COP28..أبوظبي تستضيف “المركز العالمي لتسريع تمويل المناخ “
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تستضيف أبوظبي “المركز العالمي لتمويل المناخ” كمؤسسة رائدة ستعمل على تسريع عملية تطوير أطر ومهارات تمويل المناخ، ودعم أفضل الممارسات في دولة الإمارات والعالم.
يهدف “المركز العالمي لتمويل المناخ” إلى معالجة التحديات الرئيسية المرتبطة بالأطر المالية التي تعيق تدفقات الاستثمار، للمساعدة في جعل تمويل المناخ متاحًا وبتكلفة معقولة ومتاح الوصول إليه باعتباره من إنجازات مؤتمر الأطراف COP28.
وباعتباره مؤسسة فكرية مستقلة ومركزًا للأبحاث، يهدف “المركز العالمي لتمويل المناخ” إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تمنع الاستثمار حاليًا، والجمع بين أحدث الأبحاث وكبار الخبراء لتطوير أطر مالية ملائمة لتحقيق الغرض منها، متجانسة بشكل متزايد على المستوى الدولي. ومن خلال العمل مع الأطراف المعنية عبر مختلف القطاعات، سيساعد “المركز العالمي لتمويل المناخ” على إيجاد بيئة مواتية للاستثمار في المشاريع المنخفضة الكربون المستدامة والمرنة.
وجاء الإعلان عن “المركز العالمي لتمويل المناخ” الذي يقع مقره الرئيسي في سوق أبوظبي العالمي، من قبل معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس COP28، وذلك خلال الجلسة الحوارية المالية التي عقدت في الأول من ديسمبر الجاري. وخلال “قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة”، التي تقام ضمن النسخة الخاصة من “أسبوع أبوظبي للاستدامة” في مؤتمر الأطراف COP28، حيث قدم معالي أحمد جاسم الزعابي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، المزيد من التفاصيل حول الوظائف الأساسية الثلاثة لـ “المركز العالمي لتمويل المناخ”و التي تشمل: إجراء الأبحاث ووضع السياسات وتحفيز الابتكار، باعتباره مؤسسة فكرية مستقلة تركز على القطاع الخاص في مجال تمويل المناخ العالمي، سيقوم “المركز العالمي لتمويل المناخ” بإجراء أبحاث متطورة وتبادل أفضل الممارسات والمبادئ والحلول لمواءمة الأطر التنظيمية وبناء الأسواق المالية، ما يتيح تدفق المزيد من الاستثمار من أجل الاستثمارات المستدامة ومنخفضة الكربون.
و الوظيفة الأساسية الثانية للمركز هي تقديم الاستشارات والتفاعل مع الأطراف المعنية، حيث يجتمع “المركز العالمي لتمويل المناخ” مع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص الذين يواجهون عوائق مباشرة، لوضع توصيات وإجراءات تهدف إلى توجيه رؤوس الأموال وتحفيز إنشاء مسارات قوية لفرص الاستثمار القابلة للتمويل. وستكون التحالفات والشراكات بين الجهات الفاعلة ذات الصلة في صميم عمل “المركز العالمي لتمويل المناخ”. و الوظيفة الثالثة :” أكاديمية تمويل المناخ” ،و سيقوم المركز أولاً وقبل كل شيء بتطوير أساس معرفي قوي على خلفية خبرة إمارة أبوظبي في أسواق التمويل الأخضر بما في ذلك، توفير وحدات تدريبية ودورات مصممة خصيصاً لبناء الخبرات والقدرات في دولة الإمارات. وهذا ما سيرسخ مكانة أكاديمية تمويل المناخ كمؤسسة فكرية عالمية، ما يفتح بدوره آفاق الفرص للشراكة مع ولايات قضائية أخرى لدعم تطوير أطر مالية مصممة خصيصًا تتماشى مع أبوظبي.
