صحيفة أثير:
2024-12-26@18:46:31 GMT

جلسات حوارية تعزز دور الشباب في تنمية مسقط

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

جلسات حوارية تعزز دور الشباب في تنمية مسقط

مسقط-أثير

انطلقت اليوم الاثنين جلسات مسقط الحوارية التي نظمتها محافظة مسقط؛ استكمالًا لسلسلة اللقاءات والحوارات السابقة، وذلك تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط ، وبحضور سعادة رئيس بلدية مسقط، وبعض الأعضاء المكرمين من مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وأصحاب السعادة الولاة، وأعضاء المجلس البلدي، وممثلي الجهات الحكومية، وعدد من أبناء محافظة مسقط.



ويأتي تنظيم هذه الجلسات ترجمةً للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – الهادفة إلى تعزيز دور الشباب العُماني في التنمية والتطوير بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040، وسعيًا لخلق شراكة مجتمعية فاعلة تتبنّى آراء الشباب وأفكارهم ومقترحاتهم وتطلعاتهم نحو مستقبلٍ أرحب.

وألقى معالي السيد كلمةً تحدث فيها عن أهمية إشراك الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم في خطط التنمية، باعتبارهم ثروة الوطن ومحركه الأساسي نحو التنمية والتطور والازدهار، كما أشار معالي السيد إلى أن هذه الجلسات تأتي لدعم وتعزيز الشباب والاستفادة من آرائهم البناءة ومقترحاتهم المثرية وأفكارهم النيرة، مؤكدًا على ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات كأحد صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية مادةً فيلمية عن الحوارات السابقة المنبثقة من التوجيهات السامية، مركزةً على محاور الجلسات الحوارية الحالية الأربعة – أنسنة المدن وصناعة الترفيه، والتطوع البيئي، والفرص الاستثمارية، والتقنية والابتكار –، وأهدافها المتمثلة في تحديد الفرص والتحديات وطرح الحلول والمقترحات التي سترفد الخطط التنموية الإستراتيجيّة لمحافظة مسقط وولاياتها، إضافةً إلى مادة فيلمية أخرى عن مقومات محافظة مسقط، وأبرز المشاريع المنجزة فيها والمقترحة.

أنسنة المدن وصناعة الترفيه:
وتبلور المحور الأول من الجلسات النقاشية حول موضوع أنسنة المدن وصناعة الترفيه؛ انطلاقًا من أن الأماكن العامة والمساحات المفتوحة تُعدّ متنفسًا للسكان في المدن العصرية، وأن العمل على تطويرها وتحسينها وفق معايير تخطيطية متطورة أمر في غاية الأهمية، بحيث تصبح أماكن نابضة بالحياة وملبية لاحتياجات السكان.

وقد استعرضت د. حنان الجابرية ــ المديرة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في الجلسة الحوارية عدة مواضيع، تمثلت في عرض منهجية التخطيط العمراني، والتركيز على جودة الأماكن العامة من خلال خلق مدن صغيرة داخل المدن الكبيرة تهدف بشكل أساسي إلى تسهيل الوصول لجميع الخدمات بسهولة ويسر؛ الأمر الذي ينعكس أثره اقتصاديًّا نتيجة سهولة الوصول للعقارات المختلفة لتلبية احتياجات المستفيدين، كما تم استعراض المدن المستقبلية التي تمثل أحد النماذج المعززة لموضوع أنسنة المدن، مثل: مدينة السُّلطان هيثم، ومسقط الكبرى، وصلالة الكبرى، ونزوى الكبرى، والتي تهدف إلى أن تكون شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وذات جودة خدمات مرتفعة، و علاقات إنسانية مُعززة داخل المجتمعات، ومعززة لصحة ورفاهية السكان.

كما أشارت الدكتورة حنان إلى مبادرة “الأماكن العامة النابضة بالحياة” التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية وجود الأماكن العامة والمساحات المفتوحة في الأحياء السكنية، وأنسنة المدن وفق نمط حياة مستدام، والتقليل من حدة الكتل الإسمنتية في المدن، والإسهام في التنوع الاقتصادي، والعمل على التكامل مع الجهات الأخرى المعنية، وتفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان.

التطوع البيئي:

تضمنت جلسات مسقط الحوارية في يومها الأول مناقشة محور التطوع البيئي، حيث أدار الجلسة الفاضل/ إبراهيم السالمي – مساعد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة أومينفست للاتصالات المؤسسية، وقدمت من خلالها الفاضلة/ منار الريامية – أخصائية جودة وخبيرة متحدثة من هيئة البيئة عرضًا حول مرتكزات التطوع البيئي، وأهمية إشراك الأفراد بالمجتمع في تبنّي هذه الثقافة، كما تحدثت عن أهم الأهداف والمنجزات والتجارب الوطنية في المجال البيئي، وتجارب دول الجوار، مع تحليل الوضع الحالي ومقومات ولايات محافظة مسقط.
وأشارت الريامية أن رؤية عُمان 2040 تركز في مضامينها على إيجاد بيئة عناصرها مصانة وآمنة، وتكون نظمها متزنة وموارها متجددة. وعطفًا على ذلك، فقد أكدت على أن المسؤولية البيئية هي مسؤولية مشتركة ما بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة مع ضرورة إشراك المجتمع والأفراد في تبنّي القضايا البيئية، وتفعيل أدوارهم من خلال التطوع البيئي في المجالات المختلفة.

