كائن من فصيلة نجم البحر يتعلم بالخبرة رغم افتقاره لدماغ
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ديوك الأميركية إلى أن نجم البحر الهش -وهو أحد الكائنات البحرية اللافقارية التي تنتمي إلى شعبة شوكيات الجلد مثل نجم البحر- يمكنه التعلم من خلال خبراته رغم أنه لا يمتلك دماغا.
ويمتلك نجم البحر الهش خمسا من الأذرع السوطية الرقيقة والمرنة بطول يصل إلى 60 سنتيمترا في بعض الأحيان، والتي تساعده في الزحف على قاع البحر لإيجاد الطعام، والذي يتكون من الحلقيات والرخويات وكذلك القشريات مثل الجمبري.
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "بيهيفيورال إيكولوجي آند سوسيوبيولوجي"، فإن الجهاز العصبي لهذا الكائن يتكون من حلقة عصبية رئيسية تدور حول القرص المركزي لنجم البحر الهش، وعصب واحد يمتد في كل ذراع حتى نهاية طرفه، وتمر الأعصاب في كل طرف عبر قناة مكونة من حلقات شوكية.
الجهاز العصبي لنجم البحر الهش يتكون من حلقة عصبية تدور حول القرص المركزي وعصب واحد في كل ذراع (شترستوك)وليس لدى معظم أفراد هذه العائلة عيون أو أعضاء حسية متخصصة أخرى، ولكن النهايات العصبية الحساسة في أذرعها قادرة على تحقيق حاسة اللمس واستشعار المواد الكيميائية في الماء ووجود الضوء أو عدمه.
ولكن رغم ذلك، فإنه لاتزال لدى هذا الكائن إمكانية للتعلم من خلال خبراته السابقة، وبشكل خاص في إيجاد الطعام. ويرى الباحثون أن ذلك يحدث لأنه يمكن لكل من الحبال العصبية التي تمتد في أذرعه أن تعمل بشكل مستقل، بحيث يبدو الأمر كما لو أن المتحكم في قراراته هو لجنة "الأعصاب" بدلاً من الرئيس "المخ".
وبحسب الدراسة، فإن هذا النمط التشريحي يساعد نجم البحر على التعلم من خلال الارتباط، وهو أسلوب للتعلم يحدث عندما يصبح عنصران غير مرتبطين بطبيعة الحال؛ مرتبطان في أدمغتنا.
وكمثال للتوضيح: إذا وضع شخص ما يده على طبق ساخن وشعر بالألم، فقد يتعلم ربط الأطباق الساخنة بالألم، وبالتالي يتعلم ألا يضع يديه عليها مرة أخرى، أو إذا تناول شخص ما طعاما معينا ثم أصيب بالصداع بعد ذلك بوقت قصير، فقد يتعلم ربط هذا الطعام بالصداع ولا يرغب في تناوله مرة أخرى، حتى لو لم يكن الطعام يسبب الصداع.
فالتعلم بالترابط سلوك يمارسه البشر والحيوانات كذلك، ومن خلال ربط العناصر معا وإنشاء شبكة من الروابط المختلفة، تُبنى الذكريات ويُعمق فهمنا للعالم، لكن الغريب في الأمر بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة ديوك، أن هذه هي المرة الأولى التي يرصد ذلك في كائنات من هذه الفئة ذات جهاز عصبي بهذه البساطة.
كيف عرفنا أن نجوم البحر الهشة قادرة على التعلم؟ولمعرفة ما إذا كانت النجوم الهشة قادرة على التعلم، وضع الباحثون 16 من نجم بحر هش في خزانات مياه واستخدموا كاميرا فيديو لتسجيل سلوكها، واستمرت التجارب 10 أشهر متتالية.
شاهد فيديو يوضح كيفية عمل التجارب من جامعة ديوك الأميركية.
بدأ العلماء بإطفاء الأضواء على فترات محددة، وفي كل مرة تنطفئ الأضواء يضع الباحثون ماصة تحتوي على قطعة من الجمبري في الحوض، وبمرور الوقت تعلمت تلك الكائنات أن إطفاء الأنوار هو جرس للحضور لتناول الطعام، فخرجت من مخبئها وبدأت في تحسس طريقها وصولا إلى الجمبري. ويشبه ذلك تجربة بافلوف الشهيرة التي ارتبط فيها الجرس مع الطعام بالنسبة للكلاب.
وحرص الباحثون كذلك على تنويع تجاربهم للتأكد من النتائج، فقاموا مثلا بتدريب نصف نجوم البحر الهشة عن طريق إطفاء الأضواء لمدة 30 دقيقة، أما النصف الآخر فحصل على القدر نفسه من الجمبري في ظروف مضاءة، ثم شهد أيضا فترة مظلمة مدتها 30 دقيقة، ولكن لم يحدث أن تعلمت الكائنات بالربط.
