تواجه خطة مناخية وضعتها الدول الغنية لنظيراتها النامية، خطر الانهيار، بعد تراجع دولتان عن التزاماتهما، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وترسل الدول الغنية عشرات المليارات من الدولارات إلى الدول الفقيرة من أجل الحصول على الطاقة النظيفة، مما يشكل محور الاستراتيجية العالمية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم النامي، وفقا للصحيفة ذاتها.

ومع ذلك، فإن إندونيسيا وجنوب أفريقيا تراجعتا عن التزاماتهما، مما يزرع الشكوك بشأن قدرة الدول الغنية على دفع البلدان النامية بعيدا عن استخدام الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري.

وتراجعت الدولتان الآسيوية والأفريقية عن التزاماتهما بحرق كميات أقل من الفحم، بموجب اتفاقيات تعرف باسم "شراكة انتقال الطاقة العادلة"، والتي عرضت عليهما 28.5 مليار دولار من الولايات المتحدة ودول غنية أخرى. 

تم إبرام هذا الاتفاق بين إندونيسيا والولايات المتحدة واليابان وكندا و6 دول أوروبية لتقليل اعتماد الدولة الآسيوية على الوقود الأحفوري.

وهذه الخطة مستوحاة من نموذج تم اختباره لأول مرة في جنوب أفريقيا، ثم أُعلن عنه في فيتنام والسنغال، وتلتزم بموجبه الدول الغنية بتقديم مساعدة مالية للبلدان النامية في مجال تحول الطاقة.

وكانت الخطة المعروفة باسم شراكة التحول العادل للطاقة (JETP) أعلن عنها في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين، في نوفمبر 2022 في بالي بإندونيسيا.

ويعمل المسؤولون على منع انهيار هذه الاتفاقيات بينما تجتمع الحكومات في دبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

ويقول المسؤولون في جنوب أفريقيا وإندونيسيا، إن "الأموال الواردة من الدول الغنية ليست وفقا لما كانوا يأملون"، حيث إن معظمها سيأتي على شكل قروض، وليس منح، مما يثقل كاهل البلدان بمزيد من الديون.

نهاية عصر الوقود الأحفوري.. العالم أمام "توازنات دقيقة" تتزايد الضغوط على منتجي النفط والغاز بالتحول إلى زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة وخفض تطوير الأصول التي تعمل بالوقود الأحفوري المسبب للتغير المناخي.

وقال الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الشهر الماضي، إن تمويل المناخ "يجب أن يكون بنّاء أكثر، وليس في شكل ديون من شأنها أن تزيد العبء على البلدان غير النامية أو النامية".

وأجّلت شركة الطاقة التي تسيطر عليها الدولة في جنوب أفريقيا، خططها لإيقاف محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. 

وتقول إندونيسيا إنها "على الأرجح لن تتمكن من الوفاء بالحد الأقصى لانبعاثات قطاع الطاقة، الذي تم التفاوض عليه بموجب برنامجها، بسبب آلاف الميغاواط من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والتي لم يتم حسابها من قبل".

ويظهر تراجع الدولتان، التحدي الهائل المتمثل في استبدال الفحم في البلدان التي تعتمد على الوقود ليس فقط لتوليد الكهرباء، لكن أيضا لتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من عمال المناجم، وتسهيل التنمية الاقتصادية. 

ويدعم الفحم الاقتصادات والصناعات المحلية، ويتمتع السياسيون بعلاقات عميقة مع شركات التعدين والنقابات. 

وتقول البلدان النامية أيضا إنها تشعر بالقلق من التخلص من مصدر الوقود الموثوق به والاستعانة بالتقنيات الجديدة التي لم يتم استخدامها على نطاق واسع بعد، حتى في العالم المتقدم.

وتهدف الدول الغنية إلى تهدئة هذه المخاوف، من خلال منح بمليارات الدولارات وقروض منخفضة الفائدة لبناء مشاريع الطاقة النظيفة، وإيجاد وظائف جديدة لعمال المناجم. ويعد مثل هذا التمويل أمرا حاسما لدفع مفاوضات المناخ في إطار الأمم المتحدة.

وتحصل جنوب أفريقيا على أكثر من 80 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق محطات الفحم، كما أنها من بين أكبر 10 منتجين للفحم على مستوى العالم.

ويمثل تعدين الفحم أكثر من 90 ألف فرصة عمل، في البلد الذي يبلغ معدل البطالة فيه أكثر من 30 بالمئة.

ومع ذلك، فإن تأخير إيقاف محطات الفحم عن العمل يعني أن جنوب أفريقيا تخاطر بالوفاء بوعودها المناخية، والتي تشمل خفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 5 و21 بالمئة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2020.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الوقود الأحفوری الطاقة النظیفة الدول الغنیة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

قبرص تخطط تعزيز الطاقة المتجددة وخفض تكاليف الإنتاج

أكد وزير الطاقة والصناعة القبرصي، جورج باباناستاسيو، أن بلاده تسعى لتحقيق مزيج متوازن من الطاقة يجمع بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، بما يتماشى مع المعايير الأوروبية لتحقيق الاستدامة وخفض أسعار الطاقة.

خطة لإنشاء محطات لتخزين الغاز الطبيعي

وأوضح «باباناستاسيو»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية دينا سالم، ببرنامج «المراقب»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن توليد الكهرباء في قبرص يعتمد حاليًا بشكل أساسي على الوقود الأحفوري، بينما تبذل الحكومة جهودًا حثيثة لتعزيز الطاقة المتجددة، مضيفًا أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه قبرص هو غياب مصادر الغاز الطبيعي، مما يجعلها تعتمد على استيراد الغاز المسال، وفي هذا الصدد، تم وضع خطة لإنشاء محطات لتخزين الغاز الطبيعي وإعادة تحويله إلى حالته الأصلية لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء، ومن المتوقع تنفيذ هذه الخطة بحلول عام 2026.

وأشار باباناستاسيو إلى أن البلاد تمكنت حتى الآن من تحقيق تكافؤ نسبي في إنتاج الطاقة، حيث تبلغ قدرة محطات الوقود الأحفوري 1.4 جيجاوات، بينما توفر الطاقة المتجددة نحو 1 جيجاوات، ورغم ذلك، لا تتجاوز حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء 20% بسبب الحاجة إلى تحديث البنية التحتية وإدارة مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة.

الحكومة تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة

وأضاف أن الحكومة تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى ما بين 35% و40% بحلول عام 2030، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير المشاريع والاستثمارات في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • هل تهدد الطاقة الشمسية شبكاتِ الكهرباء؟
  • تقسيم السودان وصفة عالمية في طور التحضير
  • منتدى: استثمار التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية أداة حاسمة لتحقيق الاستقرار والسلم
  • فتح باب التسجيل في مزاد شهادات الطاقة النظيفة للربع الأول
  • قبرص تخطط تعزيز الطاقة المتجددة وخفض تكاليف الإنتاج
  • إيجبس 2025.. البترول تبحث تعزيز الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة
  • فتح باب التسجيل في مزاد شهادات الطاقة النظيفة للربع الأول من 2025
  • عدن.. مؤسسة الكهرباء تقر إنهاء عقود الطاقة المشتراة المعتمدة على الديزل
  • وزيرة البيئة: الدول النامية تدفع ثمن تحقيق التكيف مع آثار تغير المناخ يوميا
  • الأمم المتحدة: تداعيات حرب السودان تتمدد لخارج الحدود