إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى مربعات وسط تحذيرات من تكدس بشري
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قامت إسرائيل بتقسيم قطاع غزة إلى 2300 تجمع سكني يعرف بالمربعات أو "البلوكات" ضمن خطتها الجديدة لجولتها الثانية من الحرب في القطاع المحتل، وطلبت من سكان خان يونس إخلاء منازلهم.
عاجل:- قصف إسرائيلي استهدف بوابة مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة جيش الأحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود إضافيين في قطاع غزة تقارير تؤكد التطورات.. توغل الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة خلال الحرب متخصص: دور مصر القوي في حرب غزة أكد للجميع استقرار الاقتصاد المصري
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أدت هذه الخطة إلى تحويل القطاع بأكمله إلى منطقة نازحين وتسببت في اكتظاظ بشري غير مسبوق.
ويشير التقرير إلى أن ثمانين في المئة من سكان غزة نزحوا من الشمال إلى الجنوب.
ولم تشهد غزة من قبل مثل هذا النزوح القسري الداخلي في مساحة جغرافية ضيقة تبلغ 350 كيلومتر مربع.
تواصل القوات الإسرائيلية توغلها شمالًا في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، دعت سكان بعض أحياء مدينة خان يونس جنوبًا إلى إخلاء منازلهم استعدادًا للقصف، وتوجيههم إلى ملاجئ النازحين المعروفة في أحياء الفخاري والشابورة والزهور وتل السلطان.
قسّم الجيش الإسرائيلي القطاع إلى شطرين، شمالي وجنوبي، استعدادًا لمرحلة جديدة من الحرب، وقسمهما إلى مربعات مرقمة حددت من خلالها الأهداف التي سيتم استهدافها، مما يسمح للسكان بالمغادرة مسبقًا.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يحدد كل مربع العدد الإجمالي للنازحين في مراكز الإيواء ضمن مساحة كيلومتر مربع.
تلك الترتيبات تسلط الضوء على خريطة وحجم النزوح، حيث أصبحت الملاجئ مكتظة بأربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية وفقًا للأونروا، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية مثل دير البلح وخان يونس ورفح.
تحتوي المنطقة المستهدفة بالإخلاء على نحو 14 ملجأً حكوميًا وأمميًا يستضيفون نحو 70 ألف نازح حتى نهاية الشهر الماضي، بينما تمكن نحو 1.4 مليون فلسطيني من العثور على مأوى داخل أو خارج المدارس والمراكز الطبية والمساجد والكنائس والشوارع والساحات.
تحذر المنظمات الإنسانية من أن الملاجئ، حتى في الجنوب، ليست آمنة من القتال، حيث يؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 190 شخصًا لقوا حتفهم في مراكز الإيواء وأصيب نحو ألف آخرين.
وتأثرت أكثر من 30 مدرسة حكومية تستخدم كملاجئ في مناطق شمال غزة ومدينة غزة بالحرب وأصبحت غير صالحة للاستخدام، وتضررت 120 مدرسة أخرى تستضيف النازحين في أنحاء القطاع.
ووفقًا لصحيفة The Guardian البريطانية، فإن مناطق الإخلاء تقيّد الخيارات المتاحة أمام سكان غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل قطاع غزة غزة الحرب على غزة القصف الاسرائيلى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.
ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.
إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز) ارتفاع الأسعاروأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.
وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.
وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.
أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز) ابتكارات للصمودورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".
وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.
وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.
وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.