وستعمل هذه المبادرات معًا على بناء القدرات في المؤسسات المالية الإماراتية والعالمية؛ وتوسيع نطاق نشاط أسواق التمويل الأخضر والمنظومات الشاملة وتحفيز الاستثمار الدولي في مبادرات منخفضة ومنعدمة الكربون. ويتزامن الإعلان عن إطلاق “المركز العالمي لتمويل المناخ” مع تطور بارز آخر في مجال تمويل المناخ، وهو إطلاق صندوق “ألتيرّا” الخاص بـالحلول المناخية برأس مال قدره 30 مليار دولار أمريكي، والذي من شأنه أن يدفع الجهود الدولية قدماً لإنشاء منظومة أكثر عدالة لتمويل المناخ بالتركيز على تحسين وصول التمويلات إلى دول الجنوب العالمي. ويستهدف “ألتيرّا” حشد تمويلات بقيمة 250 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم بحلول العام 2030، بالإضافة إلى توجيه الأسواق الخاصة نحو الاستثمارات المناخية بالتركيز على تحويل الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية التي تفتقر إلى الاستثمارات التقليدية بسبب ارتفاع المخاطر المتوقعة في هذه المناطق الجغرافية.
ومن خلال دعم إنشاء أسواق مالية مناخية، سيساعد “المركز العالمي لتمويل المناخ” على تمكين صندوق “ألتيرّا” من بناء منظومة شاملة لتمويل المناخ في أبوظبي واجتذاب رؤوس الأموال من حول العالم نحو الاستثمارات المناخية لمواكبة التحولات.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس COP28: “تماشياً مع رؤية القيادة، تحرص رئاسة COP28 على المشاركة في المبادرات والحلول العملية التي تسهم في إيجاد حلول عملية لمختلف التحديات. وفي هذا الإطار، يسرنا أن نرحب بإنشاء المركز العالمي لتمويل المناخ، الذي سيكون مقره في أبوظبي وسيقوم بدور فاعل في تحفيز تحول الأسواق والمؤسسات المالية في دولة الإمارات نحو مستقبل أكثر استدامة، وتعزيز مكانة الدولة الرائدة في قيادة تطوير قطاع التمويل المستدام، مما يضمن ترك إرث إيجابي بعيد المدى للدولة”.
وأوضح معاليه أن تغير المناخ يمثل تحدياً كبيراً ويتطلب حلولاً عاجلة تساهم في تحقيق نقلة نوعية عبر كافة القطاعات، مشيراً إلى أهمية دور التمويل المناخي في تحويل الطموحات إلى خطوات ومبادرات ومشروعات ملموسة تقدم استجابةً فعّالة لنتائج الحصيلة العالمية، وتساعد في الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وشدد معاليه على ضرورة تكاتف وتوحيد الجهود العالمية لمعالجة ثغرات العمل المناخي التي أوضحتها نتائج الحصيلة العالمية خلال مؤتمر COP28 وما بعده، وذلك من أجل الوصول لمستهدفات عام 2030، موضحاً حاجة العالم إلى اتباع نهجٍ شامل ومتكامل ومبتكر يضمن احتواء الجميع وعدم ترك أحد خلف الركب.
وحول أسبوع أبوظبي للاستدامة، قال معالي أحمد جاسم الزعابي: إن أبوظبي على دراية كافية بكيفية تحقيق تقدما سريعاً، وهو أمر بالغ الأهمية وبشكل متزايد، وذلك في ظل استجابتنا للتحديات الاقتصادية والبيئية العالمية. وكما قمنا ببناء سوق أبوظبي العالمي كمركز مالي عالمي رائد في غضون ثمان سنوات فقط، لقد حان الوقت لأبوظبي لبناء مركز رائد جديد لتمويل المناخ العالمي. وسيعمل هذا المركز الجديد على إطلاق توجيه رؤوس أموال جديدة نحو المنطقة لتصبح إمارة أبوظبي سوق رئيسي للتمويل المستدام، بالاستناد إلى الإطار التنظيمي التقدمي للتمويل المستدام في سوق أبوظبي العالمي.و نطمح عبر رؤيتنا إلى أن تصل فوائد هذا المركز الرائد عالميًا إلى كل ركن من أركان كوكبنا.
