أعلنت “أدنوك” والشركة الوطنية للتبريد المركزي “تبريد” اليوم، عن بدء العمليات التشغيلية في مشروع “G2COOL”، أول مشروع لتبريد المناطق باستخدام الطاقة الحرارية الجوفية على مستوى منطقة الخليج.

ويهدف المشروع الرائد إلى خفض انبعاثات نظام تبريد المباني في “مدينة مصدر” والمساهمة في تنويع مزيج الطاقة في دولة الإمارات، كما يدعم الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050.

وتنتج محطة “G2COOL”، الماء الساخن الموجود بصورة طبيعية في جوف الأرض من خلال بئرين حراريين والذي يتم تمريره عبر نظام مبردات امتصاص لإنتاج المياه المبردَة التي تحتاجها شبكة تبريد المناطق التابعة لشركة “تبريد”.

وتلبي المياه المبردة المنتجة من الحرارة الجوفية والتي تمثل أحد مصادر الطاقة النظيفة نسبة 10% من احتياجات نظام تبريد “مدينة مصدر”.

ويستند هذا المشروع إلى مبلغ الـ 55 مليار درهم (15 مليار دولار) الذي خصصته “أدنوك” بشكل أولي لتطوير حلول منخفضة الكربون لدعم خطتها للحدّ من الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045.

وقال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في “أدنوك”، بهذه المناسبة : “يعد هذا المشروع الأحدث في استراتيجية ’أدنوك‘ التي تهدف لتوظيف التقنيات المتطورة لخفض الانبعاثات في دولة الإمارات وعمليات الشركة، كما يعتبر كذلك أول مشروع تنفذه الشركة للاستفادة من الحرارة الجوفية والتي تمثل أحد مصادر الطاقة النظيفة التي تتوفر بكثرة في دولة الإمارات”.

وأضاف: “لقد تجاوز أداء الكفاءة المبكر لمحطة ’G2COOL‘ جميع توقعاتنا، مما يثبت أن الحرارة الجوفية تعد مصدراً فعالاً وقابل للتطبيق يساهم في خفض انبعاثات نظام تبريد المباني والذي يعد واحداً من أكثر القطاعات من حيث كثافة استهلاك الطاقة في المنطقة. ونحن نتطلع إلى العمل مع شركائنا والشركات الرائدة في هذا المجال لإيجاد طرق جديدة للاستفادة من الحرارة الجوفية لدعم خطة ’أدنوك‘ لتسريع جهود الحدّ من الانبعاثات وتحقيق هدفها للحياد المناخي بحلول عام 2045”.

وتمثل خدمات تبريد المباني نسبة تصل إلى 70% من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في دولة الإمارات.

ويوفر نظام تبريد المناطق بديلاً مستداماً لأساليب التبريد التقليدية، حيث يعد أكثر كفاءة في استخدام الطاقة في عملياته القياسية بنسبة 50%.

ويمكن أن يساهم استخدام الحرارة الجوفية في عمليات تبريد المناطق في خفض الطلب على الشبكة الكهربائية لأغراض التبريد بشكلٍ كبير.

من جانبه، قال خالد عبد الله القبيسي، رئيس مجلس إدارة “تبريد”: “بالتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ ’COP28‘، تفخر ’تبريد‘ بالإعلان عن أول مشروع من نوعه لاستثمار الطاقة الحرارية الجوفية في منطقة الخليج؛ حيث أكدت دراسات مؤتمر المناخ والتقييمات العالمية صعوبة الاعتماد على التكنولوجيا الحالية وحدها في الوصول إلى الحياد المناخي”.

وأضاف : ” من هنا، ينبغي علينا التحرّك نحو تطوير أساليب جديدة تعمل على تحسين كفاءة الطاقة، والحدّ من الانبعاثات الكربونية. إنّ روح الابتكار والتعاون التي تميّزت بها ’تبريد‘ منذ تأسيسها قبل 25 عاماً، وشراكتنا المتميزة مع ’أدنوك‘ في مجال الطاقة الحرارية الجوفية، أظهرت ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والالتزام المشترك بالتطوير والابتكار. وقد أكد هذا المشروع التجريبي الرائد أن الحرارة الجوفية توفّر مصدراً متجدّداً للطاقة النظيفة يدعم عمليات تبريد المناطق في أنحاء دولة الإمارات وخارجها”.

