عربي21:
2025-03-10@15:35:49 GMT

ماذا يعني انتصار حماس؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

صرح وزير الدفاع الأمريكي أخيرا قائلا: "لن نسمح بانتصار حماس".. هذا القول معناه لن نسمح بهزيمة "إسرائيل"، وهو قول يُحيل إلى أن هزيمة هذا الكيان ممكنة بل لعلها صارت مؤكدة، وهزيمة الكيان المحتل لا تعني أن طوفان الأقصى سينتهي إلى إزالة الاحتلال من المنطقة وإنهاء "دولة إسرائيل"، فذاك هدف لم تتوفر شروطه بعد، وإنما المقصود بانتصار حماس وهزيمة "إسرائيل" هو عدم تحقيق الاحتلال لأهدافه المعلنة وهي "تحرير الأسرى بالقوة والقضاء على حركة حماس"، وهي أهداف كلّفته أثمانا باهظة في جنوده وآلياته، كما جلبت عليه نقمة رأي عام عربي وإسلامي ودولي رغم ما يجده من دعم غربي وأوروبي وحتى عربي رسمي.



لماذا لا يُسمح بانتصار حماس؟ أو لماذا يُخشى انتصار حماس؟

هذه الخشية ليست حالة غربية صهيونية فقط، إنما هي حالة عربية أيضا، فكثير من حكام العرب يتمنون هزيمة حماس بل وينتظرون لحظة "القضاء عليها".

انتصار حماس أو عدم انكسارها يعني انتصار إرادة الإنسان على الآلة التي هي فخر الحضارة الغربية وأداة قوى الاستكبار للسيطرة على الشعوب ونهب خيراتها والتحكم في مصيرها، وفي فرض خيارات ثقافية وسياسية ودينية عليها.

لقد عطل طوفان الأقصى قطار التطبيع ومشروع "الإبراهيمية"، وأحدث هزة عنيفة في الوعي العربي الإسلامي وفي ضمير العالم.. لقد أحسنت المقاومة إدارة معركة الصورة التي أضحت جزءا من معارك العصر الحديث، وهو ما زاد في إغاظة العدو وفي شعوره بالخيبة والهزيمة، وقد كان يتمنى أن يرى المقاومين منكسرين متذللين يتوسلون هدنة ويتسولون الإعانات.

مجيء الأساطيل الغربية إلى المنطقة وتدفق السلاح وزيارات رؤساء ووزراء دفاع ووزراء خارجية لشد أزر قادة الاحتلال؛ لم يبعث الرعب في فصائل المقاومة ولم يشحن العدو بالشجاعة والإقدام، بل حصل عكس ما أراده كل الأعداء، فجنود الاحتلال لا يجدون شجاعة لمواجهة شباب المقاومة وقادة العدو لا يقدرون على إخفاء صدمتهم وهزيمتهم النفسية، وفي المقابل فإن روح المقاومة تزداد اتقادا رغم ما تشهده الأرض من تخريب وتدمير ومن دماء وأشلاء.

عودة العدو للهجمات الجوية لممارسة التقتيل والتدمير إنما تعكس ما يشعر به من ألم الهزيمة منذ فجر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إنه ينزف ألما ويتجرع مرارة ولم يستطع مواراة سوءته أمام العالم رغم كل مجازره وجرائمه المرتكبة، بل كلما أوغل في التدمير كشف عن توحشه وعجرفته وعجزه.

انتصار المقاومة يعني تأكيد حقيقة وجودية جديدة مفادها "إن النصر على الاحتلال ممكن" و"إن زوال دولة الكيان ممكنة" و"أن الهزيمة ليست قدرا عربيا ولا إسلاميا".. هذه الحقيقة مرعبة للكيان ولأنصاره، وهي مصدر أمل ومبعث قوة لدى كل الشعوب المضطهدة فتنتفض ضد قوى الاستكبار العالمي وضد أنظمة الفساد وحكومات الاستبداد وضد كل العملاء والخونة.

سمع الجميع القيادي في حركة حماس أسامة حمدان يقول إن قادة عربا اتصلوا بقادة العدو يطلبون منهم إنهاء وجود حركة حماس.. إنهم لا يكتفون بـ"الحياد"، ولا يصبرون على انتظار نتائج معركة غير متكافئة، إنما يستعجلون نهاية حركة محاصرة منذ عقود في مساحة من العالم صغيرة، حركة ترفض المهانة والمذلة وتؤمن بمعادلة وحيدة: الكرامة فوق الأرض وتحتها.

هؤلاء "القادة" العرب هم الأكثر خوفا من انتصار حركة حماس، لأن انتصارها لن يكون مجرد غلبة عسكرية، إنما هو انتصار فكرة، وانتصار رؤية، وانتصار مستقبل الشعوب على واقع الهيمنة والاستكبار.

أولئك "القادة" العرب لا يحتاجون تذكيرهم بأن انتصار العدو هو تهديد لأنظمتهم، لأنهم لا يرونه عدوا إنما هم أعداء شعوبهم وأعداء أوطانهم وأعداء الحرية والكرامة والعدالة والسيادة الوطنية، إننا ننظر إليهم على أنهم ضمن جيش العدو ولا ننتظر منهم لا موقفا ولا فعلا في دعم المقاومة، إنهم هم وأعوانهم من دعاة التطبيع في مرمى سلاحنا الذي لا نملك سواه، "القلم".

هذه الفكرة التي يجب على نخبتنا الاشتغال عليها حتى تنتبه شعوبنا إلى كون المعركة ليست مجرد منازلة عسكرية تخوضها الفصائل في مساحة من العالم محددة، وحتى لا نتوهم أن نتائج المعركة لن تتجاوز "طرفي النزاع"، هذا ما يريد الأعداء والعملاء الإيهام به، حتى نبقى في موقع "الحياد" تراقب ببرود سير المعركة من خلال الشاشات والمواقع الاجتماعية الافتراضية وكأننا نتابع فصول مسرحية أو تفاصيل عرض سينمائي ننتظر مفاجآته ونهاياته.

twitter.com/bahriarfaoui1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس إسرائيل إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتصار حماس حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

وعيدُ سيد القول والفعل

محمد علي الحريشي

أعلنها سيد القول والفعل السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- مهلة أربعة أَيَّـام لفك الحصار الاقتصادي، وبعد المهلة المحدّدة سوف يتدخل الجيش اليمني بقصف السفن التجارية الصهيونية وفرض حصار تجاري عليه عبر البحر الأحمر.

من المعروف أن حكومة العدوّ الصهيوني أجبرت على توقيع اتّفاقية إنهاء العدوان على غزة خلال الفترة الماضية والتي حدّدت على ثلاث مراحل مزمنة، بفعل الضربات العسكرية الموجعة التي تلقاها كيان العدوّ على مدى خمسة عشر شهراً من قبل المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة ومن قبل قوى محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق، فلولا الضربات الموجعة التي تلقاها العدوّ الصهيوني وثبات وصمود المقاومة الفلسطينية والحصار الاقتصادي المفروض عبر البحر الأحمر من قبل اليمن لما استجدى العدوّ الوسطاء لعمل مبادرة لإنهاء عدوانه على غزة.

وكما هي أساليب الخداع والمكر ونقض العهود التي يمارسها اليهود عبر تاريخهم، فلم يكن توقيعُ اتّفاق إنهاء العدوان من قبل حكومة العدوّ على غزة إلا هروب إلى الأمام وتخطي واقع الهزيمة والفشل والإحباط الذي لحق بالعدوّ الصهيوني حتى تتهيأ له الفرص التي تساعده على معاودة حرب الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج؛ لأن الأهداف الصهيونية العليا هي تصفية القضية الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه سواء في الضفة الغربية أَو في قطاع غزة إلى خارج فلسطين، لم يكن العدوان الصهيوني على غزة منذ شهر تشرين أول/أُكتوبر عام 2023 عقب عملية طوفان الأقصى إلا لتهجير سكان غزة بشتى السبل سواء بالتدمير والقتل والإبادة الجماعية، أَو بفرض الحصار والتجويع ومنع دخول المساعدات.

تشجعت الحكومة الصهيونية بوصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض الأمريكي، والذي أبدى مواقف مؤيدة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ووقوفه الأعمى مع حكومة العدوّ المحتلّ للتراجع عن التزاماتها وتعهداتها لقوى المقاومة الفلسطينية.

تلك المواقف والاعتداءات الصهيونية على مخيمات الضفة الغربية وغيرها من الانتهاكات هي التي تستوجب اتِّخاذ مواقف داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه؛ فما لم يحصل عليه العدوّ المحتلّ طيلة خمسة عشر شهراً بالعدوان والحصار والإبادة الجماعية والتدمير لكل مظاهر الحياة في غزة، فلن يحصل عليه بكسر ذراع المقاومة الإسلامية الفلسطينية سواء بالتهديدات الأمريكية أو بفرض الحصار من جديد على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولذلك جاء البيان السياسي لقائد الثورة اليمنية ليضع العدوّ الصهيوني ومن يقف خلفه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما فك الحصار والسماح بإدخَال المساعدات من دون قيد أَو شروط مسبقة والدخول في المرحلة الثانية من مراحل المحادثات التي تجري بوساطة مصرية قطرية لوضع حَــدّ للعدوان وخروج جنود الاحتلال من مواقع تمركزها في بعض مناطق غزة خَاصَّة من محور «فيلاديلفيا» في رفح على حدود غزة مع مصر، أَو الاستعداد لمرحلة جديدة من الحصار الاقتصادي وقصف السفن التجارية الصهيونية في البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية.

الموقف اليمني الذي أعلنه السيد عبد الملك الحوثي، هو موقف مساند للشعب الفلسطيني ومقاومته وموقف مساند للجهود المصرية الرافضة لمخطّطات التهجير الأمريكية والصهيونية.

اليمن قد اتخذ قراره، والكرة الآن في ملعب العدوّ الصهيوني ويوم الأربعاء القادم هو الموعد الفصل، وسَنرى ماذا سيحدث خلال الأربعة أَيَّـام القادمة من مستجدات وحراك دولي وإقليمي لفك الحصار عن قطاع غزة، وإجبار رئيس حكومة العدوّ على المضي في المرحلة الثانية من وقف العدوان على غزة، قبل أن تتفجر الأوضاع في المنطقة التي سوف تتضرر منها حكومة الاحتلال والمصالح الأمريكية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حماس: لغة الابتزاز والتهديد بالحرب لن تجدي
  • وعيدُ سيد القول والفعل
  • تصريح صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس
  • لذلك حَقَّت المهلة!
  • حماس تبدي استعدادها للمرحلة الثانية من الاتفاق وعائلات أسرى العدو تتهم نتنياهو بتحويل حياة أبنائهم للعبة لصالحه
  • حماس تؤكد أن تحرير الأسرى الفلسطينيين انتصار لفكر وعنوان المقاومة
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • حركة حماس تثمن موقف السيد القائد بإمهال الاحتلال 4 أيام لإدخال المساعدات لغزة
  • حركة حماس: عدوان الاحتلال على المساجد إمعانٌ في حربه الدينية
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب