الجزيرة:
2025-04-17@01:52:01 GMT

أسلحة الحرب العالمية الثانية مازالت تلوّث البيئة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

أسلحة الحرب العالمية الثانية مازالت تلوّث البيئة

تمكن باحثون من الجمعية الكيميائية الأميركية من إيجاد دلائل على أن الألغام البحرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 80 عاما مازالت قادرة إلى الآن على تلويث البحار والمحيطات وتحقيق قدر واسع من الضرر.

وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "إنفيرونمنتال ساينس آند تكنولوجي"، فإنه لإزالة الألغام البحرية من قاع المحيط عادة ما يقوم الباحثون بإجراء تفجيرات متحكم بها، لكن حتى هذه التفجيرات تضر الحياة البحرية بشكل كبير عبر مخلفاتها السامة.

وإلى جانب ذلك، كشف الباحثون أن هذه التفجيرات كانت قادرة على دفع الرواسب إلى الأعلى والإخلال بنمط حياة الكائنات التي تعيش في تلك الرواسب.

تفجير الألغام

وللتوصل إلى تلك النتائج، حدد الباحثون مجموعة من الألغام قرب طريق شحن مزدحمة قبالة سواحل الدانمارك، ثم قاموا بتفجيرها، وفي أثناء ذلك فحصوا التركيب الكيميائي للمياة والرواسب في قاع المحيط، ووجدو أنها قد لوثت بمستويات عالية من المواد السامة مثل "ثلاثي نترو التولوين"، وهي المادة المتفجرة الأساسية في تلك الألغام.

ووجدت الدراسة أن الرواسب بعد الانفجارات القوية احتوت على ما يصل إلى 100 مليون ضعف من مادة "ثلاثي نترو التولوين"، وهذا يتجاوز المستويات التي أُبلغ من قبل بأنها سامة بالنسبة لكائنات مثل الطحالب الدقيقة وقنفذ البحر والأسماك.

ويقدر عدد ما تم إلقاؤه من الألغام البحرية في بحر البلطيق فقط إبان الحرب العالمية الثانية ما يصل إلى 385 ألف طن متري من الذخائر، بما في ذلك 40 ألف طن من الذخائر الكيميائية، بحسب بيان صحفي رسمي من الجمعية الكيميائية الأميركية.

الحروب لا يقف تأثيرها على القتل والتدمير بل يتعدى أثرها إلى تلويث البيئة البرية والبحرية فترات طويلة (شترستوك) ما الذي تفعله الحروب بالبيئة؟

تأتي تلك الدراسة في سياق مهم، وهو الحرب الحالية العنيفة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة، فإلى جانب قتل الآلاف من الأبرياء كل يوم في القطاع من أطفال ونساء ورجال عزل، فإن ما تفعله الحرب بالبيئة أمر أكثر قسوة مما نظن، ويستمر أثره لعقود.

فلا يقف الأمر فقط على تلويث مياه البحر عبر القذائف وعادم السفن وحركتها في المياة، بل تدمر الحرب الحياة البرية والتنوع البيولوجي عن طريق قصف أو حرق أو تسميم الموائل الطبيعية والنظم البيئية، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى التصحر وإفقاد التربة خصوبتها.

كما تؤدي الحرب إلى تلوث المياه والتربة والهواء بالمواد السامة، وتنتشر المركبات الناتجة عن المتفجرات (مثل ثلاثي نترو التولوين) والمواد الكيميائية والمواد المشعة والعوامل البيولوجية وعوادم المركبات القتالية التي تستهلك قدرا هائلا من الوقود، والتي يمكن أن تضر بصحة الإنسان والبيئة لأجيال عديدة.

أما عن نفايات الحرب فإنها قد تبقى لسنوات بعد المعارك، وهي بدورها مواد سامة ضارة بالبيئة والإنسان، ولا يسهل التخلص منها، خاصة وأن البنية التحتية ومنظومات التعامل مع النفايات يتم تدميرها أثناء الحرب.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب

تمر علينا الذكري الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها الى أقصاها، وأنه من المؤسف
حقا ورغم كل ما لحق بالبلاد وشعبها من الموت والدمار والخراب، ما زال صوت البندقية هو الأعلى ولا
تزال أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار والاجهاز على ما تبقى من حطام الوطن.
إنه لمن دواعي الأسف أيضا أن قوى نظام الإنقاذ البائد، الذي أسقطه شعبنا العظيم في ثورة ديسمبر المجيدة،
لا تزال تؤجج نار الحرب ولا يهمها إلا ما يعيدهم إلى كراسي السلطة ويحافظ على ما نهبوه من موارد الشعب
السوداني.
كما أن الانتشار الواسع للممارسات الداعشية مؤخرا، تعيدنا لذات الممارسات والارتباطات التي
كانت قد أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب طوال عمر النظام المباد، وتهدد اليوم بتحويل
السودان إلى أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي.
ومن المقلق للغاية أن نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والذي قد قاد لعزلة البلاد ثلاثين عاما، أخذت تطل برأسها من جديد. ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخراً ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم والدعوة المرفوعة ضد دولة الامارات في محكمة العدل الدولية مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.
إننا نثمن ونقدر عاليا تحمل دول الجوار ودول الإقليم عبء استضافة الملايين من أبناء الوطن الذين شردتهم
الحرب كما نقدر مساهمة هذه الدول مع المجتمع الدولي في العديد من المبادرات الرامية لوقف الحرب.
وعوضا عن البحث عن كبش فداء علينا التحلي بشجاعة الاعتراف بأن هذه الحرب أشعلتها أيدى سودانية
وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسئولية وقفها فوراً.
لست بحاجة إلى تكرار الحديث إليكم عن الآثار المدمرة لهذه الحرب وما تعانونه من ويلات أكبر كارثة
إنسانية في العالم اليوم، فمعاناتكم ماثلة أمام كل ضمير حي وكل من في قلبه ذرة من إنسانية.
وأود أن أحي هنا كل المبادرات الوطنية في مواجهة الكارثة الإنسانية والتي تقودها بشجاعة نادرة غرف الطوارئ والتكايا والطرق الصوفية.
كما أعرب عن التقدير العميق لكل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي لم تبخل على الشعب السوداني أمام محنته الإنسانية. وفي هذا السياق أرحب بمبادرة المملكة المتحدة بعقد الاجتماع الوزاري بلندن اليوم حول الأزمة السودانية وأدعو الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.

أخبار ذات صلة بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان «الإخوان».. أدوار مشبوهة لتأجيج الحرب في السودان المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الثانية للحرب .. هل ينتعش اقتصاد السودان؟
  • "بوينج" فريسة الحرب التجارية العالمية مع تعرقل سلاسل توريد صناعة الطائرات
  • في الذكري الثانية للحرب: من أطلق الرصاصة الأولي؟
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • الصحة العالمية: الحرب المستمرة في السودان تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • حرب إسرائيل على المعالم الأثرية محاولة لإبادة هوية غزة الثقافية وتاريخها
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • القصبي : فرص إيجابية علينا اقتناصها لاقتصادنا من الحرب التجارية العالمية
  • ضربة الضاحية الثانية فجّرت شبح النزوح.. إيجارات المنازل ترتفع بلا سقف!
  • في الذكرى الثانية للحرب.. إلى أين يتجه المشهد السوداني؟