و “المركز العالمي لتمويل المناخ” هو مؤسسة عالمية، بالإضافة إلى سوق أبوظبي العالمي، شاركت العديد من المؤسسات المرموقة في تأسيس “المركز العالمي لتمويل المناخ” وهم: “القابضة” (ADQ) وبلاك روك ومؤسسة صندوق الاستثمار للأطفال، والتحالف المالي في غلاسكو من أجل صافي الانبعاثات الصفري، وبنك “اتش اس بي سي” و”مصدر” و”ناينتي وان” ومجموعة البنك الدولي، وسيقدم الأعضاء المؤسسون التوجيه الاستراتيجي للمركز العالمي لتمويل المناخ، بالاعتماد على خبراتهم العميقة وتجاربهم وشبكاتهم. وسيسعى المركز إلى العمل مع المؤسسات النظيرة وشركاء المعرفة للبناء على القيادة المالية المستدامة، وتطوير خبراته لضمان أقصى قدر من التأثير.
وقال معالي محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ “القابضة” (ADQ): “فيما نعمل على تسريع التحول الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام، فمن الأهمية بمكان أن ندعم الابتكار أيضاً في مجال التمويل المستدام. وباعتبارها أحد الأعضاء المؤسسين المركز العالمي لتمويل المناخ، تلتزم “القابضة” (ADQ) بالمساعدة في تحقيق تأثير دائم من شأنه أيضاً المساهمة في دفع تنويع اقتصاد أبوظبي وتعزيز قطاع التمويل المستدام المتنامي.”
و من جانبه قال لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك: يسرنا في شركة بلاك روك أن نشارك في إطلاق “المركز العالمي لتمويل المناخ”، حيث توجه مراكز الأبحاث جهودها المستقبلية على عدد من المجالات التي تهم العديد من عملائنا حول العالم من الباحثين عن أفضل البيانات والتحليلات والرؤى للتغلب على المخاطر واغتنام فرص الاستثمار للانتقال إلى مستوى الاقتصاد منخفض الكربون، وكما نفعل مع العديد من مؤسسات الفكر والرأي والمنظمات حول العالم، فإننا نتطلع إلى المساهمة بأفكارنا وأبحاثنا في المركز العالمي لتمويل المناخ.
و بدوره قال كيت هامبتون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صندوق استثمار الأطفال: إن توسيع نطاق تمويل المناخ عالي الجودة ومنخفض التكلفة للدول النامية أمر ضروري للحفاظ على هدف الـ 1,5 درجة مئوية وتمكين النمو الأخضر والمرن على المدى الطويل. ويسرنا في هذه المؤسسة أن نعقد شراكة مع المركز العالمي لتمويل المناخ، والذي يمكنه تحقيق الشفافية والطموح المطلوبين لإنجاز أهداف التمويل الانتقالي للمستثمرين، ومواءمة رؤوس الأموال مع المساهمات المحددة وطنيًا.
وقال مارك كارني، الرئيس المشارك لتحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري (GFANZ) والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالعمل والتمويل المناخي: ” هناك حاجة ملحّة للابتكار من أجل تسريع تدفق تمويلات المناخ وبناء الجسور نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. ويتطلع التحالف المالي في غلاسكو من أجل صافي الانبعاثات الصفري، نحو دعم المركز العالمي لتمويل المناخ، لتقليص الفجوات على مستوى البيانات، والإجراءات، والاستثمار الذي يتوجب علينا توفيره لتحقيق أهداف اتفاق باريس.و نشيد بقيادة دولة الإمارات التي نجحت في التعامل مع التحديات الضاغطة والصعبة، ونتطلع إلى العمل معاً لتحقيق رؤيتنا المشتركة لتعزيز تحول التمويل وتوجيه رأس المال إلى دول الجنوب”.
و من ناحيته قال نويل كوين الرئيس التنفيذي لبنك اتش اس بي سي: “حتى يتمكن العالم من تحقيق أهدافه المناخية، فمن الأهمية بمكان أن يستمر التفكير في التطور، وأن تستمر الأسواق في التقدم ، وأن تستمر البلدان في التعاون، ويسرنا في بنك اتش اس بي سي أن نكون من الأغضاء المؤسسين للمركز العالمي لتمويل المناخ، ما يؤكد التزام رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 بجعله مؤتمراً من أجل التحرك العملي، ووضع الأدوات اللازمة للمساعدة في تحقيق مستقبل الحياد المناخي”.
