التيار يراعي حزب الله.. حفاظا على ما تبقى من التفاهم
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
منذ بداية المعارك في جنوب لبنان، بدأ "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل مراعاة "حزب الله" والابتعاد عن الخلاف والاشتباك الاعلامي المباشر معه، اذ اعلن "التيار" اكثر من مرة وقوفه الى جانب الحزب ويخوض اشتباكا سياسيا واعلاميا مع القوى والاحزاب التي تضغط على حارة حريك من اجل تحييد لبنان عن اي اشتباك في المنطقة، وهذا ما توج في الايام الاولى للحزب بإتصال مباشر بين باسيل والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
يريد "التيار" الحفاظ على مستوى التحالف الحالي ولا يرغب بأن يستمر التدهور في العلاقة مع الضاحية الجنوبية وهو ما كان يحصل قبل المعركة بسبب الخلافات حول الاستحقاقات الدستورية الداخلية، اذ ان هدف "التيار" في الاصل من كل الخلاف السابق هو السيطرة على علاقته بالحزب وتمتينها وجعل نفسه اولوية سياسية لحليفه، وليس الطلاق الكامل كما كان يسعى بعض القياديين العونيين.
وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يريد البناء على التقاطع الدائم في القضايا الاستراتيجية مع "حزب الله" لكي يستفيد منه في السياسة الداخلية، ولعل بروز استحقاق قيادة الجيش ساهم في دفع باسيل مجددا الى حضن الحزب لكي يتمكن من استمالته لعدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا ما قد يصل ايه باسيل من دون ان يكون الحزب جزءا من معركة باسيل لملء فراغ القيادة، لكون الحزب لديه رؤية مختلفة عن رؤية "التيار" في هذا الشأن.
وترى المصادر ان باسيل قام بجهد جدي لكي يقنع قياديي"التيار" بعدم مهاجمة الحزب، خصوصا وأن الجو العام داخل قيادة "التيار" يوحي بأن هناك معارضة حقيقية لمشاركة لبنان في المعارك دفاعا عن غزة، لكن تدخل الرئيس ميشال عون بشكل حاسم في اكثر من لقاء داخلي حسم التوجه العام للتيار، بالرغم من وجود بعض الاصوات المتمايزة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزايد على مواقف جمهور الاحزاب المسيحية المعارضة للحزب.
وتقول المصادر ان "التيار" اليوم يعلم جيدا ان الحزب سيكون اقدر على فرض شروطه بعد انتهاء الحرب، وان كان لا يسعى الى الذهاب لمعركة كسر عظم، الا ان التفوق العسكري للحزب جنوب لبنان سيجعله اكثر قدرة على ايصال مرشح للرئاسة، لذا من مصلحة باسيل ان يكون جزءا من التسوية المقبلة، وان يصالح الحزب في هذه اللحظة الحساسة، لان مصالحته له في فترات الاستقرار ستبدو كأنها تنازل سياسي ضخم.
لا شك بأن المرحلة المقبلة ستعيد خلط التحالفات في لبنان خصوصا في ظل تقارب الحزب "التقدمي الاشتراكي" من "حزب الله"، وموقف غالبية النواب السنّة من المعركة القائمة الى جانب غزة وحماس ومن معها، لذلك فإن ما يقوم به باسيل من تثبيت لتموضعه السياسي سيكون له تبعات سياسية يستفيد منها الحزب ويحفظ فيها "التيار "حضوره داخل الادارة والمؤسسات الدستورية خلال العهد المقبل. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت تقارير إسرائيليّة عن نعيم قاسم؟ رسائل عديدة
