تساءلت صحيفة "ليبيراسيون" (Liberation) الفرنسية عن الأسباب التي تقف وراء عدم إطلاق سراح الشرطي الذي تسبب في مقتل الشاب الفرنسي من أصول جزائرية نائل، وهو ما فجّر احتجاجات أشعلت شوارع مدن فرنسية عديدة رفضا لعنف الشرطة.

وقالت الصحيفة إن قضاة غرفة التحقيق في محكمة استئناف فرساي برروا استمرار احتجاز الشرطي "فلوريان.

م" بالإشارة إلى خطر اندلاع أعمال شغب جديدة، وأخذوا بالاعتبار التهديدات التي تلقي بثقلها.

ويعد عدم الإفراج عنه -حسب القضاة- إجراء سيمثل سابقة عدلية، وستكون له عواقب في المستقبل على الأمن العام لم يسبق لها مثيل.

وفي السادس من يوليو/تموز الحالي درست غرفة التحقيق في محكمة استئناف فرساي طلب الإفراج عن "فلوريان. م"، وأكدت استمرار سجنه.

وكان الشرطي "فلوريان. م" قد طعن في استمرار وضعه رهن الاعتقال السابق للمحاكمة، وذلك في 29 يونيو/حزيران الماضي بعد خروجه من سجن لاسانتي بالعاصمة باريس.

Pourquoi la justice a maintenu en prison le policier qui a tué #Nahel

Les magistrats justifient leur décision pour éviter, entre autres, que sa libération ne déclenche de nouvelles révoltes des quartiers populaires. https://t.co/pSP5PdSjBn

— Libération (@libe) July 11, 2023

قرار وتبرير

ومن بين الأمور الأخرى التي اعتمدها القضاة لتبرير قرارهم التأكيد على أن إطلاق سراح الشرطي قد يؤدي إلى إشعال فتيل انتفاضات جديدة في أحياء الطبقات الكادحة.

كما أكد القضاة أن قرارهم يستند أيضا إلى الضغوط التي يمكن أن يمارسها ضابط الشرطة الذي يخضع للتحقيق، مشيرين إلى أنه بريء في هذه المرحلة مثل أي متهم حتى تثبت إدانته.

ويشير القضاة المشرفون على هذه القضية إلى ضرورة التحقيق بدقة لمنع أي خطر لتداخل المعلومات التي أدلى بها كل من الشرطي "فلوريان. م" وزميله "جوليان. ل"، وذلك بسبب بعض "التناقضات بين روايتهما".

وأوضح القضاة أيضا أن بعض جلسات الاستماع لم تسمح خلال الأيام الأولى للتحقيق بتحديد أي من الشرطييْن كان يصرخ "ستتلقى رصاصة في الرأس"، والأمر ذاته كان قد ذكره المحققون.

وبحسب ملاحظات غرفة التحقيق، فإن "الشرطييْن ليس لديهما التصريحات ذاتها بشأن سلوك السائق نائل، حيث يؤكد الشرطي "جوليان. ل" أنه وقبل إطلاق النار مباشرة كان يخشى التعرض للضرب على الرغم من أنه كان يقف في الجانب"، مشيرا إلى أن نائل "كان يضع يده على المقود بطريقة تحرك عجلات القيادة على يساره".

في المقابل، لم يذكر الشرطي المتهم بالقتل هذا المعطى، مشيرا فقط إلى أن الشاب المراهق قد "قام بالإيماء".


حكم وخلاصة

ويخلص الحكم القاضي بالإبقاء على الشرطي "فلوريان. م" رهن الاعتقال لمنعه من ممارسة أي ضغط من أي نوع على زميله "جوليان. ل" وعلى جميع شهود العيان في مكان الحادث.

كما أشار القضاة إلى حماية ضابط الشرطة المعني لتبرير استمرار احتجازه، ولفتوا إلى أنه من الواضح أن هذه الحقائق أثارت إحساسا قويا بالعداء تجاه ممثلي السلطة العامة، ولا سيما رجال الشرطة.

وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن نشر المعلومات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي مثل العنوان الدقيق لـ"فلوريان. م" من شأنه أن يشكل تهديدا حقيقيا لسلامته الجسدية وسلامة أسرته.

وبالنسبة للقضاة فقط فإن اعتقال "فلوريان. م" ووضعه في الحبس الانفرادي -كما أمر قاضي الحريات والحبس- هما ما سيمنعان مثل هذه المخاطر.

