ديسمبر 4, 2023آخر تحديث: ديسمبر 4, 2023

المستقلة/- وافق الفنزويليون على الاستفتاء الذي دعت إليه حكومة الرئيس نيكولاس مادورو للمطالبة بالسيادة على أرض غنية بالنفط و المعادن في غيانا المجاورة، حسبما أعلنت الهيئة الانتخابية في البلاد.

أعلن المجلس الانتخابي الوطني أن أكثر من 10.5 مليون صوت تم الإدلاء بها في البلاد التي يبلغ عدد الناخبين المؤهلين فيها 20 مليونًا.

و لطالما جادلت فنزويلا بأن المنطقة، التي تشكل ثلثي مساحة غيانا، قد سُرقت عندما تم رسم الحدود قبل أكثر من قرن من الزمان. لكن غيانا تعتبر الاستفتاء خطوة نحو الضم العسكري، و التصويت يجعل سكانها متوترين.

سُئل الناخبون الفنزويليون عما إذا كانوا يؤيدون إنشاء دولة في المنطقة المتنازع عليها، و المعروفة باسم إيسيكويبو، و منح الجنسية للمقيمين الحاليين و المستقبليين و رفض اختصاص المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة في تسوية الخلاف بين دول أمريكا الجنوبية.

و قال مادورو لأنصاره الذين تجمعوا في العاصمة كراكاس بعد إعلان النتائج، قبل أن يسلط الضوء على “المستوى المهم للغاية لمشاركة الشعب” في الاستفتاء: “لقد كان نجاحا كاملا لبلادنا، لديمقراطيتنا”.

و قبل الموعد المقرر لانتهاء فترة التصويت البالغة 12 ساعة، أعلن إلفيس أموروسو، كبير مسؤولي السلطة الانتخابية في البلاد، أن مراكز الاقتراع ستبقى مفتوحة لمدة ساعتين إضافيتين بسبب ما وصفه بـ”المشاركة واسعة النطاق”.

إن مشاركة أكثر من 10.5 مليون ناخب تعني أن عدد الأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء أكبر من عدد الذين صوتوا لهوغو شافيز، معلم مادورو و سلفه، عندما أعيد انتخابه في عام 2012.

أمرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة فنزويلا بعدم اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يغير سيطرة غيانا على إيسيكويبو، لكن القضاة لم يمنعوا المسؤولين على وجه التحديد من إجراء الاستفتاء المكون من خمسة أسئلة يوم الأحد. و طلبت غيانا من المحكمة أن تأمر فنزويلا بوقف أجزاء من التصويت.

و على الرغم من أن التداعيات العملية و القانونية للاستفتاء لا تزال غير واضحة، إلا أن رئيس محكمة العدل الدولية جوان إي دونوغو قال، في تصريحاته التي تشرح الحكم الصادر يوم الجمعة، إن التصريحات الصادرة عن حكومة فنزويلا تشير إلى أنها “تتخذ خطوات بهدف السيطرة على المنطقة المتنازع عليها و إدارتها”.

و أضافت: “علاوة على ذلك، أعلن المسؤولون العسكريون الفنزويليون أن فنزويلا تتخذ إجراءات ملموسة لبناء مهبط طائرات ليكون بمثابة “نقطة دعم لوجستي للتنمية المتكاملة لإيسيكويبو”.

و تقع المنطقة التي تبلغ مساحتها 61600 ميل مربع (159500 كيلومتر مربع) على الحدود مع البرازيل، التي قالت وزارة دفاعها في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها “كثفت أنشطتها الدفاعية” و عززت وجودها العسكري في المنطقة نتيجة للنزاع.

إيسيكويبو أكبر من اليونان و غنية بالمعادن. كما أنها تتيح الوصول إلى منطقة في المحيط الأطلسي حيث اكتشفت شركة الطاقة العملاقة إكسون موبيل النفط بكميات كبيرة في عام 2015، مما لفت انتباه حكومة مادورو.