ويقع مبنى محطة “G2COOL” داخل “مدينة مصدر”، والتي تعد مدينةً حضريةً رائدةً في مجال الاستدامة ومنطقةً حرة ومركزاً عالمياً متميزاً في قطاع الأعمال والتكنولوجيا في أبوظبي.

وبدوره، قال أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر: “يعد التبريد المستدام أحد أكبر التحديات التي تواجهنا في مدينة ’مصدر‘، ويعد إنتاج ما يعادل 10% من احتياجات نظام تبريد المباني في المدينة قفزة هائلة في رحلتنا لتحقيق الحياد المناخي. ونحن سعداء بالتعاون مع ’تبريد‘ و”أدنوك‘ في هذا المشروع للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة”.

واستناداً إلى نجاح محطة “G2COOL”، تعمل “أدنوك” أيضاً مع عدد من الشركات لزيادة مساهمة الطاقة لحرارية الجوفية في مزيج الطاقة في الدولة، وذلك من خلال استخدام أحدث تقنيات الحفر وتوليد الطاقة الكهربائية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الطاقة الحراریة الجوفیة فی دولة الإمارات تبرید المناطق هذا المشروع الجوفیة فی نظام تبرید مدینة مصدر الطاقة فی

إقرأ أيضاً:

“استهداف الجامعات الكبرى”.. كيف يضعف ترامب الاقتصاد الأميركي؟

يمانيون../
حذر موقع “سي أن أن” الأميركي من أن هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جامعات النخبة الأميركية يشكل هجوماً على أكثر المناطق تحضّراً وحيويةً من الناحية الاقتصادية في البلاد، وتهديداً مباشراً لقدرتها التنافسية على الساحة العالمية.

وأشار إلى أن هذه الجامعات البحثية كانت بمنزلة محركات للنمو في أكثر المناطق إنتاجية في الاقتصاد الأميركي، إذ أسهمت في تدفّق مستمر للاكتشافات العلمية، وخرّجت أجيالاً من الشباب المؤهلين الذين تدفّقوا إلى شركات التقنية المتطورة العاملة في مجالات الحوسبة، والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والمعدات الطبية، والتكنولوجيا الحيوية، والصناعات الدوائية وغيرها من القطاعات المتقدمة.

وأكد أن أي ضرر يلحقه بالحرم الجامعي سينعكس بالضرورة على المدن التي تقود النمو الاقتصادي الأميركي، ويضعف قدرة الولايات المتحدة على المنافسة عالمياً، ولا سيما في ظل التصاعد الحاد للتحدي الصيني في مجالات حيوية.

وأقر بأن هجوم ترامب على مؤسسات الأبحاث الرائدة يبدو شكلاً من أشكال نزع السلاح من طرف واحد.

وتشير بيانات مؤسسة “بروكينغز مترو” إلى أن 44 من بين أكثر 100 مقاطعة إنتاجية في أميركا تضم جامعة ضمن قائمة أفضل 100 جامعة حاصلة على منح فيدرالية للبحث، وأن 41 منها أيضاً تُخرّج أعداداً كبيرة من حملة الدكتوراه في مجالات العلوم والهندسة.

ورغم أن هذه المقاطعات تمثل أقل من 1.5% من إجمالي عدد المقاطعات الأميركية (نحو 3100 مقاطعة)، فإنها تُسهم بما يقارب 35% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي.

ترامب يستهدف الجامعات الأميركية
وأكد أن ترامب شرع في الآونة الأخيرة في استهداف مجموعة من أبرز الجامعات الأميركية عبر مراجعة أو تعليق أو إلغاء مليارات الدولارات من المنح الفيدرالية المخصصة لها، وشملت القائمة مؤسسات مثل كولومبيا، وهارفرد، وبرينستون، وبراون، وجامعة بنسلفانيا، وانضمت إليها جامعتا نورث وسترن وكورنيل لاحقاً.

وبحسب الموقع، جاءت هذه الإجراءات على خلفية احتجاجات طلابية ضد الحرب في غزة، إضافةً إلى الجدل حول سياسات القبول والتنوع والهجرة.

