العمانية- أثير

رعى صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد الرئيس الفخري لبرنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة اليوم افتتاح أعمال “ملتقى الشركات الناشئة العُمانية الواعدة” بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

وهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على مبادرات وإنجازات برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة، وتعزيز وتمكين ونشر ثقافة ريادة الأعمال والشركات الناشئة، والتعرف على أحدث التطورات والاتجاهات والاستفادة من الخبرات والممارسات الدولية واستشراف مستقبل القطاع.

ويعد الملتقى – الذي حضره أكثر من 1500 مشارك من رواد الأعمال والطلاب والخبراء والأكاديميين والمهتمين – فرصة قيمة للتعرف على التحديات والفرص التي يواجهها رواد الأعمال، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المشاركين، ويوفر فرصة لرواد الأعمال للتعرف على أحدث التطورات والاتجاهات والاستفادة من الخبرات والممارسات الدولية في القطاع، ما يعزز التنمية الاقتصادية ويسهم في بناء مستقبل واعد لرواد الأعمال العُمانيين.

واستعرض الملتقى أوراق عمل في المحاور الثلاثة لبرنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة، وهي: محور بناء القدرات للشركات الناشئة، ومحور التمويل والاستثمار في الشركات الناشئة، ومحور البيئة التشريعية الداعمة للشركات الناشئة، إضافة إلى جلسات حوارية في نهاية كل محور.

وتضمن الملتقى تقديم عدد من العروض بشأن مستقبل قطاع الشركات الناشئة، ودور التعليم في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، والدروس المستفادة من مختبرات عمانتل للابتكار في برامج التسريع والاحتضان، والسياسات الداعمة لنمو الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتشريعات والضوابط المالية للشركات الناشئة، ومنظومة الشركات الناشئة في سلطنة عمان، ورأس المال الجريء في القطاعات الناشئة.

واستعرض البرنامج في الملتقى أبرز مبادراته خلال عام 2023، والمتمثلة في: بودكاست الشركات الناشئة، وإطلاق 3 قصص للأطفال، ولعبة تعليمية حول الشركات الناشئة بالتعاون مع بنك العز الإسلامي، وإطلاق ٦ أدلة إرشادية، وبطاقة ريادة الأعمال للشركات الناشئة، والمساق الافتراضي التعليمي للشركات الناشئة في منصة أكاديمية ريادة، والمعسكرات التدريبية لطلبة المدارس والجامعات، وفعالية ستارتب ويكند للجامعات، وتخصيص 10 بالمائة من رأس مال صندوق المستقبل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، وإطلاق صفحة الاستثمار في الشركات العمانية الناشئة على منصة ” Dealroom “، بالإضافة إلى استعراض وتكريم الأفكار الفائزة في سباق الأفكار الريادية الذي نفذته الهيئة بالتعاون مع شركات جهاز الاستثمار العماني لإيجاد حلول مبتكرة في مجالات السياحة والطاقة والثروة المائية.

وعلى هامش الملتقى، أقيم معرض للشركات الناشئة ضم 50 شركة ناشئة قائمة على التقنية والابتكار من مختلف القطاعات، وشمل استعراض المشاريع الفائزة في سباق الأفكار الريادية الذي نفّذته هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع عدد من شركات جهاز الاستثمار العُماني .

ومن جانبها أكدت سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أن نجاح مسيرة برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة مرتبطة بجهود الفريق الواحد وفق نهج التكامل والتناغم بين المؤسسات الحكومية والخاصة داخل وخارج سلطنة عُمان لضمان تمكين الأجيال القادمة من رواد الأعمال لمواصلة نموهم محليًّا وعالميًّا.

وأضافت سعادتها بأن البرنامج يعد ترجمة حقيقية لأولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية في رؤية “عُمان 2040″، مشيرة إلى أن الملتقى تم خلاله استعراض الموقف التنفيذي لمبادرات البرنامج، كالمبادرة المتعلقة بإصدار الأدلة والتشريعات الممكنة لرواد الأعمال، ومبادرة سباق الأفكار الريادية التي تهتم بالفئة الناشئة من طلاب وطالبات المدارس.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الصغیرة والمتوسطة للشرکات الناشئة

إقرأ أيضاً:

قبور عُمانية بلا شواهد!

