مع تصاعد الاشتباكات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بين حزب الله وإسرائيل بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دخلت المنطقة مرحلة جديدة لا تزال ملامحها غير واضحة خاصة مع انتهاء الهدنة في قطاع غزة واستئناف إسرائيل لحربها ضد القطاع.

وعلى وقع المعارك، تجدد البحث في المحافل الدولية في ضرورة إعادة تفعيل القرار 1701 الصادر في العام 2006، فأكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أن التنفيذ الكامل للقرار 1701 يعد مدخلاً أساسياً لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أن الموفد الاميركي اموس هوكشتاين كان أكد من جهته خلال زيارته لبنان، ضرورة إعادة الاستقرار المعمول به جنوبا ضمن قواعد الاشتباك المكرسة بالقرار1701، بالتوازي مع طرحه لبدء مفاوضات الترسيم البري، في حين أن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان طرح في لبنان الذهاب إلى تعديل القرار 1701 أو إنشاء منطقة عازلة.



كل ذلك، تزامن مع تسريبات دبلوماسية عن حراك غربي لإبعاد حزب الله عن الحدود (قوة الرضوان) وايجاد منطقة عازلة على الحدود، وبالتالي ضرورة تطبيق 1701 لا سيما في ما يتصل في أحد بنوده بـ "ايجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "اليونيفيل".

حتى الساعة يتعاطى حزب الله مع هذه التسريبات وكأنها غير موجودة، فيواصل استهدافاته مراكز العدو الاسرائيلي دعما للمقاومة الفلسطينية في غزة وردا على الضربات الاسرائيلية للبلدات الحدودية، وفق بيانات الإعلام الحربي ، علماً أن مصدراً سياسياً أكد لـ"لبنان24" أن من المبكر الحديث عن مآل الامور، فالحرب في غزة لا تزال مستمرة ولم ينته وقف إطلاق النار، وهذا يعني أن باب المفاوضات لم يفتح بعد بين الدول المعنية، مع تأكيده أن حزب الله لن يغير من استراتيجيته العسكرية طالما أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على لبنان وانتهاكاته براً وبحراً وجواً.

ويقول عضو المجلس السياسي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في هذا السياق أن تعديل القرار رقم 1701 أو أي مناقشات حوله، لا يمكن البت بها إلا من قبل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مضيفا أن البعثة الأممية تدعم هذا القرار وتلعب دورا حاسما في الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة بين لبنان وإسرائيل

وأشار إلى هناك من يروّج للمطالب والأهداف الإسرائيلية من الداخل والخارج، فيطالبون بتعديل القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود بهدف تطمين المستوطنين الذي يخافون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود، ولكن على هؤلاء المراهنين أن ييأسوا، فحزب الله لن يسمح بأي مكسب إسرائيلي وبأي ومعادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية، لأن حق اللبنانيين هو في التواجد والتحرّك على أي شبر من أرضنا في الجنوب.

أما الخبير العسكري عمر معربوني فيقول من جهته لـ"لبنان24": هناك محاولات غربية بشكل عام واميركية بشكل خاص لتعديل القرار 1701 بما يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية. فهناك مشكلة حقيقية في الجانب الإسرائيلي لا سيما بعد اخلاء نحو 48مستوطنة من سكانها، وتحاول واشنطن أن تجد حلاً لها من خلال تعديل القرار 1701، وبما يتناسب مع إيجاد منطقة عازلة، علما أن هذه المنطقة من الجانبين هي موجودة، ففي الجانب اللبناني، فإن وحدات حزب الله ليست مجموعة على شاكلة خط دفاعي، فهي تموضعت في الفترة الأخيرة بما يرتبط بالوضعية الميدانية في قطاع غزة، ومنع الاعتداءات على لبنان، على هذا الأساسية لا يمكن أن تمر هذه المسألة خصوصاً وأن الأجواء تشير إلى فيتو روسي صيني مشترك حول ما يتصل بالتعديل، فالجانبان الروسي والصيني هما جزء من حالة الاشتباك القائمة في الإقليم والعالم.

بالنسبة إلى معربوني فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يأتي إلى لبنان ويذهب في جولات مكوكية وكل ذلك بهدف تحقيق مصالح إسرائيل إلى حد ما، فهو يحاول طرح ما يسمى الترسيم البري، لكن السؤال المطروح عن أي ترسيم يتحدث؟ فهناك خط حدود مثبت وقائم وموجود لكن الإشكالية تكمن في ال 13نقطة الخلافية وهي نقاط تمتد من بلدة الناقورة غرباً باتجاه بلدة الماري شرقاً. و إذا كان القصد تثبيت الحدود وإعطاء لبنان حقه في الأراضي التي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي، فهذا الأمر بغاية الأهمية، لكن المطروح اليوم مخالف لذلك، فهناك محاولات من أجل القيام بعملية ترسيم جديدة يرفصها لبنان الرسمي والمقاوم، وهناك إجماع لبناني على أن خط الحدود قائم والمطلوب تثبيته إما عبر عملية سياسية تشترك فيها الأمم المتحدة أو عبر فعل المقاومة في مرحلة من المراحل.