يشار إلى أن وفاة نائل في27 يونيو/حزيران الماضي في منطقة نانتير أثارت اشتباكات مع عناصر الأمن امتدت إلى مدن أخرى في جميع أنحاء فرنسا، وأحيت مشاعر الغضب وعدم الثقة في الشرطة، وجاءت بعد أن قُتل 13 شخصا العام الماضي بسبب رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

كما أدت هذه الحادثة -التي هزت الشارع الفرنسي- إلى تسليط الضوء على الأحياء الشعبية في الضواحي والظروف الصعبة التي تواجه ساكنيها، خاصة الشباب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

هآرتس: لماذا تغطي الشرطة الإسرائيلية أعين المشتبه بهم العرب؟

قالت صحيفة هآرتس إن الفترة القصيرة التي تولى فيها إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن القومي فقدت فيها الشرطة طريقها، مشيرة إلى الممارسة المهينة المتمثلة في تغطية عيون المعتقلين بقطعة قماش.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم عميد الشرطة السابق إران كامين- أن بن غفير نشر صورة، تم تداولها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي، لمدرّسة أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2024، تم اعتقالها بمدينة طمرة شمال إسرائيل للاشتباه بها في التحريض، وهي في عربة لنقل الأرز وعيناها معصوبتان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجلة نيوزويك: مرتزقة من دولة في الناتو متورطون بحرب الكونغو الديمقراطيةlist 2 of 2شهادات ناجين من هجوم الغوطة الكيميائيend of list

وقال قائد المنطقة الذي اعتقلها في مقابلة إعلامية إنه لا يتذكر هل سلطة عصب العينين موجودة بموجب القانون أم تطلب لها الموافقة، علما أنه لا يوجد مثل هذا القانون وقال "إنني أمارس حكمي كقائد بناءً على خطورة الجريمة. وأنا أخبر ضباط الشرطة بما يجب عليهم فعله بالضبط".

وتساءلت الصحيفة من أين يستمد هذا القائد السلطة إذا لم يكن هناك ترخيص لا في القانون ولا في لوائح الشرطة، وتساءلت أيضا إذا كانت خطورة الجريمة هي التي تقتضي استخدام عصابة العينين، فلماذا تستخدم مع العرب المشتبه في إخلالهم بالنظام العام لا مع اليهود الذين يرتكبون جرائم خطيرة؟

إعلان

 

ثقافة التبييض

وتعامل قادة الشرطة بشكل متأخر ومتناقض مع حكم قائد المنطقة، بعد نحو شهر من إلقاء القبض على المعلمة وتعصيب عينيها، أعدت وحدة الدوريات التابعة لقسم العمليات في الشرطة توجيها يقول إن العصابات التي تغطي العينين شكل من أشكال استخدام القوة، وبالتالي لا يمكن استخدامها إلا في الحالات القصوى.

وتابع التوجيه أنه سيتم السماح باستخدام العصابات على العينين عندما يشكل المعتقل تهديدا ولا يمكن تحقيق غرض الاعتقال بأي طريقة أخرى، وقالت أيضا إنه لا ينبغي استخدام العصابات على أعين النساء دون موافقة ضابط كبير، ولكنها بدلا من اتخاذ إجراءات تأديبية ضد قائد المنطقة، اكتفت بهذا التوضيح.

وعلق الكاتب بأنه لا أحد -ولا حتى حكماء الشرطة- سيتمكن من تبرير حجة قائد المنطقة بشأن خطورة الجريمة، وتساءل ما هو الخطر الذي يمنعه تعصيب عيني المعتقل، وقال متهكما ما الذي يخشاه قائد المنطقة وقيادات الشرطة على وجه التحديد؟ أهو أن يتمكن المعتقل من تنويمهم مغناطيسيا أم ممارسة السحر عن طريق توسيع حدقة عينه، أم أنهم يسعون لمنع النظرة الثاقبة التي يسأل فيها المعتقل بصمت عن سبب اعتقاله؟

وخلص الكاتب إلى أن إدخال السمات المميزة للعمليات العسكرية في تعامل الشرطة مع الجرائم الجنائية العادية يعد علامة سيئة لكل من الشرطة والديمقراطية، وأوضح أن اكتفاء الشرطة بإصدار توجيه مرتجل وتغيير أنظمتها بدلا من إطلاق إجراءات تأديبية، دليل على ثقافة التبييض، خاصة أن استخدام العصابات أثناء الاعتقالات مخصص للمجتمع العربي، ويرمي إلى إسعاد وزير عنصري، لا أكثر.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: لماذا تغطي الشرطة الإسرائيلية أعين المشتبه بهم العرب؟
  • القضاء الفرنسي ينتصر للإتفاق الفلاحي المغربي الأوربي ويحبط مناورات نقابة موالية للبوليساريو
  • القضاء يصدر قرارا جديدا بشأن المضاربات التي تحصل في عملية إزالة الشيوع
  • عيد الشرطة.. لماذا 25 يناير؟
  • السجن وليس الجيش.. الحريديم يتظاهرون رفضا للتجنيد
  • لبنان..عون: مكافحة الفساد واستقلال القضاء مهمة أساسية في عهدي
  • صدور قرار رئيس مجلس القضاء رقم (81) بنقل عدد من القضاة
  • الموروث الشرطي يعيد تاريخ الشرطة القديم بقصر الحصن
  • صدور قرار رئيس مجلس القضاء بنقل عدد من القضاة
  • معلقًا على محاكمة السنوسي.. زيدان: القضاة في طرابلس يواجهون ضغوطًا كبيرة من الجماعات المسلحة والمتطرفة