صعوبات تواجه خطط جمع المياه في العراق.. وتفاؤل بالموسم الزراعي
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-متابعة
كشفت وزارة الموارد المائية في العراق عن خططها لاحتواء أزمة الجفاف والاستفادة من مياه الأمطار والسيول المتوقع تساقطها خلال الموسم الشتوي الحالي، والمتمثلة في عمليات جمع المياه، فضلاً عن إنشاء 36 سداً ضمن خطة الوزارة لثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال إن عملية جمع المياه من أولويات عمل وزارته لهذا الموسم، ويجرى التعامل مع هذا الإجراء وفقاً لتوقعات الطقس من قبل الأنواء الجوية ليُتعامَل معها بشكل علمي وفني.
وأضاف شمال، أن عملية جمع المياه أساسها جمع مياه الأمطار وحصرها باتجاه الأنهار وبحيرات الخزن لتخفيف الضغط عن نهري دجلة والفرات، فضلاً عن إنشاء السدود الترابية التي تعمل على خزن المياه للاستفادة منها أطول فترة ممكنة.
وأفاد أن الوزارة أنشأت عدداً من السدود الترابية واعتنت بمسارات السيول الناشئة عن مياه الأمطار، وفقاً للطبيعة الجغرافية للمناطق التي تشهد الهطول، وتسمح الظروف فيها بعمليات الجمع.
وكشف شمال أن وزارته أعدت خطة للأعوام 2023، 2024، 2025، لتنفيذ 36 سداً في مختلف المحافظات العراقية بالتعاون مع الهيئة العامة للسدود وعدد من الشركات الاستشارية العالمية. وأشار إلى أنّ وظيفة هذه السدود جمع أكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار واستثمارها لتعزيز الخزين وتأمين الري الزراعي وإيقاف الضغط على المياه الجوفية والسطحية.
أهم المعوقات
وفي سياق الحديث، أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية أن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات المالية والأمنية التي تواجه عمل وزارته في عمليات جمع المياه.
وأوضح خالد شمال أن هناك مشاكل مالية متعلقة بضعف التخصيصات المالية التي تعرقل عمل الوزارة في المناطق النائية، خاصة أن عمليات الجمع غالبيتها تحصل في مناطق بعيدة وأخرى صحراوية.
وأضاف أن بعض المناطق التي شهدت عمليات عسكرية ما زالت تشكل تهديداً أمنياً، ويصعب الوصول إليها لأنها غير مؤمّنة بالكامل، ما يدفع الوزارة إلى عدم إرسال الكوادر والآليات والمعدات اللازمة إلى تلك المناطق.
من جانبه، قال الباحث الجيولوجي أمجد ناظم إن هناك عوامل طبيعية تعيق الاستفادة الكاملة من مياه الجمع، والتي تتمثل بالطبيعة الجغرافية للمناطق والرواسب الطينية المتدفقة مع جريان المياه.
وبيّن ناظم، أن العوامل الطبيعية تؤثر بشكل كبير على جريان المياه عبر الوديان، وتتسبب بنقل المواد الطينية والحصى والمخلفات النباتية، ما يعرقل جريان المياه بانسيابية باتجاه سدود خزن ما يجمع من مياه.
وأضاف أن هذه العوامل تساهم في تقليل حجم الخزين في بعض السدود، لا سيما تلك الموجودة في الجانب الشرقي من البلاد، مؤكداً أهمية معالجة هذه المشكلة من خلال إنشاء حواجز تعمل على تقليل الرواسب الطينية لمنع تسربها إلى السدود.
وأوضح ناظم أن معظم السدود الترابية التي أنشأتها وزارة الموارد المائية للجمع هي سدود غير حصينة، وسريعاً ما تتعرض للهدم والتعرية بسبب الانحدار الحاد لمجاري المياه من جهة، أو عن طريق تيارات الرياح العالية.
وشدد على أهمية اتباع الوسائل الحديثة في الري الزراعي وتفعيل الجانب التعبوي والإعلامي للحد من التبذير، لديمومة الزراعة وتوفير كميات مناسبة من المياه مع التزايد السكاني الذي يشهده العراق.
موسم زراعي جيد
ألقت أزمة الجفاف التي تعرض لها العراق خلال السنوات الماضية بظلالها على الواقع الزراعي وإنتاج الثروة الحيوانية، وأضرت بمصادر عيش الفلاحين، إلى جانب خسائر مادية كبيرة تعرض لها الاقتصاد الوطني العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي إن المنتجين والفلاحين يدفعون ثمن الجفاف وتقليص المساحات الزراعية في العراق، ما دفعهم للبحث عن وسائل جديدة للعيش غير الزراعة.
