أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من "القاعدة القومية للدراسات"، وهي نشرة شهرية تمثل ثمرة رصد وتجميع وتوثيق الدراسات التي تتناول موضوعات وبحوثًا تتعلق بمجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، سواءً صدرت عن هيئات أو مؤسسات أو مراكز بحوث مصرية أو إقليمية أو دولية أو مؤسسات ومراكز إعلامية، حيث تضمَّن العدد الجديد 25 بيان دراسة باللغة العربية في موضوع "الاقتصاد الأخضر" والمتاحة على قاعدة بيانات الدراسات عن مصر خلال الفترة من عام 2018 حتى 2023.

وأوضح العدد أن الكثير من الدول والمنظمات الدولية اهتمت باقتصادات التنمية وجوانبها الاجتماعية والبيئية، فمعدلات النمو السكاني المطردة وما يصاحبها من زيادة في معدلات الطلب على الغذاء والطاقة والمياه، إضافة للتغيرات المناخية نتيجة للتدهور البيئي، دفعت الجميع إلى البحث عن آليات جديدة لتحقيق التنمية المستدامة، وظهر "الاقتصاد الأخضر" استجابة لتلك الأزمات المتعددة، بهدف تحقيق تنمية اقتصادية بمشروعات صديقة للبيئة واستخدام تكنولوجيات جديدة للطاقات المتجددة والنظيفة.


تضمن العدد خلاصة توصيات الدراسات المتعلقة بموضوع "الاقتصاد الأخضر" التي صدرت عن مجموعة من المؤسسات والمراكز البحثية والأكاديمية والإعلامية المختلفة، ومن أبرز تلك التوصيات، ضرورة مشاركة جميع المستويات الإدارية للدولة في توجيه سياساتها نحو التحول للاقتصاد الأخضر مع ضرورة تبني سياسات الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية الشاملة، ومراجعة أساسية وإعادة رسم للسياسات العامة بالمجتمع من أجل إيجاد تحولات في أنماط الإنتاج والاستهلاك والاستثمار مع ضرورة إحداث تغييرات في ممارسة الأعمال بدعم ومشاركة من القطاع الخاص .

وتعزيز الابتكار في مجال التقنية الخضراء من خلال برامج التعليم والتدريب والبحث والتطوير ووضع استراتيجيات منخفضة الكربون للتنمية الصناعية، واستمرار شركات الأدوية بتبني مفهوم التسويق الأخضر، وتوفير المناخ الاستثماري وتقديم المزيد من الحوافز لاستخدام الطاقة المتجددة ووضع السياسات التحفيزية لجذب المستثمرين في هذا المجال، ودراسة المزيج الأمثل لتوليد الكهرباء من المصادر المختلفة.

ومن التوصيات التي تضمنها العدد أيضًا، أهمية الالتزام باستراتيجية ٢٠٣٠ للتحول بالاقتصاد المصري من اقتصاد مستنزف للموارد إلى الاقتصاد الأخضر الذي يحقق التنمية المستدامة، والتوسع في إصدار السندات الخضراء للمساعدة في تمويل مشروعات البنية التحتية التي تغطي قطاعات مختلفة، وضرورة عقد الندوات والمؤتمرات التي تحمل في طياتها موضوعات الحفاظ على البيئة وإيصال مقترحاتها ونتائجها إلى الجهات المعنية من أجل تطبيقها، مما يعزز الثقافة الخضراء الصديقة للبيئة.

كذلك، تبني جامعة الدول العربية وجود شركة دولية عربية للتأمين الزراعي تكون بمثابة شركة إعادة تأمين لتفعيل الاتفاقيات المعتمدة من قبل والخاصة بالتنمية الزراعية المستدامة، والعمل على حل المشكلات الاقتصادية ذات البعد الاجتماعي مثل الفقر والبطالة وارتفاع معدلات الأمية ومشكلة التحيز ضد المرأة والتي تشكل عائقًا حقيقيًا في الدول النامية أمام التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والاهتمام بأبعاد التسويق الأخضر باعتبارها مدخلًا حديثًا في تحسين جودة بيئة العمل في المؤسسة، وأن تسعى المؤسسة أكثر إلى مواجهة أية صعوبات في مجال تفعيل أبعاد هذا التسويق وتفعيل أهداف التنمية المستدامة، واختيار وتمويل وتحسين التقنيات الصناعية في مجال توظيف الموارد الطبيعية، وكذلك الاهتمام بمفهوم التلوث والنفايات.

