الوجه الآخر للحرب على غزة.. اعتناق بعض المؤثرين الغرب الإسلام
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
"رأينا كيف أن الإيمان لدى المسلمين يلعب دورًا رئيسيًا في منح سكان غزة القدرة على الصمود"، عبارة لشاب أمريكي نشر مقطع فيديو أعلن فيه عن اعتناقه الإسلام بعد أن شاهد مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
ظاهرة اعتناق الإسلام
فيديو الشاب الأمريكي هو واحد من عشرات الفيديوهات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، التي أثبتت أن فكرة اعتناق الإسلام بعد الحرب في غزة باتت ظاهرة منتشرة في دول العالم الغربي.
وبدا الشاب كغيره متأثرا من صمود أبناء قطاع غزة على ما أصابهم من فقدان عائلاتهم ومنازلهم، ولا تتردد على ألسنتهم سوى كلمات تدل على إيمانهم بالقضاء والقدر مثل "الحمد لله"، و "حسبي الله ونعم الوكيل"، و "إنا لله وإنا إليه راجعون".
ووثق الفيديو، انبهار الشاب بأهل غزة وشرح كيف أثّروا على تفكيره وجعلوه يفكر في اعتناق الإسلام بسبب قوة إيمانهم.
(إيمانكم لامس روحي)
غزة تلامس فطرة الله التي فطر الناس عليها في العالم كله..) #غزة_الآن#السيسي_خاين_وعميل#أبوعبيدة pic.twitter.com/k2LZJJgbPI — Ebtihalnofal (@Ebtihalnofal1) December 2, 2023
وقال الشاب في مقطع الفيديو، الذي حصد تفاعلًا كبيرًا على موقع "إكس"، إن هناك امرأة حملت ملصقا (في إحدى المظاهرات الداعمة لفلسطين) يقول: "لا يمكنك هزيمة شعب يعلم أن الموت ليس النهاية".
وأضاف: "رأينا كيف أن هذا الإيمان لدى المسلمين يلعب دورًا رئيسيًا في منح سكان غزة القدرة على الصمود".
وقال الشاب الأجنبي إن "هذا الصمود أستطيع وصفه بأنه مؤثر للغاية، حتى أن غير المسلمين أُلهِموا به".
عشرات النساء يعتنقن الإسلام في مسجد "ميدو هايتس" في ملبورن بأستراليا، والسبب؛ هو صمود أهالي غزة وصبرهم وإيمانهم.
عشرات النساء يعتنقن الإسلام في مسجد "ميدو هايتس" في ملبورن بأستراليا، والسبب؛ هو صمود أهالي غزة وصبرهم وإيمانهم.#طوفان_الاقصى pic.twitter.com/RlIermKpe9 — تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) December 1, 2023
هزة وجودية وأخلاقية
الكاتب والخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية يقول لـ عربي21 إنه: "دائما الحوادث الكبرى عندما ترتبط بمسائل أخلاقية و وجودية تحدث أثرا كبير، ما شهدته غزة من جرائم إبادة جماعية وقتل للأطفال والنساء ومع انتشار فيديوهات ومناظر الدمار وصمود العائلات، جعلت المؤثرين يتابعون الأحداث ونتجت هزة وجودية وأخلاقية لديهم".
ويرى أن: "انتشار مقاطع للفلسطينيين وهم يشاهدون مقتل عائلاتهم ولا تتردد على ألسنتهم سوى الحمد لله و إنا لله وإنا إليه راجعون، جعلت المؤثرين يبحثون عن سر الصبر والصمود وطرح تساؤلات بأن هذه الشعب محاصر من سنوات وما زال مؤمن وصابر، هذه المقاطع هزت المسلمين ومن الطبيعي أن تهز الغرب وجعلتهم يبحثون في القرآن عن الأسباب ".
ويضيف:" هناك نوعية من المؤثرين مرتبطين بأجهزة و أجندة معينة تكون دعائية، بينما نوعية أخرى يحتفظون بالاستقلالية وغير مرتبطين بمؤسسات، وهؤلاء هم من استيقظ لديهم الحس الوجودي والاخلاقي وجعلهم يقومون بالبحث عن سر صمود الفلسطينيين وإجراء عملية مراجعة وبحث ".
ويتابع: "هناك جزء كبير من الغرب ينظر للقضية الفلسطينية إنها قضية إسلامية بينما الجيل الجديد من العلمانيين و الملحدين ينظرون للقضية أن ما يتم هو احتلال واستيطان استعماري ".
