أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أننا حريصون على تعظيم فرص الشراكة مع مؤسسة التمويل الأفريقية في المجالات ذات الأولوية الوطنية، على نحو يحقق المنفعة المتبادلة ويدعم المسيرة المصرية والأفريقية في تسريع تطوير البنية التحتية، بحيث تكون أكثر مرونة مناخيًا، وتساعد في تعزيز الاندماج القاري، والتكامل الاقتصادي والتنموي في أفريقيا، اتساقًا مع الجهود المبذولة للتعامل الإيجابي مع الأزمات الاقتصادية العالمية التي تزايدت حدتها مع التوترات الجيوسياسية وما ترتب عليهما من ارتفاع شديد في تكاليف التمويل، نتيجة للموجة التضخمية غير المسبوقة.

تعظيم فرص الشراكة ذات المنفعة المتبادلة.. لدعم تسريع تطوير البنية التحتية

وأضاف الوزير، في لقائه مع سانجيف جوبتا المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية والوفد المرافق له، على هامش مشاركتهما في فعاليات قمة المناخ «COP 28» بدبي، أننا نتطلع إلى تعظيم مساندة مؤسسة التمويل الأفريقية لجهود العمل المناخي؛ بما يسهم في تعزيز مسار التعافي الاقتصادي الأخضر، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية على تعميق التعاون مع مختلف مؤسسات التمويل والتنمية الأفريقية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة التي تفرض ضغوطًا ضخمة على موازنات الدول خاصة الاقتصادات النامية والأفريقية.

أشار الوزير، إلى أننا نستهدف زيادة الاستثمارات التنموية في المشروعات المستدامة والصناعات الثقيلة والبنية التحتية والاتصالات والنقل والخدمات اللوجستية والتحول الأخضر، بحيث تسهم مؤسسة التمويل الأفريقية في توفير تمويلات ميسرة للقطاع الخاص المصري؛ بما يتسق مع جهود الدولة الهادفة لتمكين وتوسيع مساهماته في النشاط الاقتصادي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التحول الأخضر التحول للأخضر المشروعات المستدامة المالية مؤسسة التمویل الأفریقیة الأفریقیة فی

إقرأ أيضاً:

المقاطعة تعني الامتناع الطوعي عن التعاطي مع العدو في أي مجال من المجالات وأولها وأهمها المجال الاقتصادي 

شرعية المقاطعة:

ليست المقاطعة الاقتصادية وليدة العصر الحاضر بل هي قديمة قدم الإنسان قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة] ومنذ ذلك الوقت اعتبرت المقاطعة بأشكالها ترجمة فعلية للعداوة، فعبر سليمان عليه السلام عن غضبه على قوم سبأ برفض هديتهم، كما عبر يوسف عليه السلام عن غضبه على إخوته بمقاطعتهم اقتصاديا قال تعالى: {فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ}.

وقد أمر الله المؤمنين بمقاطعة المخلفين قال تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُم إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَيهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَومِ الْفَسِقِينَ}.

كما أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله بمقاطعة المنافقين قال تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ}.

وكذلك أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بمقاطعة كلمة واحدة كان يستخدمها اليهود كتعبير عن حقدهم وبغضهم لرسول الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

وفي هذا دليل وشهادة فيما يتعلق بشرعية المقاطعة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاطعة الاقتصادية. ألم يحصل هنا مقاطعة لكلمة راعنا؟ لأن استخدامها يمثل دعماً لليهود، إذاً فنحن يجب أن نقاطع منتجاتهم لأنها تشكل دعماً مادياً كبيراً لهم، وتفتح علينا مجالا لأن نتقبل كل ما يريدون أن يوصلوه إلينا من سموم مميته ومواد معقمة، حتى لا نعد ننجب وحتى يكون عندنا أمراض مستعصية وأشياء كثيرة جداً، فهم مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جداً.

المقاطعة دليل وعي

ومقاطعتنا اليوم لأعداء الله من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم دليل على وعينا، وتعبير عن مصداقية إيماننا بما فرضه الله علينا من ضرورة المواجهة لأعداء الله، وقد ركّز الشهيد القائد (رضوان الله عليه) بشكل كبير في مشروعه القرآني الجهادي على تحريض الأمة على مقاطعة البضائع الأَمريكية والإسْرَائيْلية، لما تمثله من أَهَميّة كبيرة جداً في مواجهة أَمريكا وإسْرَائيْل، اللتين تعتمدان بشكل مباشر في قوتهما الاقتصادية على ثروات الأمة الإسلامية وأسواقها.

