وحشية إسرائيلية في غزة والضفة.. فما مصير المقاومة المسلحة؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
إن وصف هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأنه "غير مبرر" يعكس محاولة متعمدة لتجاهل أكثر من 75 عاما من جرائم الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، ومهما كانت وحشية إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، "فلن تنتهي المقاومة المسلحة أبدا".
ذلك ما خلص إليه طارق كيني الشوَّا في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) بعنوان "الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: في ظل الاحتلال، لن تنتهي المقاومة المسلحة أبدا".
وأشار الشوَّا، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجيد"، إلى أن مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكرية لـ"حماس"، "اخترقوا (في 7 أكتوبر) الحاجز العسكري عالي التقنية الذي استخدمته إسرائيل لسجن الفلسطينيين في غزة لأكثر من 16 عاما".
وفي هذا الهجوم ضد مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت حوالي 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وتابع الشوَّا أنه "في الساعات والأيام التي تلت الهجوم، سارع حلفاء إسرائيل الغربيون والمؤسسات الإعلامية الرائدة بوصف الهجوم بأنه "غير مبرر"، بهدف تبرير الرد الإسرائيلي الذي أدى بالفعل إلى مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية المحتلة".
وأردف أن هجوم حماس "جاء بعد أكثر من 75 عاما من الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، وكان سببه الظروف التي لا تطاق في غزة وسط الحصار الإسرائيلي الذي دام 16 عامًا وسجن أكثر من مليوني شخص في القطاع".
و"معظم سكان غزة هم من نسل اللاجئين الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في جميع أنحاء فلسطين عام 1948 في مواجهة الميليشيات الصهيونية. وظلت غزة تحت السيطرة المصرية حتى عام 1967، عندما احتلت إسرائيل القطاع"، كما أضاف الشوَّا.
وزاد بأنه "مع مرور الأعوام، اشتدت قبضة الاحتلال، مما أدى إلى عزل سكان غزة (نحو 2.3 مليون فلسطيني) عن بقية فلسطين والعالم، لكن في مواجهة المقاومة الفلسطينية، انسحبت إسرائيل من غزة في عام 2005، فقط لفرض حصار خانق استمر منذ ذلك الحين".
اقرأ أيضاً
إبادة جماعية ونزوح نحو مصر.. تنديد أممي باستئناف حرب غزة
غزة والضفة
لكن "في الحقيقة الاحتلال الإسرائيلي لغزة لم ينته أبدا؛ لقد تحول فقط.. واليوم، كثيرا ما توصف غزة بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، لكن حتى هذا الوصف لا يعبر عن مدى وحشية إسرائيل"، بحسب الشوَّا.
وأوضح أن "الحصار الإسرائيلي يخيم على كل جانب من جوانب حياة الفلسطينيين في غزة، إذ يتحكم النظام الإسرائيلي في مَن يدخل ويخرج من القطاع عبر نظام تصاريح قديم، يستخدم بشكل روتيني كوسيلة ضغط على السكان".
و"لكن السبب المباشر وراء هجوم حماس هو تدهور الوضع في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، فمنذ سنوات يكثف المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون جهودهم لتطهير الفلسطينيين عرقيا"، كما استدرك الشوَّا.
وأضاف أنه "تحت الحماية المباشرة للجيش الإسرائيلي، وبتشجيع صريح من قادة اليمين المتطرف، نفذ المستوطنون مذابح مميتة في بلدات فلسطينية (بالضفة الغربية) مثل حوارة. وفي الأشهر الأخيرة، تم إخلاء مجتمعات بأكملها بين رام الله وأريحا بسبب عنف المستوطنين".
و"حتى قبل 7 أكتوبر، كان 2023 العام الأكثر دموية بحق الفلسطينيين منذ أن بدأت الأمم المتحدة في عام 2006 في تعقب عدد القتلى.. وفي جميع أنحاء فلسطين التاريخية، شددت إسرائيل احتلالها مع إفلات من العقاب"، كما تابع الشوَّا.
اقرأ أيضاً
رئيس جنوب أفريقيا: إسرائيل ترتكب جرائم حرب وإبادة في غزة
إبادة جماعية
الشوَّا قال إنه "من خلال السماح لإسرائيل بالإفلات من العقاب على الإبادة الجماعية، يكون المجتمع الدولي متواطئا في خلق أزمة جديدة".
وشدد على أن "وصف هجوم 7 أكتوبر بأنه "غير مبرر" يتجاهل التاريخ وحقيقة أن الأشخاص الذين لم يعرفوا شيئا سوى عنف التطهير العرقي والإبادة الجماعية والحكم الاستعماري الاستيطاني طوال حياتهم، سيصلون في نهاية المطاف إلى نقطة الانهيار".
واستطرد: "ما حدث في 7 أكتوبر لم يكن تفجيرا عشوائيا للعنف، بل كان رد فعل الشعب الذي تعرض للوحشية".
ومضى قائلا إن "تاريخ إسرائيل الطويل في سحق جميع أشكال المقاومة الفلسطينية، سواء كانت سلمية أو مسلحة، هو دليل على أن القضية لم تكن أبدا هي طريقة المقاومة، بل بالأحرى حقيقة أن الفلسطينيين تجرأوا على المقاومة".
و"ما دام الفلسطينيون يعيشون في ظل حالة مستمرة من القمع والاستفزاز، فإن المقاومة المسلحة ستظل أمرا لا مفر منه"، كما شدد الشوَّا.
