مفتي الجمهورية يستقبل مديرة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
استقبل الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- صباح اليوم الإثنين، السيدة سلوى فريج العنزي -مديرة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة-؛ لبحث آليات وسبل التعاون المشترك بين دار الإفتاء المصرية والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة.
شوقي علام: نحرص على أهمية التقارب العلمي وتبادل الخبرات في البرامج التدريبية شوقي علام: "عملية الإفتاء صنعة تحتاج إلى تأهيل وتدريب"وفي مستهلِّ اللقاء أكَّد فضيلة المفتي عمق العلاقات التي تجمع مصر والكويت وتطورها المستمر على مدار عهود عدة، مثنيًا على مجهودات مكتب الكويت للمشروعات الخيرية ودعمهم لكافة أعمال الخير.
كما تناول اللقاء حديث فضيلة المفتي عن إصدار دار الإفتاء المصرية "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية" التي وصلت حتى الآن إلى 90 مجلدًا، من بينها مجلد كامل عن "الفتوى والعمل الخيري"، مشيرًا إلى أنَّ العمل الخيري أصبح علمًا يدرَّس في أغلب الجامعات، وأن دار الإفتاء عمدت إلى الاستفادة من نُظم الإدارة الحديثة للجمعيات الخيرية في إصدار هذا المجلد.
كما أكد أهمية التكافل والتراحم الاجتماعي والعمل الخيري، مشيرًا إلى أنها موضوعات ألحَّت عليها الشريعة الإسلامية إلحاحًا كثيرًا، مؤكدًا أن من يقرأ القرآن الكريم والسنَّة النبوية يجدهما متناسقين ومرتبطين كالخيط الناظم مع المسلك النبوي والتطبيق العملي لهذه الموضوعات السامية.
استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لكافة أشكال التعاون وتقديم الدعم العلمي اللازموأبدى مفتي الجمهورية استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لكافة أشكال التعاون وتقديم الدعم العلمي اللازم مع المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية.
من جانبها أثنت السيدة سلوى فريج العنزي -مديرة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة-، على جهود دار الإفتاء المصرية، ومفتي الجمهورية في العمل الخيري وإصدار الفتاوى والمؤلفات الداعمة لكافة أعمال الخير، مُثمِّنةً علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين.
كما أشارت إلى أن المكتب الكويتي يعمل على دعم مشاريع تنموية في مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحة أننا في أمسِّ الحاجة إلى الفتاوى المستنيرة الداعمة للعمل الخيري مثل التي تصدرها دار الإفتاء المصرية.
وفي نهاية اللقاء أعربت السيدة سلوى العنزي عن تطلعها إلى إيجاد صيغة للتعاون مع دار الإفتاء المصرية من أجل دعم وتطوير العمل الخيري في مصر والعالم لما له من قيمة في الإسلام ورمزية عالية في الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية شوقى علام دور وهيئات الإفتاء دار الإفتاء المصریة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يوضح حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل
استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.
وفي كلمته عن الفتاوى وتحصين الأفكار تناول المفتي عددًا من المحاور كان من أبرزها، الحديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.
كما تحدث عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.
وفي المحور الثالث أبرز المفتي، حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين.
ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي.
واشار إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.
ثم انتقل في المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.
وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.
ثم انتقل أخيرًا إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.