شبكة اخبار العراق:
2025-01-11@01:30:27 GMT

عهد التميمي وأساطيرنا الصغيرة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

عهد التميمي وأساطيرنا الصغيرة

آخر تحديث: 4 دجنبر 2023 - 10:45 صبقلم: فاروق يوسف لا تعتقد إسرائيل أنها تحتاج إلى شيء من الذكاء لكي تتعامل مع الفلسطينيين، فالتعامل معهم من وجهة نظرها لا يحتاج إلى الذكاء، بل إلى القوة. ذلك ما جعلها لا ترتكب الحماقات واحدة إثر الأخرى وحسب، بل وأيضا تجعلها سهلة الانقياد إلى الحرب، ظانة أنها عن طريق الحرب يمكنها أن تحل مشكلاتها المتراكمة لا مع الفلسطينيين أو العرب وحدهم، بل أيضا مع حقيقة وجودها كيانا شاذا في المنطقة، تحيط بشعبه شعوب لا تحبه ولا يحبها.

وليست الكراهية إلا عنوانا لما تفعله إسرائيل في كل لحظة في محاولة منها للانتهاء من معضلة أثبتت كل السنوات التي مرت عليها أنها قد فشلت في التخلص منها، لا لشيء إلا لأنها لا تعترف بإرادة الطرف الآخر في المعادلة. فهي تتصرف باعتبارها طرفا وحيدا. أما حين تواجه رد فعل صادم مثل ذلك الذي حدث في 7 أكتوبر فإنها تلجأ إلى العنف المفرط انتقاما من مدنيين لا علاقة تنظيمية لهم بالطرف الذي تقول إنه استفزها حين اخترق جدارها. “إسرائيل قوية” لكنها ليست كذلك أمام الفلسطينيين العزل. الفلسطينيون يعرفون الحقيقة أكثر منا. هم الضحايا المباشرون لتاريخ من التمييز والعزل والظلم والاضطهاد والحرمان. لم تنل القوة الإسرائيلية من عزيمتهم، بل زادتهم إيمانا وثقة بعدالة عدالتهم. أما على الجانب الإسرائيلي فيمكن القول إن القوة قد استضعفت حالها في حالات كثيرة. وقد تكون حالة “عهد التميمي” واحدة من أبرز تلك الحالات. فالمرأة التي هي الآن في الثانية والعشرين من عمرها كان قد ذاع صيتها يوم صفعت جنديا إسرائيليا وهي لا تزال طفلة وحُكم عليها بالسجن لتلتحق بأمها. وحين وقعت أحداث غزة تم اعتقالها وها هي الآن حرة بعد أن أطلق سراحها في سياق صفقة تبادل الأسرى. ولكن لماذا اعتقلت إسرائيل المرأة لكي تكون في ما بعد رقما في الصفقة؟ إسرائيل تكذب في ما يتعلق بالأسرى الذين تطلق سراحهم وحركة حماس صامتة وهي تستلم قائمة الأسرى الذين تُطلق إسرائيل سراحهم. هل الرقم هو المهم أم الحقيقة؟ عهد التميمي ليست أسيرة. لقد اعتقلتها القوات الإسرائيلية مع بدء الأحداث لأن تلك القوات تتصرف بغباء. فهي مدفوعة بالعنف تلتقط كل من تحوم حوله الشبهات. هناك أسرى حقيقيون لو أطلق سراحهم لكان ذلك إنجازا عظيما. من يضحك على الآخر؟ هناك مناضلون فلسطينيون حقيقيون يقبعون في السجون الإسرائيلية. أبطال محرومون من الحياة بمعناها الكامل. لقد سلّمتهم إسرائيل إلى الموت وهم في شبابهم. أولئك المناضلون لم يطالب بهم أحد. وهو ما يُريح العقل الإسرائيلي الشرير. دعهم يموتون. لا أحد يطالب بهم. أما عهد التميمي التي لم تكن متهمة ولم تحاكم فقد كانت مجرد رقم. غير أن أسطورتها سبقتها وهي أسطورة تكفي لصنع غطاء تفاهم سيكون هو الآخر مجرد كذبة. اعتقال عهد التميمي ومن ثم إطلاق سراحها هو واحد من أهم تمثلات الغباء الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين. فالقضية الفلسطينية ليست ابنة اليوم. ولا يجوز في لحظة غباء إسرائيلي أن ينسى الفلسطينيون الشخصيات، رجالا ونساء، التي وضعت اسم فلسطين على الخارطة الدولية. صارت فلسطين بسببهم حاضرة بعمق في الوجدان العالمي وليس على شاشات التلفزيون. لا يزال عدد من تلك الشخصيات مدفونا بالأحكام الثقيلة في غياهب السجون الإسرائيلية، غير أن حركة حماس لا تملك سببا استعراضيا للمطالبة بإطلاق سراحهم. فهم لا يمثلونها عقائديا. وهنا تكمن مشكلة معقدة استطاعت إسرائيل أن توظفها لصالحها. فـ”حماس” التي حسمت الصراع مع السلطة في غزة لصالحها كانت قد قررت أن تصنع تاريخا نضاليا جديدا لا علاقة له بالماضي. إنه تاريخ المقاومة الإسلامية. أمّا كيف استفادت إسرائيل من ذلك فهو ما يمكن اختصاره بتسطيح القضية. فرح الكثيرون بإطلاق سراح عهد التميمي. كان ذلك واحدا من أهم إنجازات حرب غزة التي سقط فيها حتى الآن أكثر من 16 ألف قتيل وهناك مفقودون تحت الأنقاض لا حصر لهم إضافة إلى الجرحى. أما على مستوى مادي فقد قرر بنيامين نتنياهو أن يجعل غزة ترابا بحثا عن أنفاق حماس. وهنا بالضبط ستصدق إسرائيل غباءها. هناك من يصدقها ويصفق لها. ولكن فلسطين الأسيرة لا أحد يفكر فيها. لنحتفل بالأسرى الذين كذبت إسرائيل علينا من خلالهم. بدلا من أسطورة فلسطين سنكتفي بأساطير صغيرة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: عهد التمیمی

