لماذا تحفّظ القضاء الفرنسي على الشرطي قاتل نائل في السجن؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
تساءلت صحيفة "ليبيراسيون" (Liberation) الفرنسية عن الأسباب التي تقف وراء عدم إطلاق سراح الشرطي الذي تسبب في مقتل الشاب الفرنسي من أصول جزائرية نائل، وهو ما فجّر احتجاجات أشعلت شوارع مدن فرنسية عديدة رفضا لعنف الشرطة.
وقالت الصحيفة إن قضاة غرفة التحقيق في محكمة استئناف فرساي برروا استمرار احتجاز الشرطي "فلوريان.
ويعد عدم الإفراج عنه -حسب القضاة- إجراء سيمثل سابقة عدلية، وستكون له عواقب في المستقبل على الأمن العام لم يسبق لها مثيل.
وفي السادس من يوليو/تموز الحالي درست غرفة التحقيق في محكمة استئناف فرساي طلب الإفراج عن "فلوريان. م"، وأكدت استمرار سجنه.
وكان الشرطي "فلوريان. م" قد طعن في استمرار وضعه رهن الاعتقال السابق للمحاكمة، وذلك في 29 يونيو/حزيران الماضي بعد خروجه من سجن لاسانتي بالعاصمة باريس.
Pourquoi la justice a maintenu en prison le policier qui a tué #Nahel
Les magistrats justifient leur décision pour éviter, entre autres, que sa libération ne déclenche de nouvelles révoltes des quartiers populaires. https://t.co/pSP5PdSjBn
— Libération (@libe) July 11, 2023
قرار وتبريرومن بين الأمور الأخرى التي اعتمدها القضاة لتبرير قرارهم التأكيد على أن إطلاق سراح الشرطي قد يؤدي إلى إشعال فتيل انتفاضات جديدة في أحياء الطبقات الكادحة.
كما أكد القضاة أن قرارهم يستند أيضا إلى الضغوط التي يمكن أن يمارسها ضابط الشرطة الذي يخضع للتحقيق، مشيرين إلى أنه بريء في هذه المرحلة مثل أي متهم حتى تثبت إدانته.
ويشير القضاة المشرفون على هذه القضية إلى ضرورة التحقيق بدقة لمنع أي خطر لتداخل المعلومات التي أدلى بها كل من الشرطي "فلوريان. م" وزميله "جوليان. ل"، وذلك بسبب بعض "التناقضات بين روايتهما".
وأوضح القضاة أيضا أن بعض جلسات الاستماع لم تسمح خلال الأيام الأولى للتحقيق بتحديد أي من الشرطييْن كان يصرخ "ستتلقى رصاصة في الرأس"، والأمر ذاته كان قد ذكره المحققون.
وبحسب ملاحظات غرفة التحقيق، فإن "الشرطييْن ليس لديهما التصريحات ذاتها بشأن سلوك السائق نائل، حيث يؤكد الشرطي "جوليان. ل" أنه وقبل إطلاق النار مباشرة كان يخشى التعرض للضرب على الرغم من أنه كان يقف في الجانب"، مشيرا إلى أن نائل "كان يضع يده على المقود بطريقة تحرك عجلات القيادة على يساره".
في المقابل، لم يذكر الشرطي المتهم بالقتل هذا المعطى، مشيرا فقط إلى أن الشاب المراهق قد "قام بالإيماء".
حكم وخلاصة
ويخلص الحكم القاضي بالإبقاء على الشرطي "فلوريان. م" رهن الاعتقال لمنعه من ممارسة أي ضغط من أي نوع على زميله "جوليان. ل" وعلى جميع شهود العيان في مكان الحادث.
كما أشار القضاة إلى حماية ضابط الشرطة المعني لتبرير استمرار احتجازه، ولفتوا إلى أنه من الواضح أن هذه الحقائق أثارت إحساسا قويا بالعداء تجاه ممثلي السلطة العامة، ولا سيما رجال الشرطة.
وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن نشر المعلومات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي مثل العنوان الدقيق لـ"فلوريان. م" من شأنه أن يشكل تهديدا حقيقيا لسلامته الجسدية وسلامة أسرته.
وبالنسبة للقضاة فقط فإن اعتقال "فلوريان. م" ووضعه في الحبس الانفرادي -كما أمر قاضي الحريات والحبس- هما ما سيمنعان مثل هذه المخاطر.
يشار إلى أن وفاة نائل في27 يونيو/حزيران الماضي في منطقة نانتير أثارت اشتباكات مع عناصر الأمن امتدت إلى مدن أخرى في جميع أنحاء فرنسا، وأحيت مشاعر الغضب وعدم الثقة في الشرطة، وجاءت بعد أن قُتل 13 شخصا العام الماضي بسبب رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.
كما أدت هذه الحادثة -التي هزت الشارع الفرنسي- إلى تسليط الضوء على الأحياء الشعبية في الضواحي والظروف الصعبة التي تواجه ساكنيها، خاصة الشباب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمير القصيم يزور عددًا من القضاة والمشايخ ويهنئهم بحلول شهر رمضان
زار صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أمس عددًا من أصحاب الفضيلة القضاة والمشايخ في منازلهم بالمنطقة.
وهنّأهم سموه خلالها بحلول شهر رمضان، سائلًا الله أن يجعله شهر خير وبركة على المملكة وقيادتها وشعبها، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يعين الجميع على صيامه وقيامه، وأن يديم على الوطن نعمة الأمن والإيمان، ويحفظها من كل مكروه، وأن يعيد هذا الشهر على الأمة الإسلامية وهي في اجتماع كلمتها وتوحد صفها وصلاح حالها وأحوالها.
وقد بادل أصحاب الفضيلة سمو أمير القصيم التهنئة، معربين عن تقديرهم لهذه الزيارة التي اعتادوها من سموه في كل مناسبة، ومؤكدين أنها تعكس عمق العلاقة بين القيادة والعلماء، وحرص سموه على تعزيز التواصل مع رجال العلم والقضاء.
يذكر أن زيارة سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل قد شملت كلًا من رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم فضيلة الشيخ صالح المطرودي، والمشرف العام على لجنة إصلاح ذات البين فضيلة الشيخ إبراهيم الحسني، وإمام جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة بريدة الشيخ عبدالله القرعاوي.