تمتلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القدرة على الصمود وتحدي إسرائيل التي تواجه "خيارات محدودة وصعبة"، بحسب دان بيري في مقال بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وتحت عنوان "قصة حماس والرهائن بعيدة عن الانتهاء"، قال بيري إن الرأي العام الإسرائيلي يعطي أولوية لإطلاق سراح الأسرى جميعا على القضاء على "حماس"، لكن "الخيارات محدودة وصعبة أمام إسرائيل".

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، أطلقت "حماس" في 7 أكتوبر هجوما ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابات 5431 وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وبحسب بيري، فإن "إسرائيل قد يكون لديها خيار إعلان النصر والبقاء مسؤولة عن شمال غزة (...)، وقد يكون من المفيد تنصيب نسخة من السلطة الفلسطينية في هذه المنطقة".

وزعم أنه "ربما يغير الفلسطينيون (الذين سيظلون تحت سيطرة "حماس" في مناطق جنوب قطاع غزة) تفكيرهم عندما يرون الشمال مزدهرا في ظل خطة حقيقية وشاملة لإعادة الإعمار والتنمية في مقابل الجنوب الذي سيعاني".

اقرأ أيضاً

حماس: تهديد الاحتلال باغتيال قادتنا تعكس مأزقه ولا تخيفنا

جنوب غزة

و"من المرجح أن ترغب حماس قريبا في تمديد الهدنة بشكل أكبر لإبطاء زخم العملية الإسرائيلية وزيادة فرص بقائها في السلطة، بطريقة أو بأخرى، على الأقل في المستقبل، وربما في كيان جديد ناشئ يُمكن أن يُعرف بجنوب غزة"، كما قال بيري.

وتابع: "ومن أجل إطلاق سراح بقية الأسرى (الإسرائيليين)، تطالب حماس ليس فقط بالإفراج الكامل عن جميع الأسرى (الفلسطينيين) في إسرائيل، بل أيضا بوقف القتال".

ومضى قائلا: "هناك معادلة أكثر تعقيدا تتضمن عاملين: إسرائيل تحتجز بشكل مشكوك فيه العديد من السجناء الفلسطينيين في الاعتقال الإداري دون تهمة، كما تضطهد الفلسطينيين بشكل حقيقي منذ ما يقرب من 60 عاما في الضفة الغربية".

وزاد بأن "الاستيطان في الضفة الغربية، والأنظمة القانونية الموازية في إسرائيل (المجحفة بحق الفلسطينيين)، تسخر من ديمقراطية إسرائيل المفترضة، ولا يمكن أن ننسب كل الانتقادات إلى معاداة السامية".

اقرأ أيضاً

حماس: لن نبرم أي صفقات تبادل قبل انتهاء العدوان الصهيوني

تحدٍ حقيقي

ويقول قادة الاحتلال إنهم مصرون على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.

لكن بيري اعتبر أنه إذا كانت إسرائيل جادة فيما يتعلق بالتخلص من "حماس" من كامل قطاع غزة، فإنها ستواجه "تحديا حقيقيا".

وقال إن "إسرائيل قد تكتشف أنها لا تملك تفويضا مطلقا للقيام بما تريد. والقول إن حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية لا يعني أن قتل هؤلاء الدروع يعتبر أمرا مقبولا، ولا يجوز أن تصبح إسرائيل منبوذة".

وشدد على أن حماس "يمكنها أن تصمد وتتحدى إسرائيل التي لن تجرؤ على أن تهاجم الجنوب، حيث يقيم الآن مليونا شخص، بينهم النازحون من الشمال".

و"تراهن حماس على أن العالم، وبخاصة الولايات المتحدة، سيجبر إسرائيل على التوقف وإعطاء الأولوية للأسرى والموافقة على صفقة تتيح للحركة البقاء في السلطة"، كما تابع بيري.

وزاد بأنه إذا حدث ذلك، فإن حماس "ستعلن أنها حققت شكلا من أشكال النصر، وسيصدقها الملايين من الناس الغاضبين في المنطقة".

ودعيا إلى رحيل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، قال بيري إنه  "من غير الواضح حتى الآن كيف ستؤول الأمور، لكن الواضح هو أن هناك خيارات صعبة في الانتظار، وسيكون من الأفضل لو أن إسرائيل لديها قيادة ذات مصداقية".

اقرأ أيضاً

بعد استعادة أسرى إسرائيل.. أمريكا تتجه لمطالبة قطر بإغلاق مكتب حماس

المصدر | دان بيري/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جيروزاليم بوست حماس صمود إسرائيل أسرى غزة حرب

إقرأ أيضاً:

إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلى بلدة الخضر

أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق، اليوم/ الخميس/، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر، جنوب بيت لحم.


وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت الخضر وتمركزت في مناطق "الجامع الكبير"، و"البوابة"، "والتل"، و"أم ركبة"، والبالوع"، وسط إطلاق قنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع، صوب المنازل والمركبات، ما أدى لإصابة عشرات من المواطنين بالاختناق.


 

مقالات مشابهة

  • فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل
  • استخدمتها إسرائيل في ضربة البسطا الفوقا.. ما هي قنابل المطرقة؟
  • في اليوم 413 من العدوان.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تجاوز الـ 44 الف
  • استطلاع: 37 بالمئة من المراهقين اليهود في أمريكا يتعاطفون مع حماس
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • حماس: 4 إجراءات يتخذها الاحتلال لمنع إغاثة الفلسطينيين
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلى بلدة الخضر
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة إلى 44056 شهيدًا
  • محلل سياسي: إسرائيل تسعي إلى إخلاء المنطقة الشمالية لقطاع غزة من الفلسطينيين