الشعور بالوحدة عند غياب الأصدقاء.. كيف نتجاوزه؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يحتاج الجميع للشعور بالحب والصداقة، لكن في بعض الأحيان يجد كثيرون أنفسهم غير قادرين على تكوين صداقات جديدة أو حتى الحفاظ على الصداقات الموجودة بالفعل؛ بسبب الظروف الاجتماعية مثل الانتقال من مكان لآخر، أو بسبب بعض الصفات الشخصية مثل الخجل والانعزالية أو القلق الاجتماعي.
فكيف يمكن التغلب على مشاعر العزلة والاستمتاع بالوحدة، حتى عند غياب الأصدقاء، أو بسبب اختيار الشخص للوحدة.
رغم أن البشر كائنات اجتماعية جبلوا على التواصل مع الآخرين، فإنه من المهم أن يتعلم الإنسان كيفية تقدير الوقت الذي يقضيه بمفرده؛ لأنه يمكن أن يكون فرصة للتعرف على النفس بصورة أفضل وتعلم الاستمتاع بالأنشطة الفردية، بالإضافة إلى تبني بعض ممارسات الرعاية الذاتية التي تضفي السعادة على الشخص حتى أثناء الوحدة، وفق منصة "هيلث لاين".
وقبل الدخول في تفاصيل وطرق العثور على السعادة، ينبغي التفريق بين أن يكون الشخص وحيدا مكانيا وبين أن يشعر بالوحدة والانفصال عمن حوله رغم أن أنه محاط بالعائلة والأصدقاء، مما يرسخ داخله المشاعر المؤلمة.
تقول فرجينيا توماس أستاذ علم النفس المساعد في كلية ميدلبري: إن شعور الشخص بالعزلة يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان اختارها أم فرضت عليه. فالأشخاص الذين اختاروا العزلة بإرادتهم لأنهم ممتلئون بأفكارهم ولديهم الكثير ليفعلوه في وحدتهم، يختلف منظورهم للوحدة عن هؤلاء الذين فُرضت عليهم العزلة وينظرون إليها كعقاب.
وتظهر معظم الأبحاث أن العزلة تصبح خيارا شخصيا كلما تقدم الناس في العمر، حيث يسيطر الشخص على وقته وتصبح أهدافه محددة بسبب تطور مهاراته المعرفية والعاطفية، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ورغم أنه من السائد أن الانطوائيين فقط هم من يستمتع بالعزلة، لكن من وجهة نظر توماس فإن أي شخص يمكنه الاستمتاع بالعزلة إذا تمكن من استغلالها جيدا وقرر ما الذي يريده من وقته سواء أكان الاستمتاع بالأنشطة الإبداعية أو حتى البقاء هادئا دون أن يكون مطالبا بشيء ما، حيث إن للعزلة تأثيرا مهدئا للعقول، الأمر الذي لا يدركه الأشخاص الذين يربطون الوحدة بالملل أو القلق.
لكن لماذا لا يمكن للبعض تكوين صداقات جديدة أو حتى الحفاظ على الصداقات القديمة؟
أصبح هذا التساؤل مصدر قلق لعدد كبير من الناس خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ووجدت إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجرتها إحدى شركات الاستطلاع أن 22% من جيل الألفية أفادوا بأنه ليس لديهم أصدقاء.
ووفقا لأخصائية علم النفس السريري جيسيكا أرميلو، هناك العديد من الأسباب التي تجعل الشخص يواجه صعوبة في تكوين الصداقات، ومنها القلق الذي يسيطر على بعض الأشخاص بدرجات مختلفة عند مقابلة أشخاص جدد بسبب الخوف من الرفض أو أحكام الآخرين، وهو ما يمنعهم من التواصل الجيد مع من حولهم ويعزز عزلتهم، حسب قولها لمنصة "فري ويل مايند".
وهناك أسباب أخرى تمنع تكوين الصداقات، ربما لا نضعها في الاعتبار رغم أنها شائعة ويمكن حلها ببعض الترتيب، ومنها أن يكون الشخص منشغلا للغاية بحياته العملية، أو أن تكون امرأة منشغلة للغاية بحياتها الاجتماعية ومتطلبات الأسرة، وهو ما يدفعهم لإهمال الصداقة لأجل أولويات أخرى، حسب تقرير نشرته منصة "تشوسينغ ثيربي".
