توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ديوك الأميركية إلى أن نجم البحر الهش -وهو أحد الكائنات البحرية اللافقارية التي تنتمي إلى شعبة شوكيات الجلد مثل نجم البحر- يمكنه التعلم من خلال خبراته رغم أنه لا يمتلك دماغا.

ويمتلك نجم البحر الهش خمسا من الأذرع السوطية الرقيقة والمرنة بطول يصل إلى 60 سنتيمترا في بعض الأحيان، والتي تساعده في الزحف على قاع البحر لإيجاد الطعام، والذي يتكون من الحلقيات والرخويات وكذلك القشريات مثل الجمبري.

التعلّم بالربط

وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "بيهيفيورال إيكولوجي آند سوسيوبيولوجي"، فإن الجهاز العصبي لهذا الكائن يتكون من حلقة عصبية رئيسية تدور حول القرص المركزي لنجم البحر الهش، وعصب واحد يمتد في كل ذراع حتى نهاية طرفه، وتمر الأعصاب في كل طرف عبر قناة مكونة من حلقات شوكية.

الجهاز العصبي لنجم البحر الهش يتكون من حلقة عصبية تدور حول القرص المركزي وعصب واحد في كل ذراع (شترستوك)

وليس لدى معظم أفراد هذه العائلة عيون أو أعضاء حسية متخصصة أخرى، ولكن النهايات العصبية الحساسة في أذرعها قادرة على تحقيق حاسة اللمس واستشعار المواد الكيميائية في الماء ووجود الضوء أو عدمه.

ولكن رغم ذلك، فإنه لاتزال لدى هذا الكائن إمكانية للتعلم من خلال خبراته السابقة، وبشكل خاص في إيجاد الطعام. ويرى الباحثون أن ذلك يحدث لأنه يمكن لكل من الحبال العصبية التي تمتد في أذرعه أن تعمل بشكل مستقل، بحيث يبدو الأمر كما لو أن المتحكم في قراراته هو لجنة "الأعصاب" بدلاً من الرئيس "المخ".

وبحسب الدراسة، فإن هذا النمط التشريحي يساعد نجم البحر على التعلم من خلال الارتباط، وهو أسلوب للتعلم يحدث عندما يصبح عنصران غير مرتبطين بطبيعة الحال؛ مرتبطان في أدمغتنا.

وكمثال للتوضيح: إذا وضع شخص ما يده على طبق ساخن وشعر بالألم، فقد يتعلم ربط الأطباق الساخنة بالألم، وبالتالي يتعلم ألا يضع يديه عليها مرة أخرى، أو إذا تناول شخص ما طعاما معينا ثم أصيب بالصداع بعد ذلك بوقت قصير، فقد يتعلم ربط هذا الطعام بالصداع ولا يرغب في تناوله مرة أخرى، حتى لو لم يكن الطعام يسبب الصداع.

فالتعلم بالترابط سلوك يمارسه البشر والحيوانات كذلك، ومن خلال ربط العناصر معا وإنشاء شبكة من الروابط المختلفة، تُبنى الذكريات ويُعمق فهمنا للعالم، لكن الغريب في الأمر بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة ديوك، أن هذه هي المرة الأولى التي يرصد ذلك في كائنات من هذه الفئة ذات جهاز عصبي بهذه البساطة.

كيف عرفنا أن نجوم البحر الهشة قادرة على التعلم؟

ولمعرفة ما إذا كانت النجوم الهشة قادرة على التعلم، وضع الباحثون 16 من نجم بحر هش في خزانات مياه واستخدموا كاميرا فيديو لتسجيل سلوكها، واستمرت التجارب 10 أشهر متتالية.

شاهد فيديو يوضح كيفية عمل التجارب من جامعة ديوك الأميركية.

بدأ العلماء بإطفاء الأضواء على فترات محددة، وفي كل مرة تنطفئ الأضواء يضع الباحثون ماصة تحتوي على قطعة من الجمبري في الحوض، وبمرور الوقت تعلمت تلك الكائنات أن إطفاء الأنوار هو جرس للحضور لتناول الطعام، فخرجت من مخبئها وبدأت في تحسس طريقها وصولا إلى الجمبري. ويشبه ذلك تجربة بافلوف الشهيرة التي ارتبط فيها الجرس مع الطعام بالنسبة للكلاب.

وحرص الباحثون كذلك على تنويع تجاربهم للتأكد من النتائج، فقاموا مثلا بتدريب نصف نجوم البحر الهشة عن طريق إطفاء الأضواء لمدة 30 دقيقة، أما النصف الآخر فحصل على القدر نفسه من الجمبري في ظروف مضاءة، ثم شهد أيضا فترة مظلمة مدتها 30 دقيقة، ولكن لم يحدث أن تعلمت الكائنات بالربط.

