بعد فشل الهجوم المضاد.. زيلينسكي يوجه بـ “تسريع” الدفاعات على خط المواجهة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يدفع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي لتسريع بناء التحصينات العسكرية في النقاط الرئيسية على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث زادت القوات الروسية من هجماتها في الأسابيع الأخيرة. وجاء هذا الدفع بعد أن اعترف زيلينسكي بأن الهجوم المضاد لأوكرانيا ضد روسيا لم يحقق أهدافه.
وألقى جزءا من اللوم على بطء وتيرة المساعدات العسكرية الغربية لكييف.
وقال زيلينسكي لوكالة الصحافة الفرنسية في مقابلة في منطقة خاركوف نشرت يوم الجمعة، إن بداية الشتاء تمثل “مرحلة جديدة من الحرب، وهذه حقيقة”. وعن الهجوم المضاد الصيفي، أضاف: “كنا نريد نتائج أسرع. من هذا المنظور، للأسف، لم نحقق النتائج المرجوة. وهذه حقيقة”.
وتلت تعليقات زيلينسكي يوما من زيارات إلى مواقع المواجهة في منطقة خاركوف الشرقية ومنطقة زابوريزيا الجنوبية. وكان برفقته وزير الدفاع رستم أوميروف، وتم التقاط صور لهما وهما يجتمعان في خاركوف مع قائد القوات البرية الأوكرانية والجنرال الذي يقود القوات الأوكرانية في جنوب البلاد. وكان غائبا بشكل لافت عن الصور فاليري زالوجني، القائد الأعلى الشعبي للقوات المسلحة الأوكرانية، الذي اختلف مع زيلينسكي حول التعامل مع الهجوم المضاد، وفقا لعدة أشخاص مقربين من الرئيس.
وقال زيلينسكي في خطابه يوم الخميس: “في جميع المناطق الرئيسية.. نحتاج إلى تعزيز وتسريع بناء المنشآت الدفاعية”، محددا المناطق في دونيتسك وخاركوف وسومي وتشيرنيهيف وكييف وريفنه وفولين، إلى جانب خيرسون الجنوبية، حيث ستركز الدفاعات.
وتحاول القوات الروسية الاستيلاء على ساحة المعركة قبل حلول الشتاء وقبيل إعلان الرئيس فلاديمير بوتين المتوقع أنه سيترشح لإعادة الانتخاب العام المقبل، ملقية آلاف الجنود والمدفعية الثقيلة في هجمات جديدة حول مدن شرقية مثل أفدييفكا وكوبيانسك.
وفي أفدييفكا، مدينة صناعية تقع على بعد خمسة أميال شمال غرب العاصمة الإقليمية دونيتسك التي سيطرت عليها روسيا في عام 2014، تستخدم القوات الروسية ما يسمى بتكتيكات الموجات البشرية. كما تلقي الطائرات الروسية قنابل، في حين تطلق القوات البرية صواريخ وقذائف الدبابات لمحاولة تخطي القوات الأوكرانية وحصارها.
أما عن المدينة، التي أصبحت الآن موطنا لـ 1300 نسمة فقط من سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 30000 نسمة، وفقا للسلطات المحلية، مدمرة إلى حد كبير، مع تسطيح كتل كاملة بالطريقة التي تعرضت لها المدينة المجاورة باخموت على مدار شهور من الحرب الوحشية في وقت سابق من هذا العام.
وقدر مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن روسيا نشرت ما لا يقل عن ثلاثة كتائب بآلاف الجنود في المعركة من أجل أفدييفكا، التي بدأت في 9 أكتوبر. لكن روسيا واصلت أيضا الهجمات في أماكن أخرى على طول خط المواجهة وزادت من قصف الصواريخ والطائرات بدون طيار الذي يستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا والمناطق السكنية، مع انخفاض درجات الحرارة وتغطية الثلوج معظم أنحاء البلاد.
