استراتيجية واشنطن ضربة بضربة.. فوضى أم سلام للعراق؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
تؤشر الضربات العسكرية الأمريكية للفصائل المسلحة في العراق إلى اعتماد واشنطن إستراتيجية "ضربة بضربة" في تعاملها القادم مع هذه الفصائل التي تلقت إحداها ضربة موجعة، الأحد، بمقتل 5 من أعضائها في شمال البلاد.
وتختلف آراء خبراء عسكريين ومحللين سياسيين عراقيين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" بشأن ما إن كان قيام القوات الأمريكية بالرد العسكري على ضربات الفصائل لقواعدها في سوريا والعراق سيمر بسلام، لـ"وجود تنسيق" مع بغداد، أم قد يفضي إلى فوضى لا يتحملها الوضع الأمني.
والأحد، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية عراقية، أن فصيل مسلح يسمي نفسه "المقاومة الإسلامية في العراق" تعرض لضربة جوية، يُشتبه في أنها امريكية، قتلت 5 من أعضائه، شمال محافظة كركوك، شمال شرق البلاد، خلال استعداد هذا الفصيل لإطلاق صواريخ على قوات امريكية.
وأواخر نوفمبر، قصفت الولايات المتحدة مرتين فصائل عراقية موالية لإيران، منها فصائل الحشد الشعبي، ردا على هجمات شنتها تلك المجموعات على القوات الأمريكية وقوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وفي سوريا المجاورة.
وتدعي هذه الفصائل أنها تقصف أهدافا امريكية، نصرة للفلسطينيين في قطاع غزة الذين تشن إسرائيل عليهم حربا منذ 7 أكتوبر الماضي بدعم أميركي، وتوقفت هذه الهجمات خلال فترة الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية في الفترة من 24 نوفمبر الماضي وحتى صباح 1 ديسمبر.
وأعلنت فصائل في العراق مسؤوليتها عن أكثر من 70 هجوما على قوات امريكية منذ 17 أكتوبر.
استراتيجية ضربة بضربة
أستاذ العلوم السياسية و خبير العلاقات الدولية العراقي، الدكتور مهند الجنابي، يعتبر أنه منذ بدء القوات الأمريكية في توجيه ضرباتها للفصائل العراقية (في جرف الصخر ببابل وأبو غريب ببغداد خلال نوفمبر) بما اختلفت قواعد الاشتباك بين الجانبين.
أما عملية الأحد، في كركوك، فيرى أنها "رسمت معالم جديدة" في التعامل الامريكي مع هجمات هذه الفصائل، وهي اعتماد استراتيجية "ضربة بضربة"، فأي ضربة تتلقاها من الفصائل، سيتم الرد عليها، وربما تكون "موجعة".
ولا يتوقع الجنابي لهذا الأمر انعكاسا سلبيا على العلاقات بين واشنطن والحكومة العراقية، قائلا إن "هذه الضربات، بحسب البيانات الرسمية الصادرة من الجانبين العراقي والامريكي ، تأتي بتنسيق بينهما، ولا تمثل إحراجا للحكومة التي أعطت الضوء الأخضر".
كما يشير لوجود "حالة تفكك واضحة" في معسكر الفصائل المسلحة، نتيجة خلافات وانتقادات تتعلق بالموقف من ضرباتها للقوات الأمريكية حالة تفكك واضحة في معسكر الفصائل المسلحة العراقية، وهناك خلافات وانتقادات بينية فيما يتعلق بالموقف من هذه الضربات.
إلا الحكومة العراقية سبق ونددت في بيان، 22 نوفمبر الماضي، بشن القوات الأمريكية ضربات على مواقع لفصائل في البلاد، باعتبارها "انتهاكا واضحا" لسيادة العراق، كما نددت في نفس الوقت بـ"أي عمل أو نشاط مسلح يتم من خارج المؤسسة العسكرية"، باعتباره "خارجا عن القانون".
القلق على "هيبة الدولة"
يخشى المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، أن ينتهي الأمر لـ"فوضى أمنية، وخرق لحالة الاستقرار الأمني التي يعيشها العرقا، ما ينعكس على سيادة البلاد" فيما بعد.
ويرفض البيدر استخدام الولايات المتحدة العمل العسكري، قائلا إن "السلوك الامريكي مرفوض باعتباره خرقا لسيادة البلاد"، كما يرى أن الحكومة "في حرج كبير"، سواء بسبب استهداف الفصائل للمصالح الأمريكية، أو بقيام القوات الأمريكية بالرد.
ومع بقاء أيام فقط على انتخابات المجالس المحلية المقررة 18 ديسمبر الجاري، والقلق من أن تؤثر عليها هذه التحركات العسكرية، يدعو المحلل السياسي العراقي كافة الأطراف إلى "خيار الهدنة في هذه المرحلة على أقل تقدير، حفظا لهيبة الدولة، ودعما لجهود الحكومة في الاستقرار الأمني والخطوات الإصلاحية".
كما يحذر البيدر من أن تستغل الجماعات الإرهابية ما يجري للقيام بتحركات من جانبها تربك البلاد المقبلة على الانتخابات.
مسميات وهمية
بوصف الخبير العسكري العراقي، محمد عاصم شنشل، فإن "موقف الحكومة صعب، لأنها ليس لديها السيطرة على تحركات الميلشيات، ولاتملك إلا الاعتراض عليها وعلى الرد الامريكي أيضا".
ويلفت شنشل إلى أن مسميات مثل "المقاومة الإسلامية"، التي أطلقتها مليشيا على نفسها مؤخرا "لم تكن موجودة في العراق، وتم إيجادها بالتنسيق مع إيران كغطاء لما يسعون إليه"، معتبرا أن ضرباتها للقواعد الأمريكية "غير مؤثرة، ومجرد أكذوبة، وهي كشماريخ الاحتفالات".
وعما يقف وراء تنفيذ هذه المليشيات لضرباتها ضد قواعد امريكية في العراق وسوريا إذن، يرى المحلل العسكري أن "هدفها ملء الفراغ الذي استشعرته هذه المليشيات الفترة الماضية، فهي تبحث عن دور، رغم أنه ليس لديها فهم أو تكتيك عسكري للدفاع عن القضية الفلسطينية".
المصدر: سكاي نيوز عربية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: القوات الأمریکیة ضربة بضربة فی العراق
إقرأ أيضاً:
“الفيزا الإلكترونية” للعراق تسهل الدخول إليه
آخر تحديث: 15 مارس 2025 - 2:00 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- حسب تقرير لموقع “جايد” المتخصص بأخبار التأشيرات حول العالم، السبت، فإن تغييرات جديدة بدأ تطبيقها فيما يتعلق بتأشيرات العراق منذ 1 مارس/آذار 2025.ولفت التقرير، إلى أن هذه الإجراءات الجديدة من شأنها المساهمة في تخفيض وقت الانتظار عند نقاط تفتيش الهجرة، حيث أن التأشيرات المسبقة ستسهل إجراءات العبور بشكل كبير. وأوضح أنه منذ بداية الشهر الحالي، لم يعد مواطنو الدول التالية بحاجة إلى تأشيرة عند الوصول، وهم دول الاتحاد الأوروبي، اي النمسا، بلجيكا، بلغاريا، كرواتيا، قبرص، تشيكيا، الدنمارك، استونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، ايرلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا والسويد.أما الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تنطبق عليها الإجراءات الجديدة، فهي أستراليا، كندا، الصين، اليابان، نيوزيلندا، النرويج، سويسرا، كوريا الجنوبية، روسيا، بريطانيا، والولايات المتحدة.وأوضح التقرير أن مواطني هذه الدول عليهم التقدم بطلب للحصول على “تأشيرة الكترونية” من أجل دخول العراق”، لافتاً إلى أن التأشيرة التي تمنح عند الدخول عبر المعابر الحدودية البرية والجوية والبحرية، صالحة لمدة 60 يوما من تاريخ الوصول.وأشار التقرير، إلى أن التأشيرة الالكترونية العراقية تسمح لمواطني هذه الدول المشمولة بالقرار، بعدم الاضطرار إلى زيارة سفارة أو قنصلية عراقية للتقدم بطلب التأشيرة، كما نصح من يرغب السفر إلى العراق باتباع عدة متطلبات مهمة في البداية، من بينها الحصول على تأمين صحي.وخلص تقرير الموقع، إلى أن السلطات العراقية ومن أجل تسهيل إجراءات السفر أمام المواطنين الأجانب، فإنها وقعت اتفاقيات إعفاء من التأشيرة مع عدة دول، على غرار ما فعلته مع اندونيسيا في أيلول/سبتمبر الماضي.