RT Arabic:
2024-11-26@08:17:36 GMT

هل كان هنري كيسنجر عميلا سوفيتيا؟!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

هل كان هنري كيسنجر عميلا سوفيتيا؟!

فجر جاسوس سوفيتي سابق قنبلة إعلامية من العيار الثقيل حين تحدث عن علاقة الراحل عن عمر تجاوز القرن هنري كيسنجر بالمخابرات السوفيتية.

وكان يوري شفيتس صاحب قناة على موقع يوتيوب نوه في مناسبات سابقة عن " اهتمام" الدائرة الأولى في جهاز الاستخبارات السوفيتية بهنري كيسنجر مذ كان طالبا فأستاذا جامعيا؛ لكن الجاسوس المقيم حاليا في الولايات المتحدة ويعمل مستشارا لعدد من المؤسسات والشركات العالمية، ذكر في معرض تأبين عرّاب الإدارات الأمريكية تفاصيل غير مسبوقة عن تجنيد المهووس بالمال والنساء على حد قول شفيتس، موضحا أن المخابرات بما فيها السوفيتية تجد في الطامعين محبي الحياة الحلوة أهدافا سهلة، وكان كيسنجر احد أدسم الأهداف.

يروي شفيتس الذي هاجر من روسيا بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي وتفكك اجهزته الاستخبارية الى الولايات المتحدة انه عمل في واشنطن تحت غطاء مراسل وكالة تاس السوفيتية الشهيرة ضابطا في القسم الأول من جهاز الاستخبارات العسكرية ( غرو) وأن احدى مهامه مع فريق متخصص، كانت تجنيد شخصيات سياسية واجتماعية مرموقة للعمل مع الاستخبارات السوفيتية أما بصفة عميل، أي أنه يقوم بما يكلف به لقاء مكافأت مالية، أو متعاون يقدم للجهاز المعلومات والمشورة إن اقتضى الأمر.

وعلى ذمة شفيتس فان كيسنجر صُنف قبل ان يجنّد رسميا على انه " عميل" وتم إعداد ملف كامل عن الصيد الثمين وصل إلى مكتب نائب رئيس الجهاز الجنرال كربيتشينكو في انتظار الموافقة الرسمية على إطلاق إشارة البدء لمباشرة العميل الجديد مهام عمله والمكافأة المقررة لقاء التقارير المطلوبة.
يقول شفيتس ان " كيسا" كان الرمز المستخدم بين ضباط الجهاز المطلعين على الملف في واشنطن للتدليل على هنري كيسنجر.
لكن الجنرال صاحب الخبرة السياسية الطويلة؛ وبعد تفكير عميق استدعى مساعده المسؤول عن ملف التجنيد وأبلغه قائلا:
" سيتم وضع الرفيق بريجنييف في صورة تجنيد شخصية سياسية واعدة في واشنطن من المحتمل جدا ان تتسلم مناصب رفيعة وبالطبع فان الخبر سيفرح بريجنييف ولكن بعد فترة قد يطالبنا الرفيق الأمين العام للحزب بأن يقوم عميلنا بتغيير قرارات أو اتخاذ خطوات تتعارض تماما مع امكانياته ويعصي أوامر الجهاز؛ عندها سنقع في دائرة الاتهام والحساب من قبل القيادة".
ولذلك؛ يقول شفيتس، قرر الجنرال؛ تأجيل النظر في ملف ( كيسا) ووضعه في الرفوف العالية.
لكن السفارة السوفيتية في واشنطن سواء عبر سفيرها القدير المخضرم أناتولي دوبرينين أو اجهزة الاستخبارات لم تبعد "العميل المرشح"عن أنظارها .