حلّل الباحث والخبير الإسرائيليّ أميتسيا برعام الخطاب الأخير الذي ألقاه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أول من أمس، مشيراً إلى أنَّ الأخير أورد الكثير من الرسائل في كلامه. وذكر برعام في تحليلٍ نشرتهُ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمهُ "لبنان24" إنّ "حزب الله لديه مصلحة في إظهار القوة في حين أنه يواجه ضغوطاً داخلية بسبب النزوح الذي يشهده لبنان بفعل الحرب". وأشار برعام إلى أن الحزب يواجه ضغطاً لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن "قاسم حاول التأكيد على التزامه بسيادة لبنان من أجل الحفاظ على الدّعم"، وأضاف: "حزب الله يخشى بنداً أساسياً يمنحُ إسرائيل الشّرعية للعمل في لبنان إذا فشلت قوّات اليونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701 الصادر عام 2006". وذكر برعام أنَّ "اغتيال إسرائيل لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف قد يُعطي حزب الله سبباً لردّ فعل حاد، وقد يحاول ضرب تل أبيب مجدداً لإرسال رسالة واضحة"، وأردف: "السؤال، هو أنه كم هو عدد الصواريخ بعيدة المدى والرؤوس الحربية الموجودة لدى حزب الله؟". كذلك، قال برعام إنّ رسالة قاسم كانت واضحة وهي أن "حزب الله" وقف إلى جانب غزة بل ودفع "ديناً كبيراً" مقابلها، وأضاف: "الآن، يُشير الحزب إلى أنه يُركز على لبنان وغير مُلتزم بمواصلة التورط المُباشر بالصراعات خارج حدوده. أما على المستوى السياسي، فتشير الأمور إلى اختلافات كبيرة بين موقف قاسم وموقف الأمين العام السّابق لحزب الله حسن نصرالله. فبينما كان الأخير يتحدَّث لصالح تعاون إقليميّ أوسع، أكد قاسم على سيادة لبنان كأولوية قصوى". وتابع: "الرسالة الموجهة إلى الجمهور اللبناني والعالم الإسلامي هي أنَّ حزب الله قام بالفعل بدوره من أجل غزة، وهو الآن يركز جهوده على حماية المصالح اللبنانية". واعتبر برعام أيضاً أن موقف "حزب الله" المعلن شهد تحولاً من خلال الإشارة إلى أن الحزب لن يتردد في توجيه هجمات على أهداف مدنيّة أيضاً وعلى رأسها تل أبيب، مشيراً إلى أن الحزب في أوقاتٍ سابقة قال إنه يُهاجم أهدافاً عسكرية فقط، وأردف: "على الرغم من أن الهجمات المدنية التي شنها حزب الله قد تم تنفيذها في الماضي، إلا أن رسالة قاسم تشير إلى تغيير في الموقف الرسمي للمنظمة، الذي يعترف الآن علناً بإمكانية إلحاق أضرار متعمدة بأهداف مدنية في إسرائيل". إلى ذلك، قالت "معاريف" في تقريرٍ آخر إنّ "الجيش الإسرائيليّ يعمل حالياً لزيادة الضغط على حزب الله سواء في لبنان أو سوريا"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تحاول إلحاق أضرار بالحزب مع توسيع منطقة الهجوم عليه خارج الأراضي اللبنانية أيضاً لاسيما في سوريا وذلك لمنع نقل الأسلحة إليه عبر الأخيرة من إيران". بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "قاسم قال إن حزب الله سيستهدف تل أبيب ردا على اغتيال إسرائيل للمتحدث باسم الحزب محمد عفيف"، وأضاف: "لقد كان حزب الله استهدف تل أبيب بالفعل في أعقاب مقتل عفيف في 17 تشرين الثاني. ومع ذلك، تشير تعليقات قاسم إلى أن الحزب لا تزال تدرس الرد على الهجوم الإسرائيلي في بيروت الذي أدى إلى القضاء على كبير دعاة حزب الله". ووفقاً للصحيفة، تشير تصريحات قاسم حول حاجة إسرائيل إلى انتظار "رد" على الهجوم، إلى أن الأمين العام للحزب لا يزال يسعى إلى إدارة الحرب مع إسرائيل، وأضاف: "يحاول حزب الله إظهار أنهُ مُستعدّ لحرب طويلة مع إسرائيل وأنه على الرغم من الخسائر فإنه ليس في وضع حرج". وأوضحت الصحيفة أنّ "قاسم يقول إن لدى حزب الله قدرة على مواصلة الحرب كما أنه يسعى لإظهار أن الحزب ليس في وضعٍ حرج كما أنه قادر على اختيار كيفية وتوقيت الرد وهو لا يواجه أزمة مُلحّة".كذلك، تذكر "جيروزاليم بوست" إنَّ الحزب يُنسق بشكلٍ وثيقٍ مع إيران التي تعتقد أن الحرب الطويلة البطيئة ضد إسرائيل أفضل من الصراع القصير"، وأضافت: "تريد طهران من الحوثيين وحزب الله والمجموعات العراقية وحماس في غزة والجماعات في الضفة الغربية أن يقاتلوا إسرائيل ببطء حتى تستنفد إسرائيل قوتها". المصدر: خاص "لبنان 24"