عبد الله جاب الله: السكوت عن جرائم الاحتلال في فلسطين خيانة لدين الأمة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ)[الأنفال: 73].
إنّ ما قلناه ونقوله اليوم وغدا، ونقوله ما حيينا، ونوصي به أولادنا وإخواننا ومن يسمع قولنا أن يقوله ويردده ولا يمل من قوله وترديده، هو أن فلسطين هي أرضنا وأرض الإسلام والمسلمين، وأن شعبها هو شعبنا؛ له علينا من حقوق الدين والرحم وروابط اللغة والتاريخ ما يقوي إيماننا بأن قضيته هي قضيتنا، وحياته حياتنا وعزه عزنا، وانتصاره في معاركه لتحرير أرضه هو انتصارنا، وانكساره لا سمح الله هو انكسارنا، وأن له في أعناقنا حقوقا واجبة الآداء، فرضها علينا الإسلام، وأوجبها العرق والنسب واقتضتها المصالح العليا المشتركة بيننا وبينه، فلا يقبل السكوت عن المآسي التي يعيشها منذ عقود من الزمن، والتي اشتدت وطأتها في الأسابيع الأخيرة.
ألا يرى قادة العالم العربي والإسلامي ما تفعله دولة الكيان الصهيوني وبدعم كامل مادي ومعنوي من أمريكا وحلفائها بإخواننا في فلسطين المحتلة عامة وغزة خاصة: من حصار غاشم قلّ مثيله في تاريخ البشرية.. ومن حرب إبادة بقصف جنوني جوي وبري وبحري لغزة دون تمييز بين عمارة للسكن ومستشفى للعلاج ومدرسة للتعليم مستمر بالليل والنهار لأكثر من شهر؟ .
ألا يرى معظم قادة العرب والمسلمين الأساطيل الحربية التي حشدتها أمريكا وحلفاؤها في شرق المتوسط نصرة للكيان الصهيوني وتهديدا لغيرهم حتى لا يرتفع صوت منهم يدعو لنصرة غزة، ويضغط ليتوقف القصف ويفتح معبر رفح المصري لإسعاف قومنا وإخواننا في غزة، فكيف يصمت القادة عن كل ما تفعله دولة الكيان الصهيوني وحلفاؤها بغزة والضفة من إبادة جماعية بكل ما أوتيت من قوة وملكت من أسلحة فتاكة وقنابل مدمرة، وكلها جرائم تترفع عنها الوحوش الكاسرة الموكولة إلى غرائزها، وإذا تحدثوا لا يتجاوز قولهم حدود المناشدة والشجب !!.
ألم يقرؤوا قوله عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ههنا: ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".. وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته".
ألم يحن الوقت الذي يوقن فيه القادة بأن الشر أصيل في دولة الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفاءها، وأن الحديث عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية وعن مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين ومسألة الدولتين في فلسطين: حديث خرافة، وأن المناشدات والتنديدات اللفظية: لغو لا يلتفتون إليه، وقد بات أمرهم مفضوحا لدى الرأي العام عامة والرأي العام العربي والإسلامي خاصة .
إن السكوت عن جرائم هؤلاء خيانة لدين الأمة، وأن موالاتهم والتعاون معهم وهم على الحال التي ذكرت والتي يعرفها العالم كله ردّة عن الإسلام ومروق عن العروبة، وقطع لكل الحبال التي تربط العلائق بين أقطار العالم العربي وشعوبه: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
إنه لا تجتمع الموالاة والمعاداة، ولا يجتمع الحب في الله والبغض في الله تعالى، فإما موالاة وإما معاداة، وإما حب في الله وإما بغض في الله تعالى، وللقادة الخيار .
فإن أرادوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة فعليهم بموالاة أهلنا في غزة والضفة وفلسطين المحتلة، وهذا واجب عليهم يؤدى بنصرتهم بكل ما هو مستطاع، وإن أرادوا أمريكا والصهاينة وحلفائهم وما يتوهموه مصلحة فليظلوا على ما هم عليه من موالاة الأعداء ولا يلوموا في النهاية إلا أنفسهم.
