قال موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إن الحرب المدمرة الحالية في غزة وعمليات القتل الجماعي أمر لا يطاق بالنسبة للضمير الإنساني ، ونحن نحني رؤوسنا حزنا على مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك عدد غير مقبول  من الأطفال، وأنه ألا ننسى أيضًا أنه قبل الحرب الحالية، واصلت إسرائيل بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العقود السبعة الماضية، وهو ما يعتبر انتهاكًا واضحًا للأعراف والمعايير الدولية، وأن المستوطنات غير القانونية تساهم في التهجير القسري ومحدودية الوصول إلى الموارد الأساسية بما في ذلك الأرض والمياه والغذاء والسكن، وإن إدامة نظام الفصل وعدم المساواة الهيكلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أصبح للأسف مشابهاً لنظام الفصل العنصري الذي حدث في الجنوب الأفريقي - وهو جزء مظلم للغاية من تاريخنا في أفريقيا.

 وأوضح  ان  مفوضية الاتحاد الأفريقي أعربت باستمرار عن قلقها العميق إزاء عواقب السياسات والإجراءات الأحادية الجانب، بما في ذلك الحرب المستمرة على قطاع غزة ، و ان  الحرب في غزة ستساهم في تفاقم الوضع الإنساني المدمر الذي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، وأكد إن مدينة القدس الشرقية ومقدساتها لم تكن في أي وقت مضى في خطر كما هي الآن ، و أن المسيحيون والمسلمون محرومون بشكل أساسي من ممارسة شعائرهم الدينية ، جاء ذلك في بيان أصدره  موسي فكي محمد  رئيس الإتحاد الافريقي  بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ٢٩ نوفمبر عبر فيه بالنيابة عن جميع الشعوب الأفريقية، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وبالأصالة عن نفسي، أبعث إليكم بتحياتي الحارة ومشاعر التضامن القوية في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقال رئيس الاتحاد الافريقي في بيانه إن يوم 29 نوفمبر ليس فقط الاحتفال السنوي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني كما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979، ولكنه أيضا يوم لإعادة تأكيد التزامنا المستمر والثابت كمجتمع دولي ودعمنا، من أجل القضية العادلة للحرية والدولة لفلسطين.


وأضاف موسي فكي انه لم تكن قضية الشعب الفلسطيني أكثر إلحاحا من أي وقت مضى ، إن اندلاع الأعمال العدائية المستمرة في غزة والأراضي المحتلة يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وله عواقب لا توصف على حياة المدنيين الفلسطينيين بشكل خاص، وعلى السلام في المنطقة بشكل عام، الحرب يجب أن تتوقف، ويجب إطلاق سراح الرهائن. ويجب أن يصبح وقف إطلاق النار الإنساني دائما.
وأشار أن مفوضية الاتحاد الأفريقي ستواصل دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يتعلق بقضية فلسطين وتنفيذ جميع قرارات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المعتمدة منذ عام 1948 حتى الآن والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي يحترم الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وأكد  مجددا أن الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية يرتكز على قيم الحرية والعدالة والمبادئ الإنسانية التي تدافع عنها أفريقيا في المحافل الدولية جنبا إلى جنب مع كل أولئك الذين يسعون إلى ضمان استعادة فلسطين حقها في الوجود كدولة رئيسية قابلة للحياة في الشرق الأوسط. 

ورحب وأيد موسي فقي بقوة القرارات الإنسانية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف الأعمال العدائية ضد السكان المدنيين في غزة ، و  باتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي تم التوصل إليه في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن من كلا الجانبين، ودعي إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء حوار سياسي نحو تنفيذ الحل المتمثل في وجود دولتين ذات سيادة ومسالمين وقابلتين للحياة.

وركز ان قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ستظل حساسة بالنسبة للشعب الفلسطيني وقيادته ، ويعاني الأسرى من ظروف اعتقال صعبة وغير إنسانية تنتهك كافة حقوق الإنسان الأساسية. ودعا إلى إطلاق سراحهم لتمهيد الطريق لتهيئة الظروف المواتية للتوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام.