كما ناقشت الجلسة في محور التطوع البيئي الأهداف الوطنية القائمة على إيجاد أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث، وإيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك ورفع سقف الوعي البيئي اللازم لتطبيق قواعد الاستهلاك والإنتاج المستدامين، إلى جانب الأهداف الوطنية التي تركز على تكوين اقتصاد أخضر يستجيب للاحتياجات الوطنية، وبيئة تحقق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بقواعد التنمية المستدامة.
كما تم استعراض المنجزات والتجارب الوطنية الناجحة حول التطوع البيئي، وما يحققه على مستوى دعم السياحة البيئية، وحماية البيئة والمرافق والممتلكات، مع التطرق إلى المقومات الوطنية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة الطبيعية، وتعمل على استدامة العطاء الفردي في الجانب البيئي وتشجيع الابتكار.

تجدر الإشارة إلى أن جلسات مسقط الحوارية ستستكمل أعمالها بعد غدٍ الأربعاء لمناقشة محور الفرص الاستثمارية وأهمية تمكين بيئة رواد الأعمال للتنافسية وإيجاد الفرص الممكنة للاقتصاد وتوليد المشاريع، كما سيناقش ضمن الجلسات محور التقنية والابتكار، بهدف إبراز أهمية أدوار تكنولوجيات المعلومات والابتكار المعلوماتي عند تخطيط وتنفيذ المشاريع، مع استخراج الأفكار ومناقشة التحديات والفرص بالمحافظة من وجهة نظر الشباب المشاركين في جلسات المحاور.

يُذكر أن محافظة مسقط تسعى من خلال هذه الجلسات إلى استقطاب المبادرات وبلورتها، من خلال إشراك فئات المجتمع المختلفة في مناقشة المشاريع ذات الأولوية لكل محور، والنظر في تنفيذها وفقًا للأولويات والموازنات المعتمدة، كما أن تنظيم هذه الجلسات الحوارية تأتي تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بضرورة الالتقاء بفئات المجتمع ومن بينهم فئة الشباب؛ لذا فإن محاور الجلسات ترتكز حول منطلقات رؤية “عُمان 2040” وبرامجها الإنمائية المحفزة للتنافسية، مع إيضاح الجهود المبذولة من محافظة مسقط لتلبية متطلبات مسيرة التنمية في مختلف القطاعات التي تُعنى بها، ومناقشة الموضوعات التي تحظى باهتمام أفراد المجتمع والاستماع لآراء الشباب ووجهات نظرهم المعززة للبرامج والمشاريع بالمحافظة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الأماکن العامة التطوع البیئی هذه الجلسات محافظة مسقط أنسنة المدن من خلال مسقط ا

إقرأ أيضاً:

المواطنة اللغوية جلسة حوارية ناقشت الآمال والتحديات

نظم صالون المواطنة بالتعاون مع مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، ومجموعة نلتقي من أجل الفن، ومجلس أولياء أمور مدرسة عمرة بنت رواحة للتعليم الأساسي احتفالية باليوم العالمي للغة العربية مساء الأربعاء. وتضمنت الاحتفالية التي رعتها صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد بنت تركي آل سعيد تدشين النسخة الثالثة من المعرض الفني "عمان الفخر"، تضمن لوحات عكست البيئة العمانية وعناصر من التراث ومناظر طبيعية من عمان، إلى جانب جلسة حوارية سلطت الضوء على "المواطنة اللغوية" شارك فيها الدكتور زاهر الداودي من جامعة السلطان قابوس، والدكتورة بدرية الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافي، والدكتور حافظ أمبوسعيدي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والدكتورة منى القرطوبية مختصة في اللغة العربية والأستاذ سيف الشكيلي رئيس اللجنة الفنية بالصالون. وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرات الصالون التي تعكس اهتمامه بترسيخ الثقافة الوطنية وأهدافه المنبثقة من "رؤية عمان 2040".

وفي جلسة "المواطنة اللغوية"، عرف الدكتور زاهر الداوودي مفهوم المواطنة، وأشار إلى أنه وبالعودة إلى الكلمات التي اشتقت منها المواطنة واطن يواطن وواطن وهي على وزن مفاعلة، وأنه مع هذه الكلمة تنصرف الأذهان إلى الإقامة في منطقة جغرافية، لكنه بعيد من ذلك لأن المواطنة هي العلاقة الحميمة بين الفرد والدولة وحالة من الشعور بالانتماء والإحساس بالمسؤولية تجاه الدولة المنتمى إليها. أما اللغة فهي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وتضم جانبا عميقا يفترض الوقوف عنده حسب الداودي، فاللغة وسيلة تواصل وترسم بها الثقافة والفكر وهي نظام صرفي ونحوي ودلالي.

