COP28 يشهد حضور أكثر من 100 شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
عرضت أكثر من 100 شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ أعمالها وابتكاراتها في قرية الشركات الناشئة بالمنطقة الخضراء خلال مؤتمر COP28، وذلك في قطاعات متنوعة مثل النقل والزراعة المستدامة والطاقة الشمسية وعدد من القطاعات الأخرى، لتقدم حلولاً مبتكرة تسهم في بناء مستقبل منخفض الانبعاثات، وتؤكد مكانة COP28 بصفته منصة رئيسية لنشر التكنولوجيا المستدامة.
وتسعى رئاسة COP28 إلى إبراز الدور المهم والفعّال للقطاع الخاص في العمل المناخي، حيث تستطيع تكنولوجيا المناخ مضاعفة مساهمات العمل المناخي في النمو الاقتصادي العالمي، بالتزامن مع خفض ما يقرب من 25 مليار طن من الانبعاثات سنوياً.
وانطلاقاً من أهمية التكنولوجيا المتقدمة في خفض الانبعاثات بشكل فعّال، تسلّط رئاسة COP28 الضوء على أهمية تسريع البحث والتطوير لخفض تكاليف التكنولوجيا الحالية والناشئة. ويستضيف COP28 هذا العام “مركز التكنولوجيا والابتكار” في قرية الشركات الناشئة، التي توفر لها هذه المساحة المتخصصة فرصة مهمة لتبادل أفضل الممارسات، وعرض مساهماتها في معالجة تداعيات أزمة المناخ.
وتحفل مقرات الشركات العارضة بمنتجات متميزة لمعالجة تداعيات تغير المناخ، ومنها “مازي موبيليتي” المختصة بالنقل المستدام الرائد، وهي شركة نقل مقرها كينيا تستهدف دعم قطاع النقل المستدام بصفته أداةً لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، وتركز على حلول التنقل الكهربائي القادرة على إحداث نقلة نوعية في مجال التنقل، وتسعى إلى خفض الانبعاثات ودعم العيش المستدام.
وقد عَقدت “مازي موبيليتي” شراكة مهمة مع جائزة زايد للاستدامة، لإطلاق رحلة بالدراجة الكهربائية بين نيروبي ودبي لمسافة تصل إلى 7,500 كيلومتراً، وتمر الرحلة بقارتين وخمس دول، لتجسد الالتزام العالمي بتبنّي الممارسات المستدامة.
وتعرض “سولارسبيس”، وهي شركة ناشئة مقرها ولاية أريزونا، تقنياتها المتقدمة للطاقة الشمسية في COP28، ومنها جهاز M8 الثابت المزود بتكنولوجيا تتبع حركة الشمس، ويبلغ وزنه 1,500 كيلوغراماً، وأبعاده 6.66 م x 3.35 م x 4.60 م، ويستطيع تقليل انعكاس أشعة الشمس.
وتركز المرايا الكبيرة في هذا الجهاز ضوء الشمس على بؤرة صغيرة، لترفع درجة حرارتها إلى 1,000 مئوية في أقل من 8 ثوانٍ، ويتم تحويل هذه الحرارة إلى موجات صوتية، ثم إلى طاقة كهربائية، أو تُستخدم لأغراض التبريد.
ويستطيع هذا الجهاز تحلية المياه باستخدام تكنولوجيا التجفيف بالتجميد، أيّ التسامي، وهي عملية يتحول فيها ماء المادة المراد تجفيفها (المحوَّل مسبقاً إلى جليد) مباشرةً إلى بخار، دون مرور بالحالة السائلة (الماء)، حيث يوضع الماء المتجمد في الفراغ تحت ضغط منخفض، ويتم تعريضه للحرارة، فيتبخر الجليد تماماً عند درجة -5 مئوية تقريباً دون أن يصل إلى نقطة الغليان، ويتكثف تاركاً جميع المكونات الصلبة جافة على هيئة مسحوق. ويعمل النظام بالطاقة الشمسية، ويتكون من وحدات نمطية قابلة للإدماج وتكوين وحدة أكبر، ويعمل مستقلاً عن شبكة الكهرباء، كما يمكن استخدامه في المناطق النائية لمعالجة المياه الجوفية قليلة الملوحة أو مياه البحر، ونظراً إلى أن هذه التكنولوجيا لا تعتمد على مرشِّحات قابلة للاستبدال أو مواد كيميائية، فإنها سهلة الاستعمال، ومستدامة، وقليلة التكلفة.
