شجرة الصّمغ العربي في محافظة ظفار.. أهمية طبية واقتصادية
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن شجرة الصّمغ العربي في محافظة ظفار أهمية طبية واقتصادية، شجرة الصّمغ العربي في محافظة ظفار أهمية طبية واقتصاديةمزاج الشبيبة العمانية تعد شجرة الصمغ العربي Acacia Senegal التي تسمى .،بحسب ما نشر جريدة الشبيبة، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات شجرة الصّمغ العربي في محافظة ظفار.
شجرة الصّمغ العربي في محافظة ظفار.. أهمية طبية واقتصادية مزاج
الشبيبة - العمانية
تعد شجرة الصمغ العربي "Acacia Senegal" التي تسمى محليًّا "ثوُر" وإقليميًّا "الهشاب"، من الأشجار المحلية التي تنمو في محافظة ظفار ويستخرج منها الصمغ العربي "ملُخ"، ذو الجودة الطبية والقيمة الغذائية العالية.
وتنمو هذه الشجرة في المناطق الجافة وشبه الاستوائية في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية من السنغال غربًا إلى الصومال شرقًا، وتمتد عبر شبه الجزيرة العربية إلى الهند وباكستان وصولًا إلى أستراليا، إلا أنه لم يتم تسجيل هذه الشجرة في شبه الجزيرة العربية عدا محافظة ظفار بحسب كتاب "نباتات ظفار" من تأليف "ميلر وميرندا، 1988م".
وتنتمي شجرة الصمغ العربي المعمرة إلى جنس "أكاسيا" وهي متساقطة الأوراق، ويصل ارتفاعها إلى قرابة 6 أمتار، وأزهارها سنبلية بيضاء تميل إلى اللون الأصفر.
وتشير دراسة علمية حديثة أجراها الباحثان سعيد تبوك وعبدالعزيز المعشني بعنوان "أهمية شجرة الصمغ العربي في محافظة ظفار" إلى وجود انتشار واسع لأشجار الصمغ العربي في سلسلة جبال ظفار التي تحظى بفوائد طبية وغذائية واقتصادية متعددة.
وحول الأهمية التاريخية للشجرة، يقول عبدالعزيز بن أحمد المعشني الباحث في التاريخ: إن الصمغ العربي كان يصدر من موانئ ظفار إلى الأسواق العالمية بكميات كبيرة وأسعار مرتفعة خصوصًا في القرن التاسع عشر ويدل على ذلك الانتشار الواسع للشجرة حاليًّا في سلسلة جبال ظفار، واستمرارية إنتاجها للصمغ العربي.
وأضاف أن أهالي محافظة ظفار استفادوا قديمًا من شجرة الصمغ العربي، وكان لها تأثير في الحياة الاقتصادية لمعظم الفئات الإنتاجية من الرعاة والنحالين والمزارعين والتجار والصيادين والحرفيين؛ لذلك تعددت استخداماتها وفوائدها.
وأردف قائلاً: "لجنة دستور الأغذيـة العالميـة أقرت في عـام 1978 -بتوصية من منظمة الأغذية والصحة العالمية- أن شجرة الصمغ العربي هي نفسها الشجرة التي تعرف في محافظة ظفار باسم "ثُور"، وكذلك يُعرف الصمغ العربي في السودان على أنه الصمغ المستخرج من شجرة الهشاب "الثٌّور".
ووضّح المعشني أن شجرة "ثُور" أو "الهشاب" تحظى بزيادة الطلب على مادة الصمغ العربي المستخرجة منها في الأسواق العالمية، وتختلف عن مادة شجرة صمغ الطلح المنافسة والمشابه لها نظرًا لاختلاف خواصها التصنيعية والطبية والغذائية، مبينًا أن السودان تُعد أكبر مصدري الصمغ العربي في العالم.
من جانبه قال المهندس سعيد بن مسلم تبوك الباحث في الهندسة الزراعية: إنّ سلسلة جبال ظفار تحتوي على غابات تسمى "غابات السحب الموسمية"؛ نظرًا لاعتماد هذا النوع من الغابات على الأمطار الموسمية التي تؤثر على المناخ في محافظة ظفار خلال الفترة الممتدة من أواخر يونيو إلى أواخر سبتمبر من كل عام.