وأضاف: عند ربط مفهوم المواطنة اللغوية فهو العلاقة الحميمة بين الأفراد ولغتهم في اعتمادهم عليها في معاملاتهم الفردية والمؤسساتية، وهي علاقة نفسية وسلوكية تتضمن الاعتزاز بهذه اللغة والانتماء إليها والولاء المتطلب للدفاع عنها.

وتحدثت الدكتورة بدرية الوهيبية عن دور التنشئة في الوصول إلى المواطنة اللغوية، وأشارت إلى أن النظام الأساسي للدولة حدد العربية لغة رسمية للبلاد، وهي لغة مشتركة قومية عالمية، وتعزيزها مهم خاصة لدى الناشئة في الانفتاح ووسائل التواصل الاجتماعي، وطمس اللغات والعولمة الثقافية، وقالت: حرصت السلطنة على الحفاظ على اللغة وتعزيز السياسات التي تركز عليها في التعليم والتعاملات القضائية.

وناقش الداودي التحديات التي تواجه المواطنة اللغوية، وأشار إلى أن أبرز هذه التحديات هي "الانهزامية" وعبر عنها بالضعف والقصور، وقال: هذا الضعف نابع من النفوس وليس من ضعف اللغة العربية، فاللغة العربية لغة علم واقتصاد، وإذا ما عدنا إلى علوم الطب والهندسة والفلك فهي في حقيقة الأمر علوم عربية". ولفت إلى تنشئة الأطفال باللغة الإنجليزية كظاهرة منتشرة مشيرا إلى أنها أسباب سياسية.

وتحدث الدكتور حافظ أمبوسعيدي عن اللغة ومساهمتها في بناء الانتماء الوطني، مشيرا إلى أن اللغة العربية انسحبت إلى جانب غير مرئي واستخدمت لغة غيرها في جوانب كثيرة من حياتنا، ودلل على ذلك بانتقاء الأسر لأسماء بناتهم وأبنائهم أسماء غير عربية وهم ليسوا على معرفة بخطورة هذا وانعكاسه على المواطنة اللغوية. واستذكر علماء عمان الذين كانوا أيقونات في اللغة العربية وإسهامهم في وضع القواعد في بناء اللغة العربية كالخليل بن أحمد إلى جانب علماء آخرين كثر كانت لهم بصمات، وأكد على أن عدد الشعراء الذين أصدروا دواوينا ما هو إلا ضرب من ضروب ترسيخ اللغة.

وأشارت الدكتورة منى القرطوبية إلى أن الذكاء الاصطناعي هو من أقوى التحديات التي تواجه اللغة العربية وأنه سلاح ذو حدين، والتحكم به عن طريق السياسات قد يكون صعبا وغير ممكن لكن يمكن توجيهه توجيها صحيحا وجعله حليفا مهما لتعليم اللغة العربية. وقالت إن الذكاء الاصطناعي بحر كبير ووضع المعايير له يجب أن يوضع من قبل مؤسسات كبيرة.

وشددت الوهيبية عن الدور والمسؤولية التي يجب أن تتولاها الأسرة والمدرسة والمجتمع في التنشئة باللغة العربية وتعزيز ذلك بحفظ القرآن وتعلمه وغيرها من الآليات، ولفتت إلى آلية "النحو الوظيفي" لتعليم النصوص والمتمثل في استنباط القواعد من النصوص بدلا من تعليم القواعد بمعزل عن النصوص.

وتناول الأستاذ سيف الشكيلي أثر الخط العربي في الحفاظ على المواطنة اللغوية وجماليته التي تسهم في انتشار اللغة، ولفت إلى ضرورة تفعيل منهج الخط العربي المتخصص في المدارس، وإعطاء يوم العالمي للخط العربي أهمية للالتفات إلى دور الخط ومساهمته العظمى في الحفاظ على اللغة.

مقالات مشابهة

  • وزير الرياضة يبحث دعم الفرص الاستثمارية مع رئيس الاتحاد العربي للاستثمار الرياضي
  • المواطنة اللغوية جلسة حوارية ناقشت الآمال والتحديات
  • الأنشطة التطوعية تساعد في إبطاء الشيخوخة البيولوجية .. دراسة توضح
  • نائب رئيس "الشورى" يستعرض مع وفد تركي العلاقات التاريخية
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء «صور»
  • جلسات الدوار بالبحيرة.. نموذج ريادي في تنمية الأسرة المصرية
  • برامج تدريبية مكثفة لتنمية الوعي البيئي بالبحر الأحمر
  • بالفيديو.. خبير تنمية محلية يكشف تفاصيل بدء الحكومة في تلقي طلبات زيادة مسطح المباني بالمدن الجديدة
  • 14 مدينة جديدة و10 مجمعات صناعية تعزز تنمية الصعيد منذ 2013