تهديد إسرائيل بتصفية حسابات مع قطر.. أي تداعيات على المنطقة؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
في ظل العلاقة بين قطر و"حماس"، وعلى الرغم من دور الوساطة القطرية في التوصل إلى هدنة إنسانية استمرت 7 أيام بين الحركة وإسرائيل، تهدد الأخيرة بـ"تصفية حسابات" مع الدوحة، وهو ما سينعكس سلبا على الاستقرار والأمن الإقليميين، بحسب ألطاف موتي في مقال بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).
موتي تابع، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "قطر، التي تربطها علاقات وثيقة مع حماس وتقدم مساعدات إنسانية وتنموية لغزة، شاركت في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وأضاف موتي أن "قطر تعمل مع مصر وتركيا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين، كما تستضيف مفاوضي إسرائيل وحماس بالدوحة في محادثات غير مباشرة".
وتقول قطر إن وجود مكتب سياسي لـ"حماس" في الدوحة لا يعني أنها تؤيد الحركة، وإن هذا المكتب تم فتحه في عام 2012، بعد طلب من الولايات المتحدة بإيجاد قناة لتواصل غير مباشر مع "حماس".
اقرأ أيضاً
القصف الإسرائيلي لغزة يعقد الوساطة.. قطر لأمريكا: مستمرون في جهود التهدئة
دور معقد
و"دور قطر ومصالحها في المنطقة معقد ومتعدد الأوجه، فهي دولة صغيرة ولكنها غنية وتمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، كما أن دخل الفرد مرتفع"، كما تابع موتي.
وأردف أن "قطر أيضا عضو في مجلس التعاون الخليجي، وهو تحالف إقليمي يضم ست دول عربية تشمل السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان. ومع ذلك، اتبعت قطر سياسة خارجية مستقلة وطموحة، غالبا ما تنحرف عن حلفائها في مجلس التعاون".
وزاد بأن "دعم قطر لحماس يشكل جزءا من استراتيجية الدوحة الأوسع لدعم الحركات والجماعات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها قطر قوى شرعية وشعبية للتغيير والديمقراطية في المنطقة".
كما "دعمت قطر بنشاط انتفاضات الربيع العربي في عام 2011، حيث قدمت مساعدات مالية وإعلامية ساهمت، ضمن عوامل عديدة أخرى، في سقوط الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا"، بحسب موتي.
واستطرد: "وكان الدافع وراء انخراط قطر في المنطقة هو رغبتها في تعزيز نفوذها ومكانتها الإقليمية والدولية، ومواجهة هيمنة منافسيها، كما استثمرت بكثافة في قوتها الناعمة، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وإنشاء شبكة الجزيرة الإعلامية، ورعاية المبادرات الثقافية والتعليمية".
وتابع: "أثار دور قطر ومصالحها في المنطقة انتقادات ومعارضة من بعض جيرانها وخصومها، الذين يتهمونها بالتدخل في شؤونهم الداخلية وزعزعة استقرار المنطقة، ودعم الإرهاب".
ولفت موتي إلى أنه "في عام 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا دبلوماسيا واقتصاديا على قطر، وطالبوا الدوحة بوقف دعمها لحماس والجماعات الإسلامية الأخرى ومواءمة سياساتها مع دول مجلس التعاون".
ومضى قائلا إنه "تم رفع الحصار في يناير/كانون الثاني 2021، بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة، لكن التوترات وانعدام الثقة لا تزال قائمة". ونفت قطر صحة اتهامها بدعم الإرهاب، واتهمت الدول الأربع في المقابل بالسعي إلى تقويض سيادتها.
اقرأ أيضاً
رئيس الشاباك: إسرائيل ستلاحق حماس في قطر ولبنان وتركيا
ادعاءات إسرائيلية
موتي قال إن "إسرائيل اتهمت قطر بالتحيز وعدم المساعدة في الوساطة، ودعم حماس بالمال والسلاح، ومحاولة تقويض دور مصر كقوة إقليمية ووسيط سلام".
ونقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) ديفيد بارنيا، أبلغ القيادة القطرية خلال زيارة للدوحة في 2 ديسمبر الجاري برفقة نظيره الأمريكية ويليام بيرنز، بأن "إسرائيل لن تتسامح مع تدخل قطر في المنطقة، وستتخذ إجراءات ضد مصالحها إذا استمرت في دعم حماس".
وقال موتي إن "رد قطر على التحذير الإسرائيلي جاء متحديا، إذ قالت إنها لن تتخلى عن دورها كوسيط أو دعمها للقضية الفلسطينية. كما اتهمت إسرائيل بانتهاك الهدنة والمبادئ الإنسانية بقصف مجمع مدينة حمد (السكني في 3 ديسمبر) في غزة الذي مولته قطر ويأوي آلاف العائلات".
وأردف أن "قطر قالت أيضا إنها ستحمل إسرائيل المسؤولية عن أفعالها، وستطلب الدعم والتدخل الدوليين لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة، ولن ترهبها أو تردعها التهديدات الإسرائيلية".
و"العلاقة بين إسرائيل وقطر، والتي ظلت متوترة ومعقدة لفترة طويلة، وصلت إلى مستوى منخفض جديد، وقد تكون لها انعكاسات خطيرة على الاستقرار والأمن الإقليميين، فتهديد إسرائيل بتصفية الحسابات مع قطر قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وأعمال العنف، وقد يقوض الثقة والتعاون اللازمين للتوصل إلى حل سلمي ودائم"، كما زاد موتي.
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء قطر يطالب بتحقيق فوري بالجرائم الإسرائيلية في غزة
المصدر | ألطاف موتي- أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تهديد إسرائيل تصفية حسابات قطر تداعيات حماس فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
معهد “فلسطين للأمن القومي”: صفقة تبادل الأسرى قد تكون قبل وصول ترامب للبيت الأبيض
قال الدكتور رمزي عودة، مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، إن هناك أسباب كثيرة تدفع إسرائيل الآن للوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، من ضمن هذه الأسباب أن حركة حماس تنازلت عن أحد أهم الاشتراطات والشروط التي كانت متمسكة بها وهي عدم اشتراط انسحاب إسرائيل من قطاع غزة أو انسحاب مؤقت من بعض المناطق، بالإضافة إلى انسحاب محدود من معبر رفح مع عدم تولي السلطات التابعة لحماس هذا المعبر.
صفقة تبادل الأسرىوتابع “عودة”، خلال مداخلة عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، : “وهذه القضية كانت شائكة بالنسبة لأي مفاوضات تسوية”، موضحًا أنه مع التطورات الأخيرة في بدأت حماس في ان تكون أكثر مرونة و تخفف من سقف تطلعاتها.
وأشار إلى أن حماس وإسرائيل لا يتحدثون عن صفقة دائمة بل صفقة مؤقتة مدتها من 28 يوم ل60 يوم حسب عدد الأسرى الذي حماس ممكن أن تسلمهم للجانب الإسرائيلي، متابعًا: “صفقة تبادل الأسرى قد اقتربت وفي الأغلب ممكن أن تكون قبل 20 يناير موعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض”.
وقع نحو 600 رؤساء سلطات محلية وأعضاء في حزب الليكود على وثيقة بهدف تشجيع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على إبرام صفقة تبادل، وفق خبر أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل نقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي سياق آخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن التوغل العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا هو "مؤقت".
ووفقًا لما ذكرته "سكاي نيوز عربية"، أشار بيان صادر عن مكتب نتنياهو إلى أن "انهيار النظام السوري أدى إلى خلق فراغ على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق فصل القوات عام 1974".
وأضاف البيان: "لن تسمح إسرائيل للجماعات الجهادية بملء هذا الفراغ وتهديد التجمعات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بهجمات مشابهة لتلك التي وقعت في السابع من أكتوبر".
وتابع البيان: "لذا، دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة وسيطرت على مواقع استراتيجية قرب الحدود".