اقرأ أيضاً
بمشاركة يهود وغياب العرب.. أسطول الرافضين للإبادة يتجه من تركيا إلى غزة
المصدر | طارق كيني الشوَّا / ميدل لإيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وحشية إسرائيل غزة الضفة مصير المقاومة المسلحة المقاومة المسلحة فی جمیع أنحاء أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان العسكري على جنين يتواصل.. والاحتلال يهجّر الفلسطينيين ويحاصر المستشفيات
◄ تدمير الطرق أمام مستشفى خليل سليمان لمحاصرته
◄ مدير مستشفى خليل سليمان: الوضع في جنين مروّع
◄ جيش الاحتلال يهجّر أهالي مخيم جنين
◄ غوتيريش يحذر من خطر سعي إسرائيل لضم الضفة
◄ أونروا: تطورات الضفة تهدد وقف إطلاق النار في غزة
◄ وزير الخارجية الأردني: ما يحدث بالضفة خطير وقد يزعزع أمن المنطقة
◄ "حماس" تدين مشاركة أجهزة السلطة في هجوم الاحتلال على جنين
◄ المجلس التشريعي الفلسطيني: عملية الاحتلال في جنين هدفها الانتقام والتهجير
◄ تشكيل غرفة عمليات لتنسيق العمل بين فصائل المقاومة في الضفة
◄ قائد سرايا القدس بالضفة: الاحتلال سيفشل في الضفة كما بغزة
الرؤية- غرفة الأخبار
تنتهج إسرائيل سياسات الترويع والاعتقال الجماعي والقتل واستهداف المستشفيات في مخيم جنين بالضفة الغربية، مثلما فعلت في قطاع غزة، وذلك منذ بدأت عمليتها العسكري الموسعة "الجدار الحديدي"، الإثنين، للقضاء على المقاومة.
ويواصل أفراد المقاومة التصدي للحملة العسكرية عبر الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة، إلى جانب تفجير عبوان ناسفة في آلياتها العسكرية.
ويروي شهود عيان شهادات مروعة من داخل المدينة والمخيم، إذ تستهدف قوات الاحتلال الفلسطينيين دون تفريق، كما أنها اعتقلت المئات، وحاصرت مستشفيات بدعوى وجود أفراد من المقاومة بداخلها.
وقال محافظ المدينة كمال أبو الرب، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: الوضع صعب جدا، لقد قام جيش الاحتلال بتجريف جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين، وإلى مستشفى جنين الحكومي، وهناك إطلاق نار مستمر وتفجيرات وطائرة إسرائيلية تحلق في سماء المدينة والمخيم".
ونقلت صحيفة الجارديان عن مدير مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين قوله إن "الوضع الحالي مروع، حيث دمر الاحتلال الطرق أمام المستشفى".
وأشار مدير المستشفى إلى أن نحو 600 من الكوادر الطبية يحتمون داخل المستشفى.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت إخراج أهالي مخيم جنين، وحددت لهم مسارا نحو شارع العودة في المدخل الغربي.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هناك خطرا بأن تسعى إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية، مشددا على أن ذلك يعد انتهاكا كاملا للقانون الدولي.
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن التطورات بالضفة الغربية تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار "الهش" في غزة، مشيرة إلى أنها خلال الأيام الماضية لم تتمكن من تقديم خدماتها بشكل كامل في مخيم جنين.
أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، فأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية خطيرا، وقد يزعزع أمن المنطقة.
ويرى نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، أن عملية الاحتلال في جنين "انتقامية واستعراضية"، كما أنها رسالة من الاحتلال إلى الفلسطينيين والسلطة أنه لا أحد في مأمن.
وأضاف: "الهدف النهائي لعملية الاحتلال في جنين هو ضم الضفة والتهجير، ونأسف لاقتحام عناصر السلطة مستشفى الرازي بجنين ونطالب المسؤولين بإنهاء هذه الحالة الشاذة".
وصرح قائد سرايا القدس بالضفة الغربية: "سنثبت أن النصر الذي فشل العدو في تحقيقه بغزة لن يأخذه بالضفة، ولقد شكلنا غرف عمليات لتنسيق العمل الميداني مع مقاتلي القسام ومقاتلي شباب الثأر والتحرير".
وفي ظل هذه التطورات، فقد أفادت مصادر محلية بأن عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اقتحمت مستشفى الرازي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وداهمت عددًا من الأقسام الطبية واشتبكت مع مقاومين داخلها.
ووفقًا للمصادر التي تحدثت لـ"الجزيرة"، فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية عددًا من المقاومين، بينهم مصاب، وسط توتر أمني شديد في محيط المستشفى، كما أظهرت صور متداولة إصابة شاب برصاص الأجهزة الأمنية أثناء وجوده في محيط المستشفى.
وفي المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن مشاركة أجهزة السلطة في هجوم الاحتلال على مخيم جنين "جريمة بحق شعبنا وتنكّر لدم الشهداء".
وأضافت: "مشاهد محاصرة مستشفى الرازي وملاحقة المقاومين من قبل أجهزة السلطة سلوك خارج عن الصف الوطني، كما أن انتهاكات السلطة تتزامن مع عدوان الاحتلال على جنين ما يؤكد أن التنسيق بينهما بلغ مستوى كارثيا، وندعو كل الفصائل في الضفة الغربية إلى الخروج بقوة لوضع حد لتجاوزات السلطة الخطيرة ومواجهة عدوان الاحتلال".