مركبة فضائية صينية تكشف عن هياكل غامضة تحت سطح المريخ
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
الصين – أعلن علماء صينيون عن نتائج جديدة من عمليات المسح التي أجريت لموقع هبوط مركبة “زورونغ” على المريخ، في سهل يوتوبيا بلانيتيا، في نصف الكرة الشمالي.
وكشف الفريق أنهم حددوا هياكل متعددة الأضلاع غير منتظمة تقع على عمق نحو 35 مترا طوال رحلة الروبوت.
ويبلغ قياس الهياكل من سنتيمترات إلى عشرات الأمتار.
وهبطت المركبة الفضائية “زورونغ” (Zhurong) على المريخ في 15 مايو 2021، ما جعل الصين ثاني دولة على الإطلاق تنجح في الهبوط على المريخ.
واستكشفت المركبة التي سُميت على اسم إله النار الصيني، موقع هبوطها، وأرسلت صورا – بما في ذلك صورة سيلفي مع مركبة الهبوط، تم التقاطها بواسطة كاميرا بعيدة – لدراسة تضاريس المريخ، وإجراء قياسات باستخدام أداة رادار اختراق الأرض (GPR).
وكان عمر المهمة الأساسي لـ “زورونغ” هو ثلاثة أشهر أرضية، لكنها عملت بنجاح لمدة تزيد قليلا عن عام أرضي واحد قبل الدخول في حالة سبات مخطط لها. ومع ذلك، لم يتم سماع أي أخبار عن المركبة منذ مايو 2022.
وقال علماء من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الذين عملوا مع بيانات “زورونغ”، إن أداة GPR توفر تكملة مهمة لاستكشافات الرادار المداري من مهمات مثل “مارس إكسبريس” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية والمركبة المدارية Tianwen-1 الصينية. مشيرين إلى أن مسح GPR في الموقع يمكن أن يوفر تفاصيل محلية مهمة عن الهياكل الضحلة وتكوينها على عمق نحو 100 متر على طول مسار المركبة.
وتعرف منطقة “يوتوبيا بلانيتيا” (Utopia Planitia) بأنها سهل كبير داخل “يوتوبيا”، أكبر حوض تصادمي معترف به على المريخ (وأيضا في النظام الشمسي) ويقدر قطره بـ 3300 كيلومتر.
وفي المجمل، قطعت المركبة مسافة 1921 مترا خلال عمرها الافتراضي.
وكتب الفريق، بقيادة لي تشانغ، في ورقتهم البحثية المنشورة في مجلة Nature Astronomy، أن رادار المركبة اكتشف ستة عشر هيكلا متعدد الأضلاع على مسافة نحو 1.2 كيلومتر، ما يشير إلى توزيع واسع لتضاريس مماثلة تحت “يوتوبيا بلانيتيا”.
ومن المحتمل أن تكون هذه المعالم المكتشفة قد تشكلت منذ 3.7 إلى 2.9 مليار سنة خلال العصور الهسبيرية المتأخرة وأوائل الأمازون على المريخ، “ربما مع توقف البيئة الرطبة القديمة. وقد دُفنت لاحقا التضاريس متعددة الأضلاع القديمة، سواء مع أو من دون تآكل”، من خلال العمليات الجيولوجية اللاحقة.
وعلى الرغم من أن التضاريس المضلعة قد شوهدت عبر عدة مناطق من المريخ من خلال العديد من المهام السابقة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي توجد فيها مؤشرات على ميزات مضلعة مدفونة.
وكتب الفريق أن التضاريس متعددة الأضلاع المدفونة تتطلب بيئة باردة، قد تكون مرتبطة بعمليات تجميد وذوبان الماء والجليد في جنوب “يوتوبيا بلانيتيا”، منذ ما بين 3.7 إلى 2 مليار سنة.
وأشارت أبحاث سابقة من بيانات رادار مركبة “زورونغ” إلى أن الفيضانات المتعددة خلال نفس الإطار الزمني خلقت عدة طبقات تحت سطح “يوتوبيا بلانيتيا”.
وبالمثل، أوضحوا أن آليات التكوين الأكثر احتمالا يمكن أن تكون بسبب الانكماش بسبب جفاف الرواسب الرطبة التي تنتج الشقوق الطينية، فضلا عن الانكماش الحراري الناجم عن تبريد الحمم البركانية، التي تنتج الشقوق أيضا.
إن الفرضيات حول أصل الهياكل متعددة الأضلاع المكتشفة تجعل الخبراء يعتقدون أن هناك تغيرا في المناخ في خطوط العرض المنخفضة إلى المتوسطة للمريخ بسبب الميل الكبير للكوكب.
