اكتشاف نهر مذهل من النجوم يتدفق عبر الفضاء!
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
هولندا – رُصد “نهر مذهل” من النجوم يتدفق عبر الفضاء في مجموعة من المجرات على بعد حوالي 300 مليون سنة ضوئية.
وتُعرف هذه الجسور بالتيارات النجمية، ويعد تيار Coma العملاق المسمى حديثا، الأطول الذي رأيناه على الإطلاق.
وفي مثل هذه البيئة الديناميكية والمعقدة من حيث الجاذبية مثل عنقود المجرات، من غير المتوقع أن يستمر شيء ضعيف مثل التدفق النجمي لفترة طويلة على الإطلاق.
ومع ذلك، يمكن استخدام هذا الاكتشاف لدراسة مجموعات المجرات بمزيد من التفصيل، مع المادة المظلمة الغامضة الموجودة فيها.
وتعد التيارات النجمية شائعة إلى حد ما في مجرة درب التبانة. ويُعتقد أنها بقايا ممزقة لمجموعات نجمية كروية كثيفة، تم تفكيكها بواسطة قوى المد والجزر في درب التبانة، لكن من الصعب التعرف عليها.
لكن في السنوات الأخيرة، كشفت تكنولوجيا التلسكوب والتقنيات التحليلية عن أشياء خافتة أكثر مما تمكنا من تحديده في الماضي؛ وهذا هو الحال مع تيار Coma العملاق.
وكان عالم الفيزياء الفلكية الرصدي خافيير رومان، من جامعة Groningen في هولندا، يستخدم تلسكوب Jeanne Rich، وتلسكوب William Herschel البالغ قطره 4.2 مترا، للبحث عن الهياكل الباهتة داخل مجموعة Coma، التي تحتوي على آلاف المجرات المعروفة.
وحاول فريق البحث دراسة الهالات المجرية – المناطق الكروية المنتشرة للنجوم المتناثرة والمادة المظلمة التي تشمل المستويات المأهولة بالمجرات.
ومع ذلك، كشفت بياناتهم عن ما هو غير متوقع: شريط طويل وممتد من النجوم، غير موجود داخل مجرة، ولكن بين مجرات العنقود.
ويختلف هذا الشريط بشكل واضح عن الخيوط الهشة للشبكة الكونية التي تربط المجرات ببعضها البعض داخل العناقيد أيضا.
وتعرف العناقيد المجرية بأنها عبارة عن بيئات فوضوية بسبب الجاذبية، حيث تدفع الأجسام الضخمة الموجودة فيها وتسحب بعضها البعض في كل اتجاه.
ووجد الباحثون أنه من غير المتوقع أن يبقى التيار النجمي لفترة طويلة في مثل هذه البيئة، لكن هذه البيئة تعطينا بعض الأدلة حول أصول التيار.
وأجروا عمليات محاكاة، ووجدوا أن مثل هذه التدفقات، على الرغم من ندرتها، يمكن أن تتشكل في كتلة مجرية – من مجرة قزمة تفككها جاذبية المجرات الأكبر.
ويشير تيار Coma العملاق أيضا إلى إمكانية العثور على هياكل مماثلة في مجموعات أخرى. ويأمل الباحثون في استخدام تلسكوبات أكبر للنظر عن كثب في هذه التجمعات الضخمة، للعثور على الأسرار الأخرى التي ربما فاتتنا.
نشر البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
مرصد جيمس ويب يسبر أغوار حضّانة نجوم مذهلة
التقط مرصد جيمس ويب الفضائي صورة جديدة مذهلة لـ"ليندز 483″، وهي منطقة تشكل نجوم تقع على بعد نحو 650 سنة ضوئية من الأرض (السنة الضوئية هي وحدة مسافة تساوي الواحدة منها قرابة 10 تريليونات كيلومتر).
وقد أظهرت كاميرا الأشعة تحت الحمراء الخاصة بالمرصد -والتي تميزه عن بقية المراصد الفضائية- نجمين صغيرين مختبئين في سحابة كثيفة من الغبار.
نفاثات عجيبةوبحسب بيان صحفي رسمي من منصة جيمس ويب، فإن هذه النجوم تقذف باستمرار الغاز والغبار، مما يشكّل هياكل جميلة تشبه النفاثات تظهر بألوان برتقالية وزرقاء وأرجوانية، وهي ما تراها في الصورة التي أصدرها المرصد.
وبمرور الوقت تصطدم هذه النفاثات بالغازات الأقدم، مما يتسبب في أنماط ملتوية وتشكيل مركّبات كيميائية جديدة مثل أول أكسيد الكربون والميثانول، وهي ما يصنع الشكل الغريب الساحر لتلك السحابة.
كما تُظهر الصورة مناطق داكنة على شكل حرف "في"، وقد تبدو هذه المناطق السوداء فارغة، لكنها في الواقع تحتوي على الغبار الأكثر كثافة في السحابة، وهو كثيف للغاية لدرجة أنه يحجب معظم ضوء النجوم.
وإذا نظرت عن كثب فإن بعض البقع البرتقالية الخافتة في هذه المناطق المظلمة هي في الواقع نجوم خلفية تكافح للتألق من خلال الغبار الكثيف.
وعلى مدى ملايين السنين سيتشكل النجمان بالكامل ويزيلان الغبار المحيط بهما، وهذا هو ما حصل مع الشمس قبل نحو 4.5 مليارات سنة، إذ كانت جزءا من سحابة شبيهة، ثم بعد ذلك أزالت بقايا تلك السحابة بإشعاعها خلال ملايين السنوات الأولى من عمرها، وقد يكوّن أي من هذين النجمين أو كليهما كواكب لتدور حولهما مثلما حصل مع الشمس أيضا.
إعلانوالواقع أننا يمكن أن نشاهد في سماء الليل نموذجا شبيها وهو عنقود الثريا النجمي، وقد سمته العرب قديما بهذا الاسم لأنها تخيلته يمثل فتاة ذات ثروة أرادت الزواج من شخص غني، لكن الذي وقع في حبها كان شخصا فقيرا سمي الدبران، ويمثله نجم عملاق أحمر في كوكبة الثور.
وتساعد هذه الأرصاد الجديدة العلماء على فهم كيفية تشكل النجوم وتطورها، وتوفر للعلماء أدلة مرصودة بشأن كيفية تشكل الكواكب حول النجوم الصغيرة، كما يساعد ذلك يساعد علماء الفلك على تحسين النماذج الحاسوبية التي تحاكي تشكل النجوم.