“بيئة” تُدشّن أول محطّة تجاريّة في العالم لتحويل النفايات إلى هيدرو جين أخضر ممتاز في الشارقة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
في إنجاز عالمي غير مسبوق في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وضمن جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية؛ أبرمت مجموعة بيئة، الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط اليوم اتفاقية تطوير مشتركة مع كلّ من ” تشينوك هيدروجين” البريطانية، الشركة المتخصصة في تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، و”إير ووتر”، الشركة اليابانية المتخصصة في الأعمال ذات الصلة بالموارد الطبيعية والحفاظ عليها، وذلك بهدف إنشاء أول محطة تجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز في العالم، انطلاقاً من إمارة الشارقة.
وقع الاتفاقية في جناح دولة الإمارات المقام ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “cop 28 ” بحضورسعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول كلّ من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، والدكتور رفعت شلبي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “تشينوك هيدروجين”، وإسماعيل شلبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “إير ووتر”بحضور سعادة فهد شهيل الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “ بيئة ”.
ويأتي هذا التعاون في أعقاب الإنجازات الاستثنائية التي حققتها أول محطة تجريبية في العالم لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز، والتي تم افتتاحها مؤخراً بمدينة نوتنغهام البريطانية في إطار التحالف الثلاثي الذي تم إبرامه بين مجموعة بيئة وشركتي “تشينوك هيدروجين” و”إير ووتر”، ضمن مساعي المجموعة الرامية إلى دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
يُذكر أن المحطّة التجريبيّة حققت إنجازات كبيرة من خلال تبني حل عملي فعال يسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات دون انبعاثات كربونية، حيث تعمل المحطة على تحويل مختلف النفايات البلدية الصلبة والنفايات البلاستيكية والخشبية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى خلايا هيدروجين أخضر متصلة بوحدة خلايا وقود تويوتا التي تولد الطاقة من الهيدروجين المنتج، على غرار خلية الوقود المثبتة في مركبات خلايا وقود الهيدروجين مثل تويوتا ميراي.
وقال خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات/ وام / نؤمن بأن تحقيق هدفنا المتمثل في تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات يتوافق تماماً مع هدف الوصول إلى الحيادي الكربوني. ومع افتتاح المحطة التجريبية لتحويل النفايات إلى هيدروجين؛ قدمنا حلولاً بيئية خضراء مستدامة قابلة للتوسع والتطوير ويمكن تبنيها من قبل مختلف دول العالم، للتغلب على تحديات النفايات والانبعاثات الكربونية، وسنبدأ في العمل معاً عبر هذا التحالف الثلاثي لإنشاء المحطة التجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين في الشارقة.”
وأضاف الحريم : يسعدني أن أتوجه بالتهنئة لشركائنا في هذا الاتفاقيّة على العمل معنا لتحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي لا يجسد أهدافنا الرامية لبناء محطة تجارية شاملة ومتكاملة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في دولة الإمارات فحسب، وإنما يقدم أيضاً حلاً عملياً على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، لإنتاج الهيدروجين، ويمكن اعتماده بسهولة بما يتماشى مع هدف تعزيز الممارسات المستدامة عالمياً.”
وتوظّف المحطة تكنولوجيا “روديكس”، التي تشمل عملية الانحلال الحراري، والتي ابتكرتها “تشينوك هيدروجين” في أعقاب 23 عاماً من البحث والتطوير والتحسين، أسفرت عن إنشاء 18 وحدة لتحويل المواد الصلبة إلى غاز، أو ما يُعرف بعملية “التغويز” في مختلف أنحاء العالم، وهي تكنولوجيا مبتكرة حاصلة على براءة الاختراع في استخدام التحلل الحراري النشط للهيدروجين، لمعالجة مجموعة واسعة من النفايات العضوية، تشمل النفايات البلدية الصلبة، والنفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، وحمأة الصرف الصحي، والكتل الحيوية والخشبية، لإنتاج ما يُعرف بـ”غاز الاصطناع” الذي يتألف من غازات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والميثان.