وفي ظل كل ذلك، يرى معربوني أن كل المعارك الدائرة اليوم عنوانها الأساسي طرق المواصلات ومصادر الطاقة،و لبنان جزء من الجغرافيا الموجودة في هذا العالم. وهناك الكثير من الإشكاليات المرتبطة بطرق المواصلات ومصادر الطاقة. لقد مر لبنان بمراحل عدة سبقت ترسيم الحدود البحرية وكانت صعبة ومعقدة جدا، ولذلك لا يستبعد معربوني أن تكون إسرائيل المستفيد الاساسي من تفجير مرفأ بيروت وقد تظهر ذلك إلى العلن بشكل واضح عندما تم الاعلان في ايلول الماضي عن إنشاء ممر التجارة من الهند قبل انطلاق عملية "الطوفان الاقصى".

وتجدر الإشارة إلى أنه في الممر الأول من المشروع، تخرج السفن التجارية من موانئ الهند، وتمد الكابلات البحرية وأنابيب الطاقة نحو دول الخليج ،ومع وصولها إلى موانئ الإمارات والسعودية، ينطلق الممر الثاني عبر خطوط سكك حديد طويلة تصل إلى الأردن - نقطة العبور- نحو ميناء حيفا في إسرائيل، الذي من المتوقع أن يكون آخر محطة برية في ذلك الممر.



المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منطقة عازلة على الحدود القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

بالصواريخ والمسيرات.. حزب الله يواصل دك قواعد العدو واستهداف تجمعاته على الحدود وفي العمق المحتل

يمانيون../ يواصل مجاهدو المقاومة الإسلامية – حزب الله –  التصدي البطولي لمحاولات التقدم التي يجريها جيش العدو الإسرائيلي الى القرى المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة واستهداف مواقعه وقواعده وتجمعات جنوده، في إطار معركة أولي البأس ودفاعا عن لبنان.

وفي بلاغات عسكرية متتابعة اليوم الخميس، أعلن حزب الله، قصف قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة.
كما نفذ حزب االله، هجوما جويا بسرب من المُسيّرات على قاعدة حيفا البحرية شمال ‏مدينة حيفا المحتلة، محققين إصابات دقيقة.
وأشار إلى أن قاعدة حيفا المستهدفة تتبع سلاح البحرية للعدو وتضم أسطولا من الزوارق الصاروخية والغواصات.
وواصلت المقاومة الاسلامية استهداف تجمعات جنود العدو حيث استهدفت تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام مرتين، بصليات صاروخيّة. كما استهدفت تجمعاً آخر لقوّات جيش العدو في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، بصلية صاروخيّة.

وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان قصفها لثلاث مرات  تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام بصلية صاروخية، وبسرب من المسيرات الانقضاضية.
وفي السياق استهدف مجاهدو المُقاومة تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة.
إوفي سياق الاعتداءات الصهيونية أفادت مراسلتنا في لبنان، بارتقاء 4 شهداء في غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة يونين في البقاع شرق لبنان.
كما شنت قوات العدو الإسرائيلي اليوم الخميس عدداً من الغارات على الضاحية الجنوبية، تركزت في مناطق حارة حريك واوتوستراد السيد هادي.
واستهدفت الغارات مجمع الأحلام بالقرب من اوتوستراد السيد هادي، بالإضافة إلى مبنى سكني في منطقة القائم، ومبنى آخر في حي الأبيض.
وأدت الغارات إلى تضرر المباني المستهدفة، ووقوع دمار كبير في المكان.
وبالتزامن مع الغارات، لوحظ تحليق كثيف للطائرات المسيرة في مناطق الضاحية الجنوبية وصولاً إلى مدينة صيدا، وعلى علو منخفض.
وجاءت هذه التحذيرات بعد هدوء حذر لأيام، تخللها غارة وحيدة على منطقة الغبيري – حي المصبغة فجر الثلاثاء، أدت إلى استشهاد شخصين، وتدمير مبنى.

مقالات مشابهة

  • خبير: الوسطات الدولية المطالبة بتطبيق قرار 1701 في لبنان لن تجدي نفعا
  • ماذا كشفت اليونيفيل عن حرب لبنان؟ مسؤول يتحدّث
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله
  • بالصواريخ والمسيرات.. حزب الله يواصل دك قواعد العدو واستهداف تجمعاته على الحدود وفي العمق المحتل
  • حزب الله يعلن استهداف تجمعات لقوات إسرائيلية شرقي الخيام للمرة الثانية
  • ترقّب لنتائج محادثات هوكشتاين في اسرائيل وتمسّك لبناني بنقاط جوهرية في الاتفاق
  • «القاهرة الإخبارية»: رصد 30 ألف انتهاك للسيادة اللبنانية منذ القرار 1701
  • باحثة سياسية: أجواء تفاؤلية بشأن وقف إطلاق النار في لبنان بعد زيارة هوكستين
  • مواجهات عنيفة في جنوب لبنان.. واسرائيل تقصف بالقنابل الحارقة
  • نقاط عالقة تبقي هوكشتاين في بيروت