ونظرا للفارق الكبير الخارج عن نطاق المقارنة بين طرفي الصراع من حيث الإمكانات المادية والتسلح في المجال العسكري، وما وصل إليه أعداء الأمة من السبق في إعداد القوة وامتلاك الخبرات وابتكار الوسائل والأساليب المتطورة والغير مألوفة لدى الكثير من أبناء الأمة، ونظرا أيضا لعمق الخيانة والفشل الذي تميزت به أنظمة العمالة وحكام الجور الذين سيطروا على واقع الأمة فزادوها ضعفا فوق ضعفها وفشلا على فشلها، صارت المقاطعة الشاملة لأعداء الله هي أهم سلاح يمكننا من خلاله التأثير الفعلي والمباشر عليهم، وإلحاق الضرر والنكاية بهم إلى عقر ديارهم، وعلى هذا الأساس باتت المقاطعة ضرورة حتمية تقتضيها الظروف ويفرضها الواقع.

حيث تعد المقاطعة الاقتصادية سلاحا فعالا ذا جدوائية كبيرة يصل تأثيرها إلى عمق العدو، مع سهولة تطبيقها بشكل سلس ومستمر من قبل الجميع تحت أي ظرف ومن دون تدريب أو خبرة مسبقة، بل أقصى ما تحتاج له هي الإرادة الصادقة والالتزام العملي، كما تمتاز بسرعة التأثير على نفسية العدو ومقدراته واستدامة أضرارها النفسية والمادية، فتشل حركته، وتلحق به خسائرا فادحة وكبيرة على كل المستويات من دون أن تخسر أنت شيئا، وهي في نفس الوقت عمل حضاري تطبيقي واقعي تحقق تأثيرا فعليا وملموسا، كما أنها عمل مجدٍ ونافع لتفريغ سخطك على عدوك بدلا من الشتائم والأعمال التي لا نفع منها.

جدوائية سلاح المقاطعة

أما عن تأثيرها فيقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): (الإنسان الذي يعتبر مجاهداً يجب أن يبذل جهده في سبيل الله، ويعرف ماذا ينبغي أن يعمل، وأعتقد فعلا رفع الشعار، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد أشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم، فهو يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضربهم ضربات نفسية ومعنوية رهيبة).

ومن هنا فإن المقاطعة الفعلية لها تأثيرها الحقيقي على العدو ولها نتائجها الملموسة على كافة المستويات، ومن ذلك المستوى السياسي، حيث تعتبر عملية ردع للعدو تقلص من سياسته ضدك، وتدفعه إلى التخلي عنها ولو بشكل تدريجي، كما أنها تدفع بالعدو إلى مراجعة حساباته مع أي قرار يتبناه ضدك، فتساهم في تلاشي سياسة الهيمنة والاستعلاء، وترفع من شأنك وقيمتك في نظر عدوك، بحيث تصبح عنده محترم العرض والأرض، لأن العدو لا يؤمن إلا بلغة القوة، أما تأثيراتها على الجانب الاقتصادي فهي أعظم بكثير حيث تستطيع من قريتك أو مدينتك -بالتزامك بالمقاطعة المستمرة والشاملة- أن تضرب عدوك اقتصاديا، وتكبده خسائر فادحة يدخل بسببها في أزمات ومشاكل اقتصادية، تسبب له تدهورا اقتصاديا قد يصل إلى حد الإفلاس، ولأن أعداءنا من الأمريكيين والإسرائيليين يعتمدون بشكل أساسي على مواردنا وثرواتنا وعلينا كسوق استهلاكية لإنعاش صناعتهم وتجارتهم وزراعتهم، فإن تفعيلنا للمقاطعة الاقتصادية بشقيها الاستيرادي والتصديري ضدهم، ولو لم يكن إلا في مجال النفط، كفيل بأن نضربهم ونؤثر عليهم، لأنهم لن يستطيعوا أن يتحركوا من دون المال، كما أن للمقاطعة تأثيرها على الجانب الاجتماعي أيضا، فالفقر والأزمات الاقتصادية وتدني المعيشة يثير المجتمعات، ويشعل الثورات، وينشر الكراهية والحقد ما بين الحاكم والمحكوم، وهذا يؤدي إلى تفكك تلك القوى وانهيار تلك الإمبراطوريات وتفتتها، خاصة مجتمعات اعتادت الرفاهية ورغد العيش كالمجتمع الأمريكي والإسرائيلي.

تفعيل هذا السلاح مهم؛ لأن من أسوأ ما يتحاشاه المنافقون هي المقاطعة لهم، وأن يتحولوا إلى منبوذين مكروهين مرفوضين، لا قابلية لهم، ولا تأثير لهم في واقع المجتمع أبداً، هذه مسألة كبيرة عليهم وتمثل عذابا لهم، عندما يشعرون أن المجتمع قد نبذهم وقاطعهم وتركهم وأصبحوا لا قيمة لهم ولا أهمية لهم ولا تأثير لهم، يعذبون عذاباً نفسياً، ويشعرون بالخزي، وهذا من أسوأ ما يحرصون على تحاشيه، ولذلك يسعون إلى استرضاء المجتمع بكل الوسائل والأساليب؛ من ذلك الحلف بالأيمان الفاجرة، والخداع والأكاذيب، ويطلقون الكثير من الدعايات لهذا الغرض.