ومن التوصيات الواردة أيضًا في الدراسات المختلفة تحفيز المباني الخضراء من خلال وضع بعض الاشتراطات كاستخدام الألواح الشمسية على واجهات وأسطح المباني، واستخدام المياه المعالجة من الصرف الصحي في أعمال البناء والتشييد بدلًا من استخدام المياه النظيفة في هذه الأعمال، وإنشاء أقسام مستقلة للعمارة الخضراء في الجامعات المصرية، وخاصة الجامعات الأهلية، كما حدث في الجامعة اليابانية في مصر، وإقرار تدريس البيئة وقضايا التنمية المستدامة كمادة أساسية في التعليم، مثل: كينيا وأوغندا، وإقرار سياسات الحوافز سواء في عمليات التمويل بالنسبة لوسائل النقل أو لقطاع الإنتاج، والتي تستخدم موارد متجددة وتحافظ على الاستدامة البيئية، والاهتمام بالدراسات الخاصة بالاقتصاد البيئي بمفهومه الأيكولوجي وعقد مؤتمرات في الجامعات والمراكز البحثية تتناول قضايا البيئة والاستدامة وتكون مجمعة لأكثر من تخصص علمي من التخصصات المؤثرة في التصدي للتلوث البيئي بجميع مكوناته المادية وغير المادية.

فضلاً عن ذلك أشارت الدراسات إلى ضرورة إنشاء حائط صخري لمنع النحر نهائيًا عن الساحل وحمايته، ووضع حدود قصوى للانبعاثات وفرض ضرائب على الكربون التي تربط معدلات الضرائب المفروضة بمعدلات الانبعاثات الكربونية للأنشطة الاقتصادية، وإعادة توظيف أو ترشيد الموارد المالية المخصصة في الموازنات المالية لمعظم الدول العربية كمخصصات لدعم الوقود الأحفوري أو لتوفير المبيدات غير العضوية؛ تحقيقًا للأغراض نفسها، والاستثمار في تدريس المهارات الخضراء في التعليم الفني والتدريب المهني في مصر وعمل مناهج خضراء بالتعاون بين قطاع التعليم الفني ومؤسسات التدريب ومتخذي القرار ورجال الصناعة، وتدريب المعلمين والمدربين في مدارس التعليم الفني وفي مكان العمل من أجل تمكين الطلاب من اكتساب المهارات الخضراء واستبدال الاستثمارات في مصادر الطاقة المعتمدة بشدة على الكربون باستثمارات في الطاقة النظيفة والتي تتمثل في الطاقة المتجددة التقليدية (طاقة الكتلة الحيوية) والمباني الخضراء والنقل المستدام وإدارة المياه وإدارة المخلفات وإدارة الأراضي (الزراعة المستدامة).

كما تضمنت التوصيات، تفعيل دور القطاع الخاص والمؤسسات والشركات على المساهمة في تمويل البحث العلمي وهذا لن يتأتى إلا من خلال توعية القطاع الخاص بأهمية دور البحث العلمي في تطوير الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة وإشراكه في الندوات والمؤتمرات التي تقام بالجامعات، وإنشاء صندوق لدعم البحث العلمي والتطوير على غرار صناديق التنمية المتخصصة لدعم مشروعات البحوث التطبيقية لصالح القطاعات الإنتاجية بالقطاع الخاص.

ومن التوصيات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر: الإسراع في وضع استراتيجية وطنية لإنتاج واستخدام الهيدروجين في مصر لتخرج إلى النور في أقرب وقت ممكن، وإعطاء الأولوية في هذه الاستراتيجية لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، حتى تتماشى مع التوجهات العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة تغير المناخ العالمي، وتحديد الجهة المسؤولة عن تطبيق هذه الاستراتيجية من أجل سرعة التنفيذ وضمان التنسيق بين الفاعلين المتعددين في صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر.