وعدتُ فـي نهاية مقال الأسبوع الماضي أن أسرد حكاية تدمير الإنجليز لقصر «بيت الحكم»؛ أحد أهم مفردات التاريخ العُماني فـي شرق أفريقيا، والذي كان يتوسط «بيت العجائب» و«بيت الساحل»، وقد دمره الإنجليز تدميرًا كاملًا بالفعل يوم 27 أغسطس 1896، فـي اعتداء سافِر حدث اعتراضًا على تسلّم السيد خالد بن برغش الحكم. وجراء هذا الاعتداء لم يحكم السيد خالد إلا ثلاثة أيام فقط، وكان مدفوعًا بقوة التأييد الشعبي الواسع له ومساندة قوة الحرس السلطاني التي خلفها له السلطان حمد بن ثويني. وتنقل الموسوعة العُمانية عن السيد خالد أنه كان «يرى فـي تسلط الإدارة الإنجليزية بحجة اتفاقية الحماية تدخلًا فـي سيادة الدولة لا يمكن الرضوخ له، وكان السلطان حمد بن ثويني مشجعًا له فـي تعميق توجهه المضاد للاستعمار من خلال إسناد بعض المهام القيادية إليه، ووجد أنه يتمتع بشعبية وطنية قوية بين العرب، وكان يظن أنّ الإدارة الإنجليزية سترضخ للإرادة الشعبية، وعندما اشتد على السلطان حمد بن ثويني مرض موته، أرسل إلى السيد خالد بألا يتأخر بعد وفاته عن ارتقاء العرش»، لكن الإنجليز كان لهم رأيٌ آخر، «فبعد انقضاء مهلة الأيام الثلاثة التي منحتها له سلطة الحماية للخروج من القصر بتاريخ 27 أغسطس 1896 وامتناعه عن ذلك، قصفت البوارج البريطانية «بيت الحكم» و«بيت العجائب» و«بيت الساحل»، مسجلة بذلك ما عُرف زورًا وبهتانًا بحادثة «أقصر حرب فـي التاريخ».

وفـي الواقع لم تكن تلك حربًا ولا هم يحزنون، وإنما كانت عدوانًا سافرًا -كما سبقت الإشارة- وتدخلًا فـي شؤون السلطنة، خرج بعدها السيد خالد بن برغش من أنقاض قصر الحكم بمساندة رئيس الحرس السلطاني الذي بقي مواليًا لسيده ومرابطًا معه، فاتجه به مباشرة إلى القنصلية الألمانية، ونقله الألمان إلى دار السلام التي كانت مستعمرة ألمانية وبقي هناك لاجئًا سياسيًّا، ماكثًا فـيها حتى نشوب الحرب العالمية الأولى، وعندما خسر الألمان الحرب عرضت عليه الإدارة الألمانية الانتقال والعيش فـي برلين إلا أنه رفض، فنفته بريطانيا إلى سيشل ثم جزيرة سانت هيلانة، ثم سمحت له الإدارة البريطانية بالعيش فـي ممباسا بعد تدخل واليها السيد علي بن سالم البوسعيدي، وبقي فـيها حتى وفاته عام 1927.

المحزن فـي حكاية تدمير «بيت الحكم» من قبل الإنجليز أنه لم يُعَد بناؤه بعد ذلك، وإنما حُوِّل إلى حديقة، على عكس «بيت الساحل» الذي رُمِّم وأجريت له بعض الإصلاحات.

على بعد خطوات من «بيت الساحل»، وفـي الباحة الداخلية، حيث نسير وراء دليلنا السياحي محمد، وجدنا المقبرة السلطانية مفتوحة فتوّجهنا إليها. من الجيد أن أذكِّر هنا أن هذه المقبرة أنشأها السيد سعيد بن سلطان لدفن المتوفـين من الأسرة البوسعيدية الحاكمة، وقد ظلّ أموات هذه الأسرة يُدفنون فـيها حتى انتهاء الحُكم العُماني عام 1964. سألتنا موظفة الاستقبال: هل أنتم ضيوف أم من أبناء البلد؟ فأجبناها أننا ضيوف، وقد كان سؤالها لأنّ رسوم تذكرة الدخول للضيوف تختلف عنها للمواطنين. وبعد أن دفعنا الرسوم المقررة أخذتنا هذه الموظفة فـي جولة داخل مبنى بجانب المقبرة، عبارة عن المعرض الوثائقي والتاريخي الدائم للمقبرة السلطانية بزنجبار، الذي هو من تنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية، بعد إجرائها أعمال تحسينات وصيانة وترميم لتلك المقبرة، وبات فـيها أرشيف دائم يؤرخ لأسماء وتواريخ المدفونين فـيها. وقد أحسنت الهيئة بهذا الصنيع؛ فحالة المقبرة قبل الترميم كان يُرثى لها، وكلُّ الشواهد على القبور اختفت؛ بل إنّ الأمر الأسوأ أنها كانت مفتوحة ويدخلها العابثون، وسبق لي أن كتبتُ عن ذلك فـي أحد مقالاتي، غير أنّ المفاجأة السارّة هذه المرة، أنّ الفرق صار شاسعًا على الصعيد الإيجابي بالطبع.