وفي سلسلة من التجارب الأخرى قام العلماء بتنحية عامل رائحة الجمبري عبر عمل التجارب بدون طعام، وهنا خرجت نجوم البحر الهشة أيضا من مخابئها فقط إثر خفض الأضواء.

وبحسب الدراسة، فإنه حتى بوجود فترات وصلت مدتها إلى 13 يوما بدون تدريب، ظلت نجوم البحر الهشة تتذكر دروسها، وحينما أقيمت التجربة مرة أخرى أقبلت على الطعام عند إطفاء الإضاءة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي لمكافحة للسرطان.. إليكم بعض أعراضه الخفية!

إنجلترا – يشير الدكتور يفغيني ليدين أخصائي الأورام في اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يحتفل به في 4 فبراير سنويا، إلى أن السرطان غالبا ما يتسلل دون أن يلاحظه أحد.
ووفقا له، يتنكر السرطان في البداية في شكل أمراض أو أعراض شائعة يمكن أن تشير إلى الإجهاد أو العمر أو نقص الفيتامينات. ولكن بعض المظاهر غير العادية يمكن أن تشير إلى تغييرات خطيرة في الجسم، خاصة في سن أعلى من 45-50 عاما.

ويقول: “هذه العلامات عديدة، من بينها أعراض مميزة وتقليدية: فقدان الوزن غير المبرر، ظهور تكوينات في الجسم على شكل كرات وكدمات، ألم طويل غير مفسر، إفرازات دم في البراز، وفي البول، ومن الجهاز التناسلي خارج الأيام الحرجة، وعند السعال.

ويشير الأخصائي إلى أن بعض المصابين بسرطان الجهاز الهضمي، وخاصة سرطان المعدة لاحظوا أنهم توقفوا فجأة عن الرغبة في تناول اللحوم، وأصبحت أطباق اللحوم المفضلة مثيرة للاشمئزاز. ويرتبط هذا بتغيير في عملية التمثيل الغذائي وهذا رد فعل الجسم على وجود الخلايا الخبيثة. قد يكون هذا الشعور مصحوبا بشعور بالإفراط السريع في تناول الطعام والضعف وفقدان الوزن، وهذا سبب لاستشارة الطبيب.

وبالإضافة إلى ذلك قد يشير الشعور بصعوبة بلع الطعام أو شعور بالطعام “اللزج” في الحلق، إلى وجود ورم في المريء. يظهر الشعور بعدم الراحة في البداية عند ابتلاع الطعام الصلب، وبعد ذلك يظهر حتى عند تناول الأطعمة اللينة والسائلة. لذلك إذا استمرت مشكلة البلع هذه لأكثر من أسبوعين، خاصة إذا صاحبها حرقة المعدة أو الألم أو فقدان الوزن، ورائحة الفم الكريهة، يجب استشارة الطبيب.

ويقول: “إذا اختل الإيقاع المعتاد للأمعاء لفترة طويلة ولا يعتمد على سوء التغذية، وأكثر من ذلك يرافقه الألم والدم و/أو المخاط في البراز، وفقدان الوزن والضعف، قد يكون علامة على مرض معوي”.

ووفقا له، قد تكون بحة الصوت غير الناجمة عن نزلات البرد وإجهاد الحبال الصوتية لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إشارة لزيارة الطبيب. وإذا أصبح الصوت أكثر خشونة، مع الشعور بوجود كتلة في الحلق أو صعوبة في البلع، وقد يكون هذا بسبب أمراض الحنجرة أو الغدة الدرقية أو الرئتين. ينطبق هذا بصورة خاصة على المدخنين.

ويقول: “قد تكون التقرحات أو الجروح طويلة الأمد غير القابلة للشفاء في تجويف الفم لا تلتئم عدة أسابيع، علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الفم أو الحلق. تظهر هذه الأعراض غالبا لدى المدخنين، والأشخاص الذين يشربون الكحول بانتظام، وكذلك أولئك الذين يرتدون أطقم الأسنان التي تفرك الغشاء المخاطي”.

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

مقالات مشابهة

  • قائد في البحرية الامريكية: اسطولنا يحتاج لدمج التكنولوجيا التي يستخدمها “الحوثيون”  
  • بعد غياب 4 سنوات.. خالد عصام يعود للغناء بألبوم "كائن حي"
  • أول تسجيل لدماغ بشري قبل لحظات من الموت
  • شاب يكشف حقيقة تحديات رنا مطر في الأكل.. فيديو
  • في اليوم العالمي لمكافحة للسرطان.. إليكم بعض أعراضه الخفية!
  • من المطبخ الآسيوي حضري الجمبري التايلاندي بالكاري الأخضر
  • طريقة عمل عجينة البيتزا الهشة فى دقائق
  • اكتشاف كائن فضائي في القارة القطبية الجنوبية
  • أصوات من غزة.. أزمة الطعام تلاحق العائدين إلى الشمال
  • السليمانية.. احتجاجات وإضراب عن الطعام (صور)