وفي سلسلة من التجارب الأخرى قام العلماء بتنحية عامل رائحة الجمبري عبر عمل التجارب بدون طعام، وهنا خرجت نجوم البحر الهشة أيضا من مخابئها فقط إثر خفض الأضواء.
وبحسب الدراسة، فإنه حتى بوجود فترات وصلت مدتها إلى 13 يوما بدون تدريب، ظلت نجوم البحر الهشة تتذكر دروسها، وحينما أقيمت التجربة مرة أخرى أقبلت على الطعام عند إطفاء الإضاءة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
ننشر أول صور لعملية إنقاذ طاقم سفينة بضائع القصير التي تعرضت للاصطدام بالشعاب المرجانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمكنت الأجهزة المختصة بمحافظة البحر الأحمر مساء أمس الأحد، من إنقاذ عدد من طاقم سفينة القصير التي تعرضت للاصطدام في منطقة الشعاب المرجانية عقب عطل فني في السفينة، وذلك يوم الجمعة السابقة.
وأكد مصدر من أفراد السفينة، إنه جري إنقاذ 11 شخص من طاقم السفينة وجاري نقلهم الي أقرب مستشفى لعمل الإسعافات الأولية، مؤكدا، أن عدد من الناجون يعانون من بعض الإصابات البسيطة نتيجة لجنوح السفينة قرب شواطئ القصير جنوب محافظة البحر الأحمر.
وتعود الواقعة عندما شهدت سواحل مدينة القصير، جنوب البحر الأحمر، كارثة بيئية، وذلك عقب تعرض سفينة شحن للغرق الجزئي إثر اصطدامها بشعاب مرجانية وتسرب كميات كبيرة من الوقود إلى مياه البحر.
أدت الرياح الشديدة والأمواج العاتية عقب عطل فني بالسفينة إلي فقدان السيطرة ما أدى إلي اصطدامها بالشعاب المرجانية، وتسبب في حدوث تصدعات كبيرة في هيكلها.
أدى الاصطدام إلى تسرب كميات كبيرة من الوقود من خزانات السفينة إلى مياه البحر، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الحياة البحرية والنظام البيئي الهش في المنطقة.
تم الدفع بفرق الإنقاذ البحري، في محاولة لإنقاذ طاقم السفينة، والسيطرة على التسرب النفطي ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى، كما تعمل فرق الغوص على تقييم الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية.
يحذر الخبراء من أن التسرب النفطي قد يتسبب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وتدمير الشعاب المرجانية، كما قد يؤثر التسرب على السياحة البيئية في المنطقة.
فتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في الحادث لتحديد أسباب وقوعه ومحاسبة المسؤولين.
أكد خبراء البيئة أن هذه الكارثة تعد صفعة قوية للجهود المبذولة للحفاظ على البيئة البحرية في البحر الأحمر، داعين إلى ضرورة تشديد الرقابة على السفن والناقلات النفطية، وتطبيق أشد العقوبات على المخالفين.
ناشد نشطاء البيئة المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة بالمساهمة في جهود تنظيف الشواطئ والتخلص من آثار التسرب النفطي، وحماية البحر الأحمر من المزيد من التلوث.
يعتبر هذا الحادث ناقوس خطر يدق لتحذيرنا من أهمية الحفاظ على البيئة البحرية، والتي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والسياحي في مصر.
وتعود الواقعة كشفت مصادر مطلعة، أن سفينة الشحن،في "VSG GLORY" التي جنحت قبالة سواحل مدينة القصير على البحر الأحمر كانت في طريقها من اليمن إلى ميناء سفاجا محملة بشحنة من الردة.
وأكدت المصادر أن الحادث نتج عن عطل مفاجئ في أحد محركات السفينة، مما استدعى تدخل السلطات البحرية التي أرسلت قاطرة لسحب السفينة من منطقة الشعاب المرجانية ونقلها إلى ميناء آمن.
هذا وقد أبلغت الجهات المعنية بوقوع الحادث، وتم إبلاغ جهاز شؤون البيئة ومحميات البحر الأحمر لتقييم الأضرار البيئية التي قد تكون نتجت عن جنوح السفينة، لا سيما على الشعاب المرجانية.
جديل بالذكر، أن سواحل مدينة القصير، قد شهدت، اليوم الجمعة، شحوط سفينة شحن مصرية بالقرب من مناطق الشعاب المرجانية
كانت الأجهزة المعنية تلقت بلاغًا يفيد بشحوط سفينة تدعى VSG GLORY أمام أحد المنتجعات السياحية بمدينة القصير.
تم إخطار كافة الجهات المعنية، وجهاز شؤون البيئة ومحميات البحر الأحمر، لبيان وجود خسائر طالت الشعاب المرجانية من عدمها.