وتدشين خطط طويلة المدى لتصبح مصر مصدرًا للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، وتوفير الاستثمارات المطلوبة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، ودعم البنية الأساسية لنقل وتخزين الهيدروجين، وتوفير البيانات وتشجيع الدراسات والأبحاث في كثير من المجالات المرتبطة بإنتاج واستخدام الهيدروجين، وبناء تحالفات استراتيجية وشراكات دولية ومحلية للاستثمار المشترك في مشروعات إنتاج وتجارة واستخدام الهيدروجين الأخضر مع إنشاء مجالس للهيدروجين الأخضر بين مصر والدول الصديقة والشقيقة.

ومن خلاصة توصيات المراكز البحثية والأكاديمية والإعلامية المختلفة فيما يتعلق بحوكمة الاستدامة الثلاثية EGS، تشجيع الشركات المدرجة بالبورصة بإعداد المزيد من التقارير المفصلة عن حوكمة الاستدامة الثلاثية ليتسنى للمستثمرين الحصول على المزيد من البيانات التي توضح أداء الشركات وممارساتها المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ونشر الوعي بين الشركات بأهمية ثقافة وأسلوب ومنهج عمل متكامل لمعايير حوكمة الاستدامة الثلاثية والفوائد التي تعود عليها وعلى كل الأطراف ذات الصلة بمصر.

ومن التوصيات المتعلقة بالصكوك الخضراء، العمل على توفير الآليات القانونية للصكوك الخضراء في مصر، والاهتمام بتدريب الموارد البشرية لتأهيلها للإشراف على إصدار وتداول هذه الصكوك، ونشر ثقافة الصكوك الخضراء وإبراز دورها التمويلي في مجال البيئة، والعمل على تطوير آليات إصدار الصكوك الخضراء لاستقطاب المستثمرين الذين ما زالوا يمتنعون عن التعامل بها، ويجب أن تكون الصكوك جاذبة للمستثمرين التقليديين إذا كانت تدر عائدات معقولة متوائمة مع المخاطر ومسوقة بالشكل اللائق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة الهیدروجین الأخضر الاقتصاد الأخضر فی مجال فی مصر من أجل

إقرأ أيضاً:

بعد تكريمه من رئيس الوزراء.. محافظ الغربية يشكر فريق عمل مبادرة القرية الخضراء

عقب تكريمه من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقديرًا لنجاح محافظة الغربية في تنفيذ “مبادرة القرية الخضراء”، اجتمع اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، والدكتور محمود عيسى نائب المحافظ، بفريق عمل المبادرة، ووجه لهم خالص الشكر والتقدير على جهودهم المتميزة، التي أسهمت في حصول قرية نهطاي، مركز زفتى، على ثاني قرية خضراء على مستوى الجمهورية، وحصولها على “شهادة ترشيد للمجتمعات الريفية الخضراء” من المجلس العالمي للأبنية الخضراء، بحضور اللواء أحمد أنور السكرتير العام لمحافظة الغربية

وأكد المحافظ خلال الاجتماع أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بفضل العمل الجماعي والتفاني من قبل فريق المبادرة، مشيدًا بروح الإصرار والتعاون التي أظهرها الجميع لإنجاح المشروع وتحقيق التنمية المستدامة في القرية، وقال: “أنتم سر هذا النجاح.. لقد أثبتم أن العمل بروح الفريق قادر على تحقيق المستحيل، وما حققتموه في نهطاي هو خطوة أولى نحو مزيد من الإنجازات التي تنتظرنا.

وأشاد المحافظ بالدور الكبير الذي قام به كل فرد من فريق المبادرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بفضل الجهود الحثيثة والتخطيط السليم والإصرار على النجاح، وأوضح أن نهطاي لم تصبح قرية خضراء بين عشية وضحاها، بل جاءت النتيجة بعد شهور طويلة من العمل الجاد والالتزام بمعايير التنمية المستدامة، حيث تم تنفيذ مشروعات بيئية متكاملة، بدءًا من ترشيد استهلاك الطاقة، والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية، وتحسين منظومة الري الذكي، وإنشاء وحدات البيوجاز لإنتاج الطاقة النظيفة، وصولًا إلى تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري من خلال إعادة تدوير المخلفات.