الصداقات الحقيقية تتطلب مجهوداوبحسب منصة "هابينيس" يتطلب تكوين الصداقات الحقيقية التواصل بين الشخصين وبذل بعض المجهود. ربما يتمكن البعض من ذلك لبعض الوقت، لكن لن تستمر صداقة حقيقية دون مجهود ورغبة صادقة؛ لأن الصداقة ثمرة بطيئة النضج، كما قال أرسطو.
وكشف الباحث جيفري هول في دراسة نشرت في مجلة العلاقات الشخصية والاجتماعية تعزز هذا الرأي، أن انتقال شخص من مرحلة التعارف إلى مرحلة الصداقة يتطلب قضاء ما يقرب من 50 ساعة معه، أما انتقاله إلى فئة الصديق المقرب يتطلب ما يقرب من 300 ساعة من البقاء معا في أوقات متباينة وأنشطة مختلفة.
ويبين موقع "بيتر هيلث" أن هناك مرحلة ما قبل الصداقة يمكن أن يطلق عليها التحضير للصداقة، حيث لا يمكن لشخص ما تكوين صداقات فقط لأنه يرغب في ذلك، لكن ينبغي أن يسعى للصداقة مع الأشخاص المناسبين وتقبل احتمالات الرفض. وإذا استطاع الشخص تقبل هذا الاحتمال سيتجاوز حاجزا كبيرا يبقيه وحيدا.
ويمكن أن يبتعد الأصدقاء المحتملون في بدايات الصداقة لعدة أسباب، منها: مطالبتهم بتبني مواقفنا ومعتقداتنا دون احترام الاختلاف، أو حتى مشاركة الأسرار العميقة منذ اللحظة الأولى.
وقد يظن البعض أن هذه المشاركة العميقة توطد الصداقة سريعا، لكنها على العكس تشعرهم بالقلق، وأنهم يتحملون مسؤولية صداقة لم تبدأ بعد، لذا كن هادئا وصبورا، واجعل العلاقة تكتسب بعض الثقل قبل أن تشارك الأسرار والقضايا الأهم في حياتك.
بناء الثقة والماضي المشتركبما أن الصداقة تبدأ صغيرة ثم تكبر مع الوقت، فغالبا ما يكون الأصدقاء بحاجة إلى إثبات الثقة في الأمور الصغيرة، ولهذا الغرض تنصح منصة "سوشيال سيلف" بما يلي:
الحضور في الوقت المحدد. عدم تجاهل المواعيد دون اعتذار. عدم المقاطعة أثناء الحديث. الاهتمام أثناء الاستماع. وبعد ذلك تأتي مرحلة بناء ذكريات مشتركة.لذا تأكد من تواجدك بجوار أصدقائك في الأحداث الحياتية المهمة سواء أكانت أحداثا سعيدة أو حزينة، ولا تعول دائما على أن الأصدقاء سيقدرون انشغالك عنهم. ربما يقدرون ذلك؛ لكنهم ينشغلون عنك أيضا؛ فتنتهي الصداقة قبل أن تبدأ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
9 أشياء تكشف معلومة مهمة عن عقلك
#سواليف
أحياناً يُنظر إلى #التقاعد على أنه #وقت_للهدوء_والاسترخاء. فيما يعتبر البعض أن المتقاعدين يبدأون أحياناً في فقدان العديد من مهاراتهم وقدراتهم الذهنية.
لكن دراسة جديدة بينت أنه في حال كان المتقاعد يحتفظ بذكريات معينة يفقدها الكثيرون مع مرور الوقت، فلا شك أن عقله بات أكثر حدة، وفق ما نقل موقع Daily Motivation New.
وفيما يلي 9 أشياء إذا كان الشخص لا يزال يتذكرها، فهذا يعني أن عقله أكثر حدة من معظم المتقاعدين:
قبل الهواتف الذكية، كان من المعتاد حفظ أرقام الهواتف. وإذا كان الشخص لا يزال قادراً على تذكر رقم هاتف العائلة القديم، فربما يكون أفضل حالاً من كثيرين في نصف عمره. أسماء أصدقاء الطفولة والمراهقة
هناك شعور دافئ بالحنين إلى الماضي عندما يخطر ببال المرء اسم ينتمي لمرحلة طفولته أو سنوات المراهقة. إذ ربما يتذكر زميل سكن من شقته الأولى أو زميلًا من تلك الوظيفة الأولى بعد التخرج.
غير أن الأمر لا يقتصر على تذكر الأسماء فحسب، بل يتعلق أيضاً بالحفاظ على الصلة العاطفية المرتبطة بها.
مقالات ذات صلةيتمتع البعض بالقدرة على تذكر منزل الطفولة، إذ يترسخ كل تفصيل في ذاكرتهم، كل نافذة وزاوية وصرير أرضية. وإذا كان الشخص يحتفظ بتلك “المخططات” الذهنية، فهذا يشير إلى أنه يتميز بقدرة على تذكر معلومات مكانية معقدة.
وحسب الخبراء فإن رسم الخرائط الذهنية للأماكن المألوفة يساعد على إنجاز جميع أنواع المهام مع التقدم في العمر.
كلمات أغنية قديمةقد يقوم الشخص، عندما يستمع لأغنية كلاسيكية على الراديو، بترداد الكلمات، حتى لو لم يسمعها منذ سنوات. حيث تبدو وكأنها مخزنة في خزنة ذهنية خفية.
وتعد تلك الميزة علامة على ذكاء فطري. ويشرح علماء النفس أن الموسيقى ترسخ الذكريات بطريقة خاصة، وغالباً ما تربطها بمشاعر وتجارب من الماضي.
عنوان أول مسكنإذا كان الشخص قد تنقل بين أكثر من مسكن وفي مدن مختلفة وما زال يتذكر تفاصيل عنوان أول منزل له بالضبط، حتى لو لم يتوجه إليه منذ عقود، فهذا يدل على أن عقله بارع في حفظ المعلومات الواقعية حتى في الأمور البسيطة. تفاصيل هواية قديمة
ربما كان الشخص يوماً ما من هواة مراقبة الطيور أو العزف على الساكسفون. وإذا كان لا يزال قادراً على تذكر الخطوات أو الفروق الدقيقة لتلك الهواية القديمة، فإن ذاكرته تعمل بجد.
إذ يمكن للذاكرة الإجرائية – كتذكر كيفية القيام بشيء ما مثلاً – والذاكرة العرضية – مثل تذكر آخر مرة فعل فيها ذلك – أن تتحد للحفاظ على المعرفة حية.
قصص طريفة من الماضييتداول الكثيرون حكايات في التجمعات العائلية. إذا كان الشخص قادراً على سردها بتفاصيلها الدقيقة – مع خاتمتها – فإن عقله يحتفظ بذاكرة سردية.
حيث تتضمن ذاكرة السرد ربط الأحداث معاً بطريقة متماسكة، وغالباً ما تكون مصحوبة بتيارات عاطفية تجعلها أكثر رسوخاً في الذاكرة.
عيد ميلاد صديق عزيزيمكن أن تتلاشى التواريخ والأرقام مع التقدم في العمر. لكن إذا كان الشخص لا يزال تتذكر عيد ميلاد ذلك الصديق القديم – أو يوم ميلاد حفيده الأول – فهذا يدل على قوة ذاكرته بشكل ملحوظ. معلومات عامة من عقود مضت
يمكن أن يتذكر الشخص أي معلومة غامضة من وظيفة سابقة، أو معلومة عامة من المدرسة الثانوية تعلمها ولا يبدو أن أحداً يتذكرها.
وإذا كان الأمر كذلك، فإنه دليل على أن عقله يتمسك بالمعرفة بشكل فولاذي. فالقدرة على الاحتفاظ بالتفاصيل البسيطة قد تعني أن عقل الشخص بارع في دمج المعلومات واسترجاعها لاحقاً. وبالتالي فهي علامة على أنه شكّل مسارات عصبية قوية للتذكر.