إنّ الصهيونية وحلفاءها من الأمريكان وغيرهم أعداء الله تعالى وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم وأعداء الإسلام والمسلمين، إنهم لا يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة، فاحذروهم واتعظوا بتاريخهم المر مع أمتنا في العراق وأفغانستان، وبواقعهم المر اليوم في غزة والضفة وفلسطين المحتلة.
إن الاستدمار الصهيوني الذي رأينا استئثاره بثروات بلادنا، واستعلاءه على أمتنا وأنظمة حكمها، واستغلاله لكل ما عنده من نفوذ وقوة لإلحاق بالغ الضرر والأذى بنا: يريد محو الإسلام من ديارنا ومن الأرض جميعا لشدة خوفه من قوة تأثيره في أتباعه والدارسين له، وخشيته من أن تستيقظ أمته فتعود إليه عودة صادقة فيعيد فيها سيرته الأولى .
قد يتشكك البعض في هذه الحقائق التي يشهد لها التاريخ ويؤكدها الواقع، وعلى المشككين أن يقرؤوا ما جاء في كتاب الله تعالى بيانا لشدة عداوتهم للدين والمسلمين.
ومنها قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة : 82].
وقوله تعالى: (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا) [البقرة : 217].
وقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة : 01].
إن تجريد السياسة من الخلق يجعل منها قوة هدامة لهدمها قوة الخلق في الفرد والمجتمع وتقويضها لأصل الالتزام والمسؤولية في الحرية، وانعدام المسؤولية في الحرية وانعدام هيمنة الخلق عليها لا يأتي إّلا بالشر والفساد.وعليهم أن ينظروا إلى أعمالهم الكثيرة في تشويه الإسلام والحد من انتشاره، وفتنة المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم، وهي أعمال تسندها قوانين وتوجهها سياسات موضوعة من مراكز دراسات غربية، وتنفذها في أوطاننا أنظمة علمانية جثمت على صدر الأمة عقودا طويلة من الزمن، ومن أعمالهم:
ـ تعطيل العمل بشرع الله تعالى والضغط من أجل إتباع القوانين الوضعية التي هي من وضعهم وتدبيرهم.
ـ تشجيع الأنظمة الحاكمة في بلادنا على تبني العلمانية بمظاهرها المختلفة، وتشجيع الأفراد والأحزاب والجمعيات ذات التوجه العلماني ماديا ومعنويا مع توفير نوع من الحماية لهم .
ـ احتضان الحركات التبشيرية وتشجيعها وإمدادها بكل الوسائل والإمكانيات مع حمايتها والدفاع عنها .
ـ تسويق المفاهيم الخاطئة لمعنى القوة والمصلحة وأن الدولة يجب أن تسعى وراء القوة وتضطهد الضعفاء.
ـ تشجيع الدول على العمل بالمعيار التقريري في تقييم الواقع والابتعاد عن المعيار التقويمي بحجة أن السياسة لا تتقيد بالأخلاق والقيم وإنما تسعى وراء ا امتلاك القوة وتحقيق المصالح .
ـ زرع بذور الشقاق والفرقة بين الشعوب وبين تنظيماتها الحزبية والجمعوية من أجل إضعافها واستنزاف قواها ليسهل السيطرة عليها .
ـ ترويج فكرة تبعية الحق للقوة، وأن الأقوى إنّما هو الأحق!! وأن مصلحته يجب أن تقدم على مصلحة الغير.
ـ تشجيع أتباع أمراض الهوى والعصبية والأنانية والشره المادي ونزعة استعلاء العنصر: وهي جميعا من مظاهر الضعف في الإيمان بالقيم والأخلاق والافتقار إلى الهداية الإلهية.
ـ تشجيع الأحزاب والجمعيات والإعلام الذين لا يلتزمون بالإسلام !! بل يحاربونه بأقوالهم وسلوكاتهم .
