جنود إسرائيليون سابقون يحذرون نتنياهو: الانتقام ليس خطة حرب
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قالت صحيفة "ديلي بيست" إن زعماء العالم يضغطون على المسؤولين الإسرائيليين علنا وخلف الأبواب المغلقة لكبح هجماتهم العسكرية على غزة للحد من قتل وتهجير المدنيين، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 15 ألفا. وأوضحت أن مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي السابقين يدعون حكومتهم لتصحيح المسار أيضا.
وقال أوري جيفاتي، مدير المناصرة في منظمة "كسر الصمت"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى الإسرائيليين الذين يعارضون الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، إنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن ترد على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بطريقة ليست قاسية جدا.
وأضاف جيفاتي "القيادة الآن، والطريقة التي تتحدث بها.. بعضهم يتحدث عن إعادة الاستيطان، بعضهم يتحدث من باب الانتقام بأن علينا أن نسوي غزة بالأرض وأشياء من هذا القبيل، كل هذه الأمور مثيرة للقلق للغاية لسببين: أولا لأن ذلك بالطبع غير أخلاقي وغير إنساني. ثانيا يجب أن تكون العمليات متجذرة في رؤية يمكن أن تخلق طريقا للمضي قدما نحو السلام المستقبلي، بدلاً من خلق مسار يعيد المنطقة إلى الوضع الراهن الذي لا يمكن الدفاع عنه من القتال المستمر والكراهية".
وقال جيفاتي للصحيفة "علينا أن نفهم إلى أين نحن ذاهبون؟"، مشيرا إلى أنه لا ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تفعل أي شيء لمجرد الانتقام، بل لغرض التوصل إلى حل سياسي.
وانتقد جيفاتي طريقة تنفيذ إسرائيل عملياتها ضد حماس من خلال إراقة الدماء وقتل السكان الأبرياء، مشيرا إلى أنها لن تساعد في تحقيق أي تقدم على طريق السلام، بل ستؤدي لإثارة الغضب وتصعّب فرص السلام.
وأوضح "هل سيجعلني هذا أو يجعلنا نحن الإسرائيليين أكثر أمانًا؟ أم إنه سيطيل أمد الاحتلال أكثر فأكثر ويتركنا في دائرة سفك الدماء التي لا تنتهي أبدا؟ من الواضح أن هذا لا ينجح، إذا قتلنا عشرات الآلاف من المدنيين أو دمرنا الكثير من البنية التحتية، فلن يعيد ذلك عائلاتنا وأصدقاءنا الذين قتلوا أو رهائننا إلينا. الانتقام ليس خطة حرب".
وقال الجنرال بالجيش الأميركي مارك شوارتز، المنسق الأمني الأميركي السابق لإسرائيل والفلسطينيين في الفترة من 2019 إلى 2021، إن مصالح إسرائيل تكمن في نهج بناء السلام بدلاً من القتل العشوائي الذي نراه في غزة.
وقال شوارتز لصحيفة ديلي بيست "ما أعتقد أن الكثير من كبار القادة يتعاملون معه هو: لماذا لا يبذل الإسرائيليون جهدا لتخفيف ألم ومعاناة السكان الفلسطينيين؟". وأضاف أنه بدلا من ذلك، يبدو أن إسرائيل تسير على طريق يخلق انقساما أكثر رسوخا.
وأوضح شوارتز للصحيفة "من الأفضل ألا تثيروا غضب السكان المحليين، مما يزيد من الخطر على جنود الجيش الإسرائيلي بعد ذلك، لأنكم تخلقون جيلاً كاملا آخر من الفلسطينيين الذين لن يسامحوا الإسرائيليين على الإطلاق".
وقال جيفاتي للصحيفة إن أعضاء الفريق في منظمة "كسر الصمت" يعملون على جمع شهادات من جنود إسرائيليين سابقين شاركوا في عمليات سابقة في غزة من أجل تقييم كيفية إجراء التغييرات للمضي قدمًا.
وتقول الصحيفة إن الشهادات من الصراعات الماضية أظهرت أن الجيش الإسرائيلي أعطى الضوء الأخضر للعمليات للبدء بأقصى سرعة بعد تحذير المدنيين. تقول شهادة جندي إسرائيلي سابق "إن التصور السائد هو أن أي شخص تراه هو إرهابي". وأضاف "قالوا لنا ليس من المفترض أن يكون هناك أي مدنيين". ويقول جندي آخر لديلي بيست "إذا حددت هوية شخص ما، فأنت تطلق عليه النار".
وتريد منظمة "كسر الصمت" قلب الافتراض حول كيفية شن الحرب على غزة، وكتب عضو المنظمة نداف وايمان في موقع "غراوند آب" أن "الدرس الذي يجب أن نستخلصه من الصراعات الماضية هو أن القوة وحدها لا تستطيع أن توفر لنا نحن الإسرائيليين الأمن الذي نستحقه".
من وجهة نظر جيفاتي، فإن الحلول يجب أن تتضمن خطة تخاطب جذور الصراع، وما يجب أن يحدث بعد انتهاء الحرب، وأضاف "ما الفائدة من التضحية بهذا العدد الكبير من الجنود وقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء، إذا كنا سنعود في نهاية المطاف إلى.. حيث كنا من قبل؟".
وسحبت إسرائيل قواتها من قطاع غزة في عام 2005 منهية الوجود الإسرائيلي الذي استمر عقودا هناك، لكن بعض الإسرائيليين أعربوا عن دعمهم فكرة العودة إلى القطاع بعد الحرب. كما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستتولى المسؤوليات الأمنية في غزة بعد الحرب "لأجل غير مسمى".
صرح منسق الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي بأن إدارة الرئيس جو بايدن لا تدعم إعادة احتلال إسرائيل لغزة. وأضاف "نحن لا نؤيد إعادة احتلال غزة لأن ذلك ليس الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به".
وبعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها بعد عدة أيام من الهدنة، تضغط إدارة بايدن على المسؤولين الإسرائيليين لاتخاذ المزيد من الاحتياطات خاصة مع امتداد عملياتهم إلى جنوب غزة. وقال سكان غزة الذين أجرت رويترز مقابلات معهم يوم الجمعة الماضي إنهم يخشون أن يكون القصف في جنوب القطاع مؤشرا على أن الحرب تتوسع بشكل أكبر في المناطق التي صنفتها إسرائيل سابقا على أنها آمنة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الجمعة الماضي بعد زيارة للمنطقة "لقد أوضحت أنه بعد الهدنة كان من الضروري أن توفر إسرائيل حماية واضحة للمدنيين، وسوف نتطلع إلى ذلك من الآن فصاعدا. إنه مهم جدا جدا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يحذر من أزمة تتفاقم في قوات الاحتياط
#سواليف
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن #جيش_الاحتلال الإسرائيلي حذر من #أزمة متنامية في صفوف #قوات_الاحتياط على خلفية خطط #تصعيد #القتال في قطاع #غزة، التي تتطلب تجنيد عشرات الآلاف من الاحتياط.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد قرار الاحتلال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والعودة للقتال، لاحظ جيش الاحتلال تراجعا في الحماس بين جنود الاحتياط.
ووفق تقارير عبرية؛ تواصل العديد من جنود الاحتياط خلال الأسبوعين الماضيين مع قادتهم وأبلغوهم بعدم نيتهم الالتحاق بالخدمة إذا تم استدعاؤهم لجولة قتال جديدة، وذلك بسبب قرار حكومة الاحتلال القاضي بإقالة رئيس الشاباك ونيتها عزل المستشارة القضائية وتغيير تشكيل لجنة تعيين القضاة، كما أشار جنود الاحتياط إلى مخاوفهم من أن تتجاهل حكومتهم أحكام المحكمة العليا.
مقالات ذات صلةوفي الأسابيع الأخيرة، أعلن عدة جنود احتياط امتناعهم عن الخدمة بسبب ما وصفوه بـ”الثورة القضائية”.
وأعرب قادة كبار في قوات الاحتياط مؤخرا في محادثات مع القيادة العليا لجيش الاحتلال عن مخاوفهم من هذا الاتجاه، وحذر بعضهم من انخفاض بنسبة 50٪ في معدلات الالتحاق بالخدمة.
وقال قائد كبير في قوات الاحتياط لصحيفة “هآرتس” العبرية، إن قادة الألوية والكتائب يواجهون عشرات الحالات حيث أبلغ جنود الاحتياط عن عدم نيتهم الالتحاق.
وأوضح أن معظم الحالات تعود إلى انتهاك اتفاق تبادل الأسرى، بينما السبب الثاني الأكثر ذكرًا هو قانون إعفاء المتدينين من الخدمة وتقدم “الثورة القضائية”.
وأضاف أنه في هذه المرحلة تضطر وحدات الاحتياط إلى استعارة جنود من وحدات أخرى غير مشاركة حاليًا في القتال، وفي حالة التجنيد الواسع النطاق سيطلب معظم العودة إلى وحداتهم الأصلية، وفي مثل هذه الحالة، قد تفشل العديد من الوحدات في تحقيق القوة القتالية المطلوبة.
من بين جنود الاحتياط الذين أعلنوا بالفعل إنهاء تطوعهم ضباط وقادة في مناصب قتالية واستخباراتية حيوية. ومؤخرا، أبلغ فريق جنود احتياط من وحدة النخبة قائد الوحدة بعدم نيته الالتحاق بجولة الاحتياط المقررة في الأسابيع المقبلة.
ويشعر جيش الاحتلال، بالقلق من اتساع نطاق ظاهرة “الرفض الرمادي” بين جنود الاحتياط، حيث يبرر الجنود عدم التحاقهم بأسباب صحية أو اقتصادية أو عائلية، بينما القرار في الواقع نابع من دوافع قيمية أو سياسية.
وأكد ضابط احتياط للصحيفة على الإرهاق بين الجنود والقادة الذين خدموا مئات أيام الاحتياط خلال العام الماضي. وقال إن جنود الاحتياط يجدون صعوبة في الالتحاق بجولات إضافية ليس فقط لأسباب سياسية، ولكن ببساطة بسبب الإرهاق.
وأشار إلى أن الإرهاق يخلق توترا كبيرا في الوحدات وحتى مشاجرات لم تكن موجودة في بداية الحرب. وقال: “كثير من الناس يفضلون شراء تذكرة طيران رخيصة إلى أي وجهة فقط للحصول على عذر لعدم قدرتهم على الالتحاق بجولة الاحتياط”.
وقال الضابط إن القيادة العليا لجيش الاحتلال لا تفهم الضغوط التي يعاني منها جنود الاحتياط، وإذا تجاهلوها فلن يلتحق الناس ببساطة، كما بدأ يحدث بالفعل.