أولويات الخارج لبنانيًا هي غير ما يريده اللبنانيون؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يُلاحظ، ومنذ فترة وجيزة، أن أولويات الدول الخارجية بالنسبة إلى لبنان هي غير تلك التي يتمناها اللبنانيون، أو تلك التي اعتقدوا أن هذه الدول مهتمّة بها، وتسعى إلى إيجاد حلّ ما من شأنه إخراجهم من عنق زجاج أزمات المنطقة، ومن أهمّها القضية الفلسطينية. فأولويات اللبنانيين هي غير أولويات الخارج، أيًّا يكن هذا الخارج.
اللبنانيون الذين لا علاقة لهم بالسياسة وحبائلها، وهم كثر، يريدون أن يكون لجمهوريتهم رئيس كما هي حال كل هذه الدول المهتمة بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد. وهذا المطلوب لبنانيًا قبل أي شيء آخر هو الخروج من حال الشغور الرئاسي. المنطق السليم يقول إن الانتخابات الرئاسية، سواء أكانت بإيحاءات خارجية أو بقرار داخلي بحت، هي مفتاح لبداية حلحلة في مكان ما، بمعزل عمّا يحصل في الجنوب من مناوشات متبادلة بين "حزب الله" وجيش العدو، مع خشية تطورّها إلى ما لا تُحمد عقباه. فمنذ الاجتماع الأخير لمجموعة الدول الخمس لم نعد نسمع أحدًا يتكلم عن الاستحقاق الرئاسي وكأنه طوي إلى غير رجعة، أو إلى أن تنتهي مفاعيل الحرب على غزة ومدى انعكاسها على لبنان، في ضوء تبادل التقاصف على طول الخط الأزرق. وثمة من يقول إنه كان في وسع القيادات السياسية الممثلة بشكل أو بآخر في مجلس النواب أن تستفيد من فرصة هدنة السبعة أيام في غزة، والتي انعكست هدوءًا نسبيًا على الجبهة الجنوبية، وأن تقدم على خطوة انتخاب رئيس للجمهورية من غير الأسماء المطروحة في "البازار السياسي". وعلى رغم أن بعض القوى يقول إن لا شيء يعلو في الوقت الحاضر على صوت المدفع، فإن ثمة أطرافًا أخرى تميل إلى النظرية التي تقول إن الانتخابات الرئاسية هي أكثر من ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى، باعتبار أن لبنان لم يعد قادرًا على تحمّل المزيد من الانهيارات في وضعيته الحالية، وأن التوصّل إلى حلّ ما للقضية الفلسطينية قد يأخذ وقتًا طويلًا. فمعاودة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل أكثر عنفًا من ذي قبل، وكذلك في جنوب لبنان، تشي بأن الحرب طويلة بمفاعيلها الميدانية، هناك وهنا. وهذا الأمر يقود المحللين والمطلعين إلى استنتاج وحيد، وهو الاستنتاج المنطقي والطبيعي، ومفاده أن قدرة لبنان على الصمود بدأت تنوص، وأن توريطه في أي حرب شاملة سيكون له انعكاسات خطيرة على كل المستويات. وهذا ما لا يريده أحد، لا في الخارج ولا في الداخل. وحدها إسرائيل تسعى إلى هذا النوع من الحروب، وذلك لأسباب داخلية كثيرة، ومن بينها وأهمها أن رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو يحاول الهروب إلى الأمام، اعتقادًا منه أنه بذلك يمكنه النجاة مما ينتظره من مصير محتوم. ولأن لا قدرة للبنانيين على تحمّل وزر أزمات المنطقة فإن اللجوء إلى انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، وقبل فوات الأوان، هو السبيل الوحيد المتاح امام اللبنانيين للخروج من نفق له بداية وليس له نهاية. فما تحمّله لبنان نتيجة عدم اكتراث الآخرين بمعاناة الشعب الفلسطيني أكبر من قدراته الذاتية. وهذا الأمر يتكرّر بالنسبة إلى ما يشكّله النزوح السوري الكثيف من أعباء. ولن نقول جديدًا أن من بين أسباب ما يعانيه لبنان، ومنذ زمن طويل، هو ارتباطه المعنوي بالقضية الفلسطينية، التي تحدّث عنها شارل مالك في أيار من العام 1974 في قاعة محاضرات معهد الرسل – جونيه، حين قال إن القضية الفلسطينية الخطيرة المستعصية سنبقى في لبنان بسببها بلا راحة ولا سلام ولا اطمئنان حقيقي، الى أن تحل بشكل نهائي عادل. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترقّب لنتائج محادثات هوكشتاين في اسرائيل وتمسّك لبناني بنقاط جوهرية في الاتفاق
يترقب المسؤولون اللبنانيون نتائج المحادثات التي يجريها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في اسرائيل في شأن وقف اطلاق النار، بعدما أنهى "الشق اللبناني" من مهمته باجتماع ثان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال"عملنا اللّي علينا بانتظار ردّ إسرائيل على المقترح ليُبنى على الشّيء مقتضاه".