تنقسم المقبرة إلى ثلاثة أجزاء، وتضم عددًا من القبور يصل عددها إلى سبعة وثمانين قبرًا، كما يتضمن الضريحُ الذي يقع فـي الركن الشمالي للمقبرة -وهو أبرز معلم فـيها- قبرَ السيد سعيد بن سلطان، إضافة إلى ثمانية قبور أخرى. شيَّد هذا الضريح السلطان ماجد بن سعيد تكريمًا لأبيه، حيث أرسل إلى الهند يطلب المهندسين والبنّائين والأحجار المناسبة وغير ذلك من مواد البناء، وأنفق فـي سبيل ذلك أموالًا كثيرة، فشرع فـي بناء مقام الضريح الذي ضمَّ فـيما بعد قبور السلاطين ماجد وبرغش وخليفة بن سعيد، الذين تولوا حكم زنجبار بعد وفاة أبيهم. ويحكي الشيخ سعيد بن علي المغيري فـي كتابه «جهينة الأخبار فـي تاريخ زنجبار» أنه عندما بلغ بناء القبة ارتفاعًا معينًا، اعترض المطاوعة (علماء الدين) على ذلك البناء وعدّوه منكرًا عظيمًا وأفتوا بعدم جواز البناء على القبور، فلم ير السيد ماجد بُدًّا من الانصياع لاعتراضات هؤلاء العلماء وأهمل البناء. «والذي يشاهد ذلك المقام اليوم يرى ذلك النحت البديع البادي فـي أعمدته، وتلك النقوش الفنية البارعة فـي بنيانه، ويتصور مقدار حسنه ونفاسته رغم أنه قديم ولم يكتمل، ويرى كم فقدت مدينة زنجبار جاذبية سياحية نتيجة إهمال ذلك التذكار على ضريح ذلك الرجل الجليل»، كما يقول المغيري.

وقد ذكرَتْ لنا موظفة أرشيف المقبرة أنّ جميع سلاطين زنجبار ابتداءً من السيد سعيد بن سلطان دُفنوا فـي تلك المقبرة عدا اثنين منهم هما: السلطان علي بن حمود الذي دفن فـي فرنسا، والسيد خالد بن برغش الذي دفن فـي ممباسا بكينيا حاليًّا، أما آخر السلاطين العُمانيين السلطان جمشيد بن عبدالله بن خليفة بن حارب فقد توفـي فـي الثلاثين من ديسمبر 2024، أي بعد انتهاء هذه الرحلة بنحو أسبوعين.

وفـي نهاية زيارتنا للمقبرة السلطانية، وجّهنا -أنا وسيف- ملاحظة لموظفة الاستقبال بأنّ القبور حتى الآن ليس بها شواهد، وإنما هناك شرحٌ مفصل لجهات المقبرة ولمن دفن فـيها. بل إنه حتى من دفن بجانب قبر السيد سعيد بن سلطان من أبنائه، لا توجد شواهد على قبورهم، وهم الذين تولوا السلطة من بعده. وبالطبع فإنّ وجود الشواهد على تلك القبور كان سيضيف بُعدًا معرفـيًّا للمقبرة، وما من شك لديّ أنّ الشواهد كانت موجودة، وربما كان الهرج والمرج الذي ساد بعيد الانقلاب هو ما أدى إلى اقتلاعها فـي إطار الحقد الأعمى على كلِّ ما هو عُماني فـي تلك الفترة العصيبة، التي حاول الانقلابيون خلالها طمس كلِّ شيء جميل يعود لفترة الحكم العُماني لزنجبار.

مقالات مشابهة

  • قبور عُمانية بلا شواهد!
  • "إيجاد" يشارك في مبادرة "صناع الأفكار" ضمن ملتقى "معًا نتقدم"
  • ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟
  • الإمارات.. بيئة مثالية لازدهار الشركات الناشئة وريادة الأعمال
  • هل تمتلك المجتمعات العربية دراما تقاوم الأفكار الغربية المغلوطة؟.. ناقد فني يُجيب
  • هل تمتلك المجتمعات العربية دراما تقاوم الأفكار الغربية المغلوطة؟ ناقد فني يجيب
  • الدراما في اليمن .. إنتاج متقدم ودور محوري في معالجة قضايا المجتمع وطريق إجباري في صدارة أبرز الأعمال
  • رئيس اتحاد الجودو: نسعى لتطوير الناشئين واكتشاف المواهب الواعدة
  • 23 مليون دولار عقود تصديرية للشركات المصرية بمعرض BIG5
  • 23 مليون دولار عقودا تصديرية للشركات المصرية بمعرض BIG5