ـ محاربة ما يسمونه ظلما: "الإسلام السياسي"!؟ ومحاربة أهله وأنصاره والتضييق عليهم في حقوقهم وحرياتهم، وتشجيع الأنظمة على اضطهادهم والتضييق عليهم !!
ـ نشر كل أنواع الفساد العقدي والفكري والسلوكي! وتشجيع القائمين بذلك من المسؤولين والساسة والمفكرين والإعلاميين وغيرهم !!
ـ الضغط على الأنظمة والحكومات لتسمح بشيوع الفواحش!! وحماية أصحابها تحت شعار احترام الحقوق والحريات!! .
ـ تشجيع فكرة فصل التشريع عن الفطرة!! فأضحت السياسات المتبعة منحرفة عن الفطرة الإنسانية ومضادة لها .
ـ الترويج لفكرة تجريد السياسة من الخلق، وفتح الباب أمام انتشار الإباحية والفساد الخلقي .
إن تجريد السياسة من الخلق يجعل منها قوة هدامة لهدمها قوة الخلق في الفرد والمجتمع وتقويضها لأصل الالتزام والمسؤولية في الحرية، وانعدام المسؤولية في الحرية وانعدام هيمنة الخلق عليها لا يأتي إّلا بالشر والفساد.
*رئيس جبهة العدالة والتنمية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير فلسطين غزة الرأي فلسطين غزة عدوان رأي أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الله تعالى فی الحریة فی موطن فی الله ـ تشجیع فیه من
إقرأ أيضاً:
رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!
أيام قليلة وتشرق شمس أول يوم في شهر رمضان المبارك، أيام وتبدأ معها دورة حياة أخرى لطالما انتظرناها عامًا كاملًا. ستأتي ليالي النور والضياء والخير والبركة، شهر يذكرنا بما قد مضى من أيامنا الخوالي، أيام تقربنا أكثر من الله تعالى عن غيرها من أيام الله وشهوره العظيمة. في هذا الشهر الفضيل عبر لا تُحصى، وموعظة ورثاء لأيام قد مضت من أعمارنا دون أن ندرك كيف تمضي الأيام سريعًا وتذهب بلا عودة.
إذا كان طرفة بن العبد هو أول القائلين عبارة «ما أشبه اليوم بالبارحة»، فإنها أيضًا مقولة شهيرة يرددها الكثير منا على ألسنتهم، لا سيما عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الآراء والمبادئ. فمنذ شهور قليلة ماضية، كان هناك رمضان ثم ارتحل بكل ما فيه من أحداث وخصوصية لهذا الشهر العظيم، وها نحن اليوم نعد أيامًا أخرى ليعود إلينا من جديد، فما أسرعها من أيام!
ما نحن فيه اليوم هو حال ما سبق توديعه، وكأن الأيام تعيد نفسها، لكنها ليست بنفس الحال الذي تركتنا عنده، فمن لحظة إلى أخرى هناك عالم يأتي وآخر يرحل نحو الغياب، وليس للإنسان قدرة على إيقاف ساعة الزمن أو توالي الأيام.
رمضان ليس مجرد شهر هجري يأتي إلينا زائرًا كل عام، وإنما هو ناقوس يذكرنا بما قد نسيناه من حقوق وواجبات كتبها الله تعالى علينا، فهو أيضًا يزكي النفوس، ويعيد العقول إلى رشدها وصوابها، وهو فانوس مضيء يوقد شعلة الإيمان في قلوب الناس. في كل عام يأتي إلينا، يطرق أبواب قلوبنا الوجلة من خطوب الزمن، ويغرس في عقولنا خيم الذكريات التي ربما قد نسينا فصولًا منها. فرمضان وهج يجعلنا نتذكر من كانوا إلى جانبنا في رمضان السابق، وهذا العام يأتينا وقد أصبحت أماكنهم خالية من وجوههم المختفية في ثرى الأرض البعيدة.
