أسلحة الحرب العالمية الثانية مازالت تلوّث البيئة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تمكن باحثون من الجمعية الكيميائية الأميركية من إيجاد دلائل على أن الألغام البحرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 80 عاما مازالت قادرة إلى الآن على تلويث البحار والمحيطات وتحقيق قدر واسع من الضرر.
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "إنفيرونمنتال ساينس آند تكنولوجي"، فإنه لإزالة الألغام البحرية من قاع المحيط عادة ما يقوم الباحثون بإجراء تفجيرات متحكم بها، لكن حتى هذه التفجيرات تضر الحياة البحرية بشكل كبير عبر مخلفاتها السامة.
وإلى جانب ذلك، كشف الباحثون أن هذه التفجيرات كانت قادرة على دفع الرواسب إلى الأعلى والإخلال بنمط حياة الكائنات التي تعيش في تلك الرواسب.
تفجير الألغاموللتوصل إلى تلك النتائج، حدد الباحثون مجموعة من الألغام قرب طريق شحن مزدحمة قبالة سواحل الدانمارك، ثم قاموا بتفجيرها، وفي أثناء ذلك فحصوا التركيب الكيميائي للمياة والرواسب في قاع المحيط، ووجدو أنها قد لوثت بمستويات عالية من المواد السامة مثل "ثلاثي نترو التولوين"، وهي المادة المتفجرة الأساسية في تلك الألغام.
ووجدت الدراسة أن الرواسب بعد الانفجارات القوية احتوت على ما يصل إلى 100 مليون ضعف من مادة "ثلاثي نترو التولوين"، وهذا يتجاوز المستويات التي أُبلغ من قبل بأنها سامة بالنسبة لكائنات مثل الطحالب الدقيقة وقنفذ البحر والأسماك.
ويقدر عدد ما تم إلقاؤه من الألغام البحرية في بحر البلطيق فقط إبان الحرب العالمية الثانية ما يصل إلى 385 ألف طن متري من الذخائر، بما في ذلك 40 ألف طن من الذخائر الكيميائية، بحسب بيان صحفي رسمي من الجمعية الكيميائية الأميركية.
تأتي تلك الدراسة في سياق مهم، وهو الحرب الحالية العنيفة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة، فإلى جانب قتل الآلاف من الأبرياء كل يوم في القطاع من أطفال ونساء ورجال عزل، فإن ما تفعله الحرب بالبيئة أمر أكثر قسوة مما نظن، ويستمر أثره لعقود.
فلا يقف الأمر فقط على تلويث مياه البحر عبر القذائف وعادم السفن وحركتها في المياة، بل تدمر الحرب الحياة البرية والتنوع البيولوجي عن طريق قصف أو حرق أو تسميم الموائل الطبيعية والنظم البيئية، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى التصحر وإفقاد التربة خصوبتها.
كما تؤدي الحرب إلى تلوث المياه والتربة والهواء بالمواد السامة، وتنتشر المركبات الناتجة عن المتفجرات (مثل ثلاثي نترو التولوين) والمواد الكيميائية والمواد المشعة والعوامل البيولوجية وعوادم المركبات القتالية التي تستهلك قدرا هائلا من الوقود، والتي يمكن أن تضر بصحة الإنسان والبيئة لأجيال عديدة.
أما عن نفايات الحرب فإنها قد تبقى لسنوات بعد المعارك، وهي بدورها مواد سامة ضارة بالبيئة والإنسان، ولا يسهل التخلص منها، خاصة وأن البنية التحتية ومنظومات التعامل مع النفايات يتم تدميرها أثناء الحرب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: مفاوضات المرحلة الثانية لصفقة التبادل مرتبط باجتماع الحكومة المصغر
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر، أن مفاوضات المرحلة الثانية لصفقة التبادل مرتبط باجتماع الحكومة المصغر المقرر الثلاثاء المقبل، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
وعلى صعيد آخر، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن غالبية الأسرى الذين تم تحريرهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وكذلك الذين أُفرج عنهم بعد الحرب الأخيرة، يعانون من مشاكل صحية خطيرة.
ولفت النادي إلى أنه في عديد من الحالات، استدعت الضرورة نقلهم بشكل مباشر إلى المستشفيات، نتيجة إصابات ناجمة عن الجرائم التي كشفت عنها المؤسسات المختصة وشهادات الأسرى المفرج عنهم، والتي تضمنت التعذيب الممنهج والجرائم الطبية وجريمة التجويع، بالإضافة إلى عمليات التنكيل والإذلال المنظمة.
وأشار النادي إلى أن "وحدات القمع الإسرائيلية مارست الضرب المبرح ضد الأسرى، بهدف قتلهم أو التسبب لهم بإصابات دائمة يصعب علاجها لاحقا".
حماس: اتفاق وقف إطلاق النار "مُعرض للانهيار"
قال قيادي في حركة حماس، اليوم، إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في خطر وقد ينهار.
وأضاف المسؤول الحمساوي في تصريحات له: "الحركة لا ترغب في العودة للحرب مع إسرائيل ولا تزال مستعدة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار".
حماس تُجدد تمسكها بتنفيذ بنود اتفاق إنهاء الحرب
كما أبدت حركة حماس، اليوم السبت، تمسكها باستمرار اتفاق وقف الحرب في غزة، وذلك وسط الاستفزاز الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" عن مسئول كبير في حماس تأكيده على أن الحركة لا تزال مستعدة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وشدد المسئول البارز في حماس على أن الحركة لا ترغب في "العودة للحرب" مع إسرائيل.
وذكر المسئول أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في خطر وقد ينهر بسبب الممارسات الإسرائيلية.
مصر تنجح في وقف إطلاق النار
وكانت مصر ومعها باقي شركائها الدوليين قد نجحت في وقف إطلاق النار، وذلك بعد 14 شهراً من القتال المُستمر.
تلعب مصر دورًا محوريًا في وقف الحرب في غزة، حيث تعد الوسيط الأساسي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في كل جولات التصعيد. تعتمد القاهرة على علاقاتها القوية مع جميع الأطراف للضغط من أجل التهدئة، حيث تجري اتصالات مكثفة مع القيادة الفلسطينية، حماس، وإسرائيل لضمان وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن. كما ترسل وفودًا أمنية ودبلوماسية إلى تل أبيب وغزة لبحث آليات التهدئة، وتقديم حلول وسط تضمن منع التصعيد. في كل مواجهة عسكرية، تتحرك مصر بسرعة لتقديم مبادرات للتهدئة، مثلما حدث في الحروب الأخيرة، حيث لعبت دورًا أساسيًا في تحقيق وقف إطلاق النار ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.