ومن الشركات العارضة الأخرى ريدسي، التي تُسهم منتجاتها وتقنياتها في خفض استخدام المياه العذبة والطاقة بشكل فعّال، مما يتيح زراعة مُربحة في الظروف القاحلة والبيئات الحارة، ويطيل هذا الابتكار موسم الزراعة في المناطق المقتصرة على الزراعة الموسمية التقليدية، مما يوفر فرصاً اقتصادية جديدة للمزارعين.
وتهدف رسالة ريدسي إلى توفير الطعام على نحو مستدام لكل مكان في العالم، من خلال الخفض الكبير في لوازم إنتاج المحاصيل في الزراعة التجارية، الذي يُتيح زراعة مناطق لم تكن مستدامة من قبل مثل دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وقد بدأ تطبيق هذه التكنولوجيا في المجتمعات الزراعية بهذه المناطق، وحققت فوائد ملموسة. ويتخطى الدور المهم لريدسي مجال الزراعة، حيث تُسهم في ترشيد المياه، ودعم الأمن الغذائي، وخفض الانبعاثات، وزيادة ربحية عمليات الزراعة ذات التقنية المتوسطة أو المنخفضة. وتركز شركة فلاي ناو إفييشن على الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث تصنِّع طائرات كهربية عمودية الإقلاع والهبوط خفيفة الوزن وفعالة، وتستخدم هذه الطائرات الطاقة الكهربية في التحليق العمودي والإقلاع والهبوط، وهي مجهزة لتعمل بالطاقة الكهربية من خلال أنظمة ذات وحدات تخزين، لذا فهي بديل آمن داعم للبيئة، وأكثر سرعة وهدوءاً وكفاءة، لطائرات الهليكوبتر أو سيارات الأجرة التقليدية.
وتتيح الطائرات الشخصية من إنتاج فلاي ناو أفييشن التنقل الصديق للبيئة في المناطق الحضرية، وتنقل البضائع والركاب لمسافات قصيرة، ويمكن للزوار الاستمتاع برحلات افتراضية لهذه الطائرة خلال الفعالية، والتعرف على مدى التزام الشركة بالابتكار والاستدامة.
وتعمل شركة بلاتفورم، وهي شركة تكنولوجيا زراعية مقرها دولة الإمارات، على تطوير الزراعة التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال منصتها للبيانات، حيث تعتمد على الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية لدعم المزارعين في اتخاذ القرارات اليومية المستندة إلى البيانات، وتحسين الري، وتقليل الاعتماد على الأسمدة والمبيدات الحشرية، والتزامًا منها بالاستدامة، توفر شركة بلاتفورم تحليلات فورية لتحسين إدارة المحاصيل والحفاظ على الموارد من أجل مستقبل زراعي أكثر استدامة.
وتعمل شركة غارباليزر في سوق لبنان والإمارات، وتعرض تكنولوجيا مبتكرة لتحويل النفايات الحيوية إلى سماد طبيعي سائل ومياه متجددة، ويمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة في تطبيق الممارسات المستدامة، حيث تعالج التحديات البيئية وتدعم الزراعة الصديقة للبيئة وإدارة الموارد المائية.
وفي COP28، تعرض شركة إيكولو تقنياتها الحيوية المتطورة في الصرف الصحي المستدام، حيث يعمل نظامها المغلق الخالي من المياه على منع التلوث، ويحول النفايات إلى سماد سائل عديم الرائحة لاستخدامه في الزراعة العضوية، وتستخدم الشركة تقنيات مزارع البكتريا المصممة لمعالجة النفايات البشرية والتخلص منها، وتحويل البول إلى سماد سائل طبيعي خالٍ من الروائح ومسببات الأمراض وغني بالعناصر الغذائية.
وتقول إيكولو إن هذه التكنولوجيا توفر استخدام المياه وتكاليف الصرف الصحي، ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نهج جديد للحياد المناخي للمباني والمصانع التجارية والسكنية خلال COP28.