فعلى مدى عقدي ألحرب الباردة في الستينيات والسبعينيات نشأت علاقة تعاون وثيق بين السفير دوبرينين وهنري كيسنجر الذي صدقت نبؤة الجنرال كربيتشينكو بشانه حين عينه الرئيس نيكسون مستشارا للأمن القومي ووزيرا للخارجية وأصبح أبرز علامة في الدبلوماسية الأمريكية لعب أدوارا حاسمة سواء في إبرام اتفاقيات للحد من التسلح وتخفيف المواجهة بين العملاقين النوويين آنذاك؛ الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وصولا الى الانفراج، أو على صعيد أزمات عالمية في مقدمتها الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

ووفق شفيتس فان كيسنجر أقام علاقة وثيقة مع السفير السوفيتي دوبرنيين الذي أشار في اكثر من صفحة عبر مذكراته الضخمة إلى أدوار شيخ الدبلوماسية الأمريكية حقبة الحرب الباردة منوها بأن التفاهمات بينه وبين كيسنجر لم تتطلب بالضرورة إبلاغ القيادة السوفيتية والإدارة الأمريكية بكل تفاصيلها من منطلق ان أناتولي ( دوبرينين) وهنري( كيسنجر) كانا ينظران إلى القيادتين في موسكو وفي واشنطن على أنهم مجموعة من الكهول ليس بالضرورة أن تدخل معهم في التفاصيل بل المهم النتيجة.

يذكر يوري شفيتس أن مستوى العلاقة القوية بين سفير موسكو وكيسنجر انعكس حتى في تخصيص مكان لا يجوز إشغاله لسيارة السفير السوفيتي في الموقف الخاص بالبيت الأبيض، الامتياز الذي لم يحصل عليه سفير دولة أخرى.

من الصعب التحقق من رواية الجاسوس السوفيتي المتقاعد المقيم منذ سنوات في واشنطن والملاحظ انه لا يلاحق من قبل السلطات الروسية بتهمة الخيانة كما حصل مع جواسيس سوفيات انشقوا قبل وبعد انفراط عقد الدولة السوفيتية ويعيشون في الغرب.
يزعم شفيتس انه لم يقدم معلومات للجهات الاميركية تخص عمل أجهزة الاستخبارات السوفيتية في الولايات المتحدة وكان هاجر اليها حقبة الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين التي اتسمت بالفوضى والانهيار والشراكة المطلقة بين موسكو وواشنطن.
في نفس الوقت يرد السؤال المنطقي؛؛؛
كيف يمكن لداهية مثل كيسنجر ان يتورط في التخابر مع العدو السوفيتي ويضمن عدم اكتشافه من الوكالات الاستخبارية الأميركية التي كانت تراقب كل شاردة وواردة من موسكو؟
أم ان العّراب الشهير كان يخطط لما هو أبعد في خدمة مصالح واشنطن وتل ابيب؟
اسئلة يستحيل الإجابة عليها دون ان تفتح مغاليق الأرشيفات المحكمة!
سلام مسافر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد السوفييتي كيسنجر الولایات المتحدة فی واشنطن

إقرأ أيضاً:

تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل

تحطّمت طائرة شحن تابعة لشركة “دي إتش إل” كانت متّجهة من ألمانيا إلى ليتوانيا أثناء قيامها بهبوط اضطراري صباح الاثنين قرب مطار العاصمة فيلنيوس، فيما لم تستبعد السلطات أن يكون “عمل إرهابي” وراء الحادثة.

وقال رئيس جهاز الإطفاء والإنقاذ ريناتاس بوزيلا لوسائل إعلام “كان يفترض أن تهبط الطائرة في مطار فيلنيوس وتحطمت على مسافة كيلومترات قليلة من المطار”، مشيرا إلى أنه عُثر على أحد أفراد الطاقم الأربعة ميتا.

وأوضح “عثر على جميع أفراد الطاقم الأربعة. للأسف، أُعلن مقتل واحد منهم”.

ولم تستبعد السلطات التي فتحت تحقيقا، أي سبب للحادث، بما في ذلك عمل إرهابي.

