استأنفت المحكمة الجزئية بالقدس محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين بعد توقف دام لمدة شهرين، وفقا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الاثنين.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المحكمة ستواصل الاستماع إلى شهادات في عدة اتهامات موجهة إلى نتنياهو.
ومن جانبه، قال موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي إن "نتنياهو مُعفى من الحضور أمام المحكمة خلال هذه الجلسات، ولكن قد يُطلب منه الإدلاء بشهادته في غضون بضعة أشهر".
وأضاف الموقع "إذا استمرت الحرب لعدة أشهر، فيجب دراسة كيفية إجراء الاجتماعات في ظل استمرار النزاع في الفترة نفسها".
اتهامات بالفساد
ويواجه نتنياهو اتهامات بتلقي رشًا والاحتيال وخيانة الثقة، وفقًا للائحة الاتهام التي قدمها المستشار القانوني السابق للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت بداية عام 2020، إلا أن نتنياهو ينفي بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه، ويقول إن هناك "اضطهادا سياسيا" يستهدفه.
وانعقدت أولى جلسات محاكمة نتنياهو يوم 24 مايو/أيار 2020، ووفقا للقانون الإسرائيلي، لا يُطالب بالاستقالة من منصبه إلا إذا أدانته المحكمة العليا، وهو قرار قد يستغرق تبنيه شهورا طويلة.
وتُستأنف المحاكمة بعد أيام من الجولة الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
الهدنة الإنسانية المؤقتة
يذكر أن الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، استمرت لمدة 7 أيام. خلال تلك الفترة، تم تبادل أسرى وتوفير مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يسكنه حوالي 2.2 مليون فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 15 ألفا و523 فلسطينيا، وإصابة 41 ألفا و316، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: قيود إسرائيل تعرقل الاستجابة الإنسانية في غزة
أفادت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، أن القيود التي تفرضها إسرائيل تعيق بشكل كبير الاستجابة الإنسانية لاحتياجات سكان القطاع، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضح أبو حسنة أن القيود الإسرائيلية تعقد عمليات الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية وتتبعها، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يجعل من الصعب إيصال المساعدات بشكل كافٍ وفعال إلى السكان المحتاجين.
وفيما يتعلق بالوضع التعليمي، أكد أبو حسنة أن أكثر من 100 مدرسة تابعة للأونروا من أصل 183 في القطاع أصبحت ملاجئ للنازحين، ما تسبب في ترك عدد لا يُحصى من الأطفال دون تعليم، وأضاف: "هذه الأزمة لا تهدد فقط التعليم بل مستقبل الأطفال بأكمله، حيث باتوا محرومين من بيئة تعليمية مستقرة بسبب النزوح المستمر".
ودعا أبو حسنة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على القطاع، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتوفير الدعم اللازم لإعادة الأطفال إلى مدارسهم.
تشهد غزة تصعيدًا مستمرًا في الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار والقيود، حيث يتزايد اعتماد السكان على المساعدات الدولية في ظل انهيار الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.
المبعوث الأمريكي: فرصة حقيقية لإنهاء الحرب خلال الأيام المقبلة
أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، آموس هوكستين، عن وجود فرصة جادة لإنهاء الحرب خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن المباحثات التي أجراها مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في بيروت، كانت بناءة وتُبشر بإمكانية التوصل إلى حلول.
وفي تصريح أدلى به عقب اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قال هوكستين: "منذ زيارتي الأخيرة إلى بيروت، أجرينا نقاشات جدية في لبنان وإسرائيل، واليوم كان لدينا لقاء مثمر للغاية مع الرئيس بري، حيث عملنا على تضييق الفجوات التي كانت موجودة منذ أسابيع".
وأضاف المبعوث الأمريكي: "عدت إلى بيروت لأننا أمام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية هذا النزاع، هذه لحظة اتخاذ القرارات، وأنا هنا لتسهيل هذه العملية، لكن الأمر في النهاية يعتمد على الأفرقاء المعنيين"، وأكد أن الحل قريب وأن "النافذة مفتوحة الآن لتحقيق ذلك".
وأشار هوكستين إلى التزامه الكامل ببذل كل الجهود الممكنة مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا لهذا الصراع، وأكد أن الأجواء إيجابية وأن هذه اللحظة تمثل فرصة تاريخية للسلام.
تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد التوترات في المنطقة، حيث تسعى الأطراف الدولية لتجنب تفاقم الأوضاع والعمل على إنهاء النزاع بما يضمن الاستقرار في المنطقة.