اضاف: لقد ناقشنا في اليومين الماضيين كامل بنود الاتّفاق المؤلّفة من 13 بنداً بتفصيل دقيق يلحظ كلّ شاردة وواردة.نحن أمام أيّام حاسمة، فإمّا أن يقبل نتنياهو وتنتهي الحرب وإمّا أن يرفض كعادته ونذهب إلى سيناريوهات أكثر سوءاً، وقريباً ستتّضح الصّورة بناء على الرّدّ الإسرائيلي على المقترح.
وكان هوكشتاين قد صرح بعد اللقاء مع الرئيس بري : تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة وقد انجزنا تقدماً اضافياً وسوف انتقل خلال ساعتين الى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك.
وقال مصدر مطلع "إن ثمة ارادة قوية وواضحة وحازمة لدى الجانب الأميركي للتوصل إلى اتفاق يوقف النار وينهي الحرب، وقد نجح هو کشتاین فعلاً في تضييق المسافات الفاصلة عن اكمال هذا الاتفاق لكن ليس هناك بعد من تطابق بين موقفي المفاوض اللبناني وإسرائيل".
وافادت المعلومات المستقاة من مصادر معنية "ان لبنان اصر على اعادة صياغة أحد البنود الذي كان يقضي باعتبار الخط الأزرق حدوداً نهائية، وطالب بالعودة الى الحدود الرسمية المعترف بها بموجب اتفاق الهدنة، وبانسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط المتّفق على أنها خروقات، وتسجيل بقية النقاط على أنها محل نزاع، وبالتالي انسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الحدود كما كانت عليه في 6 تشرين الأول 2023.
واشارت المصادر "الى ان النقاش في هذه النقطة المتعلقة بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق مستمر ولم يحسم بعد رغم اصرار لبنان على موقفه".
اضافت المعلومات "أن هوكشتاين قد يعود الى لبنان لنقل الملاحظات الاسرائيلية وتبادل الأوراق والأفكار للوصول الى الصياغة النهائية، لكن اسرائيل وفق المعلومات، ما زالت ترفض حتى الان وقفا شاملا لاطلاق النار، ومتمسكة بهدنة الستين يوما للتأكد من انسحاب حزب الله من الجنوب مع اسلحته وبعدها يتم انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان خلال ستين يوما وعلى مراحل، هذا هو شرطها الاساسي، اما النقاط الاخرى فقابلة للتعديل وتحديدا حول الدفاع عن النفس على ان يعطى هذا الحق للبنان ايضا".
واشارت اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري "الى ان المناقشات مع هوكشتاين جرت في أجواء مريحة قدّمنا خلالها أقصى ما يمكن من التسهيلات التي من شأنها وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بالشكل الذي يؤكّد على القرار 1701 وتنفيذه بكل مندرجاته، ولا يمسّ او يتعارض مع سيادتنا الوطنية .ما تمّ الإتفاق عليه مع هوكشتاين يشكّل السبيل الموضوعي لوقف إطلاق النّار وإنهاء العدوان الإسرائيلي".
المصدر: لبنان 24