وأشار إلى أنه: "لا يمكن تجريد القضية الفلسطينية من فكرة أنها إسلامية وخاصة إن الاحتلال ايضا يقحم الآيات التوراتية في حربه على القطاع، لذا يصعب فك الارتباط ما بين ما هو ديني وسياسي".
بعد سنوات من الاتهامات والإسلاموفبيا
دكتور الأديان بكلية الدراسات الفقهية في جامعة آل البيت، عامر الحافي، يقول لـ عربي21 : "أن صعوبة ومأساوية المشاهد جعلت الكثير من المؤثرين يدخلون الإسلام، فالغرب اليوم يعاني من الذنب لأنه جزء من المأساة التي يعيشها قطاع غزة، نتيجة دعمهم للاحتلال".
ويضيف:"بعد أن غلبت النزعة المادية على الثقافة الغربية، الآن اكتشفوا أهمية الدين وكيف جعل الإنسان الفلسطيني يصمد أمام الحرب، وقدم نموذج للمؤمن الذي يجسد الإيمان في حياته ليس بمجرد نصوص دينية، ورأوا التطبيق العملي للقيم الدينية الاسلامية على أرض الواقع".
وبعد سنوات من الإسلاموفوبيا يقول الحافي إن الغرب : "اكتشف أن 2 مليار مسلم الذين كانوا يتهمونهم بالإرهاب والرعب هم أكثر وداعا من الجميع، أبناءهم يقتلوا امامهم ولم يصدر منهم أي ردة فعل عنيفة، لو كانوا ارهابيين لظهر ارهابهم اليوم ، هذه المواقف جعلت العالم كله يسأل كيف يمكن أن يقتل اطفالهم أمامهم ويتماسكون ولا ينحدروا للقتل أو العنف؟".
ويضيف:" التعامل مع الأسير كشفت زيف الرواية الصهيونية التي عملت على تشويه حقيقة الأسلام، إذ تعامل الفلسطينيين مع الأسرى كضيوف بينما الاسرى الفلسطينيون الذين خرجوا من سجون الاحتلال تم التنكيل بهم ".
إقبال غير مسبوق على الدخول في الإسلام
ونشر الصحفي المصري أحمد منصور مقالا صحفيا قال فيه أن الاحتلال الإسرائيلي والغرب رغم إنفاقهم المليارات وتنظيم حملات كبيرة للتخويف من الدين وتشويه صورته وصناعة الإسلاموفوبيا، تمكن أهل غزة من مسح كل ذلك وكانوا سبباً في إعادة النظرة الإيجابية عن الدين.
ونقل منصور على لسان رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عبدالله بن منصور، أن فرنسا لم تشهد طيلة 40 عاماَ إقبالاً على الدخول في الإسلام كما حصل بعد حرب غزة حيث ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من 80 في اليوم إلى 400 في بعض الأحيان حالياً.
وقال بن منصور أنه لا يقل عدد من يدخلون الإسلام بشكل يومي عن ثلاثمائة مسلم فرنسي جديد"، وقال احمد منص ما يعني أن عدد ممن دخلوا الإسلام في فرنسا وحدها على أقل تقدير منذ اندلاع طوفان الأقصى وخلال ما يقرب من شهرين حوالي 20 ألف شخص أغلبهم من الشباب” وفق تحليل أحمد منصور.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الحرب الاسلامية غزة الاحتلال الاسلام الحرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
القدس المحتلة-سانا
أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بقصفه حياً سكنياً بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وراح ضحيتها 66 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين نتيجة للفيتو الأمريكي الذي أفشل قراراً لمجلس الأمن بوقف العدوان.
وقالت حماس في بيان اليوم: “استمراراً لحملة التطهير العرقي التي يواصل الاحتلال ارتكابها في شمال القطاع منذ نحو 50 يوماً أقدم هذا العدو الفاشي خلال الساعات الأولى من صباح هذا اليوم على ارتكاب المجزرة المروعة في بيت لاهيا في إمعان بحرب الإبادة الوحشية ضد الشعب
الفلسطيني، مستنداً إلى غطاء أمريكي إجرامي ودعم عسكري وسياسي لا محدود، وآخره الفيتو الذي أفشل به أمس قراراً في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة”.
وحمّلت حماس المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المسؤولية عن استمرار المجازر بحق الفلسطينيين، جراء الصمت والعجز عن تفعيل آليات الحماية من الإبادة والتطهير، مجددة دعوتها إلى تحرك عالمي للضغط على الاحتلال لوقف الإبادة.