سر السعادة والغنى في الدارين الدنيا والآخرة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يطلب الإنسان السعادة والغنى طوال رحلة السعي في الحياة، يتساءل ما سبيل السعادة وهل المال يجلب الراحة أم يزيد الشقاء أسئلة أبدية لا ينفك وجدان الإنسان عن الركض خلف الأجوبة الشافية لها وكُلا له مشربه في البحث، ولطالما يجد المسلم ضالته ونجاته في كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
خالد الجندي: السعادة الحقيقية في الأهداف السامية
كما تفنى عن الأسباب ترزق من غير حساب
أجاب الداعية الإسلامي جابر البغدادي عبر فيديو له على حسابه الرسمي بموقع الفيسبوك أن سبيل السعادة والغنى يكمن في الأكل الحلال والصلاة على حضرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، أنها تجعل الله يذلل لك الأسباب فتسجد لك من غير حساب، فكما تنفق بالحساب ترزق بالحساب، وكما تنفق من غير حساب تعطى من غير حساب، وكما تؤمن بالأسباب ترزق بالأسباب، وكما تفنى عن الأسباب ترزق من غير حساب، واستشهدا بقول الله تعالى: (قَالَ یَـٰمَرۡیَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابٍ).
وتابع مستشهدا بقول الله تعالى في سورة آل عمران: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ) موضحًا أن سيدنا زكريا دعا الله في محطة فناء الأسباب أن يرزقه الله الولد، قال تعالى: "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" (مريم)، فقد طلب عليه السلام المستحيل من الله حيث فنت جميع الأسباب.
الله طيب لا يقبل إلا طيب
وأكد البغدادي على أهمية الأكل الحلال في طيب العيش مستشهداً بالحديث الشريف قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وهذا يعني في جزئية الرزق تحديدا "اللقمة"، فقال:" اللقمة لازم تكون معصومة، معصوبة بالورع ومعصومة من الطمع، حيث تخاف وتحرص وتفرز ما تأكل بمنخل الورع والخوف من الله وتمرر طعامك على كل الأسئلة التي ستسأل بها أمام الله حتى تدخل الجنة بغير حساب، وإلا سيطول عليك الحساب والسؤال بما كسبت يديك.
وتابع أننا نستنتج من ذلك أن باب القبول الأول هو “اللقمة"، فصحة البداية تتأتى من الطعام الحلال، فالله طيب لا يقبل إلا الطيب، موضحًا أننا بهذا بصدد محطتين، وهما العبادة لا تقبل إلا من محب، وهذا في قول الله تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (آل عمران 31)، والمحب موصوف بالكرم فالحب لا يقبل إلا من كريم فقال الله تعالى: لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (آل عمران92).
أطب مطعمك تكون مستجاب الدعوة
ووضح أن طيب الطعام وحلاله يمكن العبد من استجابة الدعوة كما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: عندما قام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: يا سعد ، أطب مطعمك، تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف بلقمة الحرام في جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا، فالنار أولى به" رواه الطبراني، فقد طلب سعد رضي الله عنه النصح من النبي فأعطاه فطاب مطعم سعد إجلالاً لحضرة النبي فكانت كل دعواته مستجابه، فعندما فقد بصره فَقِيلَ لَهُ: لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لِبَصَرِكَ، فَقَالَ: قَضَاءُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَصَرِي.
الصلاة على سيدنا النبي كنز المسلم
وضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة في حديث سابق له فضل الصلاة على سيد الخلق فقال أنها تفتح لنا أبواب المغفرة والرزق والنجاة والفرج وسعادة الدارين، فهي كنز المسلم، فمن أراد عز الدنيا وجنة الأخرة ومفاتحها فليصلي على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
واستشهدا فضيلة المفتي بقول الله تعالى: (ِإنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)، وبقول سيدنا النبي: (مَنْ صَلّى عَليَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ومَنْ صَلّى عَليَّ عَشْرًا صَلّى الله عَلَيْهِ مِئَةً).
وتابع مدللا بالحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السعادة الغني الدكتور على جمعة من غیر حساب الله تعالى الصلاة على ى الله ع ما شئت
إقرأ أيضاً:
هل يجوز دفع أموال الزكاة للأخت المحتاجة؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم دفع أموال الزكاة إلى الأخت المحتاجة، حيث يقول سائله "هل يحتسب ما يدفع للأخت المحتاجة من الزكاة؛ فأنا لي أخت تجاوزت السبعين من عمرها، وهي مريضة لا تقدر على الحركة، وأدفع لها مبلغًا يفي بثمن الدواء ويضمن لها حياة كريمة، كما أدفع أجرة الخادمة التي تقوم على خدمتها، وقد يصل المبلغ الذي أدفعه على مدار العام ثلث ما أخرجه عن ذات المدة من زكاة المال فهل يعتبر ما أنفقه عليها من زكاة المال؟".
وأكدت دار الإفتاء، في ردها عبر موقعها الإلكتروني، أنه يجوز للسائل أن يحتسب ما يقوم بدفعه لأخته من ضمن مصارف الزكاة؛ قلَّ ذلك أو كثُر؛ إذا نوى ذلك عند دفعه لها، ويشترط أن يدفع مال الزكاة لها أو لمن توكله في الإنفاق على شؤونها وحاجاتها، وبشرطِ ألَّا تكون نفقتها واجبة عليه.
وأشارت الإفتاء إلى أن هناك حقًا في المال على كل مسلم غير الزكاة، وبيّنه علماء المسلمين بأن منه الصدقة المطلقة ومنه الصدقة الجارية ومنه الوقف، تصديقًا لقوله تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [الذاريات: 19]، وفي مقابلة قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [المعارج: 24-25]، وكل ذلك من باب فعل الخير الذي لا يتم التزام المسلم -بركوعه وسجوده وعبادة ربه- إلا به، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].
واستشهدت دار الإفتاء، بما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ» رواه الترمذي وصححه، والزكاة التي هي فرض وركن من أركان الإسلام قد حددت مصارفها على سبيل الحصر في سورة التوبة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].