وبيّن أن هذه الشجرة تتميز بقدرتها على التكيف في مختلف الظروف الطبيعية، وتتحمل الجفاف وشح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، موضحًا بأنها تتركز في أعالي الهضاب، والمنحدرات الجنوبية المواجهة للبحر التي تتأثر بالرياح الرطبة، إلى جانب أعالي المنحدرات الملاصقة للسفوح الجبلية والوديان الجافة الواقعة في أطراف سهل ظفار شرقًا وغربًا.
وحول ثمار الشجرة، ذكر تبوك أن الصمغ العربي يتكون من عصارة صمغية طبيعية لزجة تظهر على جذع الشجرة بفعل الخدش والجرح نتيجة العوامل الطبيعية أو البشرية، وبعد أن تجف هذه العصارة تتحول إلى مادة صلبة بيضاء تميل إلى اللون البني، وإذا حفظت بطريقة مناسبة تظل لعقود من الزمن دون تغيّر؛ لأنها مادة مركبة من الكربوهيدرات والألياف الغذائية.
وأوضح بأن الصمغ في ظفار يمكن تصنيفه إلى نوعين: أبيض بلوري "جوهز أثٌّور" وهو عديم الفائدة، ونوع آخر أحمر داكن يميل إلى البني وهو الشائع والمستخدم. مبينًا أن شجرة الصمغ العربي تبدأ بإنتاج الصمغ بعد مرور 5 إلى 7 سنوات من زراعتها، مشيرًا إلى أن الشجرة الواحدة تنتج كميات من الصمغ العربي تتراوح ما بين 20 إلى 2000 جرام، فيما يبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة 250 جرامًا.
ولفت المهندس سعيد تبوك إلى أن الإنتاج الحالي للصمغ العربي العُماني في محافظة ظفار شحيح جدًا، ويكاد ينقطع، وقلما يحظى بطلب المستهلكين، باستثناء فئة قليلة من كبار السن، وبعض الرعاة الذين يحرصون على الاستفادة منه صحيًّا. مشيرًا إلى ارتفاع معدل اهتمام مربي النحل باستخراج عسل الصمغ العربي في ظفار بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
واختتم الباحثان حديثهما بالإشارة إلى أهمية أن تكون هناك دراسة مستفيضة لهذه الشجرة؛ نظرًا لفوائدها الغذائية والاقتصادية الكبيرة سواء من الصمغ العربي أو العسل الطبيعي.
من جهة أخرى، أشار سعيد بن محمد الشحري رئيس قسم التنوع الأحيائي بالندب بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار إلى حرص هيئة البيئة على الاهتمام بالأشجار الطبيعية والحفاظ عليها وبحث آليات وطرق التقليل من وتيرة تسارع تأثيرات التصحر على الغطاء النباتي.
وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق أهداف المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة محلية من خلال اعتماد آلية جمع بذور النباتات البرية وتشتيلها وإعادة زراعتها، من بينها شجرة الصمغ العربي كونها إحدى النباتات المهمة في محافظة ظفار التي تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي فضلًا عن أهميتها الاقتصادية والطبية.
وتطرق الشحري إلى جهود هيئة البيئة في تجميع بذور الصمغ العربي وتشتيلها وإكثارها في محافظة ظفار بين الفينة والأخرى من خلال المشاتل التابعة للمديرية لتزرع لاحقًا في مسورات الحماية التابعة للهيئة، بالإضافة إلى الاستزراع الذي يتم بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والخاصة والمهتمين بصون الطبيعة؛ ما يُسهم في الاهتمام بزيادة أعداد أشجار الصمغ العربي وضمان استدامتها وتقليل تأثير المهددات التي تستهدف مثل هذا النوع من الأشجار.
وأوضح بأن حديقة النباتات الطبيعة التابعة للمديرية تضم عددًا من الأشجار المحلية
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع واشنطن اقناع إسرائيل بالنزول عن شجرة التصعيد؟
مع تسارع وتيرة التطورات الميدانية يقع اللبنانيون في حيرة من أمرهم حيال المستقبل بعد اليوم التالي من الحرب. فهم الذين "يأكلون العصي" فيما غيرهم يكتفي بالعدّ. بالتأكيد أن ما يلي هذه الحرب لن يكون كما قبلها. فالوضع السياسي اختّلت موازينه. وما ينطبق على السياسة يسري مفعوله سبعين مرّة سبع مرّات على الوضعين الاقتصادي والمالي. وكذلك الأمر، إن لم يكن أسوأ، بالنسبة إلى الوضعين الاجتماعي والحياتي، وبالأخص لدى النازحين، الذين أصبحوا بلا منزل وبلا أرض بين ليلة وضحاها، ولا يعرفون إذا ما كانت عودتهم إلى قراهم ومنازلهم المدّمرة مضمونة، وهم يعانون حيث هم أكثر من غيرهم من النازحين لأنهم أبناء أرض طيبة ومعطاءة.
