بعد وقت قصير من هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخلت آلة الدعاية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى لتنفيذ حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال حاليا في قطاع غزة، لكن هذه الدعاية لا تتمتع بأي مصداقية خارج الغرب، فلدى الاحتلال "سجل مذهل من الأكاذيب".

تلك القراءة طرحها جوزيف مسعد، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته "حماس" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة؛ ردا على جرائم لاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وفي هذا الهجوم، قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت حوالي 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.

وقال مسعد إنه "في العالم الغربي المتعصب للبيض والمستعد لتصديق أي ادعاء إسرائيلي بشأن الفلسطينيين"، قامت آلة الدعاية الإسرائيلية بـ"شر ادعاءات شنيعة عن (أن "حماس" قامت بـ) قطع رؤوس أطفال وحرقهم واغتصاب جماعي للنساء".

وتابع أن "وسائل الإعلام الغربية الرئيسية بدأت تتراجع بهدوء عن العديد من هذه الادعاءات (بعد اكتشاف كذبها)، بينما يواصل الرئيس (الأمريكي) جو بايدن (الداعم القوي لإسرائيل) بلا خجل الترويج لها باعتبارها حقائق".

وأردف أن "تقارير (إسرائيلية) كشفت عن أن القصف الإسرائيلي لمنازل وقواعد عسكرية إسرائيلية (خلال هجوم حماس) تسبب في مقتل جنود إسرائيليين وإحراق منازل وتدمير أخرى، ومع ذلك، فإن مثل هذا الكشف لم يثن وسائل الإعلام والحكومات الغربية عن ترديد افتراءات إسرائيل العنصرية".

اقرأ أيضاً

قيادي بحماس: تحقيق لوموند كشف زيف الادعاءات الإسرائيلية بخصوص مستشفى الشفاء

أكاذيب الاحتلال

أما بالنسبة للعالم العربي، "ففي حين قبل الكثيرون حصيلة القتلى المزعومة في إسرائيل، فإن المشاعر السائدة في العالم العربي وجدت أن ادعاءات إسرائيل الأكثر غرابة يصعب تصديقها. ونفت حماس نفسها استهداف المدنيين الإسرائيليين"، كما زاد مسعد.

واستدرك: "لكن الشكوك السائدة بين العرب لا علاقة لها بالتحيز الواعي أو غير الواعي ضد الدولة اليهودية؛ فافتقار إسرائيل إلى المصداقية هو السبب وراء عدم تصديق معظم الناس لمزاعمها".

وأرجع ذلك إلى أنه "منذ عام 1948، راكمت إسرائيل سجلا مذهلا من الأكاذيب والأساطير والافتراءات، تماما كما فعلت الحركة الصهيونية منذ ولادتها".

و"على مدى السنوات الـ75 الماضية، عمل الباحثون العرب والأوروبيون بشكل مكثف على فضح هذه الأكاذيب. ومنذ منتصف الثمانينيات، كشف المؤرخون الإسرائيليون أيضا عن افتراءات إسرائيل من خلال أرشيفاتها الرسمية والعسكرية"، بحسب مسعد.

واعتبر أن "أكبر كذبة إسرائيلية على الإطلاق هي أساسها، الذي ارتكز على الجريمة الصهيونية الكبرى المتمثلة في التطهير العرقي. وبين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947 و14 مايو (أيار) 1948، عندما أعلن المستعمرون إنشاء دولة إسرائيل، طرد الصهاينة 400 ألف فلسطيني من منازلهم و350 ألف آخرين بحلول ديسمبر (كانون الأول) 1948".

واستطرد: "وخلال حرب التطهير العرقي، ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر وجرائم عنف، بينها اغتصاب فلسطينيات. ومع ذلك، ورغم كل الأدلة، تواصل إسرائيل ودعاتها الكذب بالإصرار على أن الفلسطينيين لم يُطردوا وأنهم غادروا بمحض إرادتهم".

اقرأ أيضاً

بنتاجون حماس ومستشفى الشفاء.. 3 مزاعم لدعاية إسرائيلية فاشلة

ابتكار إسرائيلي

و"إحدى أكاذيب إسرائيل العديدة بعد عام 1967 هي أنها كانت تحتجز الأراضي الفلسطينية المحتلة وسكانها الفلسطينيين كرهائن حتى يوافق العرب على الاعتراف بها وعقد اتفاقيات سلام معها"، كما أردف مسعد.

وأضاف أن "ممارسة أخذ المدنيين كرهائن للمساومة على إطلاق سراح السجناء هي في الواقع ابتكار إسرائيلي.. ففي ديسمبر (كانون الأول) 1955، شنت إسرائيل غارة على سوريا، مما أسفر عن مقتل 56 سوريا، بينهم ثلاث نساء، واختطاف 30 سوريا كرهائن لمبادلتهم بأربع جنود إسرائيليين تم أرسهم بعد أن اخترقوا حدود سوريا".

مسعد تابع أنه "في حين أن احتجاز الرهائن المدنيين هو عمل غير قانوني، فإن المحاولات الغربية لتصوير الفلسطينيين على أنهم "همجيون" لقيامهم بذلك، مع تجاهل الجرائم الإسرائيلية، هي جزء لا يتجزأ من الدعاية المستمرة".

وزاد بأنه "لم يقم الإسرائيليون "المتحضرون" بارتكاب هذه الممارسة (احتجاز رهائن مدنيين) فحسب، بل وضعوا في زنزاناتهم ما يزيد عن 9 آلاف مختطف فلسطيني، واختطفوا 3290 فلسطينيا، بينهم مئات النساء والأطفال، من الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر الماضي".

وشدد على أنه "منذ 1967، تحتجز إسرائيل الشعب الفلسطيني بأكمله كرهائن في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، ومنذ 2006، تحبس سكان غزة في أكبر سجن مفتوح في العالم، والآن تقوم بذبحهم ما لم يوافقوا على التهجير الذاتي إلى سيناء المصري".

ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

و"بغض النظر عن مدى فضح أكاذيبها بانتظام، فإن إسرائيل تمضي في دعايتها دون أن تعيقها الحقائق، وهي متأكدة من أن افتراءاتها تحظى دائما بالمصداقية لدى الإسرائيليين والغربيين؛ لأنها مدعومة بالعنصرية المناهضة للفلسطينيين والمعادية للعرب والمسلمين"، كما أضاف مسعد.

واستدرك: "لكن خارج الغرب، وخاصة في العالمين العربي والإسلامي، لا تتمتع الدعاية العنصرية الإسرائيلية بأي مصداقية على الإطلاق".

اقرأ أيضاً

البيت الأبيض يتراجع: بايدن لم ير أي دليل على قطع حماس لرؤوس أطفال

المصدر | جوزيف مسعد/ ميدل لإيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب إسرائيل مصداقية الاحتلال أكاذيب کانون الأول

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقر خططا لبناء آلاف المنازل بمستوطنات الضفة

وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطط لبناء ما يقرب من 5300 منزل جديد في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، فيما وُصفت بأنها أحدث خطوة في حملة لتسريع التوسع الاستيطاني.

وقالت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية إن مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي وافق أمس واليوم الخميس على توسيع المستوطنات في قلب الضفة، وإضفاء شرعية على 3 بؤر استيطانية هي "محانيه غادي" و"غفعات حنان" و"كيديم عرافا"، مشيرة إلى أن هذه البؤر أحياء في مستوطنات قائمة.

وأضافت المنظمة في بيان لها أن الحكومة الإسرائيلية تواصل تغيير قواعد اللعبة في الضفة الغربية المحتلة عبر التسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه.

وتابعت أن "حكومة الضم هذه تقوّض في شكل خطير أمن ومستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين. علينا إسقاط هذه الحكومة قبل أن يفوت الأوان".

وكانت حركة "السلام الآن" قالت إن حكومة نتنياهو وافقت على الاستيلاء على نحو 13 كيلومترا مربعا من الأراضي في وادي الأردن، ووصفتها بأنها أكبر عملية استيلاء تمت الموافقة عليها منذ اتفاقيات أوسلو.

وفي السياق، ندد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي اليوم الخميس بقرار إسرائيل "إضفاء الشرعية" على بؤر استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تصريحات سموتريتش

في غضون ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن مفهوم الأمن يجب أن يتغير، مشددا على ضرورة أن تتحول مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية إلى مدينة خراب، وفق تعبيره.

وأضاف سموتريتش أن المفهوم الإسرائيلي للأمن يجب أن يخضع لتغيير جذري في كل ما يتعلق بالضفة وغزة والشمال.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دعا وزراء إسرائيليون إلى تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وإعادة بناء المستوطنات في القطاع.

مقالات مشابهة

  • القبّة اللغوية للاحتلال.. كيف تستخدم إسرائيل اللّغة لتسويغ الجرائم المرتكبة‌؟
  • عمرو موسى: هناك خطة إسرائيلية للاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية
  • صفقة التبادل.. مطالب إسرائيلية لحماس ومسؤول أميركي يزور الدوحة
  • عاجل | وسائل إعلام عن مصادر أمنية إسرائيلية: مسؤول ملف الرهائن بالجيش قال إنه سيستقيل إذا أفسد نتنياهو الجهود الحالية
  • مقتل سبعة فلسطينيين في عملية عسكرية إسرائيلية في جنين  
  • مقتل 5 فلسطينيين في هجوم عسكري إسرائيلي على جنين
  • إسرائيل تقر خططا لبناء آلاف المنازل بمستوطنات الضفة
  • حزب الله يهدد باستهداف مزيد من المواقع في إسرائيل
  • مخطط إسرائيلي ناعم لضم الضفة الغربية
  • "السلام الآن": "إسرائيل" صادرت 12 ألف دونم في غور الأردن