تقع قرية الشركات الناشئة في المنطقة الخضراء، وتفتح أبوابها لجميع الزوار من 3 إلى 12 ديسمبر، وهي المركز الرئيسي للفعاليات والتواصل في المؤتمر، حيث تستقبل الأفراد، وممثلي القطاعين العام والخاص ووسائل الإعلام والشباب والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى المندوبين والزوار من المنطقة الزرقاء التي تديرها الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي لمدة أسبوعين.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هذه التکنولوجیا خفض الانبعاثات
إقرأ أيضاً:
أكثر من 20 ألف مستفيد من القروض البيضاء الميسرة لتعزيز الإنتاج الزراعي بسلاسل القيمة
تتجاوز أهمية سلسلة القيمة مجرد التركيز على عملية الإنتاج، لتسهم في إنشاء آلية تعاون فعالة بين الفاعلين الرئيسيين، مما يساعدهم في وضع سياسات استراتيجية وتقنيات مناسبة. وهذا يسهم في تحسين العمليات وتوزيع الموارد بشكل أكثر فعالية. تعزز هذه الأنشطة أيضاً قدرة صغار المنتجين على مواجهة التحديات مثل نقص الإنتاج والغذاء، مما يؤدي إلى زيادة دخلهم واستدامة مشاريعهم.
الثورة / يحيى الربيعي
في هذا السياق، يبيِّن المهندس شمسان المنيري، منسق برنامج سلاسل القيمة لمحاصيل الحبوب في البرنامج الوطني لسلاسل القيمة، أن مؤسسة بنيان التنموية تمكنت، بالشراكة مع الجمعيات التعاونية الزراعية في الحديدة والجوف، بدعم وتنسيق شركاء التنمية في اللجنة الزراعية في وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية والسلطات المحلية ومجمل الفعاليات المجتمعية، من تحقيق العديد من الإنجازات. حيث بلغ عدد المستفيدين من القروض البيضاء الميسرة أكثر من 20 ألف مستفيد.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء 673 مدرسة حقلية وأُجريت 2019 جلسة إرشادية. كما تم التعرف على 8 نماذج إبداعية في مجالات مختلفة، وإنجاز 18 دراسة.
وأشار المهندس شمسان إلى أنه تم استصلاح 57,189 هكتارا من الأراضي الزراعية وزراعة 40,000 هكتار من الصحراء، مما أسفر عن إنتاج 40,000 طن من المحاصيل. وكانت الزيادة في كمية الحبوب المنتجة 52.54 طن.
كما تم إنجاز مشروعي الزراعة في الصحراء والكثبان الرملية والأراضي الصالحة في محافظة الحديدة، حيث تم زراعة الدخن والدجرة بحصيلة قدرها 150,986 طناً، وقد بلغت حصيلة الدخن 140,396 طنا وتمت تعبئته في أكياس حجم 40 جرام بعدد 3,509.55 كيس، في حين بلغت حصيلة الدجرة 10.59 طن وزعت في أكياس حجم 40 جراما بعدد 264.70 كيس.
علاوة على ذلك، تم زراعة الذرة الرفيعة الحمراء والبيضاء (قيرع) والذرة الزعر الشاحبي بحصيلة إجمالية قدرها 191,095 طناً، مقسمة بين الأنواع المختلفة. وبلغ عدد الجمعيات التي تم إقراضها عدد كبير من المزارعين، مما يعكس الجهود المبذولة لدعم القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
التطلع إلى المستقبل
واختتم المنيري حديثه بالتأكيد على أن المستقبل في اليمن يحمل وعودًا بالتجديد والازدهار. بفضل العزيمة والإرادة التي أظهرها اليمنيون بكافة مكوناتهم، يمكننا أن نرى تحولًا حقيقيًا في القطاع الزراعي. سيظل هؤلاء الفلاحون الأبطال الحقيقيون، الذين يتطلعون نحو تغييرات جذرية تنعكس إيجابيًا على مجتمعهم واقتصادهم.
وأشار إلى أن الزراعة تعتبر حجر الزاوية للهوية والثقافة اليمنية، لذا فإن التركيز على الزراعة المستدامة سيساهم في تعزيز صمود الشعب اليمني أمام التحديات، ويضمن للأجيال القادمة حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا. كما أكد أن الزراعة ليست مجرد أداة للاكتفاء، بل هي أمل وبارقة نور تضيء دروب الأمل نحو مستقبل أفضل.
الجهاز الإعلامي
وشدد المنيري على أهمية دور الجهاز الإعلامي في اليمن، بكافة تفاصيله المسموعة والمرئية، وكذلك عبر التواصل الاجتماعي، في رفع الوعي بين أفراد المجتمع والفعاليات المعنية بالشأن الزراعي، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. بوجوب أن تتضافر الجهود لتعزيز مسار تنمية وتطوير هذا الجانب الاقتصادي المهم، من خلال تعزيز قدرات الجمعيات التعاونية الزراعية ورفع مهارات القائمين عليها، لتحقيق الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه العمل التعاوني في النهوض بالزراعة في البلاد.