ويبرز نظام “روديكس” باعتباره التقنيّة الوحيدة في العالم التي تعالج النفايات بطاقة منخفضة لإنتاج “غاز الاصطناع” الذي يشكل الهيدروجين ما يقارب 50% منه، ويتم تكرير هذا الغاز بواسطة تقنية تكرير الهيدروجين التي طورتها “إير ووتر” اليابانية لإنتاج هيدروجين عالي النقاء، والذي يمكن استخدامه في خلايا وقود المركبات التي تعمل بالهيدروجين في قطاع النقل، وغيرها من الاستخدامات الكيميائية والصناعية الدقيقة، كما تحرص المحطة على احتجاز وتخزين وتنقية غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن عملية الانحلال الحراري، مما يجعل هذه العملية محايدة كربونياً.
من جانبه، أعرب الدكتور رفعت شلبي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ”تشينوك هيدروجين”، عن فخره بما وصفه بالإنجاز الكبير والرحلة الإبداعية من الالتزام الراسخ والابتكار الفريد وقال تعد التكنولوجيا التي طورناها لإنتاج الهيدروجين شهادة على العمل الجاد والأفكار المبتكرة لفريق شركة “تشينوك هيدروجين” على مدار 23 عاماً من المثابرة والإصرار والالتزام، وأكثر من عقدين من الجهود والتعاون المتبادل مع شركائنا في مجموعة بيئة وإير ووتر”.
وأضاف الدكتور لشبي لم نتوقف عند توسيع الآفاق وتطوير الأفكار في مجال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر فحسب، وإنما قمنا بتطوير أول محطة تجريبية في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، لاستخدامه في خلايا وقود الهيدروجين بهدف إنتاج وتوليد الطاقة الميكانيكية أو لتشغيل المركبات التي تعمل بالهيدروجين دون أي انبعاثات كربونية”.
ويسهم نظام “روديكس” لتحويل المواد الصلبة إلى غاز من خلال الانحلال الحراري المستخدم في المحطة؛ في إنتاج ما يصل إلى 1.5 طناً من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً، حيث تضمن عملية التحلل الحراري النشط للهيدروجين، التي يتم التحكم بها عن طريق نظام الذكاء الهيدروجيني، إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، في عملية تعتبر الأقل تكلفة في العالم حالياً، وسيتم اعتماد عملية مماثلة من قبل “بيئة” و”تشينوك هيدروجين” و”إير ووتر” لإنتاج 7 أطنان من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً في أول محطة تجارية في العالم لإنتاج الهيدروجين التي سيتم بناؤها في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وُصولاً إلى تحقيق الهدف النهائي وهو زيادة قدراتها الإنتاجيّة تدريجياً وُصولاً إلى 20 طنّاً من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً ومن ثم نقل التجربة المبتكرة إلى منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
يشار إلى أن مجموعة بيئة حققت تقدماً ملحوظاً في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات والمساهمة في التخفيف من انبعاثات الكربون، تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2050، حيث يتضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات 12 مرفقاً مخصصاً لمعالجة كافة أشكال النفايات المنزلية والتجارية والصناعية، وإنتاج المواد القابلة لإعادة التدوير، والوقود البديل، والمواد الأولية البديلة، بما يسهم في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات وترسيخ الاقتصاد الدائري.
وفي مايو 2022، افتتحت “بيئة” “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة”، أول محطة تجارية من نوعها في الشرق الأوسط، والتي طورتها “شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة” التي تم تأسيسها في إطار اتفاقية الشراكة بين “بيئة” وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، حيث ساهمت هذه المحطة في رفع معدل تحويل النفايات بعيداً عن المكبات إلى 90%، مسجلة رقماً قياسياً إقليمياً، مع تفادي انبعاث 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وستشكّل محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين والتي ستشيد في إمارة الشارقة بمثابة إنجاز جديد لـ”بيئة” سيدعم جهودها في تحقيق هدف الوصول إلى “تحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات” في الإمارة، وإلغاء الحاجة إلى مكبات النفايات وانبعاثات الغازات الدفيئة المرافقة لها.