روجت الحكومة الفنزويلية للاستفتاء لأسابيع، حيث صورت المشاركة على أنها عمل وطني و غالباً ما تخلط بينه و بين إظهار الدعم لمادورو.

لطالما اعتبرت فنزويلا إيسيكويبو تابعة لها لأن المنطقة كانت داخل حدودها خلال الفترة الاستعمارية الإسبانية، و لطالما تنازعت على الحدود التي قررها محكمون دوليون في عام 1899 عندما كانت غيانا لا تزال مستعمرة بريطانية.

تم تحديد هذه الحدود من قبل محكمين من بريطانيا و روسيا و الولايات المتحدة. و مثلت الولايات المتحدة فنزويلا في اللجنة جزئيا لأن الحكومة الفنزويلية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا.

و يؤكد المسؤولون الفنزويليون أن الأميركيين و الأوروبيين تآمروا لخداع بلادهم و إخراجها من الأرض، و يجادلون بأن اتفاق عام 1966 لحل النزاع أبطل فعلياً التحكيم الأصلي.

و تصر غيانا، الدولة الوحيدة الناطقة باللغة الإنجليزية في أمريكا الجنوبية، على أن الاتفاق الأولي قانوني و ملزم و طلبت من محكمة العدل الدولية في عام 2018 أن تحكم عليه على هذا النحو، لكن القرار لا يزال على بعد سنوات.

و كان على الناخبين يوم الأحد الإجابة عما إذا كانوا “يوافقون على الرفض بكل الوسائل، وفقا للقانون”، حدود عام 1899 و ما إذا كانوا يؤيدون اتفاقية عام 1966 “باعتبارها الأداة القانونية الوحيدة الصالحة” للتوصل إلى حل.

المصدر:https://www.theguardian.com/world/2023/dec/04/venezuela-referendum-2023-results-guyana-region-claim-succeeds-sovereignty-essequibo