وكشف الخزاعي، خلال حديثه للـ"العربي الجديد"، أن الموسم الزراعي الحالي يدعو إلى التفاؤل بسبب الريات المطرية التي هطلت في عموم محافظات العراق، وشملت السقية الأولى جميع المحافظات العراقية بكميات مطرية متقاربة.
وأضاف أن وزارته تعمل وفق المؤشرات المناخية على تحقيق معدل إنتاجي بواقع 6 ملاببن طن من القمح خلال هذا الموسم، لتجاوز مرحلة الاكتفاء الذاتي إلى مرحلة التصدير، مضيفاً أن وزارته وجهت بزراعة 8.5 ملايين دونم خلال الخطة الزراعية للموسم الحالي.
ولفت الخزاعي إلى أنّ قلة الأمطار في المواسم الماضية، وانخفاض معدل الإطلاقات المائية من دول الجوار، فضلاً عن التغير المناخي، عوامل أدت إلى اتساع الرقع الصحراوية التي دفعت وزارة الزراعة الى تقليص الخطط الزراعية. وأشار إلى أن العديد من التقارير والدراسات المناخية تؤكد أن العراق سيتجاوز حالة الجفاف، لأن الموسم الحالي هو موسم مطري، مؤكداً أن وزارته وضعت الخطط اللازمة لاستثمار مياه الأمطار ورفع مستويات الإنتاج الزراعي.
مختصون يحذرون
حذر مختصون في الشأن المائي من مأزق مائي مع احتمالية مجازفة وزارتي الزراعة والموارد المائية بتوسيع الخطة الزراعية لهذا الموسم، لأن العراق لا يزال غير مؤهل لهذا في ظل عدم توفر خزين استراتيجي مناسب.
وقال الخبير في مجال المياه تحسين الموسوي إن أمطار العراق لم تتجاوز نسبة 100 ملم، ما يدعو إلى ضرورة العمل على جمع وخزن مياه الأمطار ودفعها باتجاه السدود والبحيرات والاستفادة منها.
وشدد الموسوي على ضرورة التوجه نحو عملية جمع مياه الأمطار، التي تبدأ بالسدود الصغيرة وليست الكبيرة، مؤكداً أنه "حتى الآن يدور الكلام عن خطط وبرامج العمل على جمع المياه، لكن لم تصل إلى مرحلة التنفيذ الفعلي".
وقال إن "بناء السدود يعتمد على الجغرافيا، وأقل سد يحتاج إلى عمق 10 أمتار، وهذا غير متوفر في مناطق الوسط والجنوب، فضلاً عن أهمية تنظيم مجرى المياه بين المحافظات مثل سدة الهندية وسدة الكوت، أما شط العرب فهناك حديث لإنشاء بوابة متحركة وليس سد، كون السد يعيق الملاحة، والمطلوب هو صد اللسان الملحي وعملية الحفاظ على المياه أثناء انخفاض المنسوب.
وأشار إلى أن الأمطار الحالية بادرة جيدة للمراعي الطبيعية وللخطة الديمية، لكنّ الخطأ الكبير يقع إذا ما جازفت وزارتا الزراعة والموارد المائية في هذه المرحلة بتوسيع الخطة الزراعية، فإذا لم تكن هناك سنة رطبة، فستكون البلاد في مأزق، وحتى إذا كانت السنة رطبة، فإنّ البلاد غير مؤهلة لتوسيع الخطط الزراعية لعدم توفر خزين استراتيجي.
وبحسب الخبير في مجال المياه، فإن العراق بحاجة إلى تعويض المياه الجوفية التي فقدت، مبيناً أن "خزين المياه الجوفية لا يتعدى 5 مليارات متر مكعب، واستنزف منه الكثير خلال مواسم الجفاف، والمشكلة بالمياه الجوفية ليست في المخزون، وإنما في المياه غير المتجددة". وشدد على أهمية الحفاظ على المياه المتجددة من خلال عدم التوسع بالري الزراعي عن طريق الآبار التي سوف تُكلّف الكثير، بخاصة أن البلاد تستخدم الطرق البدائية".
المصدر / موقع العربي الجديد
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار المیاه الجوفیة میاه الأمطار من میاه إلى أن
إقرأ أيضاً:
سويلم يوجه بتكثيف التعامل الفعال مع النقاط الساخنة بالموسم الصيفي المقبل
عقد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى اجتماعاً مع عدد من قيادات الوزارة لاستعراض حالة المنظومة المائية خلال موسم الزراعات الشتوية الحالي، والاستعداد لفترة أقصى الاحتياجات المائية (الموسم الصيفي لعام ٢٠٢٥) .