وفي 25 نوفمبر، أطلقت روسيا أكبر هجوم لها بالطائرات بدون طيار على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل ما يقرب من عامين. وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 74 من 75 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز شاهد، بما في ذلك 66 موجهة إلى كييف. لكن القصف كان علامة مقلقة على أن روسيا ستستهدف العاصمة الأوكرانية جوا كما فعلت العام الماضي، عندما تعرضت الأحياء لساعات وأيام من انقطاع التيار الكهربائي.
وقال زيلينسكي في مقابلته: “لهذا السبب الحرب الشتوية صعبة”. ولم يعط أي إشارة إلى أن التحول الظاهر من العمليات الهجومية إلى موقف دفاعي أكثر يعني أن أوكرانيا تتخلى عن صراعها ضد عدوها العظيم.
وأكد زيلينسكي على نجاحات أوكرانيا، بما في ذلك الهجمات على أسطول روسيا البحري الأسود في القرم، الذي تعرض مقره للضرب بالصواريخ وعدة سفن خرجت من الخدمة بسبب الطائرات بدون طيار البحرية. وأبرز أيضا ممر الحبوب الذي تمكنت أوكرانيا من إنشائه حتى بعد انسحاب موسكو من اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة يضمن مرور آمن للسفن الشحن التجارية.
وتمكنت القوات الأوكرانية أيضا في الشهر الماضي من عبور نهر دنيبر والحصول على موطئ قدم صغير ولكنه هش في قرية كرينكي. ومنذ ذلك الحين تعرضوا لقصف يومي من جيش روسيا، الذي جلب تعزيزات لوقف التقدم. وقال: “انظروا، نحن لا نتراجع، أنا راض. نحن نقاتل مع الجيش الثاني في العالم، الجيش الروسي، أنا راض”. لكنه أضاف: “نحن نخسر الناس، أنا غير راض. لم نحصل على جميع الأسلحة التي أردناها، لا أستطيع أن أكون راضيا، لكني أيضا لا أستطيع أن أشكو كثيرا”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهجوم المضاد لأوكرانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المساعدات العسكرية الغربية شرق أوكرانيا فاليري زالوجني فولوديمير زيلينسكي منطقة خاركوف الحرب الروسية الأوكرانية القوات الروسية روسيا خاركوف الرئيس الأوكراني الهجوم المضاد بدون طیار
إقرأ أيضاً:
بعد المشادة التاريخية مع ترامب.. هل يرحل زيلينسكي عن الرئاسة الأوكرانية؟
ألمح مسؤولون أمريكيون أمس الأحد، إلى ضرورة رحيل الرئيس الأوكراني بعد المشادة الكلامية غير المسبوقة مع الرئيس الأمريكي.
ويبدو أن الغضب الذي خلفه الفشل الذريع للقاء الجمعة في البيت الأبيض لم يهدأ بعد.
أخبار متعلقة مقتل شخص وإصابة 5 آخرين في عملية طعن بشمال الأراضي المحتلةزلزال بقوة 4.6 درجات يضرب جزر فيجي جنوب المحيط الهادئوقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز "نحتاج إلى زعيم قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب"، في إشارة الى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل ثلاثة أعوام.
وأضاف في مقابلة مع محطة سي إن إن التلفزيونية "إذا اتضح أن الرئيس زيلينسكي لم يعد يرغب، سواء لدوافع شخصية أو سياسية، في إنهاء الحرب في بلاده، أعتقد أننا سنواجه مشكلة حقيقية".
مشادة زيلينسكي وترامب
وحصلت مشادة كلامية حادة بين ترامب وزيلينسكي أمام وسائل الإعلام في البيت الأبيض الجمعة، تعرض خلال الرئيس الأوكراني لاتهامات بعدم احترام الولايات المتحدة وعدم الامتنان لجهودها لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو.
وألغي بنتيجة ذلك توقيع اتفاق بشأن استثمار واشنطن للمعادن الأوكرانية.
