عاجل : تفاصيل تُنشر لأوّل مرّة والمخفي أعظم .. حماس كانت تملك معلومات دقيقة عن كل شيء بـإسرائيل
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
سرايا - السابع من أكتوبر، يوم الاجتياح الفلسطيني للأراضي المغتصبة في محيط غلاف غزة، ويوم أعظم انتصار عسكري ستدونه كتب التاريخ على "إسرائيل".
ما فعلته المقاومة في عملية "طوفان الأقصى" زلزل المحتل، واظهر للعالم بأسره مدى هشاشة هذا الجيش الذي انهارت معسكراته خلال ساعات معدودة في السابع من أكتوبر، كما لا يزال العديد من الاسرار لم تعلم لغاية الآن عما حدث في ذلك اليوم.
ومن بعض الاسرار التي كشفتها مصادر عسكريّة وأمنيّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، فقد زعمت المصادر، أنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) كانت لديها الخطّة التفصيليّة لهجوم حركة (حماس) في السابع من تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، ولكن في قيادة المنطقة الجنوبيّة تأصلت الرؤية بأنّ التنظيم “الإرهابيّ” ليس قادرًا على تفعيل أكثر من سبعين عنصرًا من قوّات النُخبة، وأكثر من ذلك فإنّ (حماس) أوهن من إرسال ثلاثة آلاف فدائيّ لتنفيذ العملية، على حدّ تعبيرها.
وكشفت المصادر عينها، بحسب تقريرٍ أعدّه المُحلِّل للشؤون الاستخباراتيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، رونين بيرغمان، كشفت النقاب عن أنّه بحوزة (حماس) كانت معلوماتٍ سريّةٍ للغاية عن الكيان، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّه يتحتَّم على جيش الاحتلال فحص هذه القضية بشكلٍ أساسيٍّ، والتوصّل لمعرفة كيفية تسرّب هذه التفاصيل السريّة لحماس، على حدّ تعبيرها.
عُلاوة على ذلك، شدّدّ المُحلِّل الصهيوني على أنّ الضابطة في الوحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة، والتي حاولت مرارًا وتكرارًا التحذير من أنّ حماس مرتدعةً ولن تقوم بشنّ هجومٍ ضدّ جنوب الدولة العبريّة، قوبلت بالرفض التّام من قبل القادة، وفي السابع من أكتوبر تبينّ أنّها حاولت قرع أجراس الإنذار، ولكن أحدًا لم يُصغِ إليها، طبقًا للمصادر في تل أبيب.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح المحلل بيرغمان أنّه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الفائت، تمّ تنظيم يومًا دراسيًا حول (توقعات الحرب القادمة في غزّة)، حيثُ شارك فيه جميع قادة اللواء الجنوبيّ بجيش الاحتلال، بالإضافة إلى ضيوفٍ من الشاباك والموساد وآخرين، حيث تمّ خلاله عرض تقريرًا مفصلاً عن الحرب القادمة ضدّ (حماس)، العدوّ الرئيسيّ في الجنوب، وعكف على إعداده قائد المخابرات بالجيش.
وتبينّ من التقرير الذي عُرِضَ على المُشاركين أنّ وحدة (النُخبة)، وهي القوّة الخاصّة بحماس، تشمل 24 سريّة، وكلّ سريّةٍ فيها بين 90 حتى 130 مقاومًا، بكلماتٍ أخرى، قال التقرير، إنّ (حماس) تُعِّد بين 2100 مقاتلٍ حتى 3100 مدرّبين جدًا من أجل مهاجمة إسرائيل.
وشدّدّ المُحلِّل على أنّه من المفترض أنّه خلال السنوات الماضية قامت (حماس) بإعداد كميةٍ كبيرةٍ من الخطط العملياتيّة، والتي تشمل جميعها هدفًا واحدًا: اجتياح واسع النطاق لإسرائيل، القضاء كليًّا على فرقة غزّة بجيش الاحتلال، السيطرة على أكبر عددٍ من المُستوطنات المتاخمة للجدار مع غزّة، بالإضافة إلى مناطق أخرى في جنوب الكيان، وخلال العملية قتل واختطاف أكبر عددٍ من المستوطنين والجنود، كما جاء في إحدى الوثائق التي أعدّتها شعبة الاستخبارات العسكريّة بالاحتلال.
