اتحاد صيد الاسماك في بيان رسمي: أنشطتنا لا تهدد الاتزان البيئي والمخزون السمكي
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أصدر الاتحاد المصري لرياضة صيد الأسماك بيانا رسميا بشان الغاء بطولة كأس مصر لصيد الاسمام والتي كان من مقررا انطلاقها خلال الفترة من 28 نوفمبر الماضي وحتى 3 ديسمبر الجاري بمدينة الغردقة.
وطالب الاتحاد ببعقد اجتماع رسمي مع جهاز شئون البيئة، وفي حضور وزير الشباب والرياضة ومجموعة من الخبراء في ذلك المجال، بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة تدعم رياضة صيد الأسماك التي يمارسها الملايين في البحر الأحمر.
و أصدرت وزارة البيئة، قبل أيام، بيانا أشارت خلاله إلى رصدها عدد من المخالفات خلال مسابقات صيد الأسماك، وأن تلك الأنشطة تهدد الاتزان البيئي بالبحر الأحمر، وهي المخالفات التي وصفها الاتحاد المصري لرياضة صيد الأسماك، بأنها تستند إلى "معلومات غير دقيقة".
وحول ما جاء ببيان وزارة البيئة، أن مسابقات صيد الأسماك في مدينة الغردقة تتضمن تأثيرًا سلبيًا على الاتزان البيئي، وتؤدي إلى تدهور المخزون السمكي بالمنطقة، مما يؤدي لتكرار هجمات أسماك القرش، أكد الاتحاد المصري لرياضة صيد الأسماك، أن هجوم أسماك القرش يكون وقت وضع صغارها في أشهر يونيه ويوليو وأغسطس، وفي هذه الأوقات يتسم سلوك إناث "القرش" بالشراسة بهدف إيجاد مكان آمن في المياه الضحلة لحماية صغارها، مؤكدًا أن ذلك هو أحد أهم أسباب هجمات أسماك القرش، بجانب قيام بعض منظمي رحلات الغطس بإطعامها لأغراض المشاهدة والتقاط الصور التذكارية، الأمر الذي يسهم في تجمعها وزيادة هجماتها، مشيرًا إلى أن عدم وجود حواجز تمنع دخول تلك الأسماك إلى الشواطئ الخاصة بالقرى السياحية يزيد من هجماتها، والتي ظهرت بشواطئ "شرم الشيخ" رغم منع الصيد بها.
ونفى الاتحاد المصري لرياضة صيد الأسماك، وجود تأثير لأنشطته على المخزون السمكي، مضيفًا أن لنشات "الشنشلا"، والمصرح لها بالصيـد التجاري فـي مدينتي الغردقـة وسفاجا بعدد 19 لنشًا، تعد أحد الأسباب التي تؤثر على المخزون السمكي بالمنطقة وليس الصيد الرياضي الذي يلتزم بتطبيق شروط إطلاق الأسماك حية بعد صيدها، مؤكدًا أن الاتحاد كان أول من قام بتطبيق نظام "الصيد والإطلاق" في مصر، وذلك على مستوى جميع بطولاته فيما يخص أسماك: "جرم البياض بأنواعه - الشراع – الكوبيا"، مضيفًا أن محاولة تطبيق ذلك على جميع أنواع الأسماك التي يتم اصطيادها، قد يكون أمرًا من الصعب تحقيقه، مشيرًا إلى أنه من حق الفرق المشاركة في المسابقات الاحتفاظ ببعض الأسماك الناتجة عن جهود صيدهم، ومؤكدًا أن ذلك الأمر تم إيضاحه لجهاز شؤون البيئة في لقاء سابق في عام 2021.
وحول ما جاء ببيان وزارة البيئة، أن جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية هو المسؤول، طبقًا للقانون، عن إصدار تراخيص مزاولة نشاط الصيد، أكد الاتحاد المصري لرياضة صيد الأسماك، أن جهاز شؤون البيئة قام بإصدار موافقات سابقه للاتحاد خلال الأعوام الماضية، كان آخرها في ١١أكتوبر الماضي، متابعًا: "فهل كان جميع تلك الموافقات مخالفة للقانون خاصة أن القانون المشار إليه لا ينطبق على الصيد الرياضي من الأساس وإنما يخص الصيد التجاري".