وتم خلال الاجتماع استعراض ما تم اتخاذه من إجراءات خلال موسم الزراعات الشتوية مثل متابعة تطهيرات الترع وصيانة محطات الرفع ومراشمة ودهان الأعمال الحديدية بالمنشآت المائية ، وتجريف أحواض المص للمحطات ، وتشكيل لجان للمرور على الإدارات العامة للرى خلال موسم الزراعات الشتوية.
كما تم خلال الاجتماع عرض موقف الإستعداد لفترة السدة الشتوية بالإدارات العامة للرى والتي سيتم خلالها تنفيذ أعمال تطهير للترع وأحواض المص والطرد والمحطات بعدد ٢٣٤ أمر ، وصيانة عدد ١٥٦٥ بوابة ، وتطهـير وصيانة التغطيات والسحارات والبيارات وأسفل الكبارى بعدد ٦٧١ منشأ .
استعراض جهود الإدارة المركزية لشئون المياه في متابعة المناسيب والتصرفاتوجرى استعراض جهود الإدارة المركزية لشئون المياه في متابعة المناسيب والتصرفات بشبكة الترع على مدار الساعة ، واتخاذ القرارات المائية المناسبة لتحقيق اتزان الشبكه وتحقيق الدرجات والتصرفات اللازمة لكافة الاحتياجات المائية ، مع المرور الدوري لمتابعة تطبيق المناوبات وقياس التصرفات ورصد أى عوائق لسريان المياه ، وتأمين المناسيب الآمنة أمام مآخذ محطات الشرب ومحطات الكهرباء خاصه خلال الموسم الشتوي الحالى ، والتنسيق مع إدارات الرى لتجديد رخامات رصد المناسيب وصيانة اجهزة التليمتري ، ومتابعة جاهزية مفيضات الطواريء ومنشآت التحكم للتعامل مع موسم الأمطار والنوات ، وعرض رؤية للاستعداد لموسم اقصي الإحتياجات القادم في ضوء ماتحقق من نجاح في اداره موسم اقصي الإحتياجات لعام ٢٠٢٤ .
تكثيف المجهودات المبذولة للتعامل الفعال والسريع مع النقاط الساخنة في المنظومة المائيةوفيما يخص الاستعداد للموسم الصيفى القادم .. وجه الدكتور سويلم بتكثيف المجهودات المبذولة للتعامل الفعال والسريع مع النقاط الساخنة في المنظومة المائية خلال الموسم الصيفى المقبل من خلال المرور والمتابعة المستمرة لتحديد الإحتياجات اللازمة لحسم أي تحديات فى هذه النقاط ( تطهيرات – صيانة محطات - ... غيرها ) ، مع قيام مسئولي الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية بمتابعة تنفيذ خطة التعامل مع النقاط الساخنة بالتنسيق مع الإدارات العامة للرى .
2.767 مليار جنيه لتطوير منظومة الري ودعم التنمية الزراعية بالبحيرةوزير الري يوجه بتعزيز البحث في الاستمطار وإدارة ملف المياه بكفاءةوزير الري يبحث مع رئيس "الوطنية للمقاولات" مشروعات التعاون المشتركةسويلم يتفقد أعمال تطوير الرى بمنطقة استصلاح غرب سمالوط بالمنيا
وتم خلال الاجتماع إستعراض موقف المنظومة الإليكترونية لتطهيرات الترع والتي تتضمن موقف عقود تطهيرات الترع بالإدارات العامة للرى خلال العام المائي الحالي ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥ بإجمالى (عدد أوامر مسجلة على المنظومة تصل إلى ١٤٣١٠ أمر حتى ديسمبر ٢٠٢٤ بإجالمى ٣١٠ عقد بزمام ٣١ إدارة ري ) ، حيث وجه الدكتور سويلم بضرورة نهو كافة أعمال التطهيرات بحد أقصى شهر إبريل المقبل لضمان جاهزية كافة الترع قبل فترة أقصى الإحتياجات ، مع استمرار الجاهزية لتنفيذ أي أعمال تطهيرات عاجلة خلال فترة أقصى الإحتياجات والتي تشهد نمو كبير للحشائش المائية في بعض المواقع نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف ، وأكد الدكتور سويلم على أهمية هذه المنظومة الإليكترونية التي تُمكن متخذى القرار بالوزارة من متابعة معدلات التنفيذ ، وتقييم مستويات أداء المقاولين القائمين بأعمال التطهيرات ، موجهاً بقيام كافة الإدارات العامة الري بنهو إدخال كافة الأوامر الصادرة بعمليات التطهيرات الجارية في موعد أقصاه نهاية شهر يناير ٢٠٢٥ ، وقيام قطاع التفتيش الفني والمالي والإداري بمتابعة إدخال كافة أوامر التطهيرات ، وقيام الإدارة المركزية لصيانة المجاري المائية بإعداد تقرير عاجل حيال تطوير آليات صيانة الترع وإزالة الحشائش مع الحفاظ على جسور الترع .