وأوضح المُحلِّل أيضًا أنّ كبار الاختصاصيين والخبراء في الجيش، الذين اطلعوا على خطّة (حماس) وصفوها بالمتطورة، الذكيّة والمُعقدّة والكبيرة، ولكن في الوقت عينه أنّها تحمل في طيّاتها الكثير من المخاطر، لافتًا إلى أنّ فحص التاريخ العسكريّ لم يجِد لها مثيلاً من قبل تنظيماتٍ “إرهابيّةٍ” إلّا في فيتنام عندما قام الثوّار الشيوعيين بمهاجمة الجيش الفرنسيّ بدءًا من آذار (مارس) 1954، الأمر الذي أدّى إلى تورّط الأمريكيين في الحرب وتغيير مسار التاريخ.
وتابع المُحلِّل أنّ التاريخ في "إسرائيل" تغيّر: وبحسب المصادر التي اعتمد عليها فإنّ شعبة الاستخبارات الإسرائيليّة حصلت على خطّة (حماس) لمهاجمة "إسرائيل"بشكلٍ تفصيليٍّ، لافتًا إلى أنّ تفاصيل الخطّة تثير القلق العميق بسبب الكمّ الهائل الموجود لدى (حماس) عن "إسرائيل" بشكلٍ عامٍّ، وعن قيادة المنطقة الجنوبيّة بجيش الاحتلال بشكلٍ خاصٍّ.
وبالإضافة إلى ذلك، ظهر أنّه لدى (حماس) معلومات مهمّة وسريّة عن الجدار الذي أقامته "إسرائيل" على الحدود مع غزّة، عن مواقع جيش الاحتلال، وسائل الأسلحة وعتاد القتال، عدد القوّات وكيفيّة تنظيمها، وأيضًا مراكز الاتصالات التابعة لجيش الاحتلال، موضحًا أنّ (حماس) كانت تعلم كثيرًا ممّا توقّعوا بالجيش الإسرائيليّ.
وخلُص المُحلِّل إلى القول إنّه على الرغم ممّا كلّ ما ذُكِر، فإنّ التصوّر والمفهوم في الجيش الإسرائيليّ حول قوّة (حماس) وشجاعة خططها، لم يتغيّرا بتاتًا، بل واصل قادة المنطقة الجنوبيّة التمسّك بالنظريّة القائلةً إنّ (حماس) ليست قادرةً على إرسال أكثر من سبعين مقاتلاً لاجتياح إسرائيل، وهذا الأمر يُمكِن علاجه عسكريًا بشكلٍ سهلٍ.
ربّما، ومرّةً أخرى ربّما، ما زالت إسرائيل، قيادةً وشعبًا تعيش على الأطلال، وتعتمِد على مقولة رئيس الوزراء الأسبق، العنصريّ والمُجرِم يتسحاق شامير، الذي أرسى مقولته غيرُ المأثورة بأنّ البحر هو نفس البحر، والعرب هم نفس العرب.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : أستاذ شريعة لسرايا: "آية لو فُهمت بشكل صحيح لحُقق النصر على اليهود"إقرأ أيضاً : الأمراض المعوية تضرب جنود الاحتلال .. وإيقاف التوغل البري مسألة وقت لا أكثر !إقرأ أيضاً : خبير أمن المعلومات حسين الجدي لـ"سرايا": 70% من أجهزة الإعلاميين والناشطين في الأردن مخترقة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال قيادة المنطقة الاحتلال الدولة شهر الثاني قيادة المنطقة الاحتلال المنطقة رئيس الوزراء سرايا قيادة المنطقة الأردن اليوم الدولة أمن غزة الاحتلال الثاني حسين رئيس الوزراء شهر السابع من الم حل من الم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة عن تطورات مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، لكن هناك اتفاق على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.
ونقل رونين بيرغمان خبير الشئون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسئول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس قوله، إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرفان بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، مما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21" أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب سيقول أن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
واستدرك بالقول إنه "في ذلك الوقت لم يكن الاحتلال موجودا على الإطلاق في مراكز مدن قطاع غزة، مع أن الاتفاق في حينه هدف لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، لكنه تحدث عن صفقة جزئية، تشمل إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، دون حديث عن الجزء الثاني من الصفقة، ثم أضافت إسرائيل كومة العقبات الخاصة بها، وتوقفت المفاوضات".
وأوضح، أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، مما يدفع للحركة بالحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات الإفراج عنهم".
كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقائهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء" وفق التعريف الإسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، مما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".