وأكد الاتحاد، التزامه بالمعايير الواردة من جهاز شؤون البيئة طبقًا لقواعد وشروط البطولة، التي تم شرحها للجهاز سابقًا، ومؤكدًا أن بعض هذه البطولات تواجد خلالها مدير عام البيئة بالغردقة بنفسه للإشراف عليها، مشيرًا إلى رفضه لقيام الجهاز بإلغاء إقامة البطولة قبل انطلاقها بـ 24 ساعة فقط، وذلك على الرغم من وجود طلب لدى الجهاز منذ أكثر من 40 يومًا للترخيص بإقامة البطولة، مطالبًا جهاز شؤون البيئة بتفسير موقفه حول إلغاء البطولة قبل انطلاقها بيوم واحد مما أدى إلى تكبد الاتحاد والفرق المشاركة مبالغ طائلة، ورغم موافقة جميع الجهات الرسمية الأخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جهاز شؤون البیئة
إقرأ أيضاً:
أين اتحاد العلماء من الإساءة للمقدسات في السعودية؟!
صدم الناس بمشهد لم يكن يتخيله أحد، في مهرجان الرياض، حيث مجسم يوحي لمن يراه بأنه مجسم يشبه شكل الكعبة، وسواء قصد القائمون على الأمر ذلك، أم حدث ذلك سهوا، فإن ما لا يختلف عليه أحد أن مجونا وفجورا حدث في المهرجان، في بلد يحتضن أهم حرمين شريفين من ثلاثة: الحرم المكي والمدني، وأما ثالثهما فهو الأقصى المحتل، والذي لم يجرؤ حتى الآن من فعله الصهاينة بالأقصى!!
ثار الناس على هذه الفعلة، وضجت وسائل التواصل بالإنكار والاستهجان، إذ إن أحدا لم يتخيل أن يأتي يوم يحدث فيه هذا الفعل المستنكر، وبخاصة أن علماء المملكة أنفسهم، ومجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، صدرت فتاوى عنهم وقرارات بعدم جواز صنع مجسمات للكعبة، بهدف تعليم الأطفال مناسك الحج والعمرة، أو تعليم المسلمين المناسك، أو أن يكون هدايا يحتفظ بها في البيوت، ولكن هؤلاء العلماء الذين حرموا ذلك، لم نسمع لهم قولا في هذا الفعل المشين، والإهانة المرفوضة.
لسنا مستغربين من شيوخ السلطة الذين لم ينبسوا ببنت شفة، في التعليق على الحدث، ولو من باب الحديث العام، دون المساس بأشخاص المسؤولين عن هذه الفعلة النكراء، لكن الموقف الأشد غرابة، والذي لا ينبغي الصمت عليه، بل على أعضاء هذه المؤسسات رفض هذا الصمت، صمت مؤسسات علمية كبرى.
من المؤسسات التي يستغرب من صمتها إزاء هذا الحادث: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هذا الكيان العلمائي الشعبي، الذي ما ترك حدثا يخص الأمة الإسلامية إلا بادر بإصدار بيان عنها، لكنه لاذ بالصمت بشكل محير في هذه الحادثة، فهل لم تثبت عنده؟ هل لم تبلغه؟! أم أن هناك حسابات أخرى يراعيها قيادات الاتحاد مخالفين بذلك خطا لم يكن يحيد عنه شيخنا القرضاوي المؤسس؟!
صدم الناس بمشهد لم يكن يتخيله أحد، في مهرجان الرياض، حيث مجسم يوحي لمن يراه بأنه مجسم يشبه شكل الكعبة، وسواء قصد القائمون على الأمر ذلك، أم حدث ذلك سهوا، فإن ما لا يختلف عليه أحد أن مجونا وفجورا حدث في المهرجان، في بلد يحتضن أهم حرمين شريفين من ثلاثة: الحرم المكي والمدني، وأما ثالثهما فهو الأقصى المحتل، والذي لم يجرؤ حتى الآن من فعله الصهاينة بالأقصى!!لكن أعضاء منفردين في الاتحاد استنكروا ما حدث، وكان آخرهم وأهمهم: الأستاذ الدكتور محمد قورماز رئيس الشؤون الدينية التركي السابق، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقورماز شخصية علمية عالمية، ولها وزنها وثقلها العلمي، فقد أصدر بيانا قويا، يبرئ ذمته، ويسمع صوته وكلمته لمن مارسوا هذا الفعل المهين للمقدسات، وإن اكتسى بيانه بحكمة شديدة، بحكم أنه رجل دولة من قبل، ويدرك مرامي كلماته، وإن كان البيان قويا صادعا بالحق، لكنه لم يتجاوز الهدف المنشود منه، وهو: إنكار المنكر، ولذا ختمه بعبارته: اللهم إن هذا منكر لا يرضيك.