ولا تكتفي محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين المُزمع بناؤها في الشارقة بتحقيق الحياد الكربوني في صناعة النقل وخفض الانبعاثات في قطاع إدارة النفايات فحسب، بل تتوافق أيضاً مع الإطار العام لـ “الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050” لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى لإنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2031، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: إنتاج الهیدروجین الأخضر من الهیدروجین الأخضر لإنتاج الهیدروجین الرئیس التنفیذی دولة الإمارات محطة تجاریة مجموعة بیئة ة فی العالم فی الشارقة أول محطة
إقرأ أيضاً:
“تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
الحراك المدني والسياسي في بلادنا لم يتعافى من أمراض الماضي، ظل يكرر التجارب السابقة بكل عيوبها، هذا إذا لم يزد في وتيرة العيب التراكمي، فحين انقلب الاخوان على الحكومة الشرعية برئاسة الصادق المهدي، لم ينتفض رئيس الوزراء الشرعي (الصادق)، الانتفاضة التي تليق به كصاحب حق أصيل منحه الشعب عبر صناديق الاقتراع، فخان الأمانة التي تستوجب مواصلة المشوار النضالي المعارض )بصدق(، فهادن النظام الذي سيطر على مقاليد أموره صهره زعيم الاخوان، وعمل على تهدئة الأنصار الغاضبين، باستحداث تنظير جديد أفرز نوع غريب من المعارضة أسماه (الجهاد المدني)، الذي كان بمثابة تعطيل لصمود بعض الشرائح الحزبية الساعية لمواجهة الانقلابيين عسكرياً، ومن غرائب ومدهشات هذا (الصادق المهدي)، أنه لم يكتف بإقناع اتباعه بضرورة سلوك الجهاد المدني (النضال الاستسلامي)، بل عمل سرّاً مع الانقلابيين لتعضيد بقائهم في السلطة، التي نزعوها منه نزعاً، وذلك باختراقه للتجمع الوطني – التحالف السياسي والعسكري العريض، الذي تأسس من أجل إزالة الحكومة الاخوانية المنقلبة على شرعية (رئيس الوزراء الصادق المهدي)، الذي خرج من الخرطوم على مرأى ومسمع أجهزة الحكومة الاخوانية، في رحلة سفر بريّة عبر الحدود السودانية الارترية، والتحق بالتجمع الوطني الديمقراطي في أسمرا، ثم عاد بعد مضي أشهر قليلة، أعقبها تفكك التحالف الهادف لاستعادة الشرعية، وحصل من النظام على المكافأة، هذا الحدث التاريخي المهم يجب على السياسيين (الشرفاء)، أن يلقنونه للأجيال الحاضرة، وأن لا يخدعوهم بتسويق الرجال الديمقراطيين المزيفين الرافضين لحكم العسكر نفاقاً، فمثل هذا التآمر المدني مع الانقلابيين العسكريين الاخوانيين، هو واحد من أسباب معاناة شعبنا من بطش العصابة الاخوانية، لذلك يجب الربط بين الخذلان الذي مارسه زعيم حزب الأمة، والأسباب الجوهرية التي مهدت لوصول الاخوان (الجبهة الإسلامية) للسلطة عبر الانقلاب.