وشرح الفريق الصيني أن “البنية تحت السطح مع المواد التي تغطي التضاريس القديمة متعددة الأضلاع المدفونة تشير إلى أنه كان هناك تحول ملحوظ في المناخ القديم في وقت ما بعد ذلك. ويمثل التباين فوق وتحت عمق نحو 35 مترا تحولا ملحوظا في النشاط المائي أو الظروف الحرارية في زمن المريخ القديم، ما يعني أنه كان هناك اضطراب مناخي عند خطوط العرض المنخفضة إلى المتوسطة”.
المصدر: phys.org
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: على المریخ
إقرأ أيضاً:
«غواصة صينية».. كابوس نووي في واشنطن
حذر خبير عسكري أمريكي من “تطوير الصين غواصة ستمثل كابوسا نوويا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.
وقال الخبير العسكري الأمريكي براندون ويشيرت، الكاتب البارز في شؤون الأمن القومي بمجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، في تقرير نشرته المجلة، “إن صور الأقمار الاصطناعية من شهر نوفمبر عام 2023، كشفت أنه يتم تجميع اجزاء من هيكل الضغط لغواصة كبيرة، يُفترض على نطاق واسع أنها الفئة 096، في حوض بتاء السفن بوهاي في هولوداو في إقليم لياونينغ قي الصين”.
وأشار ويشيرت، “إلى أن معظم المحلليين يعتقدون أن الطراز 096، (وهو الاسم الذي يطلقه حلف شمال الأطلسي على الغواصة من فئة تانغ)، يستعد لدخوله الخدمة التشغيلية قبل نهاية هذا العقد، وهو جدول زمني ينطلق بسرعة البرق، خاصة مقارنة بتطوير الغواصة فئة فيرجينيا المناظرة لها في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “يعد “الطراز 096 الصيني” مثالا آخر على الكيفية التي ينطلق بها جيش التحرير الشعبي الصيني بسرعة للحاق بنظيره الأمريكي من حيث نوعية نظمه، وأنه حتى تفوق عليه حتى في بعض المجالات، ويُعتقد أن “الطراز 096″ سوف يحل محل الغواصة من طراز 094 من فئة جين”.
وبحسب الكاتب، “كانت الغواصة من “طراز 094″، خطوة مهمة في تطوير بحرية جيش التحرير الشعبي كبحرية من الطراز العالمي، لأنها كانت أول ردع نووي موثوق به متمركز في البحر، ولكن المشكلة الحقيقة الوحيدة في الطراز، تتعلق بحقيقة أنه كان أكثر ضوضاء نسبيا وأقل تقدما من نظيراتها الغربية والروسي، وسوف يبلغ حجم الإزاحة للغواصة من “طراز 096″ نحو 20 ألف طن عندما تكون تحت سطح الماء، ما يجعلها أكبر من سابقاتها”.
ووفق تقرير الصحيفة، “يستوعب هذا الحجم الزائد تكنولوجيات متقدمة، بما في ذلك نظام محسن يهدف إلى خفض الانبعاثات الصوتية. ولدى الغواصات من طراز 096 تصميم الطوافة، أي نظام دعم من المطاط لخفض الضوضاء الصادرة من المحرك أثناء الإبحار، ومن المحتمل أن يخفض هذا التصميم مستوى الضوضاء المنبعث من الطراز 096إلى أقل من 100 ديسبيل، مما يجعل من المتعذر تقريبا تمييز الغواصة من ضوضاء خلفية المحيط”.
ووفق الكاتب، “من المنتظر أن تكون حزمة التسليح على متن الطراز 096 مذهلة، ومن المقرر وضع صاروخ باليستي جيه -أل يتم اطلاقه من الغواصة، وهو صاروخ من الجيل الثالث يتم نشره بالفعل على متن غواصات من طراز 094 من فئة جين، على متن الطراز 096، ويُقدر مدى الصاروخ جيه إل – 3 بأكثر من 6آلاف و200 ميل وأن صاروخا واحدا يمكنه حمل مركبات إعادة الدخول المستقلة المتعددة التي يمكنها ضرب مجموعة متنوعة من الأهداف، ويسمح هذا المدى للطراز 096 بضرب أهداف عبر الولايات المتحدة القارية من المياه الساحلية الصينية الأمنة نسبيا مثل بحر الصين الجنوبي أو خليج بوهاي بدون الحاجة للمخاطرة بتدميرها في مياه دولية متنازع عليها”.