وتم استعراض تقرير قطاع التفتيش الفني والمالي والإداري بشأن موقف إلتزام إدارات الرى بتطبيق المناوبات على الترع ، حيث شدد الدكتور سويلم على ضرورة إلتزام كل إدارة رى بتطبيق جداول المناوبات المقررة على الترع ، لضمان حصول كافة المنتفعين على إحتياجاتهم من المياه وبدون التأثير سلباً على أي منتفع .
وتم أيضاً استعراض مجهودات الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية في مجال متابعة التطهيرات وصيانة محطات الخلط وصيانة البوابات والصيانة الوقائية ، حيث تم استعراض خطة صيانة محطات الخلط بعدد ٤٨٨ محطة تضم عدد ٧٧٥ وحدة بــ ٢٦ إدارة عامة للرى ، حيث من المستهدف الانتهاء من صيانة الوحدات قبل بداية شهر ابريل ٢٠٢٥ ، كما أيضاً إستعراض خطة صيانة وإحلال وتجديد البوابات والتي بدأت في الأول من أغسطس ٢٠٢٤ ، حيث وجه الدكتور سويلم بقيام الإدارة المركزية لصيانة المجاري المائية بمتابعة اصلاح وحدات الرفع التى لا تعمل بعدد ٦٣ وحدة مع التركيز على عدد ٣٨ وحدة بنطاق محافظة بني سويف والعمل على نهو اصلاحها قبل مارس ٢٠٢٥ .
كما تم استعراض موقف صيانة البوابات والبدالات والصاولات والمعدات والتي تم تنفيذها بمعرفة إدارات الصيانة الوقائية بعدد ١١٢ بوابة وعدد ٥٠ بدالة وعدد ١٩ صاولة وعدد ٤٠ معدة ، حيث وجه الدكتور سويلم بالإسراع بمعدلات صيانة المعدات لإمكان الاستعداد الأمثل لأي طارئ خلال فترة أقصى الاحتياجات .
كما تم خلال الاجتماع إستعراض موقف استعداد إدارات التوجيه المائى التابعة لقطاع تطوير الرى خلال الموسم الصيفى القادم بتفعيل المشاركة المجتمعية فى ادارة الموارد المياه من خلال روابط مستخدمى المياه ، بحيث تشارك الروابط مع أجهزة وزارة الرى في ادارة وتوزيع المناوبات بين المنتفعين على مستوى المساقى والترع وحسم المشاكل المتعلقة بأدوار المناوبات ، والتنسيق مع أجهزة وزارة الزراعة فيما يخص قيام المنتفعين بتطهير المساقى ، والمشاركة فى التوعية بعدم زراعة الارز فى المناطق الغير مصرح لها بزراعته ، ومتابعة الروابط لأعمال صيانة وحدات الرفع التابعة للروابط وكذا الصيانة الدورية للمساقى المطورة ، وقد وجه الدكتور سويلم بقيام قطاع تطوير الري بالتنسيق مع أجهزة وزارة الزراعة المختصة والسادة رؤساء الإدارات المركزية للموارد المائية والري بالمحافظات لسرعة إعداد حصر دقيق بأطوال المساقي الخاصة بنطاق الإدارات العامة للرى وتحديد المستهدف تطهيره منها لضمان دخول موسم اقصي الاحتياجات بيسر وعدم حدوث مشاكل في إيصال المياه للأراضي من خلال المساقي الخاصة التي لم يتم إزالة معوقات سريان المياه بها .
كما وجه الدكتور سويلم بقيام قطاع الري بإعداد تقرير عن إجراءات تحديث منظومة الرصد وقياس التصرفات والمناسيب ، وتطوير منظومة التيلميتري لرصد نوعية المياه وآليات القياس الحديثة بالترع المكشوفة ، وكذا تطوير آليات التحكم والتشغيل الآلي بشكل عام بما يتماشى مع مستهدفات الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0 .