بل بين أن عاطفته وهدفه ليس إهانة أفراد، ولا البغض للسعودية حكومة ولا شعبا، بل دافعه الحب، الذي دفعه للإنكار المعلن، وأن المقدسات ليست ملكا لأسرة، ولا لحكم، ولا لسلطة، بل هي ملك للأمة، ومن هنا يأتي إنكاره كأحد علمائها ومفكريها المشار لهم بالبنان، فجزاه الله خيرا عن بيانه، الذي وقعه بمنصبه الديني السابق، لا المنصب الحالي في الاتحاد، ربما حتى لا يحمل الاتحاد تبعة بيانه.
وهو ما يعيد سؤالنا مرات ومرات: لماذا صمت الاتحاد؟ هل تحالفات الاتحاد أو وجود مؤسساته في دول لها توازناتها مع السعودية وغيرها، يجعل الاتحاد يوازن في مواقفه؟ إن كان ذلك، فسيكون ذلك بلا أدنى شك، شهادة وفاة للاتحاد، ونقضا لبنيانه المشيد، ومخالفة صريحة لخط مؤسسه القرضاوي، والذي واجه حكاما بكل ما يرفضه منهم، بمنطق قوي وحكيم في آن واحد، قوة توصل رسالته، وحكمة لا تجعله صداميا.
وهو المطلوب من القائمين على أمر الاتحاد، فيمكن للاتحاد أن يكون ضيفا في أماكن، أو حليفا لشخصيات أو جهات، لكن عليه ألا يرهن قراره ولا مواقفه بداعميه أو مؤازريه، وإلا فقد قيمته، فهو كيان شعبي، وليس كيانا رسميا يتبع سلطة أو دولة، وهذا هو المعلن في وثيقة الاتحاد، وتلك كانت الوثيقة التي كنا نرسلها لكل من يوقع على استمارة العضوية، وكان ولا يزال شعار الاتحاد قوله تعالى: (ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا) الأحزاب: 39.
إن سبب قيام الاتحاد وإنشائه، هو ألا يكون تابعا لسلطة، بل معبرا عن الشعوب والأمة، ولا يصطدم مع الحكام، إلا في الثوابت، فتكون النصيحة بالحسنى، والحكمة، وإلا فسيكون الاتحاد كبقية الكيانات القائمة من قبل، وتتبع دولا، فما الفرق إذن؟! سيكون سبب وجوده وشرعية وجوده مفقودا بل منتهيا.
وما نقوله عن الاتحاد يقال عن مؤسسات أخرى، كالهيئة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسبب إنشائها الرئيس: الإساءات المتكررة من الغرب للنبي صلى الله عليه وسلم والمقدسات، وإلى الآن لم يصدر عنها أي بيان عن الحدث الخطير، وهناك هيئات أخرى سورية وفلسطينية وغيرها، لم نر لهم أي موقف معبر عن فداحة الحدث، وخطورة الموقف. وقد كانت هذه المؤسسات في قضايا أخرى، من أسرع المتحدثين والمتكلمين عنها، في قضايا مذهبية، وقضايا دينية مع غير مسلمين، فلماذا عندما تصدر مخالفة خطيرة كهذه يلوذون بالصمت، لحسابات هنا أو هناك.
وكيف سيكون موقف هذه المؤسسات، عندما تقوم جريدة غربية، أو في بلد غربي، بالإساءة لمقدس من مقدساتنا، فتقوم هذه المؤسسات بالإنكار، فترد عليهم بأنكم صمتم عندما حدث ذلك من مسلمين، فهل هو حلال للمسلمين، وحرام على غيرهم، علما بأن غير المسلم ليس مخاطبا بشريعتك؟!
أعتقد بكل أمانة أن هذا الصمت، لو دام، ولم يصدر موقف قوي ومعبر، ستكتب هذه المؤسسات والهيئات شهادة وفاتها، دون أن تدري، ولتعلم أن رصيدها الحقيقي يتمثل في الأمة، وليس في الأنظمة، وليس مطلوبا منها الصدام مع من قاموا بالحدث، بقدر ما يطلب منهم الجهر بالموقف الشرعي من ذلك، وكان يكفيهم أن يذكروا الحكم والموقف في الفعل، ولو أرادوا مراعاة الأشخاص، فلا عليهم من ذكرهم، فالناس تعرف من المقصود، لكن الصمت بهذا الشكل، فهو خزي، وضعف، لا يليق بأهل العلم، ولا القائمين بالحق.
[email protected]