و بدوره قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ”مصدر”: نرحب بهذه المبادرة المهمة، فأبوظبي هي الموقع المثالي لاستضافة المركز العالمي لتمويل المناخ ، ونتطلع في “مصدر” إلى دعم هذا المركز البحثي المستقل من خلال خبرتنا الغنية وإرثنا الرائد في تمويل وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم.
وقال هندريك دو توا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ناينتي وان”: نتطلع في ناينتي وان إلى دعم إنشاء المركز العالمي لتمويل المناخ بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، و يشكل تمويل المناخ جزء حيوي من المعركة ضد تغير المناخ، ويمثل إطلاق المركز العالمي لتمويل المناخ عملاً حاسماً وطموحاً.
وقال أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي: نحن بحاجة إلى موارد وإبداع القطاع الخاص، ونحتاج إلى مشاركة الجميع في تولي عجلة القيادة. وتجسد هذه الشراكة هذا المستوى من التعاون، مما يساعد على توسيع نطاق حلول الاستثمار الذكية ومنخفضة الكربون في مجال المناخ.
و ستتولى السيدة مرسيدس فيلا مونسيرات منصب الرئيس التنفيذي لـ “المركز العالمي لتمويل المناخ”، كونها تقود مشاريع الاستدامة في سوق أبوظبي العالمي، بالإضافة إلى دورها الرائد كمستشار رئيسي لمؤتمر الأطراف COP28. ومن خلال منصبها هذا ستقوم السيدة مونسيرات بقيادة المركز نحو تحقيق مهامه الهادفة إلى دفع التغيير العالمي في مجال التمويل المستدام، حيث تأتي بخبرات ومعرفة واسعة لقيادة المركز.
وقالت مرسيدس فيلا مونسيرات: “يشرفني أن أقود المركز العالمي لتمويل المناخ والمساهمة في تحويل الأسواق المالية نحو مستقبل أخضر وأكثر استدامة. نهدف، جنبًا إلى جنب مع شركائنا العالميين، إلى خلق إرث إيجابي من خلال جعل تمويل المناخ أكثر فعالية وتسهيل الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.”وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: سوق أبوظبی العالمی مؤتمر الأطراف COP28 التمویل المستدام الرئیس التنفیذی دولة الإمارات تمویل المناخ من خلال فی مجال من أجل
إقرأ أيضاً:
أستاذ تمويل: مصر هي صوت الدول النامية وتعبر عن مشاكلها
قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، إن مصر في قمة المناخ «كوب 29» هي صوت الدول النامية وتعبر عن مشاكلها، متابعا: «الدول النامية خلال الأعوام الماضية أصبحت تُكوى بنار الأزمات وتتأثر بشكل كبير للغاية».
وأضاف «إبراهيم»، خلال مداخلة عبر شاشة «قناة القاهرة الإخبارية»، أن مصر منذ أن كانت تتحمل مسؤولية الاتحاد الأفريقي عام 2019 مرورا بكوب 27 التي استضافتها وهي تُعبر عن المشاكل التي تواجه الدول النامية، منها على سبيل المثال تفاقم المديونية، من المهم أن يكون هناك حلول جذرية لها.
وأكد أن جزءا كبيرا من مشاكل المناخ ناتج من الأضرار التي تقع على هذه الدول جراء التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من التغيرات المناخ تُحدثه الدول الصناعية الكبرى، والضرر الأكبر يقع على الدول النامية، وبالتالي من يتسبب في الضرر هو من يتحمل الجزء الأكبر.
وتابع: «الدول الصناعية الكبرى لم تلتزم بمقررات قمم المناخ ولم تساهم في تحقيقها على أرض الواقع، ومن هنا يجب أن يكون هناك صوت للدول النامية، كما أن استمرار التفاقم والتعدي على البيئة سينعكس بالسلب على الدول النامية والوضع الاقتصادي وصحة وسلامة المواطنين».