاحتلال، والمحاذية لجنوب لبنان، بفعل الهجمات المتتالية لـ"حزب الله"، التي تزامنت وتضامنت مع حرب غزة.

وبينما يتركز اهتمام العالم على استئناف القتال بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزّة، فإنّ المستوطنة تسلط الضوء على مشكلةٍ مقبلة لـ"إسرائيل المُحاصرة"، وهي كيفية جعل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من المنطقة يعودون عندما يكون هناك تهديد وجودي في الأفق عبر الحدود.

وقالت الوكالة، إنّ "أي شخصٍ ينتقل إلى المستوطنة سيصاب"، مؤكدةً أنّ المستوطنين الذين غادروا مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة ليس لديهم أمنٌ فعلي ولا شعور بالأمن للعودة.

ونقلت الوكالة عن نقيب دبابة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله إنّه "من أجل السماح للمستوطنين بالعودة، يجب أن يكون لدينا مؤشر واضح من حزب الله في لبنان، بأنّهم لا ينوون مهاجمة الناس".

اقرأ أيضاً

نحو حرب أكثر تدميرا.. إسرائيل تستفز "حزب الله" بضربة في عمق لبنان

وأربكت هذه القضية إسرائيل، منذ أن حاربت "حزب الله" اللبناني في عام 2006، حسب ما أشارت الوكالة، لتؤكّد أنّه مع ذلك، وصل الشعور بعدم الاستقرار لدى سكان المستوطنات الإسرائيلية التي تصطفّ على الحدود اللبنانية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، منذ تدفق مقاومي حركة "حماس" من غزّة إلى مستوطنات غلافها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب الوكالة، فإن أغلب الذين يعانون من هجمات "حزب الله" هم سكان الكيبوتسات (المستوطنات)، ممن يمارسون الأنشطة الزراعية، حيث بدأت مظاهر التوتر عام 2006 بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل والميليشيا والتي استمرت لمدة 34 يومًا.

ومنذ ذلك الحين، سعت الحكومة الإسرائيلية لطمأنة السكان ومنح العمال حوافز للعودة إلى أعمالهم في الشمال، بحسب ما نقلت الصحيفة.

وقال النقيب في جيش الاحتلال، أنّ "حزب الله خطّط لسنوات للقيام بشيءٍ مشابه جداً في الشمال"، للهجوم الذي نفذته حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزّة.

ولفتت الوكالة إلى أنّ الوجود العسكري الإسرائيلي على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة من غير المرجح أن يُقنع الإسرائيليين الذين يعيشون في المنطقة بالعودة إلى المستوطنات.

اقرأ أيضاً

التوتر على حدود لبنان يتصاعد.. ومصادر تعلن مقتل 3 جنود إسرائيلين

إضافةً إلى هذا الوجود، وفق الوكالة، لن يُقلّل من التهديد الذي تشكله أسلحة "حزب الله"، التي وصفتها بأنّها "الأكثر تقدماً"، والتي تشمل الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى مناطق بعيدة، مثل: إيلات على الطرف الجنوبي الشرقي لإسرائيل، بحسب وصف الصحيفة.

وبينما أحجمت إسرائيل، التي تشعر بالقلق إزاء رد فعل المجتمع الدولي، عن القيام بعمليات برية وقائية لكل من غزة ولبنان لسنوات، فإن هجوم حماس غيَّر تلك الحسابات.

وبمجرد أن تحقق أهدافها في غزة المتمثلة في القضاء على "حماس" وتحرير الأسرى المتبقين، ستتغير الأمور، بحسب إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي السابق في الحكومة الإسرائيلية.

قال هولاتا إن "القيام بما نحتاج إليه في غزة أمر صعب بما فيه الكفاية.. لا نحتاج لأن نجد أنفسنا متشابكين على جبهتين".

وتابع: "لن أقترح على أي حكومة إسرائيلية الانتظار مرة أخرى.. أعتقد أننا بحاجة إلى التحرك قبل أن يحدث لنا ذلك"، داعيًا إلى "منع مذبحة أخرى للمدنيين في أي جزء من إسرائيل".

وختم التقرير بالقول إنه "من غير الممكن للسكان، الذين تتكفل الحكومة بنفقات إقامتهم في مناطق بعيدة عن التهديد، العودة في ظل غياب الأمن.. ولا يبدو أن بحوزة إسرائيل حلولًا في المنظور القريب".

اقرأ أيضاً

"المسافة الآمنة".. إسرائيل تخلي المستوطنات القريبة من غزة ولبنان

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل لبنان جنوب لبنان حزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

حريق هائل في شمال إسرائيل إثر سقوط صاروخ من جنوب لبنان.. فيديو

أفادت قناة “الحدث” باندلاع حريق هائل في مستوطنة "كريات شمونة" شمال إسرائيل إثر سقوط صاروخ من جنوب لبنان.

قال مسؤولون إسرائيليون إن رفض "حزب الله" اللبناني، للاقتراح الأمريكي القاضي بنزع السلاح من جنوب لبنان، سيمنح إسرائيل "شرعية دولية" لشن الحرب.

 وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مسؤولين أمنيين وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية، اعتقادهم أن "الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، سيرفض اقتراح المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين".

إسرائيل تعتبر رفض حزب الله للمقترح الأمريكي إشارة لشن حرب على لبنان.. تفاصيل حزب الله يستبعد حربًا مع إسرائيل ويتحدث عن خيارات

 ورأى المسؤولون أن رفض الاقتراح سيمكّن إسرائيل من "اكتساب الشرعية الأمريكية والدولية" للحرب.

قوات النخبة في حزب الله:

 يتضمن اقتراح هوكستين نزع سلاح جنوب لبنان وإعادة قوة "الرضوان" (قوات النخبة في حزب الله) إلى مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.

 إزالة الأسلحة الثقيلة لـ"حزب الله":

 كما يتضمن إزالة الأسلحة الثقيلة لـ"حزب الله"، بما في ذلك الصواريخ وقاذفات الهاون والطائرات المسيرة من المنطقة.

 وفي المقابل، توافق إسرائيل على بعض التعديلات على الحدود بين البلدين.

 يُذكر أنه في الأيام الأخيرة، صرح مسؤولون إسرائيليون بشكل متزايد بأن "إسرائيل تقترب من اتخاذ قرار بشأن المزيد من الإجراءات على الجبهة اللبنانية"، على خلفية القصف المستمر من "حزب الله" اللبناني.

وصرح الجيش الإسرائيلي، في يونيو الماضي، بأنه اعتمد خططًا قتالية لشن هجوم على لبنان.

كما توقع تقرير نشرته مجلة "بيلد" الألمانية، أن يشهد الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر يوليو الجاري، هجومًا إسرائيليًا على جنوب لبنان.

القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي:

 يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

 وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين، منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.

 

مقالات مشابهة

  • كارثة من لبنان.. هذا آخر اعتراف إسرائيليّ!
  • مقتل عنصر في حزب الله بغارة إسرائيلية على شرق لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولاً بحزب الله شرق لبنان
  • إعلام عبري: حزب الله يرحب بموافقة حماس على مقترح الصفقة مع إسرائيل
  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • حقائق بشأن الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان
  • حزب الله وحماس: تنسيق ميداني وسياسي
  • مقدمات النشرات المسائية
  • حريق هائل في شمال إسرائيل إثر سقوط صاروخ من جنوب لبنان.. فيديو
  • المفتي دريان في رسالة السنة الهجرية: الوحدة الوطنية كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال