عربي21:
2025-02-07@05:23:18 GMT

ماذا يعني انتصار حماس؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

صرح وزير الدفاع الأمريكي أخيرا قائلا: "لن نسمح بانتصار حماس".. هذا القول معناه لن نسمح بهزيمة "إسرائيل"، وهو قول يُحيل إلى أن هزيمة هذا الكيان ممكنة بل لعلها صارت مؤكدة، وهزيمة الكيان المحتل لا تعني أن طوفان الأقصى سينتهي إلى إزالة الاحتلال من المنطقة وإنهاء "دولة إسرائيل"، فذاك هدف لم تتوفر شروطه بعد، وإنما المقصود بانتصار حماس وهزيمة "إسرائيل" هو عدم تحقيق الاحتلال لأهدافه المعلنة وهي "تحرير الأسرى بالقوة والقضاء على حركة حماس"، وهي أهداف كلّفته أثمانا باهظة في جنوده وآلياته، كما جلبت عليه نقمة رأي عام عربي وإسلامي ودولي رغم ما يجده من دعم غربي وأوروبي وحتى عربي رسمي.



لماذا لا يُسمح بانتصار حماس؟ أو لماذا يُخشى انتصار حماس؟

هذه الخشية ليست حالة غربية صهيونية فقط، إنما هي حالة عربية أيضا، فكثير من حكام العرب يتمنون هزيمة حماس بل وينتظرون لحظة "القضاء عليها".

انتصار حماس أو عدم انكسارها يعني انتصار إرادة الإنسان على الآلة التي هي فخر الحضارة الغربية وأداة قوى الاستكبار للسيطرة على الشعوب ونهب خيراتها والتحكم في مصيرها، وفي فرض خيارات ثقافية وسياسية ودينية عليها.

لقد عطل طوفان الأقصى قطار التطبيع ومشروع "الإبراهيمية"، وأحدث هزة عنيفة في الوعي العربي الإسلامي وفي ضمير العالم.. لقد أحسنت المقاومة إدارة معركة الصورة التي أضحت جزءا من معارك العصر الحديث، وهو ما زاد في إغاظة العدو وفي شعوره بالخيبة والهزيمة، وقد كان يتمنى أن يرى المقاومين منكسرين متذللين يتوسلون هدنة ويتسولون الإعانات.

مجيء الأساطيل الغربية إلى المنطقة وتدفق السلاح وزيارات رؤساء ووزراء دفاع ووزراء خارجية لشد أزر قادة الاحتلال؛ لم يبعث الرعب في فصائل المقاومة ولم يشحن العدو بالشجاعة والإقدام، بل حصل عكس ما أراده كل الأعداء، فجنود الاحتلال لا يجدون شجاعة لمواجهة شباب المقاومة وقادة العدو لا يقدرون على إخفاء صدمتهم وهزيمتهم النفسية، وفي المقابل فإن روح المقاومة تزداد اتقادا رغم ما تشهده الأرض من تخريب وتدمير ومن دماء وأشلاء.

عودة العدو للهجمات الجوية لممارسة التقتيل والتدمير إنما تعكس ما يشعر به من ألم الهزيمة منذ فجر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إنه ينزف ألما ويتجرع مرارة ولم يستطع مواراة سوءته أمام العالم رغم كل مجازره وجرائمه المرتكبة، بل كلما أوغل في التدمير كشف عن توحشه وعجرفته وعجزه.

انتصار المقاومة يعني تأكيد حقيقة وجودية جديدة مفادها "إن النصر على الاحتلال ممكن" و"إن زوال دولة الكيان ممكنة" و"أن الهزيمة ليست قدرا عربيا ولا إسلاميا".. هذه الحقيقة مرعبة للكيان ولأنصاره، وهي مصدر أمل ومبعث قوة لدى كل الشعوب المضطهدة فتنتفض ضد قوى الاستكبار العالمي وضد أنظمة الفساد وحكومات الاستبداد وضد كل العملاء والخونة.

سمع الجميع القيادي في حركة حماس أسامة حمدان يقول إن قادة عربا اتصلوا بقادة العدو يطلبون منهم إنهاء وجود حركة حماس.. إنهم لا يكتفون بـ"الحياد"، ولا يصبرون على انتظار نتائج معركة غير متكافئة، إنما يستعجلون نهاية حركة محاصرة منذ عقود في مساحة من العالم صغيرة، حركة ترفض المهانة والمذلة وتؤمن بمعادلة وحيدة: الكرامة فوق الأرض وتحتها.

هؤلاء "القادة" العرب هم الأكثر خوفا من انتصار حركة حماس، لأن انتصارها لن يكون مجرد غلبة عسكرية، إنما هو انتصار فكرة، وانتصار رؤية، وانتصار مستقبل الشعوب على واقع الهيمنة والاستكبار.

أولئك "القادة" العرب لا يحتاجون تذكيرهم بأن انتصار العدو هو تهديد لأنظمتهم، لأنهم لا يرونه عدوا إنما هم أعداء شعوبهم وأعداء أوطانهم وأعداء الحرية والكرامة والعدالة والسيادة الوطنية، إننا ننظر إليهم على أنهم ضمن جيش العدو ولا ننتظر منهم لا موقفا ولا فعلا في دعم المقاومة، إنهم هم وأعوانهم من دعاة التطبيع في مرمى سلاحنا الذي لا نملك سواه، "القلم".

هذه الفكرة التي يجب على نخبتنا الاشتغال عليها حتى تنتبه شعوبنا إلى كون المعركة ليست مجرد منازلة عسكرية تخوضها الفصائل في مساحة من العالم محددة، وحتى لا نتوهم أن نتائج المعركة لن تتجاوز "طرفي النزاع"، هذا ما يريد الأعداء والعملاء الإيهام به، حتى نبقى في موقع "الحياد" تراقب ببرود سير المعركة من خلال الشاشات والمواقع الاجتماعية الافتراضية وكأننا نتابع فصول مسرحية أو تفاصيل عرض سينمائي ننتظر مفاجآته ونهاياته.

twitter.com/bahriarfaoui1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس إسرائيل إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتصار حماس حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

عملية “تياسير” البطولية تكشف أن المزاج المقاوم في الضفة يتجه نحو التصعيد

يمانيون../
على الرغم من المخططات الصهيونية الساعية لإعادة صياغة الضفة الغربية المحتلة وتفكيك قدرات المقاومة الفلسطينية هناك، إلا أن المقاومة أظهرت صموداً غير مسبوق، مُلحقة خسائر كبيرة في صفوف جنود العدو الصهيوني.

فاليوم تخطف المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية الأنظار، مع تنفيذ أحد مقاوميها عملية نوعية على حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، بعد أن تمكن من التسلل إلى داخل موقع عسكري صهيوني قرب حاجز تياسير شرق جنين بالضفة الغربية، والسيطرة على أحد طوابق البرج الخاصة به.

وكشف تحقيق لجيش العدو الصهيوني أن منفذ الهجوم الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص، كان يملك معلومات استخباراتية دقيقة بشأن الموقع العسكري وتحركات الجنود وأماكنهم، ما يشير إلى ثغرات أمنية استغلها المسلح في الموقع القريب من طوباس وجنين، وهي مناطق عسكرية صهيونية مشددة.

وبحسب تحقيقات جيش العدو فإن المسلح وصل بلباس مدني ثم كمن للجنود الصهاينة خارج غرفة الحراسة.. وبعد سيطرته على الطابق العلوي من البرج، بدأ بإطلاق النار على الجنود الذين كانوا في حالة تأهب، ما أوقع قتيلين أحدهما رقيب أول احتياط، بالإضافة إلى إصابة ثمانية بجروح بينهم اثنان حالتهما خطرة.

وبالتأكيد فإنّ هذه العملية الجديدة التي وصفها الإعلام الصهيوني بـ”الصعبة وغير المقبولة”، تعكس حالة الارتباك التي أصابت الجيش الصهيوني، وتعيد إلى الأذهان مشاهد السابع من أكتوبر 2023.

وأشارت القناة 13 الصهيونية إلى أنّ الحاجز كان يشهد تجمعًا لعدد من الجنود عند وقوع عملية إطلاق النار، فيما أوضحت هيئة البث الصهيونية أنّ عملية تياسير وقعت في ساعة الذروة التي يتأهب فيها الجيش.

وبحسب صحيفة “معاريف” فإنّ الجنود المصابين بالعملية، هم من الكتيبة نفسها التي أصيب قائدها بجروح خطيرة وقتل أحد جنودها قبل أيام في طمون.