فوائد المقاطعة الاقتصادية

للمقاطعة فوائدها الكبيرة والكثيرة، ليس على مستوى ضرب العدو فحسب، بل وعلى مستوى واقع الأمة، يمكن إيجازها فيما يلي:

تساعد على إصلاح الوضع الداخلي للأمة بتوجيه عدائها وغضبها نحو عدوها الحقيقي، فتقل في داخلها المشاكل والمماحكات ويتعزز التآخي والتعاون.

تثير السخط ضد العدو بما يوفر حالة من المنعة الداخلية التي تحمي الأمة من العمالة والارتزاق.

تعمل على ترشيد الاستهلاك الزائد للمواطنين، خاصة فيما يتعلق بالكماليات.

تحمينا من الاستهداف بالأوبئة والأمراض والسموم والعقم.

تشجع الصناعات والمنتجات المحلية بما يحقق الاكتفاء الذاتي، بحيث نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.

تحد من استنزاف العملات الصعبة وتحد من تراكم الديون الخارجية.

توظف أسواقنا في خدمة شعوبنا ودولنا.

التزامك بها يكسبك رضى الله ومعيته والأجر والثواب في الدنيا والآخرة، لأنها من الجهاد في سبيل الله.

المقاطعة تساهم في توجهنا نحو بناء واقعنا وتصحيحه وترميمه.

أمثلة وشواهد من الواقع على جدوى المقاطعة الاقتصادية:

لم نكن نحن أول من يستخدم المقاطعة كسلاح ضد عدوه، بل لقد استخدمها البشر منذ القدم، وذلك لما لمسوه من تأثيراتها المادية والنفسية الكبيرة على العدو، ومن تلك المقاطعات.

مقاطعة الهند لبريطانيا: وذلك بقيادة [غاندي] إبان احتلالها لبلدهم عندما احتكرت شراء القطن الهندي الطبيعي بثمن بخس، لتعيده ملابساً وقطعاً قطنيةً، وتبيعه للهنود بأغلى الأثمان، فقرروا مقاطعة الملابس البريطانية، وغزلوا ملابسهم بأيديهم، ومرة أخرى عندما كانت بريطانيا تمنع الشعب الهندي من استخراج الملح، لتبيعه إياهم بأثمان باهظة، فاستخرجوا ملحهم بأنفسهم، وأخيرا قرروا مقاطعة كل ما هو بريطاني، فواجهت بريطانيا خسائر مادية فادحة كانت سببا مهما في انسحابها من الهند.

مقاطعة الأمريكيين السود للمواصلات: لم يكن يسمح للأمريكيين السود، أن يركبوا في الحافلات، وإنما كان يجب عليهم الوقوف طوال فترة الرحلة، أو الجلوس في مؤخرة الباص إمعاناً في إذلالهم. رغم محاولاتهم لتغيير هذا الواقع، إلا أنه ظل قائماً حتى واتتهم فكرة المقاطعة. قرروا عدم استخدام الحافلات والسير على أقدامهم أو استخدام الدراجات الهوائية أو أي وسيلة مواصلات أخرى، وكانت النتيجة خسائر فادحة في قطاع المواصلات تم بسببها إلغاء النظام الجائر بحقهم.

مقاطعة اليابانيين لأمريكا: وذلك عندما رفضوا شراء السلع والبضائع الأمريكية، وأعلنوا رفضهم القاطع للاحتلال والسيطرة الأمريكية على مقدراتهم الاقتصادية والعلمية، وشجعوا صناعتهم الوطنية وإنتاجهم الزراعي والخدماتي، وبهذه الإجراءات التي بدؤوها بالمقاطعة استطاعوا التقدم بخطوات ثابتة في جميع المجالات، وفرضوا سيطرتهم الاقتصادية حتى على السوق الأمريكية نفسها، واستطاع الاقتصاد الياباني أن يسجل لصالحه فائضا كبيرا في الميزان التجاري وصل إلى حد وقوع نزاعات تجارية عديدة بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الخماسية تبقي على أولوية مساندة لبنان والألتزام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية
  • الرقابة المالية: 25.5 مليار جنيه ممنوحة لنشاط التمويل العقاري خلال 2024
  • غدا.. ضربة البداية للفراعنة أمام الأولاد في كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة
  • مواعيد مباريات المنتخب الوطني في دور المجموعات لكأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة
  • المالية اليمنية تنفي إشاعات تعطيل مرتبات الجيش وتؤكد تعزيز التمويل للربع الأول
  • «المباركة» تنظم ورشاً لصقل مهارات «المغاوير» وتعزيز العمل الجماعي
  • FT: إدارة ترامب في وضع لا تحسد عليه نتيجة التدهور الاقتصادي
  • ناميبيا تشهد انتعاشًا طفيفًا في النمو الاقتصادي على مدار العامين المقبلين
  • عاجل | بلدية جنين: الاحتلال دمر نحو 600 منزل وكامل البنية التحتية في مخيم جنين
  • المقاطعة تعني الامتناع الطوعي عن التعاطي مع العدو في أي مجال من المجالات وأولها وأهمها المجال الاقتصادي