تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 59 يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.

وفشلت الجهود الدولية في الحفاظ على الهدنة الإنسانية المتفق عليها بين إسرائيل والفصائل الفسطينية، داخل قطاع غزة، والتي صمدت أسبوعا واحدا تبادل فيها الطرفان عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة مقابل الإفراج عن بعض الأسرى من داخل سجون الاحتلال.

الدكتور طارق فهمي تطورات الحرب في قطاع غزة 

وبعد ساعات من انهيار الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والتي استمرت أسبوعا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ان عدد ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع ارتفع إلى أكثر من 15523 شهيدًا و41316 جريحًا منذ بدء الحرب.

وأضافت أن أعداد الجرحى في القطاع أكبر من إمكانيات المستشفيات، لافتة إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يواجهون كارثة صحية غير مسبوقة، مطالبة بممر إنساني آمن لعبور الإمدادات الطبية والمصابين، مؤكدة أن المنظومة الصحية عاجزة عن مواجهة أثار الحرب الإسرائيلية.

وشنت إسرائيل غارات جوية وقصفا مدفعيا شمال وجنوب قطاع غزة، بعد سقوط الهدنة مع حركات المقاومة، التي جرى خلالها تبادل للأسرى ودخول مساعدات إنسانية للقطاع.

وكان لـ "صدى البلد"، لقاءًا مع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، للحديث عن سيناريوهات ما بعد سقوط الهدنة في غزة، حيث قال فهمي، إن فرص تجدد الهدنة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية ليست بعيدة، وأن هناك مناخ جديد يتشكل بين الطرفين الفلسطين والإسرائيلي من خلال الضغوطات الأمريكية والتحركات المصرية والقطرية، وهذا الأمر قد يحدث انفراجة في الأزمة رغم تجدد القتال والتهديد الإسرائيلي المتواصل لسكان القطاع وقادة المقاومة، لافتا: "كان الاتفاق في البداية بأن تكون الهدنة يوما بيوم، ويتم تجديدها بشكل دوري، وحتى نصل إلى وقف إطلاق نار دائم نحتاج إلى مزيد من الضغط على الطرفين".

إسرائيل مصرة على مخططها الأسود.. من ينقذ غزة من أنياب نتنياهو وجالانت ماذا يدور في رأس نتنياهو بعد انتهاء الهدنة.. التخبط والعشوائية يحكمان إسرائيل

وأكد أستاذ الإسرائيليات، أن استئناف العمليات العسكرية من قبل الجانب الإسرائيلي يهدف لتحسين شروط التفاوض وليس لوقف كامل للعمليات، لأنه بطبيعة الحال الطرفان يصعدان، مشددا على أن الحكومة الإسرائيلية تشهد حالة انقسام كبيرة قد تؤدي إلى تغيير حكومي وتعطل مكونات الائتلاف القائم حاليا، وظهر ذلك جليا في مشهد إعلان استمرار القتال وسقوط الهدنة، حيث خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمفرده دون وجود وزير الدفاع يوآف جالانت على غير المعتاد.

4 ركائز لنجاح الدور المصري 

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة المصرية تبذل جهودا عديدة للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وهي القادرة للتدخل لحل أزمة فلسطين لما تملكه من تاريخ وثقل سياسي ودولي وخبرة لايجاد حلول عاجلة للقضية، مشددا على أن "مصر لم تتدخل يوماً بهدف ما ولكنها تعمل منذ 75 عاماً من أجل الفلسطينين ولدينا أكثر من 120 ألف شهيد من أجل تلك القضية ومازلت مصر تعمل حتى هذه اللحظة من أجل الحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الآبي".

وعن اللقاء الإيراني الذي جمع الرئيس السيسي ونظيره إبراهيم رئيس في قمة الرياض، أوضح فهمي، أنه كان لقاءا بروتوكوليا، والرئيس السيسي حريص دائما على التواصل، لكن كان يحمل لغة جسد جيدة وكان منظم، والقاهرة ترحب بأي "تعامل مع الجنوب الإيراني، لأننا في النهاية نريد الأمن والاستقرار في المنطقة".

