ما هو "باب المندب" الذي شغل العالم؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
منذ أن هددت جماعة الحوثي في اليمن باستهداف السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر عقب الحرب على قطاع غزة، لم يغب اسم مضيق "باب المندب" من عناوين الأخبار.
فقد استهدفت الجماعة فعلاً خلال الأسابيع الماضية، سفناً عبرت المضيق، وأثارت قلقاً دولياً من مصير التجارة العالمية التي تمر به.
فما هو "باب المندب" وما أهميته على صعيد الملاحة الدولية؟
يطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر، واصلاً إياه بخليجي عدن وبحر العرب.
يقع المضيق بين دولتي اليمن وجيبوتي، ويفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، كما يتوسط القارات الخمس.
أما ما يميزه فهو أنه يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من الجهة الأخرى، عدا عن عرضه البالغ نحو 30 كم، وتقسمه جزيرة بريم اليمنية إلى قناتين، الشرقية البالغ عرضها 3 كم وعمقها 30 مترا.
ويعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط، ولموقعه الجيوسياسي المهم في الشرق الأوسط فهو غني جدا ليس فقط في موارد الطاقة التي تعتبر شريان الحياة لأوروبا والولايات المتحدة والعالم، وفقا لدراسة نشرها موقع "south24".
كما تزايدت أهميته بسبب ارتباطه مع قناة السويس ومضيق هرمز، حيث أن الصادرات والمنتجات الخليجية التي تأتي من شرق آسيا تمر عبره وكذلك ناقلات النفط والتي تقدر بـنحو 3.5 مليون برميل يوميا تقريباً.
وفي حال إغلاق المضيق الهام، فستجبر الناقلات النفط للتنقل حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور عبر قناة السويس.
وسيؤدي هذا إلى ارتفاع كبير في تكاليف نقل النفط.
تهديد وتنفيذ
يشار إلى أن جماعة الحوثي في اليمن كانت هددت باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر مراراً، وذلك وسط تصاعد المخاوف من توسع الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وقالت في بيان الشهر الماضي، إنها "ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن، سواء تلك التي تحمل علم إسرائيل، أوالتي تشغلها شركات إسرائيلية، أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية".
كما نفّذت تهديدها فعلاً وهاجمت سفناً إسرائيلية رافق ذلك تنفيذ هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع إسرائيلية منها أهداف عسكرية في مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر.
ردود الفعل الدولية على استيلاء الحوثي على سفينة بالبحر الأحمر
وأعلنت الجماعة مراراً أنها ستواصل استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات حتى يتوقف الهجوم على غزة.
فيما سلطت تلك الهجمات التي أحبطت بمعظمها من قبل الجيش الإسرائيلي، الضوء على المخاطر التي قد تواجهها المنطقة، مع تصاعد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: البحر الأحمر باب المندب
إقرأ أيضاً:
الإعلام العربي ومعركة البحر الأحمر التاريخية
محمد الموشكي
معركة تاريخية غمرتَ أنفَ الأمريكيين في البحر الأحمر، ما دفع الإعلام العالمي، وبالتحديد الإعلام الصيني والروسي، للحديث عن هذه المعركة الشرسة عن كثب؛ بسَببِ الأهميّة الكبيرة لهذا الحدث الذي يشكل خطرًا حقيقيًّا يؤثر على سمعة البحرية الأكثر قوة في العالم.
وفي المقابل، يُلاحظ تجاهل غريب ومخيف من قبل الإعلام العربي للحديث عن هذا الحدث التاريخي والمعركة الفارقة في البحر الأحمر.
نعم، الإعلام العالمي يدور حديثه الرئيسي حول أحداث هذه المعركة ومعطياتها ونتائجها الوخيمة على البحرية الأمريكية، وحول كيفية استطاعة اليمنيين والبحرية اليمنية إجبار حاملات الطائرات الأمريكية ترومان والبوارج المرافقة لها على الانسحاب من المياه اليمنية في البحر الأحمر نحو المياه الإقليمية شمال البحر الأحمر قبالة السواحل السودانية، وذلك بعد استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيَّرة؛ مما أَدَّى إلى إرباك شديد لهذه القوات التي كانت في صدد تنفيذ عدوان كبير على صنعاء؛ مما أسفر هذا الإرباك الذي أوجدته الخطط العسكرية اليمنية عن إسقاط إحدى الطائرات الحربية الأمريكية المعادية من نوع F-18.
في حين انشغل الإعلام العربي بتغطية خبر لقاء جنبلاط، الذي تعتبر (بلاط) موقع مقاوم في جنوب لبنان، أغلى من مكانته السياسية في لبنان مع أدَاة الأتراك الأرخص، أحمد الجولاني.
والسؤال هنا، لماذا هذا التجاهل من قبل الإعلام العربي؟ هل هو تغافل متعمد؟ أم أن إعلام هؤلاء العربان لم يستوعب بعد ماذا يعني هزيمة أمريكا على يد بلد عربي حر؟ أم أن عقدة النقص التي يحملونها تحول دون استيعابهم لمثل هذه المعركة الكبرى الذي يخوضها اليمنيون مع أعظم قوة بحرية في العالم؟