ووُجهت رسائل تحذيرية إلى 19 جامعة أخرى بشأن احتمال سحب التمويل الفيدرالي بدعوى التقصير في حماية الطلاب من “معاداة السامية”.

وخسرت جامعة جونز هوبكنز وحدها 800 مليون دولار بسبب خفض تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما تسبب في تسريح نحو 2000 موظف.

ما الذي يقلق الجامعات الأميركية؟
إلى جانب ذلك، شهدت منح المؤسسة الوطنية للعلوم تراجعاً حاداً، وفقاً للموقع، فقد تمت الموافقة على عدد أقل بنسبة 50% في أول شهرين من ولاية ترامب الثانية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وتم تقليص عدد الزمالات الممنوحة لطلبة الدراسات العليا إلى النصف.

وأضاف الموقع: “ربما كان أخطر ما أثار قلق الجامعات هو قرار “المعاهد الوطنية للصحة” في فبراير بخفض الأموال المخصصة لتغطية النفقات غير المباشرة، والتي تعتمد عليها الجامعات في صيانة المختبرات ودفع أجور الموظفين الداعمين للبحث. وعلى الرغم من صدور حكم قضائي ابتدائي يمنع تنفيذ هذا القرار، فإن الأغلبية المحافظة في المحكمة العليا قد تميل إلى إلغائه لاحقاً”.

ويُضاف إلى ذلك التوجه، ترحيل الطلاب الأجانب، حتى لمجرد التعبير عن آرائهم السياسية، ما يُضعف قدرة الولايات المتحدة على استقطاب العقول المتميزة من دول مثل الهند والصين.

مخاطر سياسات ترامب استراتيجياً
رغم التقدّم الذي أحرزه ترامب في بعض المناطق، فإن البيانات تشير إلى أن المناطق الأكثر كثافةً إنتاجاً، والتي تحتضن جامعات بحثية رائدة، لا تزال تصوت ضده بأغلبية كبيرة.

وقد حصدت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس نحو 40% من أصواتها الوطنية من 40 مقاطعة فقط من هذه المقاطعات، في حين مثّلت المقاطعات الأربع التي فاز بها ترامب 5% فقط من مجموع أصواته.

لكن الأثر الأخطر لتحركات ترامب قد لا يكون سياسياً محلياً، بل استراتيجياً عالمياً؛ فمع تحقيق الصين قفزات هائلة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، يرى بعض قادة التكنولوجيا أن هذه اللحظة تُشبه “صدمة سبوتنيك” التي حفّزت أميركا في الخمسينيات، غير أن ردّ ترامب يبدو معاكساً تماماً لما فعلته الولايات المتحدة حينها من زيادة الاستثمار في التعليم والبحث العلمي.
* المادة نقلت حرفيا من موقع الميادين نت

مقالات مشابهة

  • نجوى كرم تلتقي جمهورها في قبرص.. ليلة لبنانية مميّزة في “مدينة الأحلام”
  • أدنوك للحفر تفوز بعقد قيمته 5.99 مليار درهم لتوفير خدمات الحفر المتكاملة لـ5 سنوات
  • “استهداف الجامعات الكبرى”.. كيف يضعف ترامب الاقتصاد الأميركي؟
  • “أمين عام مجلس التعاون” يدين المخططات التي استهدفت أمن واستقرار الأردن
  • عواصف وفيضانات أوروبا دمّرت مئات المنازل وأثّرت على أكثر من 400 ألف شخص عام 2024.. تقرير كوبرنيكوس لتغير المناخ يرصد تأثير الظواهر الحرارية على القارة العجوز
  • «إي آند الإمارات» تطلق نظام فحص أبراج الاتصالات باستخدام الطائرات المسيرة
  • انطلاق منتدى الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية 2025 بالمنطقة الشرقية
  • الإمارات.. موجة حارة وأمطار متفاوتة على المناطق الشمالية
  • إي آند الإمارات تطلق نظام فحص أبراج الاتصالات باستخدام الطائرات المُسَيّرَة
  • “إعادة تشغيل تلقائية”.. تحديث أمني جديد لنظام “أندرويد”