ووصفت مصادر عسكرية لمعاريف، نتائج عملية تياسير بأنها “صعبة وغير مقبولة للجيش وثمة خطأ وقع ونبحث في أسبابه”.

وفي أعقاب العملية علق المحلل الصهيوني يوسي ميلمان قائلًا: “الضفة الغربية تشتعل في طولكرم وجنين والخليل، والآن في الأغوار الشمالية”.

ويبدو أن هذه العملية تكشف أن المزاج المقاوم في الضفة يتجه نحو تصعيد المقاومة بكل أشكالها، وبالتالي تمثل اختبارًا أوليًا لفشل عملية “السور الحديدي” التي نفذها جيش العدو في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وفي ردود الفعل، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية إطلاق النار على حاجز تياسير العسكري.. مؤكدة إلى أن العملية رسالة للصهاينة بأنه لا أمن لهم ولا استقرار في ظل استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها: “إن عملية إطلاق النار البطولية النوعية التي نفذها مقاوم فلسطيني واستهدفت حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، تأتي ردًا على جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة”، مؤكدة أن ذلك لن يمر دون عقاب.

وأضافت الحركة: إن “جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة ومخيماتها في جنين وطولكرم وطوباس لن توهن من عزم شعبنا ومقاومته”.

ودعت حماس إلى “تصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، وتحدّي جيشه المجرم وإجراءاته الأمنية والعسكرية، نصرةً لأرضنا ومقدساتنا، وتأكيدًا على حقّنا في الحرية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس”.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها: إن “هذه العملية البطولية تأتي تأكيدًا على إصرار شعبنا ومقاومته على التصدي لجرائم الاحتلال المجرم الذي يفجر البيوت ويهجر العائلات ويرعب المدنيين”.. مؤكدة أن “مقاومة الشعب الفلسطيني ماضية حتى دحر الاحتلال”.

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها: إن “هذه الضربة النوعية تؤكد هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وعجزها أمام تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة المحتلة”.

في سياق متصل، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين العملية “ردًا شرعيًا وواجبًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال المجرم وحربه بحق أهلنا في جنين”.. مؤكدة أن العملية البطولية قرب جنين صفعة جديدة ومتواصلة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية.

وفي ظل التصعيد الميداني، لفصائل المقاومة أعلنت كتائب شهداء الأقصى أن مقاتليها أوقعوا قوة مشاة صهيونية في كمين محكم داخل مخيم الفارعة في محافظة طوباس، حيث تم تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار بالقوة العسكرية، تلاها استهداف مكثف بوابل من الرصاص، مما أسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف جنود العدو الصهيوني.

في السياق ذاته، أكدت سرايا القدس- كتيبة جنين أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات العدو في محاور القتال في بلدة السيلة الحارثية، حيث تمكن مقاتلوها من استهداف الآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص، بالإضافة إلى تفجير عبوة ناسفة من نوع “سجيل” في إحدى الآليات العسكرية، محققين إصابات مباشرة.

كما أفادت مصادر ميدانية بأن المقاومة زرعت عدداً من العبوات الناسفة الموجّهة من نوع “سجيل” و”KJ37″ في خط سير قوات العدو الصهيوني عند مدخل بلدة السيلة الحارثية، مما تسبب بأضرار جسيمة للآليات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل الشهداء واقتحامات واشتباكات ضارية مع المقاومة.. ماذا يحدث بالضفة؟.. عاجل
  • رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • صنعاء تحذر واشنطن: أي استهداف اقتصادي إعلان حرب
  • عملية “تياسير” البطولية تكشف أن المزاج المقاوم في الضفة يتجه نحو التصعيد
  • استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها
  • عملية تياسير البطولية تكشف أن المزاج المقاوم في الضفة يتجه نحو التصعيد
  • حماس: عملية حاجز تياسير تأكيد أن جرائم العدو وعدوانه لن يمر دون عقاب
  • حماس تبارك عملية حاجز تياسير وتؤكد أن جرائم العدو وعدوانه لن يمر دون عقاب
  • حماس تبارك عملية حاجز “تياسير” وتؤكد أن العدوان لن يمر دون عقاب