وقال داريوس جونيسكيس، رئيس أجهزة الاستخبارات الليتوانية، لوسائل إعلام “من السابق لأوانه ربط الحادث بأي شيء”.

وأضاف “نحن نعمل مع شركائنا الأجانب للحصول على كل المعلومات الممكنة. لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع عمل إرهابي”.

وتابع “حذّرنا من أن أمورا مماثلة يمكن أن تحدث، إذ نحن نرى أن روسيا تصبح أكثر عدوانية (…) لكننا لا نستطيع بعد (…) توجيه أصابع الاتهام إلى أحد”.

طرود حارقة

وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، قبض على الكثير من الأشخاص في ليتوانيا وبولندا في قضية طرود حارقة مرسلة بالطائرة إلى دول أوروبية مختلفة، في حادثة قد تكون روسيا مسؤولة عنها بحسب عواصم عدة.

وخلال تحطم الطائرة الذي أعقبه حريق، اشتعلت النيران في منزل. وقد أشارت السلطات إلى أن جميع السكان أجلوا بأمان.

وتمكن مصور في وكالة فرانس برس كان موجودا في الموقع من رؤية حطام الطائرة والمنزل وعشرات الطرود المتناثرة على الأرض.

من جهتها، قالت شركة “دي إتش إل” في بيان إن طائرة الشحن التابعة لها والتي تحطّمت قرابة الساعة 03,30 ت غ صباح الاثنين قرب مطار فيلنيوس في ليتوانيا، كانت تقوم “بهبوط اضطراري عى مسافة كيلومتر” من المطار.

وأوضحت أوسرا روتكاوسكيني، مديرة الشركة في ليتوانيا، أن الطائرة كانت تحمل “طرودا من عملاء مختلفين” وليس عميلا واحدا فقط.

وخلال هذا الصيف، عثر على طرود تحتوي على أجهزة حارقة في مستودعات “دي إتش إل” في ألمانيا وبريطانيا اشتعلت فيها النيران.

وفي بولندا، أدى طرد أيضا إلى اشتعال النار في شاحنة تابعة لشركة “دي إتش إل” وفق ما أوردت صحيفة “غازيتا فيبورتشا”.

واتّهم وقتها كيستوتيس بودريس، وهو مستشار للرئيس الليتواني للأمن القومي روسيا بالوقوف وراء ذلك وقال “يجب علينا تحييد المصدر وتفكيكه، ومعرفة من يقف وراء هذه العمليات، إنها أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية”.

وكانت الاستخبارات الألمانية قد وجهت في السابق أصابع الاتهام أيضا إلى روسيا الاتحادية.

في 14 تشرين الأول/أكتوبر خلال جلسة استماع في بوندستاغ، اتهم رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هالدينفانغ موسكو علنا بالوقوف وراء “قضية دي إتش إل” خصوصا في حالة الطرد الذي اشتعلت فيه النيران في مركز “دي إتش إل” في لايبزيغ (شرق) في تموز/يوليو.

المصدر أ ف ب الوسومتحطم طائرة دي إتش إل ليتوانيا

مقالات مشابهة

  • العملية الخاطفة لاستهداف السفينة الأمريكية
  • واشنطن: الولايات المتحدة تضغط بكل ما بوسعها للتوصل لحل في لبنان
  • الغرب والموقف من الانقلاب العسكري في الغابون
  • الاستخبارات العسكرية تطيح بثلاثة دواعش في نينوى
  • تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • نتنياهو يدين مهاجمة متطرفين يهود لقائد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية
  • يستخدمان المزارع لإكثارها وبيعها.. الاستخبارات والأمن تطيح بتاجري مخدرات في ذي قار
  • جنوب السودان.. اشتباك مسلح عند مقر الإقامة الجبرية لرئيس المخابرات السابق
  • اعتقال إسرائيليين حاولوا الاعتداء عليه.. ماذا حصل مع الجنرال آفي بلوت؟