رمضان هو أيضًا ضياء رباني ينير العقول بشعاع العلم والإيمان، ويقربنا نحو الخالق عز وجل في السماوات العلا. ففي كل ليلة من ليالي رمضان الفضيل تتجلى الخيرات، وتتنزل الرحمات، وتفيض البركات على العباد، وتُقضى الذنوب، وتُغفر الزلات، ويعتق الله عز وجل برحمته رقاب العباد.
إذا كانت البيوت قد استعدت لاستقبال شهر رمضان بإعداد قائمة عريضة من النواقص التي تشتمل عليها المائدة الرمضانية، فإن ما نصنعه بهذا يُعد عبئًا ماديًا تتحمله الأسر، ومع ذلك أصبح ضمن أولويات الشهر الفضيل، ومهمة لا بد من إتمامها بكل تفاصيلها. وهنا يظهر لنا كيف يمكن أن يكون هذا الشهر الفضيل فاتحة خير وثواب عظيم عندما نحس بما يحتاجه الآخرون من عطاء، وهم يتعففون عن مدّ أيديهم إلى الناس.
أيضًا، من الأمور المهمة والضرورية لاستقبال شهر رمضان الفضيل هو جانب الاستعداد النفسي والفطري الذي يجب أن يستشعره الإنسان المسلم في نفسه قبل حلول أيام الشهر المبارك. وهو جانب مهم يجب أن يكون موجودًا لدى الجميع، حتى وإن اختلفت مستوياتهم العمرية. لهذا الشهر منزلة عظيمة عند جميع المسلمين، ففيه أبواب يفتحها الله لعباده التائبين العائدين إلى رشدهم، والمقلعين عن فعل المعاصي. كما أنه فرصة ذهبية لكل من يريد أن يتقرب إلى الله تعالى من خلال الصيام والقيام وتقديم أعمال الخير لوجهه الكريم، بالعطاء الذي لا تشوبه شبهة الرياء ولا تفاخر بين الناس.
يأتي رمضان ليفتح صفحات قد لا تُفتح في شهور أخرى غيره، فهناك تلاحم مجتمعي، وقرب ديني، وعطاء لا ينضب معينه، بل يزيد من الخير والثواب أكثر فأكثر.
وقد يسأل سائل منا: لماذا نحب رمضان؟
نحبه لأنه شهر يزكي نفوسنا من شوائب الذنوب والتقصير في حقوق الله تعالى. نحبه لأنه يجمعنا على المحبة الخالصة لوجهه الكريم. نحبه لأنه يغرس في قلوبنا معاني الألفة والعمل الصالح، ويطرح عن ظهورنا النزاعات والشقاق والتفرقة، وينشئ جسور الود، ويشيع بيننا مبادئ التسامح، «فمن عفا وأصلح فأجره على الله». لذا، فإن لرمضان منزلة عظيمة في قلوب الناس لا يمكن أن تتكرر كثيرًا، فالمسلم الحقيقي هو الذي يُقبل على الله طالبًا منه العفو والصفح، راجيًا أن يمنحه العفو والغفران، ويمحو عنه الذنوب والمعاصي.
كما لا ننسى أبدًا أن لرمضان خصوصية مجتمعية، سواء في المنزل أو خارجه. فهناك منازل تُزين بزينة تبعث الفرح في النفوس، سواء لدى الصغار أو الكبار، كما أن هناك التزامًا بين الأسرة وبعضها البعض بالأمور الدينية، كالصيام والقيام وقراءة القرآن. وفي ليالي شهر رمضان، نشعر جميعًا بنفحات إيمانية عظيمة تتجسد في قلوب كل الصائمين، فهو شهر عظيم بكل ما فيه من خير للبشرية.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
«(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)» (البقرة: 185).
لقد خص الله تعالى شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما أنه شهر تُفتح فيه أبواب التوبة والغفران. وشهد رمضان الكثير من الأحداث الزمنية المحورية التي لا تُنسى من صفحات التاريخ الإسلامي.
إذًا، نحن على مقربة من شهر عظيم، فيه من الخير العميم. فلنستعد له بما نستطيع حتى ننال الثواب والجزاء من الله عز وجل، ونسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم بلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، واجعلنا من أهل الجنة.