ومع توالي القصف الإسرائيلي، الذي تسبقه عادة إنذارات، فإن ما يُحكى عن إمكانية التوصّل إلى تسوية لا يعدو كونه كلامًا في الهواء. فلبنان يرفض أن يفاوض تحت النار. ولذلك فهو يطالب بوقف النار قبل أي عمل تفاوضي، إذ أنه من غير المقبول الموافقة على أي شرط تحت تأثير الضغط الميداني، فيما تصرّ تل أبيب على مبدأ التفاوض بالنار اعتقادًا منها أنها قادرة على فرض شروطها بفعل ما تمارسه من ضغط ميداني.
وما تطالب به تل أبيب من ضمانات يمكن وصفه بالمضحك – المبكي. وهذه الضمانات التي يطالب بها الجانب الإسرائيلي تظهر مدى خشيته من تكرار عملية "طوفان الأقصى"، ولكن بنسخة لبنانية، والتي قد تكون ربما أقسى من النسخة "الحماسية". ولأنه يعرف مسبقًا أن لبنان لن يقبل بأن تبقى سيادته مخروقة من الجوّ بحجة مراقبة تنفيذ القرار 1701 من قِبل "حزب الله" فهو يضغط في اتجاه القبول بمعادلة جلوس الأميركي على طاولة المفاوضات كمراقب يرتاح الإسرائيلي إلى ما يمكن أن يقوم به الأميركيون لجهة إلزام "حزب الله" بالالتزام بكل مندرجات القرار الدولي 1701 وبما يتضمنه من قرارات دولية ذات صلة.
وفي معلومات غير رسمية أن لبنان لا يعارض من حيث المبدأ فكرة انضمام الولايات المتحدة الأميركية كطرف مراقب، وإن كان هذا الطرح يحتاج إلى الكثير من التوضيحات والتفسيرات، بحيث تأتي الصيغة المقترحة لهذا الضمّ خالية من أي التباس أو من أي ثغرة يمكن أن يستفيد منها الجانب الإسرائيلي للتملص من التزاماته الدولية.
وقد يكون ما يطالب به الجانب الإسرائيلي من ضمانات تحفظ أمن مستوطني الشمال قد جاء نتيجة ما عاينه من تحصينات وأنفاق "المقاومة الإسلامية" على امتداد الخط الأزرق من الناقورة حتى تلال مزارع شبعا. وفي الاعتقاد أن الغاية من هذه الانفاق والتحصينات مزدوجة. الغاية الأولى من هذه الانفاق تكمن في قدرة رجال "المقاومة" على التسلل إلى الجليل الأعلى في عمليات خاطفة وموجعة على غرار عملية "الطوفان". أمّا الغاية الثانية فتقوم على أساس تمكين "المقاومة" من صدّ أي هجوم برّي وإعاقة تقدّم قوات العدو. وهذا ما هو حاصل الآن في الميدان المباشر على الخطوط الأمامية، حيث يتبيّن من بيانات "المقاومة" أن التصدي للهجمات المعادية يتمّ في أغلب الأحيان من مسافة صفر.
فالموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حصل على تأييد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لن يعود إلى المنطقة إلاّ إذا وردته من تل أبيب وبيروت إشارات تنبئ بإمكان القبول المبدئي بمسودة التسوية التي تم التوصل إليها من قِبل طرفي النزاع. وعلى أساس هذه المؤشرات يمكن للموفد الأميركي أن يواصل تحرّكه المشروط هذه المرّة.
وفي رأي أكثر من مراقب أن كلًا من إسرائيل و"حزب الله" يحتاجان إلى من ينزلهما من على شجرة التصعيد الميداني والإعلامي. وفي الاعتقاد أن ما تطرحه الولايات المتحدة الأميركية من حلول وسطية قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف ارتكاب المزيد من المجازر في حرب تخطّت كل الخطوط الحمر. المصدر: خاص "لبنان 24"