27 ألف مدني إسرائيلي..سي إن إن تحرّف تصريحات السيسي بشأن ضحايا الحرب|شاهد كارثة بإسرائيل.. كشف الكذب ينتظر وزراءها ورأس نتنياهو مهددة بسبب الهدنة والهزيمة

أما عن الدبلوماسية المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية، أشار فهمي: "الدبلوماسية المصرية نجحت بمهارة كبيرة وهي مدعومة من جهاز المخابرات العامة، الذي يقوم بمجهود كبير جدا، إضافة إلى مجهود أجهزة المعلومات التي تقدم دورا كبيرا جدا، والدور المصري الآن يعتمد على 4 ركائز، وهي جهاز المخابرات وجهاز المعلومات والخارجية المصرية".

ولفت: "هناك أيضا الدبلوماسية الرئاسية والرئيس السيسي، مؤكدا أن جميعها نجحت بشكل كبير في استقبال العديد من رؤساء البلاد والمسئولين، الذين قاموا بزيارة مصر، ويتم ملاحظة أن آخر 20 يوما عدد من زاروا القاهرة لم يزوروا أي عاصمة أخرى، إضافة إلى محاولتها بشكل مستمر أن تجد حلولا لإنهاء الصراع في قطاع غزة؟".

واختتم: "هناك تناقض في الموقف الأمريكي، وهناك أيضا سخافات ومناكفات أمريكية عربية تتم مع جميع البلاد العربية وليس مع مصر فقط، وقبل أن تبدأ الأحداث استقطع الجانب الأمريكي جزء من المساعدات العسكرية 235 مليون دولار، وكان إجراء سخيفا، يأتي في توقيت لا يتحمل هذه السخافات، وإن كانت تريد الولايات المتحدة الأمريكية الاستقرار الداخلي، فعليها أن تقوم بحل الدولتين". 

الدكتور طارق فهمي رفقة محررة صدى البلد الدكتور طارق فهمي رفقة محررين صدى البلد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الهدنة نتنياهو الدور المصري الشعب الفلسطيني الرئيس السيسي القضية الفلسطينية الدکتور طارق فهمی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«اصنع في الإمارات» تستعرض الفرص الاستثمارية لـ12 قطاعاً استراتيجياً