وشهدت نهطاي تحولًا كبيرًا في مختلف القطاعات، حيث أصبحت نموذجًا لقرية مستدامة بلا تلوث، بلا بطالة، وبلا إدمان، وذلك بفضل مشروعات متكاملة شملت تحسين البنية التحتية، وتوصيل الغاز الطبيعي لجميع المنازل، وتطوير شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وإنشاء كورنيش حضاري على ترعة العطف ليكون متنفسًا للأهالي. كما تم تنفيذ مشروعات تعليمية وصحية رائدة، منها إنشاء مجمع مدارس يضم 55 فصلًا دراسيًا، وتطوير المدارس القائمة، وإنشاء وحدة طب أسرة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، فضلًا عن إطلاق قوافل طبية وتوعوية لتعزيز الخدمات الصحية بالقرية.

وأشار المحافظ إلى أن القرية أصبحت “بلا بطالة، بلا إدمان، وبلا تلوث بيئي”، بفضل المشروعات الرائدة التي تم تنفيذها، التي ركزت على تمكين الشباب والمرأة، وتوفير فرص عمل، والارتقاء بجودة الحياة لسكان القرية. كما أثنى على المبادرات المجتمعية التي أسهمت في تحقيق هذا التحول، مثل “قرية بلا إدمان”، و”قرية بلا بطالة”، و”التعليم حياة”، و”معًا من أجل ترع نظيفة”، و”الشجرة الطيبة”، التي عملت جميعها على تعزيز التنمية المجتمعية بجانب المشروعات البيئية.

وأكد اللواء أشرف الجندي أن التنمية في نهطاي لم تقتصر على الجانب البيئي فقط، بل امتدت إلى تحسين كافة الخدمات الأساسية، حيث شهدت القرية طفرة كبيرة في مشروعات البنية التحتية، تمثلت في توصيل الغاز الطبيعي لجميع المنازل، ورفع كفاءة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتطوير الطرق الداخلية، وتوسيع شبكات الاتصالات والإنترنت.

كما شهد قطاعا التعليم والصحة تطورًا كبيرًا، حيث تم إنشاء مجمع مدارس جديد يضم 55 فصلًا دراسيًا، وتحديث المدارس القائمة، وإنشاء وحدة طب أسرة حديثة، وإطلاق حملات طبية وقوافل علاجية بالتعاون مع جامعة طنطا ومديرية الصحة.

وشدد المحافظ على أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا العمل الجاد والتنسيق المستمر بين جميع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن ما تم إنجازه في نهطاي ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة طويلة من التنمية والتطوير.

وأضاف المحافظ أن هذا التكريم يمثل حافزًا قويًا لمواصلة الجهد والعمل على توسيع تجربة القرى الخضراء في مختلف أنحاء المحافظة، مؤكدًا أن محافظة الغربية ستظل رائدة في تنفيذ المشروعات التنموية المستدامة، بما يحقق رؤية مصر 2030 للتحول الأخضر وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

وفي ختام الاجتماع، حرص اللواء أشرف الجندي على التقاط صورة تذكارية مع فريق عمل المبادرة، حاملين شهادة الترشيد، تقديرًا لما بذلوه من جهد، ولتوثيق هذا الإنجاز الذي سيظل مصدر فخر لمحافظة الغربية، وأكد أن هذا النجاح هو بداية لمسيرة طويلة من العمل والإنجاز، متعهدًا بمواصلة دعم المبادرات التنموية التي تسهم في تحقيق مستقبل أفضل للقرى المصرية.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تُعلن عن تفاصيل جائزة اليونسكو اليابان لعام 2025
  • برلماني: مشروعات الري تعكس رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة
  • برلماني: توقعات صندوق النقد ستدعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة
  • وزير الدفاع يشيد بمبادرة السعودية الخضراء
  • ترسيخًا لثقافة العمل البيئي.. المملكة تحتفي بيوم مبادرة السعودية الخضراء
  • تعزيز الاقتصاد الطبي.. «الأعلى للبحوث الطبية» يناقش تحديات وفرص تطوير الدراسات الإكلينيكية بمصر
  • اعتماد مؤسسي لمنتدى الأبنية الخضراء
  • بعد تكريمه من رئيس الوزراء.. محافظ الغربية يشكر فريق عمل مبادرة القرية الخضراء
  • أمين بغداد يعلن إنجاز البنية التحتية لمشروع الحزام الأخضر
  • وزيرة التنمية المحلية تهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بـ ليلة القدر