إقرأ أيضاً:

حماس تكشف عن شرط إسرائيل الجديد خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة

(CNN)-- يبدو أن المحادثات المتعلقة بصفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وصلت إلى طريق مسدود مرة أخرى، حيث زعمت حركة حماس أن إسرائيل قدمت شروطا جديدة، وبدا الوسطاء المصريون متشائمين بشأن حدوث انفراجة.

وقال مسؤول من حماس لشبكة CNN، الجمعة، إن إسرائيل طالبت بالاحتفاظ بشريط من الأرض بطول كيلومتر واحد على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.

وكان المسؤول، الذي تحدث دون أن يكشف عن هويته، يرد على تقرير لوكالة "رويترز" نقلا عن مسؤول فلسطيني لم يذكر اسمه، حول الشرط الجديد المزعوم.

وقال المسؤول لرويترز: "إسرائيل لا تزال تصر على الاحتفاظ بشريط بطول كيلومتر واحد على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، وهو ما سيؤدي إلى تقييد عودة السكان إلى منازلهم، ويمثل تراجعا عما وافقت عليه (إسرائيل) في يوليو".

وأوضح المسؤول من حماس الذي تحدث إلى شبكة CNN، أن شروط إسرائيل تضمنت "المزيد" لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية.

وتواصلت شبكة CNN مع إسرائيل بشأن هذه المزاعم.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤول مصري ودبلوماسي آخر مطلع لشبكة CNN، الجمعة، إن المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في قطر لم تحقق انفراجة بعد، رغم أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تشير إلى أنها تشهد تقدما. ومصر هي الوسيط في المحادثات، إلى جانب قطر والولايات المتحدة.

وأوضح المصدر الدبلوماسي: "الأمور تسير على ما يرام ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به". وأضاف: "هناك رغبة واضحة من جانب الأمريكيين في التوصل إلى صفقة قبل إدارة ترامب القادمة".

وتأتي تعليقات المسؤول المصري، الذي اختار عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث علنا عن هذه المسألة، بعد يوم من تصريح الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، جو بايدن بأنه التقى بالمفاوضين، الخميس، وأن تقييمه أن هناك "تقدما فعليا" يتم إحرازه.

وقال بايدن: "نحقق بعض التقدم الفعلي. التقيت بالمفاوضين، وأعتقد أنني ما زلت متفائلا بأنه سيكون بإمكاننا إجراء تبادل للرهائن. حماس هي التي تعرقل طريق هذا التبادل الآن".

وحذر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، من أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة بحلول تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، "فإن الجحيم سيندلع في الشرق الأوسط".

وهناك 98 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، بينهم 36 يفترض أنهم ماتوا، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال ستيف ويتكوف، الذي اختاره ترامب مبعوثا خاصا للشرق الأوسط للصحفيين، الأربعاء، إنه سيذهب إلى قطر لإجراء محادثات، موضحا أن المفاوضين "يحققون تقدما كبير"، في إشارة منه إلى أن التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير أمر واقعي.

ومع ذلك، أبدى مسؤول كبير في إدارة بايدن نبرة أكثر حذرا، حيث قال لشبكة CNN إن المفاوضات لا تزال "صعبة".

ويتواجد وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون في العاصمة القطرية، الدوحة، في أحدث مساعيهم للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، بعد أكثر من عام من المفاوضات الفاشلة.

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين: ملف الأسرى سلاح حاسم بيد حماس أمام إسرائيل
  • في تصريحات خاصة "للوفد".. سياسي فلسطيني يؤكد استراتيجية إسرائيل تصعيد عسكري ومكاسب على حساب حقوق فلسطين
  • حماس تكشف عن شرط إسرائيل الجديد خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تحدد هوية جثة الرهينة التي تم انتشالها من غزة.. من هو؟
  • هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
  • حماس : صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي سوف تطبق
  • حماس توافق على قائمة “الرهائن” التي قدمها الاحتلال للمرحلة الأولى 
  • الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل ترفض إيقاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • "حماس": لسنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل في حال تجاوب نتنياهو
  • اللواء سمير فرج: الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد انسحاب إسرائيل