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لا يمكن تجاهل دور المخابرات الألمانية الخارجية (بي. إن. دي) في كثير من العمليات الدولية والاقليمية الكبرى التي ساهمت في إنجازها بأشكال مختلفة. لكن أبرزها واكبرها حجماً ما جرى في منطقة الشرق الاوسط، وهي تلك التي خطّطت لها وتعهّدت بتنفيذها بنَفَس طويل، عندما أنجزت بسرّية تامة اكبر عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حزب الله" مطلع تموز 2008، نتيجة جهود بُذلت على مدى عامين، احتسبت أولى التحضيرات لها إبان وقبيل نهاية حرب تموز 2006، فيما كان العالم منهمكاً بوضع حدّ لها إلى حين صدور القرار 1701 في 12 آب 2006.
وتأسيساً على هذا الإنجاز الذي عدّ تاريخياً قياساً الى ما انتهت إليه عملية التبادل في 16 تموز 2008، بالإفراج عن "أغلى الاسرى" سمير القنطار الذي أمضى 30 عاماً في السجون الاسرائيلية، ومعه اربعة أحياء من عناصر الحزب وجثث 199 فلسطينياً من "مقبرة الأرقام"، وكل ذلك مقابل جثتين لجنديين إسرائيليين خُطفا في 12 تموز من ذلك العام. وهو ما ادّى إلى بناء قناة عميقة من الثقة بين الطرفين ما زالت مفتوحة الى اليوم. وهو ما أعطى الزيارة الاخيرة لنائب رئيس المخابرات الألمانية الخارجية أولي ديال الى لبنان قبل أيام، ولقاءه مع نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومسؤولين آخرين طابعاً استثنائياً وسط تكتم شديد رافق الزيارة وما تلاها من نتائج.
لكن المراجع العليمة لفتت إلى انّ هذه الزيارة ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة. فهو كان في بيروت قبل فترة أعقبت الزيارة الاولى لوزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في 9 شباط الماضي، وقبل زيارته التي تلت الثانية لها في 25 حزيران الماضي، بهدف التشاور مع قيادة الحزب في ما سُمّي خفض التوتر على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع الحرب الشاملة في المنطقة على خلفية منع تورط دول أخرى بعيدة عن المنطقة فيها، بما فيها ايران. والتي ربما استدرج تدخّلها قوى دولية اخرى سبق لها ان شاركت في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الايرانية ليل 13 – 14 نيسان الماضي، ومنع 95 % منها من بلوغ أهدافها في اسرائيل، بعد اسبوعين على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي انتظار معرفة الظروف التي حالت دون تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري للوزيرة الالمانية موعداً للقاء معها خلال زيارتها الثانية، بقي صعباً البحث في ما دار من تفاصيل في لقاءات المسؤول الألماني، فاقتصر الحديث على تسريبات ضئيلة، وقيل إنّه نقل اقتراحات تتعدّى السعي الى وقف للنار في غزة وانعكاساته المحتملة على الجنوب. وقيل انّ للزيارة أهدافاً بعيدة المدى تتخطّى ما يتم تداوله اليوم لجهة ما يسمّى "اليوم التالي" للحرب. وانّ لدى الجانب الألماني مشاريع اخرى تعني المرحلة اللاحقة التي تتجاوز ما هو مطروح على مستوى مجلس الأمن الدولي وجهود الخماسية العربية ـ الدولية من اجل لبنان ومسألة انتخاب الرئيس، لتطاول مستقبل المنطقة.
وأضافت التسريبات، انّ المسؤول الألماني تجنّب الحديث عن التطورات الآنية والتهديدات الاسرائيلية، مع اشارته الى انّه يعلم أنّ الخيارات الديبلوماسية ما زالت مفضّلة لدى جميع الاطراف، وانّ الضغوط الدولية ستحول دون توسع الحرب. ولكن في المقابل، على "حزب الله" ان يعزّز هذه الجهود بالتعاون المسبق مع اي مشروع لوقف الحرب في غزة، متجنّباً المطالب التعجيزية. ولذلك فقد حمل معه اقتراحات بمشاريع عدة يمكن البحث فيها لاحقاً، ومنها على سبيل المثال ما يمكن ان يكون عليه شكل العلاقات بين اسرائيل وجاراتها، وخصوصاً إن استؤنفت برامج التطبيع في المنطقة لتنحو عندها إلى سلام شامل يعزز الإعتقاد بضرورة التفكير ببناء مشاريع تعزز الثقة بين دول المنطقة واستنهاض اقتصاداتها بما فيها الدولة الفلسطينية المقبلة، ان توصل العالم الى الإقرار بـ "مشروع الدولتين" قبل ان تقول المانيا رأيها فيها.
وبناءً على ما تقدّم، خلصت المراجع الديبلوماسية الى استنتاج مفاده انّ هناك عملية "تسلّل المانية" تحت جنح الحراك الدولي الخاص بلبنان، في انتظار اللحظة التي تتكشف فيها خططهم لمستقبل المنطقة. فهم على اقتناع بقدرتهم على اللعب في منطقة "الجزاء الدولية"، وخصوصاً على مقربة من الشِباك الفرنسية والأميركية، فألمانيا على تواصل مع الدولتين وإسرائيل والمجموعة الخليجية والعربية، وعلى تنسيق تام في شأن عدد من القضايا الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • أميركا وفنزويلا تتوافقان على تحسين العلاقات
  • كراكاس: فنزويلا والولايات المتحدة تتوافقان على "تحسين العلاقات"
  • فنزويلا والولايات المتحدة تتوافقان على “تحسين العلاقات”
  • كراكاس: فنزويلا والولايات المتحدة تتوافقان على تحسين العلاقات 
  • فنزويلا والولايات المتحدة تتوافقان على تحسين العلاقات (كراكاس) 
  • فنزويلا: مصرع وفقدان 7 أشخاص جراء الإعصار "بيريل"
  • قبيل انتخابات فنزويلا.. مادورو يقبل استئناف المحادثات مع أمريكا
  • تشمل المتنازع عليها.. مجلس نينوى يعتزم تغيير جميع رؤساء الوحدات الادارية
  • تقارير عن تعزيزات أوكرانية على حدود بيلاروسيا.. وكييف تعلق