 
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت مجموعة أدنيك عن توسع النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، والتي تنظمها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ومجموعة أدنوك، ومجموعة أدنيك، لتشمل 12 قطاعاً استراتيجياً، وذلك بهدف دفع نمو الصناعات القائمة وفتح آفاق لفرص التنمية المستقبلية.
ومن المقرر أن تكون نسخة هذا العام من «اصنع في الإمارات» الأكبر في تاريخها، من حيث المساحة وعدد المشاركين، إذ يُغطي الحدث نحو 50 ألف متر مربع، ويضم عدداً قياسياً من العلامات التجارية والشركات الناشئة ورواد الأعمال العارضين، وباعتباره مبادرة رئيسية لتحقيق أهداف استراتيجية الوطنية للصناعية والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار»، سيعرض الحدث دور التكنولوجيا المتقدمة في تحويل الصناعات، وخلق فرص جديدة، وضمان بقاء دولة الإمارات في طليعة الابتكار الصناعي.
ويؤكد انعقاد «اصنع في الإمارات» في مركز أدنيك أبوظبي، والمُقام من 19 إلى 22 مايو المقبل، التزام دولة الإمارات بتطوير قطاع صناعي مزدهر وتنافسي مدفوع بأحدث التطورات التكنولوجية المتقدمة.
وستُمثل النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، نقلة نوعية في حجم المبيعات والتزامات المشتريات، كما ستشمل هذه النسخة الموسعة الترويج لقطاع الأغذية والمشروبات والتكنولوجيا الزراعية، التي تستعرض أحدث الابتكارات في الإنتاج الغذائي المستدام، والحلول التكنولوجية الزراعية المتقدمة لتعزيز الأمن الغذائي.
وسيوفر «اصنع في الإمارات» عن طريق قطاع الصناعة المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة 4.0، الفرصة للاطلاع على الحلول الذكية للمصانع، التي تقود مستقبل الصناعة، وتوظّف الأتمتة والذكاء الاصطناعي، كما سيسلط الحدث الضوء على آخر الابتكارات في تكنولوجيا الفضاء وتطوير المركبات الكهربائية والمستقلة وأحدث الابتكارات الدفاعية.
وضمن قطاع الأدوية والتكنولوجيا الطبية، سيتم استعراض أحدث الأبحاث والتطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية وحلول الرعاية الصحية الرقمية، التي تدعم المجالات الطبية، فيما سيركز الحدث ضمن قطاع صناعة السفن والقوارب على التميز الإماراتي في بناء السفن والهندسة والتقنيات البحرية المتطورة، وضمن قطاع المعادن والتشكيلات المعدنية، سيستعرض أبرز التطورات على صعيد عمليات تشغيل المعادن والتصنيع الدقيق والتطبيقات الصناعية التي تعزّز الكفاءة والاستدامة.
وتستعرض النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، تطورات قطاع الكيمياويات والمواد المستدامة، وتلقي الضوء على الابتكارات الصديقة للبيئة، وحلول الاقتصاد الدائري والمواد المتقدمة لمختلف القطاعات الصناعية، فيما سيناقش الحدث في قطاع الهيدروجين، دور وقود الهيدروجين الأخضر وبدائل الوقود المستدامة والتطبيقات الصناعية للطاقة النظيفة في مسيرة دولة الإمارات المتميزة في مجال الاستدامة.
وبهدف تعزيز الصناعات في دولة الإمارات، وتبادل الخبرات والمعرفة، سيعرض الحدث ضمن قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية من الجيل القادم، أنظمة الطاقة والمكوّنات الأساسية التي تُغذي التحول الرقمي، فيما سيكشف الحدث في إطار قطاع الآلات والمعدات الصناعية، عن تقنيات الأتمتة وحلول البنية التحتية المُصممة لتعزيز الإنتاجية عَبّر القطاعات.
وفي قطاع البناء سيُلقي الحدث الضوء على تطورات مواد البناء المستدامة وحلول البناء الذكية والابتكارات التي تُشكل البنية التحتية الحديثة.
وسيكون هناك مشاركة متميزة لقطاع الحرف اليدوية بهدف استعراض تجربته الإبداعية، التي تُرسّخ هوية دولة الإمارات الثقافية، بمزج الحرف التقليدية بالتطبيقات الحديثة، واستعراض طرق دمج المهارات التقليدية في الصناعات المعاصرة، وذلك في الجناح الخاص للحرف اليدوية، الذي يقام لأول مرة في «اصنع في الإمارات».
 

أخبار ذات صلة فتح باب التسجيل للإعلاميين والزوار في منتدى "اصنع في الإمارات"

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر
  • إعلام العدو: “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهداف الحرب وحماس لا تزال تتسيد غزة
  • تقرير: ترامب يمنح نتنياهو "مهلة قصيرة" لإنهاء حرب غزة
  • «اصنع في الإمارات» تستعرض الفرص الاستثمارية لـ12 قطاعاً استراتيجياً
  • خبير: إسرائيل تريد تفكيك جميع المنشآت النووية الإيرانية
  • الحكومة المصرية تصدر تغييرات جديدة في الإقامة داخل مصر وإصدار تصاريح اللجوء
  • واشنطن تحذر روسيا وأوكرانيا من عدم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب
  • الرئاسة المصرية تعلق على زيارة السيسي وماكرون لتخوم غزة
  • قيادي بحماس: من الضروري التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • صيغة وسط بين “حماس” وإسرائيل لوقف دوامة الدم.. مبادرة مصرية جديدة لإحياء الهدنة.. وترامب يقرر مصير غزة