عاشت قيادات أحزاب الأمة والاتحادي والبعث والشيوعي وغيرها، في توائم وانسجام مع منظومة دولة الانقلاب، التي رأسها البشير لثلاثين سنة، فسجدوا جميعهم داخل قبة برلمان (التوالي السياسي)، الذي وضع لبنة تأسيسه حسن الترابي شيخ الجماعة الاخوانية، هذا التماهي مع الانقلاب خلق طبقة سياسية حزبية داجنة ومذعنة لما يقرره العسكر الانقلابيون، لذلك جاءت ردة فعل القوى السياسية المشاركة في حكومة حمدوك مهادنة بعد انقلاب العسكر عليها، ولم تساند رئيس وزراء الثورة المساندة القوية والمطلوبة، ليصمد أمام الأمواج العاتية القادمة من بحر الانقلابيين الهائج المائج، فقدم حمدوك استقالته وغادر البلاد، وفشل طاقم الحكومة الشرعية في اختيار رئيس وزراء جديد ولو من منازلهم، ليقود الحراك الثوري المشروع، وكذلك أخفق أعضاء المجلس السيادي الشرعيين، في اختيار رئيس لمجلسهم للاستمرار في تمثيل السيادة التي اختطفها الانقلابيون، فارتكبوا ذات خطأ رئيس الوزراء الأسبق الذي انقلب عليه الاخوانيون، فاستسلم وانهزم وقدم لهم خدماته الجليلة، الخطأ الثاني هو عودة حمدوك لقيادة طاقم حكومته الشرعية تحت مسمى تحالف سياسي جديد مناهض للحرب أسموه "تقدم"، في خلق ازدواج للجسم السياسي الحاضن للشرعية "قحت"، كان يجب أن تستمر "قحت" في لعب دورها الداعم لثورة الشباب وحكومة الانتقال الحقيقية، وأن تترك رئيس الوزراء المستقيل ليكوّن التحالف المدني (غير السياسي)، المنوط به إيقاف الحرب، فاستقالة حمدوك ابّان ذروة الصلف الانقلابي هزمت الثوار وطاقم حكومته، فما كان له أن يعود للتعاطي السياسي بعد أن غادر السلطة طواعيةً، ومن الأفضل أن يكون أيقونة مدنية ورمز وطني يسعى بين السودانيين بالحسنى بقيادة آلية مدنية توقف الحرب.
الضعف السياسي والمدني المتوارث عبر الأجيال، فتح الباب واسعاً أمام فلول النظام البائد، لأن يصولوا ويجولوا بين بورتسودان وعطبرة مختطفين سيادة البلاد وحكومتها، فالمؤتمر الذي أقيم في كينيا بغرض تشكيل حكومة يعتبر خطيئة كبرى من "قحت" المتحورة إلى "تقدم"، كان الأجدى أن يمارس وزراء حمدوك دورهم الشرعي الذي لا يجب أن يهدده الانقلاب غير الشرعي، وأن يختاروا من بينهم رئيساً للوزراء بديلاً للمستقيل، ليصدر قرارات بإعفاء جميع رموز الحكومة التنفيذية المنخرطين في الانقلاب من وزراء وولاة وحكام أقاليم، ويستعيض عنهم بكوادر دستورية بديلة ممن يذخر بهم السودان، وأن يقوم أعضاء مجلس السيادة أصحاب الشرعية الدستورية بالدور نفسه، وأن يستمر دولاب العمل في المناطق المحررة بوتيرة طبيعية، تهيء الأجواء لقيام الدستوريين بدورهم الوطني، إنّ ما فعلته القوى السياسية والمدنية من تخبط وخلط لأوراق اللعبة السياسية بالمدنية والعسكرية، هو ما قاد لهذا الوضع الضبابي الذي يشي بحدوث انشقاقات أميبية، سوف تعصف بوحدة تحالف "تقدم"، بحسب ما يرى المراقبون، بل وتفتح الباب لاتساع الفراغ السياسي المتسع يوماً بعد يوم منذ أن اندلاع الحرب، لقد لعبت "تقدم" دور الأعمى الذي لا يرى ما يعوزه من أشياء هي في الأساس موجودة حوله، وعلى مرمى حجر من عكازه الذي يتوكأ عليه، فتقدم في حقيقتها هي "قحت" الحاضن لأجهزة الانتقال – حكومة تنفيذية ومجلس سيادي وجهاز تشريعي لم يؤسس، فلماذا تبحث عن شرعية تمتلكها؟، وكيف سمحت لأن يقودها العميان لإضفاء شرعية على حكومة بورتسودان الانقلابية المشعلة للحرب؟.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com