وتعتبر واشنطن أن اتفاقا كهذا سيربط مصير البلدين، وبالتالي يردع روسيا عن أي هجوم جديد ضد أوكرانيا. لكن زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية صريحة.
وكان الرئيس الأمريكي كتب الأحد منشورًا على منصته "تروث سوشال" قال فيه إنه "من الآن فصاعدا، لن يكون أمام زيلينسكي من خيار سوى التراجع وقبول الشروط التي وضعها ترامب".
وكان ترامب وصف الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي بأنه "دكتاتور" مشككا بذلك في شرعيته الديموقراطية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زيلينسكي: دعم ترامب حيوي لأوكرانياتغيير "السلوك"
وأكد رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الأحد أن "شيئا يجب أن يتغير".
وقال لمحطة إن بي سي "إما أن يعود (زيلينسكي) إلى رشده وإلى طاولة المفاوضات مع الامتنان، أو على شخص آخر تولي رئاسة البلاد للقيام بذلك".
وعقب المشادة الكلامية، قال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب بدوره من ترامب، إن "على زيلينسكي أن يغير موقفه بشكل جذري أو أن يرحل".
وتحدث والتز عن "فرصة كبيرة ضائعة" مؤكدا أنه "صدم" لوقوع المشادة ولسلوك زيلينسكي.
وأوضح أن ذلك أثار لديه شكوكا حول رغبة زيلينسكي "في أن يكون يوما مستعدا للتفاوض مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" أو "لإنهاء هذه الحرب". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زيلينسكي: دعم ترامب حيوي لأوكرانيا
كمين لزيلينسكي!
ورفض والتز أي حديث عن نصب "كمين" للرئيس الأوكراني من قبل ترامب ونائبه جاي دي فانس، وأكد مجددا أن على أوكرانيا أن تقدم "تنازلات حول الأراضي" لإنهاء الحرب مع روسيا.
وأضاف أنه سيكون على "أوروبا إعطاء ضمانات أمنية"، في وقت اجتمع حلفاء كييف في لندن الأحد بحضور زيلينسكي.
ورد زيلينسكي ساخرا ومقترحا منح السناتور ليندساي غراهام "الجنسية الأوكرانية".
وقال خلال مقابلة مع وسائل إعلام بريطانية الاثنين "سيكون لصوته وقع أكبر وسأبدا بالإصغاء إليه بصفته مواطنا أوكرانيا لمعرفة من ينبغي ان يكون رئيسا".
وأكد "نظرا إلى ما يحدث، ونظرا إلى الدعم، فإن استبدالي ببساطة لن يكون بهذه السهولة" مضيفا "لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدا بعض الشيء"..
واقترح الرئيس الأوكراني الذي جعل من حصول بلده على ضمانات أمنية أولية مطلقة، مرة جديدة التخلي عن منصبه في مقابل انضمام اوكرانيا غلى حلف شمال الأطلسي. وقال "إذا حصلنا على حلف شمال الأطلسي وانتهت الحرب، فهذا يعني أنني أنجزت مهمتي".
وفي الولايات المتحدة، أعربت شخصيات أخرى بينهم نواب جمهوريون عن استيائهم للدعوات إلى استقالة زيلينسكي.
وقال السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد لمحطة إن بي سي "بصراحة، سيؤدي ذلك إلى اغراق أوكرانيا في حال من الفوضى".
صدمة في أوروبا
وأحدث توجه دونالد ترامب نحو روسيا بعدما اجرى مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين في 12شباط/فبراير، صدمة في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
ووصف الخبير ماكس برغمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، ما حدث الجمعة بأنه "يوم حزين" في العلاقات عبر الأطلسي، ورأى أنه "من الواضح أن هذا يثير تساؤلات حول مستقبل أوكرانيا ولكن أيضا مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
من جهته أكد إيلون ماسك مستشار ترامب ، في منشور على منصة اكس مساء السبت، أنه "يؤيد" ما نشره أحد المؤثرين وقال إن "الوقت قد حان للانسحاب من الناتو والأمم المتحدة".