وأشار الوضع الحالي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأكد أن مفوضية الاتحاد الأفريقي، سنعمل بلا كلل مع الجهات الدولية الفاعلة الأخرى لضمان إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفوضیة الاتحاد الأفریقی الشعب الفلسطینی بما فی ذلک فی غزة

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر وغزة بين الدعم الإنساني والدور السياسي

يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق خلّف آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف، وَسَط صمت دُوَليّ نسبي ومواقف متباينة من القِوَى الإقليمية والدولية. في هذا السياق، يبرز الموقف المصري كأحد أكثر المواقف العربية وضوحًا وتوازنًا، يجمع بين التحرك السياسي والدعم الإنساني، وبين تأكيد السيادة الوطنية والحفاظ على الدور التاريخي لمصر كوسيط رئيسي في القضية الفلسطينية.


الدور الدبلوماسي المصري في أزمة غزة


منذ اندلاع الحرب الأخيرة، تحركت القاهرة دبلوماسيًا لاحتواء التصعيد، وقدمت عدة مقترحات لهدنة إنسانية تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. كما نسّق وفد أمني مصري مع الأطراف الفاعلة، خصوصًا قطر والولايات المتحدة، للتمهيد لمرحلة تهدئة جديدة.


ولعل الأهم أن مصر رفضت بشكل قاطع المقترحات الإسرائيلية التي تدعو لتوليها إدارة غزة بعد الحرب، معتبرة ذلك انتقاصًا من سيادتها، وتجاوزًا لحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

التحرك الإنساني وخطة الإعمار


على الجانب الإنساني، أعلنت مصر خِطَّة شاملة لإعادة إعمار غزة، حظيت بدعم من القمة العربية في القاهرة، وتشمل إعادة بناء البنية التحتية وتحفيز الاقتصاد المحلي في القطاع.


هذا الدور الإنساني لم يكن مجرد عمل إغاثي، بل خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر لدى الفلسطينيين وتربطها إيجابيًا بحياتهم اليومية ومستقبلهم بعد الحرب.

 تأثير الموقف المصري على الداخل الفلسطيني


* تعزيز الثقة بين مصر والفصائل الفلسطينية: رفض مصر تولي إدارة غزة، وحرصها على دعم فلسطيني خالص، يعزز مصداقيتها أمام حماس وباقي الفصائل.


* تخفيف الاحتقان الشعبي: التحركات المصرية الأخيرة ساعدت في ترميم العِلاقة ب الشارع الفلسطيني الذي طالما شكك في حياد القاهرة.  

* إمكانية رعاية المصالحة الفلسطينية : قد تُوظف مصر رصيدها السياسي للعب دور أكبر في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني داخليًا بعد انتهاء الحرب.

 الموقف المصري في السياق الدُّوَليّ


* تعزيز الشراكة مع الغرب: الدور المصري كوسيط فعّال يمنحها أوراق قوة في علاقاتها ب الولايات المتحدة وأوروبا، ويزيد من الاعتماد الدُّوَليّ عليها.

* التوازن مع إسرائيل: رغم التنسيق الأمني، ترفض مصر الانصياع لأي دور وظيفي في خدمة أهداف تل أبيب، ما يثبت استقلالية موقفها.


* تحسين الصورة الإقليمية: مصر تُعيد تقديم نفسها كقوة إقليمية عقلانية، تتعامل مع الأزمات بحنكة سياسية بعيدًا عن الخطاب الشعبوي أو الانفعال.

الموقف المصري من حرب غزة الحالية يُعد نموذجًا نادرًا في المشهد العربي، إذ يمزج بين الدبلوماسية الهادئة، والالتزام بالقضية الفلسطينية، والحرص على المصالح الوطنية. مصر لا تسعى لفرض نفوذ على غزة، بل لتثبيت استقرار يُرضي الجميع دون التفريط في الحقوق أو الوقوع في فخ الاستغلال السياسي.

هذا الموقف قد يفتح لمصر آفاقًا أوسع في المستقبل، سواء عبر الإشراف على عملية إعادة الإعمار، أو المشاركة في أي ترتيبات سياسية لما بعد الحرب، بما يُعيد للقاهرة مكانتها كقلب العالم العربي النابض.

مقالات مشابهة

  • حماس تشيد بموقف الاتحاد الإفريقي
  • طرد سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى إثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي
  • عاجل | مراسل الجزيرة: طرد سفير إسرائيل بإثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي
  • طرد سفير إسرائيل بإثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي
  • مركز عين الإنسانية: استهداف المدنيين والأحياء السكنية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر وغزة بين الدعم الإنساني والدور السياسي
  • الخارجية تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة
  • "الخارجية الفلسطينية" تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • «الخارجية الفلسطينية» تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • محمد محمود يخوض انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي للمصارعة