دبي - وام

أعلن اليوم كل من مكتب أبوظبي للاستثمار و«فاراداي فيوتشر إنتيلجنت إلكتريك» أن شركة «فاراداي فيوتشر» تستعد لتزويد حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقات المركبات الكهربائية الذكية المتطورة ضمن مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) في إمارة أبوظبي.

وكانت «فاراداي فيوتشر» قد أطلقت مؤخراً نسختها المحدودة من السيارات الكهربائية من طراز FF 91 2.

0 aiFalcon في الشرق الأوسط، لتصبح من بين مجموعة متنامية من الشركات التي تتطلع إلى ترسيخ حضورها ضمن مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI).

وتعمل «فاراداي فيوتشر» على تصميم وتصنيع الجيل الجديد من المركبات الكهربائية الذكية التي تركز على أعلى معايير التقنية والفخامة. وقامت الشركة بتطوير مجموعة منتجات قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي للاستخدام في سياراتها.

وبموجب الاتفاقية، ستقوم «فاراداي فيوتشر» بإنشاء مقرها الإقليمي ومرافق حديثة للتصنيع والأبحاث والتطوير تركز على الجيل الجديد من المركبات الكهربائية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى استكشاف فرص تمويل تطبيقات المركبات الكهربائية الذكية في دولة الإمارات.

كما سيتعاون الجانبان لتطوير أطر تنظيمية تساهم في تحسين عمليات تصنيع حلول وتطبيقات المركبات الذكية وذاتية القيادة.

و يوفر مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) في مدينة مصدر مرافق حديثة وخدمات متطورة وبنية تنظيمية متكاملة لدعم تصميم واختبار وتصنيع المركبات الذكية وذاتية القيادة وتطبيقاتها الجوية والبرية والبحرية، وتزويد الخدمات إلى قطاعات أخرى، مثل قطاع الخدمات اللوجستية.

و قال بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: «يتمتع مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) بمكانة رائدة على صعيد الابتكار في قطاع النقل الجوي والبري والبحري، ويستقطب أفضل الشركات الطموحة القادرة على رسم ملامح جديدة لمستقبل النقل المستدام. وستساهم أنشطة ’فاراداي فيوتشر‘ في تعزيز أداء قطاع المركبات الكهربائية في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى توفير خبرات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنقل الذكي المشترك».

وسيعمل مركز «فاراداي فيوتشر» للأبحاث والتطوير في إمارة أبوظبي على تسريع وتيرة تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والمركبات الذكية لاستخدامها في قطاع النقل، بالإضافة إلى التعاون في مبادرات مشاركة الخبرات التقنية مع الجامعات في إمارة أبوظبي.

من جانبه قال ماتياس أيدت، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة «فاراداي فيوتشر»: «سيساهم تعاوننا مع مكتب أبوظبي للاستثمار في دعم جهود مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) وفي تعزيز توظيف تطبيقات المركبات الذكية وذاتية القيادة في دولة الإمارات، مما سيوفر فرص نمو كبيرة لأعمالنا. وكنا قد أعلنا مؤخراً عن خطط لدخول سوق دولة الإمارات في العام 2024 مع إطلاق طراز FF 91 2.0 Futurist aiFalcon من سياراتنا الكهربائية. ويمثل تعاوننا مع مكتب أبوظبي للاستثمار خطوة هامة تجاه تحقيق هذا الهدف، كما تعكس في الوقت ذاته نجاح الاستراتيجية العالمية للشركة والمكانة المتميزة لما تقدمه من تقنيات ومنتجات، خصوصًا مع ما تتمتع به دولة الإمارات من مكانة كواحدة من أفضل الأسواق عالمياً لقطاع صناعة السيارات الفاخرة».

بدوره قال جيري وانغ، رئيس شركة فاراداي فيوتشر جلوبال بارتنرز المحدودة: «يسرنا دعم هذا التعاون، ونتطلع قدماً لبناء شراكة ناجحة وطويلة الأمد، ودعم رؤية وأنشطة مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، و نشكر شركائنا الاستراتيجيين وأعضاء مجلس إدارة عملياتنا في الشرق الأوسط، والشيخ عبد الله بن محمد القاسمي الرئيس التنفيذي لمجموعة «ماستر» الاستثمارية وأحمد خلف أحمد خلف العتيبة، رئيس مجلس إدارة شركة سراج القابضة لمساهاتهم القيمة».

ويستفيد مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) من القدرات الصناعية الكبيرة التي تتمتع بها إمارة أبوظبي، ويمثل رافداً هامًا لتحقيق استراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى أن تصل نسبة السيارات الكهربائية والهجينة إلى 50% من مجموع السيارات في الدولة بحلول العام 2050. ويستفيد المجمّع أيضاً من الموقع الاستثنائي للإمارة والذي يتيح الوصول إلى أهم الممرات الجوية، والبنى التحتية البرية، والموانئ البحرية العالمية. ويضم المجمع أيضاً مرافق أكاديمية ومناطق لإجراء الاختبارات ومختبرات الأبحاث والتطوير ومرافق لإصدار الاعتمادات وورش عمل كبيرة وحظائر للطائرات ومرافق صناعية متكاملة ترتبط بشبكة الخدمات اللوجستية العالمية في إمارة أبوظبي.

و قامت «فاراداي فيوتشر» بتطوير النسخة المحدودة من طراز FF 91 2.0 Futurist aiFalcon ليتوافق بشكل خاص مع متطلبات سوق منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يطرح هذا الطراز في دولة الإمارات خلال العام 2024. ويتميز هذا الطراز بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، والاتصال المباشر بشبكة الجيل الخامس (5G)، وحلول التدريب على السباقات والعديد من الخصائص الفريدة الأخرى.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي أبوظبي الإمارات المرکبات الکهربائیة الذکاء الاصطناعی أبوظبی للاستثمار فی إمارة أبوظبی

إقرأ أيضاً:

يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.

لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.

نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.

جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.

لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.

إعلان

إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.

أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.

هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.

وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.

جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.

هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.

وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟

في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.

إعلان

ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.

في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.

الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.

ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟

نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.

المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أبوظبي.. الذكاء الاصطناعي في خدمة الرعاية الصحية
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • أبوظبي الخامسة عالمياً في مؤشر المدن الذكية
  • خطوة نحو الاستدامة..إطلاق «مجلس المركبات الكهربائية»
  • ملايين الدولارات تكلفة اللطافة واللباقة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. ودهشة على المنصات
  • ختام ناجح لمعرض ومؤتمر المركبات الكهربائية EVIS أبوظبي 2025
  • أبوظبي الخامسة عالمياً في مؤشر المدن الذكية 2025
  • أبوظبي تدخل نادي الخمسة الكبار في سباق المدن الذكية عالمياً
  • «الطاقة» و«الإمارات لشحن المركبات» تنظمان «مجلس المركبات الكهربائية»
  • ميتا: إنستغرام يستخدم الذكاء الاصطناعي لمنع القُصّر من الكذب بشأن أعمارهم